زين العشر الأواخر من رمضان بصلاة التهجد

تحل علينا العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك أيام العتق النار وترقب ليلة القدر، ولفضل الأواخر العشر في شهر الرحمة يلجأ المسلمون في جميع بقاع الأرض إلى التقرب لله بالأعمال الصالحة والقيام بصلاة التهجد في منتصف الليل احتسابًا للأجر والمغفرة.
ولأهمية صلاة التهجد تستعرض لكم "سيدتي نت" تعريفًا كاملًا عنها، وعن أهميتها وفضلها، وما الفرق بينها وبين قيام الليل.

تعريف صلاة التهجد
صلاة التهجد سنة مؤكدة كان يؤديها رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ حتى تتفطر قدماه، ولما سئل عن ذلك قال +صلى الله عليه وسلم_: "أفلا أكون عبدًا شكورًا".

فضلها
صلاة التهجد مستحبة، وهي أفضل صلاة بعد صلاة الفريضة، حيث قرب الزمان والمكان من الله سبحانه وتعالى، وعن حديث أبي هريرة _رضي الله عنه_ أنّ رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ قال ‏:‏( ‏يتنزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول من يدعوني فاستجيب له، من يسألني فأعطيه من يستغفرني فأغفر له‏)‏‏.
وقال تعالى (وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا) سورة الإسراء 79.


الفرق بين صلاة التهجد وقيام الليل
قيام الليل: معناها أنك تقوم لله سبحانه وتعالى بعد صلاة العشاء؛ فكل ما صليته بعد صلاة العشاء؛ فهو معدود في قيام الليل إلى أذان الفجر؛ فكل ما يقع في هذا المقام نسميه بقيام الليل. أي قضاء الليل، أو جزء منه ولو ساعة، في الصلاة وتلاوة القرآن وذكر الله، ونحو ذلك من العبادات, ولا يشترط أن يكون مستغرقًا لأكثر الليل .
التهجد: هو القيام من النوم فهو صلاة الليل خاصة، وقيده بعضهم بكونه صلاة الليل بعد نوم. قال الحجاج بن عمرو الأنصاري _رضي الله عنه_:" يحسب أحدكم إذا قام من الليل يصلي حتى يصبح أنه قد تهجد, إنما التهجد أن يصلي الصلاة بعد رقدة, ثم الصلاة بعد رقدة, وتلك كانت صلاة رسول الله _صلى الله عليه وسلم_".


وقتها
تجوز صلاة الليل في أول الليل ووسطه وآخره، وأفضل أوقاتها ثلث الليل الأخير، فعن عمرو بن عبسة قال: سمعت النبي _صلى الله عليه وسلم_ يقول:" أقرب ما يكون العبد من الرب في جوف الليل الأخير، فإن استطعت أن تكون ممن يذكر الله في تلك الساعة".


صفتها
يصلي في الليل ركعتين، ركعتين بغير عدد محدود قدر طاقته، لقوله _صلى الله عليه وسلم_:" صلاة الليل مثنى مثنى". وروي من فعل رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ أنه كان يصلي في الليل إحدى عشرة ركعةً، أو ثلاث عشرة، بإضافة إلى ركعتي الفجر، فعن عائشة _رضي الله عنها_ قال:" ما كان يزيد في رمضان ولا غيره على إحدى عشرة ركعة، يصلي أربعًا، فلا تسأل عن حسنهنّ وطولهنّ، ثم يصلي أربعًا، فلا تسأل عن حسنهنّ وطولهنّ، ثم يصلي ثلاثًا".
ويحسن أن تختم بواحدة توترها، ففي الصحيحين أنّ رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ قال: صلاة الليل مثنى مثنى، فإذا خشي أحدكم الصبح صلى ركعة واحدةً توتر له ما قد صلى.


أفضل الدعية عند التهجد
عن حديث ابن عباس _رضي الله عنهما_ قال: كان النبي _صلى الله عليه وسلم_ إذا قام من الليل يتهجد قال: اللهم لك الحمد أنت قيم السماوات والأرض ومن فيهنّ، ولك الحمد، لك ملك السماوات والأرض ومن فيهنّ، ولك الحمد أنت نور السماوات والأرض ومن فيهنّ، ولك الحمد أنت ملك السماوات والأرض ومن فيهنّ، ولك الحمد أنت الحق ووعدك حق ولقاؤك حق وقولك حق والجنة حق والنار حق، لك أسلمت وبك آمنت وعليك توكلت وإليك أنبت وبك خاصمت وإليك حاكمت فاغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت أنت المقدم وأنت المؤخر لا إله إلا أنت أو لا إله غيرك ولا حول ولا قوة إلا بالله".