قصة 8 فتيات من جدة والـ «منظور جماعي»

9 صور

8 فتايات سعوديات قررن خوض تجربة في مجال الفن التشكيلي وذلك بعد أن تزاحمت الساحة التشكيلية الفنية بالمملكة في السنوات الأخيرة بالأسماء الشابة، التي أثبتت قوة إبداعها الفني والفكري، حيث أصبح هناك تحد كبير أمام كل من يحاول اقتحام هذه الساحة؛ ليحقق لنفسه بصمة مختلفة تميز إبداعه في جو مليء بالتيارات التنافسية المتجددة والمتنوعة.


رغم ذلك أصرت الفتيات من مدرسة المعرفة العالمية بجدة، تتراوح أعمارهن مابين 14،18 عاماً أن يخضن هذا التحدي ويثبتن جدارتهن بإقامة معرض جماعي تشكيلي خاص بهن، بعنوان «منظور جماعي» في «كورتيارد» بجدة، قدمن من خلاله أكثر من 40 عملاً فنياً مختلفاً لمدة يوم واحد، جذب الكثير من الزائرين ومحبي الفن، الذين أبهرتهم تلك الأنامل الصغيرة، وما أبدعته من أنواع مختلفة من الفنون والمدارس المتعددة، التي تتدرج من الكلاسيكية وحتى المدارس الحديثة والمبتكرة، وأثنى على تلك التجربة المهندس رامي قائلاً: «في البداية أثارني الفضول عما ستقدم فتيات في هذا العمر في أول معرض لهن، وما سأراه هل سيكون بمستوى المعارض الذي اعتدنا عليها أم سيكون ضرباً من التجارب الطلابية؟ لكن للأمانة أدهشني ما رأيت، المعرض يضم مستويات عالية من الحس الفني تنافس كبار الفنانين، تمنيت أن يستمر لأكثر من يوم فهو يستحق الزيارة لأكثر من مرة».


والجميل أن هذا المعرض أُقيم بقوة الإرادة والطموح، كأول خطوة لحلم كل مشاركة فيه، فالمجهود والدعم كان ذاتياً كما قالت دعد فواز إدريس، 17 عاماً، إحدى المشاركات بالمعرض: «هذا المعرض وليدنا الأول لعالم الفن، أقمناه بمجهودنا الشخصي، ولا ننسى دعم أولياء أمورنا، نحن نخوض هذه التجربة؛ لنكسر حاجز التردد لدخول الساحة الفنية المزدحمة بكبار الفنانين والمبدعين، ومن هذا المعرض قررنا أن نثبت لأنفسنا أننا قادرون على إبراز مواهبنا الفنية بكل تميز»، دعد التي شاركت بأكثر من 16 عملاً فنياً سردت من خلالها إمكانياتها في فن الرسم والنحت والأعمال الفنية، أعمالها حكت عن علاقتها بمجتمعها وما يحدث به من تفاعلات، أما زميلتها تالا يوسف قاري 18 عاماً، tتحدثت عن شعورها كأول مشاركة فنية لها: «أحببت أن أقدم فناً يعكس جيلنا بكل جوانبه، فتركيزي في مشاركتي هذه على البورتريهات، ورسم الشخصيات بطرق مختلفة، إما عن طريق الرسم الكلاسيكي بالألوان، أو بواسطة الفن الرقمي الذي أطور نفسي فيه حالياً، بالإضافة لفنون الآنمي والمانجا التي أجدها تمثلني بكل الشخصيات التي أرسمها، رغم ذلك مازلت أحب جداً الرسم بالألوان الزيتية، الذي بدأت به مشواري الفني»، كما عبرت داليا عبدالواحد، 18 عاماً، عن شغفها بالأفكار والأساليب الحديثة بالفن والمعبرة عن دواخلها وأفكارها الخاصة؛ فقد استخدمت الخيوط والألوان والخامات المستهلكة، للتعبير عن موضوعات تحكي العلاقات الأسرية والاجتماعية والمشاعر المتعلقة بها والخاصة بأبناء جيلها، وتميزت أعمال حنين الدباغ، 14 عاماً، برسم الوجوه بأسلوب البوب آرت الحديث بشكل متقن واحترافي؛ لتعرضها لأول مرة بجانب أعمال زميلاتها، وأكدت بأنها تعشق تأمل الناس والأشخاص؛ لتحمل انطباعاتها الشخصية عنهم على ملامح شخصياتها المرسومة بأسلوب تجريدي انطباعي، مستخدمة بذلك ألوان الأكريليك ولمساتها الخاصة.


وأشار الدكتور فواز إدريس والد الفنانة المشاركة دعد، على أهمية التفات الآباء لمواهب أبنائهم واحتضانها وتنمياتها، فكما يقول: «في هذا الوقت المليء بالمغريات التي تلهي أبناءنا وتفتك بأوقاتهم وتهدرها، جميل أن نراهم يملكون مواهب يسعون من خلالها لتنمية المجتمع وتطويره، خاصة من الناحية الفنية والثقافية، فأنا كأب فخور بابنتي وزميلاتها، وخاصة بأنهم ومن دون أي توجيه منا نحن الكبار قرروا أن يذهب ريع مبيعات المعرض لجمعية الإيمان لمرضى السرطان، وهذا دليل واضح للوعي الفكري الذي يتمتع به الجيل الناشئ الجدير بالاهتمام والدعم والتشجيع».


وأردفت منظمة المعرض ربى علي محسن، وشريكتها فايزة الدريبي، عن فخرهما بالمواهب الشابة وأنهما لم يترددا في تنظيم المعرض وإخراجه بشكل يليق به، وعن الحضور قالت الدريبي: «الحضور كان رائعاً أكثر من المتوقع، ويكفي أن نرى جهود بنات في الثانوية بهذا الإبداع».