تسوّق اللحظة الأخيرة..لماذا تفضله النساء؟

10 صور

عادة التسوق لا غنى عنها لدى الرجل والمرأة، فلكل منهما احتياجاته التي لا يستطيع الآخر أن يحدد نوعها أو وقت شرائها، لكن عادة التسوق في اللحظات الأخيرة ارتبطت بالنساء أكثر من الرجال، فعلى الرغم من وجودهن وشرائهن لقطع الملابس الأساسية والاحتياطية والإكسسوارات في كل زيارة يقمن بها إلى السوق، فإنهن عند المناسبات لابد أن يذهبن إلى السوق في آخر لحظة؛ لإكمال ما ينقصهن من ملابس لحضور المناسبة.


«سيِّدتي» التقت نساء وسألتهن: لماذا تعشقن اللحظة الأخيرة للتسوق؟ وبالمقابل أخذت رأي نساء لا يفضلن هذه اللحظات، كما أخذت رأي الرجال حول الموضوع، في التحقيق الآتي.


آراء النساء
حالة مشتركة بين معظم السيدات
تؤكد مقدمة برنامج «صباح السعودية» على القناة الأولى بالتلفزيون السعودي، بنان البيك، أن تسوق اللحظة الأخيرة هو حالة مشتركة بين معظم السيدات، وتقول: «رغم علمي بأنه طبع غير صحيح من الناحية الاستهلاكية، إلا أنني أشتري ما هو جديد في كل مناسبة تتم دعوتي إليها، ولا أخفيكم أن هذا الأمر يريحني كثيراً، وأعشق تلك اللحظات، وأجد نفسي أحياناً من دون شعور أقتني ما يعجبني من ملابس وحقائب وأحذية ومجوهرات وإكسسوارات قبل حضوري المناسبة، ولا يوجد شيء محدد أبحث عنه في اللحظة الأخيرة، فقد أشتري مكملات الفستان أو قطعة تعجبني؛ لتتماشى مع حذاء أو حقيبة تكون موجودة لديّ مسبقاً، المهم هو أن أذهب للتسوق».

اللحظة الأخيرة هي الحاسمة
وتعترف شيخة سلمان «ربة بيت» بأنها تذهب إلى السوق باستمرار، ومن المستحيل أن تخرج منه دون شراء قطعة من الملابس، ولكنها عندما تتلقى أي دعوة، لابد أن تذهب للشراء في اللحظات الأخيرة قبل حضور المناسبة، وبررت هذا التصرف بأنه ليس عدم ثقة بما لديها من ملابس، ولكنها مقتنعة بأنها قد تجد آخر لحظة قبل حضور المناسبة فستاناً جميلاً ترتديه، أو إكسسوارات أجمل تناسب قطعة تكون لديها مسبقاً، وهذا ما يجعلها في كل مناسبة تذهب في اللحظات الأخيرة إلى السوق؛ لإكمال ما لديها، وحضور المناسبة بكل ثقة وراحة.

البحث عن جديد آخر اللحظات
فيما تقول الفنانة ومصممة الأزياء دينا محمد: «المرأة لا تتغير أبداً، فهي دائمة البحث عن كل ما هو جديد وجميل؛ ليزيدها جاذبية وجمالاً، وقد يكون هذا السبب في لجوئها لتسوق اللحظات الأخيرة قبل حضورها أي مناسبة لإكمال ما ينقصها، ولكن بالنسبة لي التسوق في اللحظة الأخيرة يخلصني من الضغط النفسي والتوتر، ويجعلني أختار قطعة قد تكون نزلت حديثاً لحضور المناسبة التي دعيت إليها، كذلك زيارة اللحظات الأخيرة تجعلني أستمتع بالخروج لشراء احتياجاتي واستكمال ما هو غير متوافر لديّ من ملابس أو إكسسوارات، بحسب الدعوة المقدمة لي».

لا أحب تلك اللحظات
وتخالفهن الرأي، المشرفة على القسم النسائي بوكالة الأنباء السعودية «واس»، خلود الدخيل، قائلة: «رغم أن تسوق اللحظة الأخيرة هوس موجود عند أغلب النساء ولا نستطيع أن ننكره، إلا أنني ضده ولا ألجأ له، فعندما أتلقى دعوة لحضور مناسبة زواج أحد الأقارب، يكون لديّ علم مسبق قبل أشهر بذلك، فأذهب إلى السوق مرة أو مرتين وأشتري ما يلزم، وليس الشيء الجديد؛ إذ تتوافر لديّ جميع ألوان الحقائب والأحذية والإكسسوارات والمجوهرات، وقد تعلمت عدم دخول الأسواق إلا للضرورة من والدتي، فقد زرعت في نفوسنا هذه الفكرة، مع الابتعاد عن تسوق اللحظة الأخيرة؛ لأن كل ما يؤخذ على عجل غير مفيد».

للنساء اللاتي لا يثقن
وتشارك الفنانة «هبة عبدالعزيز»، خلود في رأيها، حيث تقول: «إن التسوق في اللحظة الأخيرة عادة لدى بعض النساء، ولا تعمم بالطبع على جميعهن، وفي المقابل هناك من يأخذن ملابس احتياطية؛ ليبتعدن عن هذه اللحظات»، وتضيف: «في الواقع لدينا مشكلة تتمثل بنا كنساء، وهي أننا متسوقات أكثر من كوننا مستخدمات لأغراضنا التي نشتريها، حتى أصبح لدى البعض موهبة الشراء والدفع دون استخدام ما يقمن بشرائه، لذلك عندما نتلقى دعوة نذهب للشراء مرة أخرى، وأعتقد أن الأناقة ليست بالكثرة، بل بحسن الاستخدام والمظهر، وأنا شخصياً أحاول الابتعاد عن تسوق اللحظة الأخيرة؛ حتى لا أربك نفسي ومن معي».

بحسب المزاج
فيما تعترف الفنانة أفنان فؤاد بأنها مزاجية جداً، ومزاجها هو من يتحكم فيها وفي وقت تسوقها، وتقول: «مزاجي هو من يجعلني ألجأ إلى تسوق اللحظة الأخيرة إذا دعيت إلى أي مناسبة، وأن أقرر إذا كنت سأذهب أم لا، فإذا كان جيداً أحاول الذهاب إلى السوق وشراء واختيار وإكمال ما لديّ؛ حتى أقارن المناسب والأجمل وأرتديه، أما إذا كان مزاجي سيئاً فلا ألجأ إلى التسوق في اللحظات الأخيرة قبل حضوري المناسبة».

آراء الرجال
مرض تلك اللحظات
يقول عياد أحمد «موظف في أحد القطاعات الخاصة»: «أكره التسوق في اللحظات الأخيرة، والذي أعتقد أنه متعمّد من قبل النساء، للذهاب وإحضار قطعة وصلت حديثاً؛ لتكون المرأة متميزة بين صديقاتها أو أهلها، وهذا يحدث دائماً معي عندما تتم دعوة زوجتي إلى أي مناسبة، إذ نذهب تارة لإحضار قطعة تريدها، ومرة أخرى تكمل الإكسسوارات لقطعة موجودة لديها، وفي كلتا الحالتين الأمر متعب، حيث لا يقف على تسوق اللحظة الأخيرة لإكمال ما هو موجود، ولكن لشراء قطعة جديدة والبحث عن كمالياتها!».

أكره اللحظات الأخيرة
أما الكاتب بصحيفة «الوطن» بسام فتيني، فيقول: «في السوق أو في غيره دائماً هناك طلبات اللحظات الحرجة أو الأخيرة، والتي تكون مصدراً رئيسياً للضجر، فبعض الأشخاص يستلذون بإرباك الشريك ووضعه في حرب مع الزمن، وعادة ما تكون هذه العادة موجودة عند من لا يجيدون إدارة الوقت أو من لا يحترمونه أصلاً، وبطبيعتي أكره السوق والتسوق، ودائماً أتحاشى الشراء في المواسم كالأعياد مثلاً، حيث تتحول الأسواق إلى معارك تحصد الملبوسات الجديدة، رغم أن الملابس متوافرة طوال العام».

لست كارهاً لهذا التسوق
بينما يقول كبير مذيعي القناة الأولى في التلفزيون السعودي، الإعلامي عبدالعزيز العيد: «لست كارهاً لتسوق اللحظة الأخيرة الذي تقوم به زوجتي أو بناتي؛ لأنه يتم في حالة الضرورة، وهذه الحالة لا تحدث باستمرار، وفي الغالب يشترين ما يعجبهن من قبل، ويدخرنه بانتظار مناسبات الأعياد وحفلات الزواج، وهذا الأمر جميل منهن، أما بالنسبة للذهاب معهن إلى السوق، فهن مشكورات يقمن بذلك بأنفسهن، ولو احتجنني لما تأخرت أبداً، فقد قمت بهذه المهمة قبل سنوات طويلة، ولكن السائق أراحني من تلك المشاوير».

«مكره أخاك لا بطل»!
فيما يقول علي حمد «معلم مرحلة متوسطة»: «المرأة لا تتغير أبداً، فهي دائمة البحث عن الكمال عند حضور أي مناسبة، لذلك تحب اللحظات الأخيرة للتسوق، ولا تستغني عنها، وأنا كرجل أكره هذه اللحظات، ولكنني مجبر على الذهاب مع زوجتي؛ لأن أهلها في مدينة أخرى، وليس هناك أحد كي تذهب معه، وموضوع الاختيار والتسوق يضايقني ولا أحبه، ولكن كما يقولون: «مكره أخاك لا بطل».

بلا تخطيط
لينا «موظفة في أحد القطاعات الخاصة»، تقول: «مهما كنا مستعدات لأي مناسبة لابد من تسوق اللحظات الأخيرة»، وتتذكر إحدى المناسبات التي اضطرتها إلى أن تخرج من صالون التزين إلى السوق مباشرة؛ لأن زوجة أخيها التي تسكن في مدينة أخرى وأتت ضيفة لحضور مناسبة زواج مهمة لديهم، اكتشفت آخر لحظة وهي تقوم بعمل تسريحة شعرها أن الحذاء الذي أحضرته لا يتناسب مع الفستان، ولأن زوجة أخيها لم تنتهِ من تسريحتها التي اختارتها، وهي انتهت من ذلك، ذهبت مسرعة إلى السوق بدلاً منها، واشترت لها ما يناسبها، ثم توجهت إلى قاعة الأفراح، وتضيف: «رغم أننا كنا نستعد لهذا الزواج منذ فترة، إلا أن تسوق اللحظة الأخيرة لابد أن يأتي حتى لو لم نخطط له».

الرأي الاجتماعي
ترى الأخصائية الاجتماعية منال أحمد، بكلية العلوم، أن تسوق المرأة بشكل عام، سواء في الأيام العادية أو اللحظات الأخيرة، يعد علاجاً لبعض حالات الاكتئاب التي قد تصيبها؛ إذ يعدّ التسوق وحضور المناسبات متنفسها الوحيد، لذلك تعتقد أنها إذا ذهبت كلما دعيت إلى مناسبة لشراء أو إكمال ما لديها من ملابس ستكون كاملة، وهذا ما تصبو إليه دائماً، كما أن تسوق اللحظة الأخيرة ظاهرة لا نستطيع أن ننكرها، وهي موجودة في مجتمعنا، ولكن لا تعمم على جميعهن، فالهدف منها هو أن تبدو أجمل ومحط أنظار الحاضرات، كما أن التسوق يعد فناً من فنون ومهارات الحياة، بحيث نجده ممارساً من قبل النساء والرجال، ويحصل كلا الطرفين على المتعة والفائدة معاً في ممارسة هذه الهواية، ولكن يجب أن تكون بشكل معقول، وألا تضغط المرأة من حولها وتعتاد أن تتسوق في اللحظات الأخيرة لأي مناسبة تدعى لها، وأن تأخذ خلال تسوقها في الأيام العادية قطعاً تضعها في خزانتها لأي ظرف طارئ، ووضع لمساتها على قطع سابقة موجودة لديها وجعلها جديدة ولافتة للنظر، بدلاً من البحث عن الجديد في كل مرة، وأن تكون لديها ثقة كاملة في نفسها، وهذا هو المهم والذي سيبعدها عن البحث الدائم والتسوق في اللحظات الأخيرة.