معارك كر وفر بين أضاحي العيد لم تندثر بعد

أضحية العيد
نحر الأضحية يكون لنيل الثواب والأجر من الله سبحانه وتعالى (المصدر: pexels)
أضحية العيد
تربية الأطفال على حب الحيوان والعطف عليه (المصدر: pexels)
أضحية العيد
أضحية العيد
2 صور

مع حلول أول أيام عيد الأضحى المبارك، يسعى كل مسلم مقتدر لنحر أضحية؛ نيلاً للأجر والثواب، وذلك للتقرب إلى الله، عز وجل؛ كونها من شعائر الله التي يجب تعظيمها؛ فضلاً عن ثوابها الكبير؛ فالأضحية شعيرة إسلامية من شعائر الله التي يجب تعظيمها، ويقول الحق سبحانه: "فصل لربك وانحر"، ولكن قد نجد بعض المشاهد تتكرر وهي الأكثر إيلاماً في يوم التضحية، وهو مشهد ذبح الخراف والعجول نفسه بعيداً عن الرحمة والإنسانية التي أمر بها الدين الإسلامي .. «سيدتي» التقت بالشيخ عمرو سيد أحمد، من علماء الأزهر الشريف.
يقول الشيخ عمرو لـ«سيدتي»: الأضحية إحدى الشعائر الإسلامية التي يتقرب بها المسلم إلى الله، عز وجل، لقوله تعالى: "ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ".. وهي سنة مؤكدة عن الرسول، صلى الله عليه وسلم، يثاب فاعلها ولا يعاقَب تاركها، وهي مشروعة بالكتاب والسنة القولية والفعلية والإجماع.

أسباب رفض الطفل تناول لحم خروف العيد

 

- الإسلام دين الرحمه والإنسانية

نحر الأضحية يكون لنيل الثواب والأجر من الله سبحانه وتعالى (المصدر: pexels)


يقول الشيخ عمرو: لقد دعانا ديننا الإسلامي إلى الرفق بحيوانات الأضاحي وتغطية عيونها أثناء الذبح، واعتبار ذلك أمراً واجباً، وذلك رفقاً وإحساناً بها، وإبقائها بعيدة عن مصادر التوتر: "الخوف، والقسوة، والإجهاد، والحرارة، والنقل"، والتي تنشأ من إخافة الأضحية، ولقد أمرنا رسول اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، أن تُحَدَّ الشِّفار وأن تُوارَى عن البهائم؛ موضحاً أن الإسلام دِينُ رَحمةٍ في كُلِّ شَيءٍ؛ فهو دين الرحمة والإنسانية.
بعض الآداب تجاهلُها قد يتسبب في هروب الأضحية.. يقول الشيخ عمرو، إن هناك بعض الآداب التي قد لا يعرفها البعض، وقد تتسبب في هروب الأضحية في عيد الأضحى:

• التأكد من سلامة الأضحية

فلا بد أولاً من التأكد من سلامة الأضحية؛ حيث يجب أن تكون خالية من أيّة أمراض.

• استقبال القِبلة

أيْ عند الذبح، يجب أن تكون باتجاه القبلة، ويجب إضجاعها على جنبها، وعليك أن تمسك بالأضحية والميل بها على الجانب، ثم سَمِّ الله وكبرْه.

• الترفق عند الذبح

يجب أن تترفَّق عند ذبحها؛ أيْ: عامل الأضحية برفق وعناية أثناء الذبح، ولا تَجررها من موضع لآخر؛ حتى لا تثير غضبها.

• لا تُظهر لها آلة الذبح

ومن الأمور الهامة، ألا تُظهر لها آلةَ الذبح؛ لأن هذا الأمر ضمن أكبر أسباب خوف الأضاحي وهروبها.

• عدم الذبح بوجود أضحية أخرى

ويجب الحرص أثناء الذبح على ألا تذبحها بحضرة أضحية أخرى؛ حتى لا تهرع الأضاحي وتهرب، ولا بد من التأكد من انتهاء نفسها قبل سلخها، وأخيراً لا بد من الالتزام بالأماكن المخصصة للذبح.

- الخوف والتوتر يؤثر على جودة اللحم


يقول الدكتور ناصر عبدالحليم (طبيب بيطري بالمجزر الآلي): الحيوانات حين ترى الدماء وتشم رائحتها، تشعر بالخوف من الذبح؛ فتحاول الهرب من الموت، ونرى الأضحية تركض وتهاجم كل من يحاول الإمساك بها؛ فلا بد من إكرام الأضحية عند الذبح.. وطبياً: جودة وقيمة الذبائح التي أصابها الخوف والضغط النفسي والعصبي، تُعتبر أقل بكثير من الذبائح التي لم يحدث لها ذلك؛ لأن الخوف والتوتر يؤثران على طعم اللحم؛ حيث يصبح اللحم جافاً، وأكثر مرارة، وأقل قدرة على البقاء صالحاً للاستخدام، كما يؤثر على قيمتها الغذائية، وتقل جودتها.

- لا ضرر ولا ضرار

يقول الشيخ عمرو: ينبغي أن نجعل من ذبح الأضحية مظهراً من مظاهر عظمة الإسلام، وعنواناً لرقيه وحضارته؛ فلا تذبح الأضحية في الأماكن العامة، ولكن في الأماكن المخصصة لذلك؛ لأنه يتسبب في أذى الناس وضررهم، وانتشار الأمراض بينهم، وقد حرّم الإسلام الضرر بكل أشكاله وصوره؛ حيث يقول صلى الله عليه وسلم: "لا ضرر ولا ضرار"

- مشاهد مؤثرة تترك بصماتها ولاتندثر

تربية الأطفال على حب الحيوان والعطف عليه (المصدر: pexels)

• التلذذ بتعذيب الحيوان

تقول عائشة إبراهيم (ربة منزل)الكثير من الأطفال يتلذذ بتعذيب الحيوان أثناء ربطه أمام المحال والمنازل أو في الطرقات؛ فنجد بعضهم يمتطي الخراف ويضايقها ولا يتركها إلا عند إصابتها بحالة من التوتر والهياج، وقد حدث هذا أمامي عندما امتطى طفل أحد الخراف وتمسك بقرونه الكبيرة؛ فهرب الخروف والطفل على ظهره، ولم يتركه إلا وقد ذهب به إلى الطريق خلال مرور السيارات، وسْط خوف وذهول المارة، وقد أصيب بكدمات في الوجه والرأس، ولم يستطع الإحساس بمشاعر بهجة العيد مع الأطفال.

• المشهد يتكرر كل عيد

ويقول محمود خليل: إن مشهد هروب الأضاحي مشهد متكرر في كل عيد أضحى، وهو مشهد كوميدي للغاية؛ فعند هروب الأضحية، سواء أكان خرافاً أو عجولاً، ويلاحقها الأطفال والجزارون وهي تحاول الإفلات منهم بكل قوتها وهي تجرّ حبلاً طويلاً خلفها، بعد أن استطاعت فك قيدها والهرب من صاحبها.. ويتذكر خليل ويحكي ما حدث أمامه على شاطئ البحر بالإسكندرية عند هروب أحد الخراف وسْط السيارات، ويحاول جاهداً نطح من يقف أمامه، لدرجة أن بعض السائقين تركوا سياراتهم ونزلوا يحاولون إبعاده عن سياراتهم؛ خوفاً من التلفيات التي حدثت بسياراتهم؛ مما أدى إلى تكدس بالمرور ما أدى إلى تدخل رجال المرور لتهدئة الأجواء وضبط المرور.

• تجربة لن تتكرر

عطيات إسماعيل تتذكر عند شرائها وأسرتها خروف العيد العام الماضي، وقد تم ربطه فوق سطح المنزل، واستطاع بقوته التخلص من القيود وفرّ هارباً؛ بل وقفز من فوق السطح على إحدى السيارات الباهظة الثمن، وعلى الرغم من كل هذا، إلا أنه نجا بأعجوبة من دون أذى له، واستطاع المارّة من أهالي المنطقة السيطرة عليه والإمساك به، ولكن صاحب السيارة لم يغفر ويسامح على تلفيات سيارته التي وصلت تكلفتها إلى آلاف الجنيهات، وللأسف تم دفعها بالكامل، وقرر زوجي بيع الخروف بأقل من ثمنه، واتفقنا جميعاً على عدم تكرار التجربة نهائياً.

- الحيوانات تشعر وتحس وتتألم

لا بد من أن نعلّم أبناءنا أن الحيوانات تشعر وتحس وتتألم (المصدر: pexels)


يقول البيطري د. ناصر عبدالحليم: عادة ما ينحر الجزارون أضاحيهم في الشوارع وفي الطرقات أمام منازلهم، الأمر الذي يثير مشاعر الأضحية؛ فعندما يبدأ الذبح، تشاهد كل الخراف والعجول رفاقها التي تُذبح أمامها، وهي مسألة تخالف تعاليم الدين والرحمة، إذا كان لدى الجزار خمسة عجول وخراف؛ فكلها تراقب كيف تُذبح رفاقها، والخراف والعجول وكل الحيوانات تشعر وتحس وتتألم مثل الإنسان تماماً؛ فيجب توخّي الحذر، ولماذا لا يكون الذبح بطريقة رحيمة وحديثة لذبح الحيوانات؛ فالإسلام يحرّم تعذيب الحيوان بأيّ شكل من الأشكال؛ بحيث لا تشعر تلك الكائنات التى خلقها الله بألم، ولا تتنبّه إلى مصيرها فيصيبها الخوف والفزع.

تابعي أيضاً كيف تتصرفين مع طفلك بخصوص مواقفه المختلفة من خروف العيد؟