حياتنا الصحية والنفسية هل يمكن الحفاظ عليها بأقل تكلفة؟

حياتنا الصحية والنفسية هل يمكن الحفاظ عليها بأقل تكلفة؟
حياتنا الصحية والنفسية هل يمكن الحفاظ عليها بأقل تكلفة؟

حياة صحية، من الناحية الجسدية والنفسية، هي فكرة أصبحت متداولة، بكثرة في الأوساط الشبابية، تتطلب سلوكيات وعادات جديدة، وتستوجب وقتاً ومالاً... بأي طريقة يمكن اعتمادها، وما مبالغاتها التي يجد الشباب أن تجنبها أفضل؟



أعدت الملف وشاركت فيه | البحرين | دبي | لينا الحوراني Lina Alhorani

الرياض | عبير بو حمدان Abeer Bou Hamdan - الشرقية | سمية آلخير Somia Alkhair

بيروت | عفت شهاب الدين Ifate Shehabdine - القاهرة | أيمن خطاب Ayman Khattab

تونس | منية كوّاش Monia Kaouach


لا تذهبوا إلى الخيارات التي يروج لها المؤثرون!

روز الشهري

روز الشهري: لا تستسلمن لأي ظروف تعيق من اهتمامكن بصحتكن وراحتكن

 

تشهد الأنماط الصحية المعاصرة، في السعودية، إقبالاً كبيراً من الشباب والشابات على حد سواء، بالأخص مع انتشار المراكز الصحية والرياضية والغذائية المختصة التي تبدع في تقديم منتجاتها وخدماتها وبرامجها المتطورة، كذلك مع تأثر الفئة الشبابية بالشخصيات المعروفة عبر مواقع التواصل الاجتماعي الذين جعلوا من هذا الموضوع محتوى أساسياً لهم عبر منصاتهم، لذلك تجد روز الشهري، 23 سنة، طالبة سعودية في الأكاديمية السعودية للترفيه، أن تغير أنماط الحياة أنتج عادات غذائية جديدة، وعرّفنا إلى أنواع مبتكرة من الأطعمة التي تناسب نظاماً غذائياً محدداً دون آخر، وأضافت: «هذا لا يعني أبداً أن نذهب نحو الخيارات الباهظة الثمن، التي يروج لها بعض الشركات، أو حتى بعض الشخصيات المؤثرة، لا سيما عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بل هناك دائماً بدائل صحية ومفيدة وغير مكلفة، وذلك بعد استشارة طبيب أو أخصائي تغذية».

تضع روز اليوغا والرياضات الحركية جنباً إلى جنب مع الغذاء الصحي، لتنظيم العملية التنفسية، وتدريب نفسها على الصبر والهدوء الفكري والنفسي، وتخفيف التوتر وإحلال السلام الداخلي، تستدرك قائلة: «لا تستسلمن لأي ظروف تعيق من اهتمامكن بصحتكن وراحتكن، بل اجعلن ذلك أولوية في حياتكن وهدفاً، وليس عبئاً مليئاً بالتوتر، بل اجعلنه نمط حياة وحافظن على استمراريته دائماً».


عدلت مستوى الأنسولين لدي ونزل وزني بكل بساطة

أمل خلف

أمل خلف: قوموا بإجراء التحاليل الطبية قبل اتباع أي نوع من أنواع الحمية

 

حاولت أمل خلف، 35 عاماً معلمة سعودية بإحدى مدارس التعليم بالجبيل الصناعية، إنقاص وزنها، ولكنها فشلت لتنصدم بازدياد وزنها الذي وصل إلى 81 كيلوغراماً، وحسب قولها، إن مستوى السكر كان ينخفض وصارت تتناول السكريات والحلويات بكثرة، وهذا الوزن الزائد سبب لها آلاماً في الظهر والرجلين، وقامت بإجراء التحاليل الطبية، فأخبرتها الطبيبة أن السبب ارتفاع الأنسولين والكولسترول، وكان لا بد من اتباع حمية لإنقاص الوزن، تتابع أمل: «ما حدث لي بعد ذلك أنني على الرغم من التزامي فترة بالحمية لكن وزني لم يزد ولم ينقص وبقي كما هو، عقبها فقدت الأمل في إنزاله، ثم أيقنت أن هناك خللاً ما، راجعت الطبيبة وأجريت عدة تحاليل أخرى، ثم وصفت لي علاجاً طبياً (إبر الأزومبك) لمدة ثلاثة شهور، التي عدلت مستوى الأنسولين عندي، ونزل وزني 10 كيلوغرامات، ثم قمت بتناول كل شي، لكن باعتدال، وخففت من الحلويات، بعدها خسرت 12 كيلوغراماً أخرى حتى أصبح وزني الآن 60 كيلوغراماً».

ونصحت أمل خلف من يريد تخفيف وزنه من الشباب والشابات بضرورة إجراء التحاليل الطبية قبل اتباع أي نوع من أنواع الحمية، واستشارة الأطباء وخبراء التغذية، لضمان الوصول إلى الوزن المثالي.

يمكنك الاطلاع على أحلام شبابية.. مشاريع مبتكرة من يتبناها؟


تأثرت بمن حولي

ميثاء عميرة

ميثاء عميرة: بات الشباب يتبعون حياة صحية مثيرة للقلق، مليئة بالهوس، خالية من التوازن

 

تجد ميثاء عميرة، شابة إماراتية، 23 عاماً، أن هناك صعوبة في اتباع نظام حياة معين على الرغم من اهتمامها بصحتها، بسبب ضيق الوقت، الذي تكرس أغلبه لأعمالها الفنية والذي ضيّق نطاق حركتها، تتابع: «أحاول أن أغير عاداتي إلى ألأفضل، وهناك فترة قصيرة كنت أتبع روتيناً صارماً، مثل الرياضة كل يوم، وتغير نظام أكلي، وقتها كنت أشعر بأنني في حال صحي أفضل، وأعترف أن اختياري للمشاركة السنوية في النادي الرياضة والتحدث إلى طبيب تغذية هو بسبب تأثيري بمن حولي، فكلهم لديهم نظام صحي ونفسي صارم».

تجد ميثاء أن الكثيرين هذه الأيام باتوا يتبعون حياة صحية مثيرة للقلق مليئة بالهوس، بعيدة عن الاعتدال خالية من التوازن، تعلّق: «هذا ما أثر سلبياً في شخصياتهم».


الحياة الصحية، مهارة شخصية

فاطمة الجواد

فاطمة جواد: حب الاستعراض هو سبب الاستهلاك المادي لدعم الحياة الصحية والنفسية

تجد فاطمة جواد، شابة بحرينية، 28 عاماً، متفرغة للفن التشكيلي، أن الحياة الصحية تكمن في احترام الوقت الخاص، الذي وجدناه بعد كورونا، وتُرجع هذا إلى العزلة والتعود على الفردية، وعلى الرغم من السلبيات والإيجابيات، أصبحت هذه حياتنا الصحية، تتابع: «التمسك بها يعود إلى شخصية وطبع كل فرد وتنظيمه، أعتقد أن الحياة الصحية، مهارة شخصية يمكن لكل فرد تطويرها، وهذا بدوره ضيّق دائرة الحياة الاجتماعية، صار هناك فهم أكثر لما هو مناسب لي نفسيّاً.. وما هي الإضافة التي أستفيد منها».

ترجع فاطمة الكلفة المادية لدعم الحياة الصحية والنفسية، إلى حب الاستعراض، الذي لا يوجد عند جميع الناس، وتأسف أن العرض المادي أصبح مفهوماً للنجاح؛ حيث ارتبط بالغنى والمسمى الوظيفي، تعلّق: «أعتقد الغالبية، أن هذا هو مفهوم الحياة الصحية، متناسين المستوى الفكري والنفسي».

إقرئي المزيد عن النقاش.. حدوده وموانعه لدى الشباب


لكلّ شيء ثمن!

أمل بالحاج صالح

أمل بلحاج: يزعجني في الوجبات الصحّية ما تستغرقه من وقت وتكلفة


لا تغفل أمل بالحاج صالح، أستاذة تربية بدنيّة، 24 عاماً، من تونس، أبداً تعداد السّعرات الحراريّة التي يحتاج إليها جسمها يوميّاً، كما أنها قاطعت السكّر المضاف تماماً تتابع قائلة: «يزعجني في الوجبات الصحّية ما تستغرقه من وقت وما تتطلّبه من عناية كما أنّها مكلفة».

يسمح لأمل أن تتناول ولمرّة واحدة في الأسبوع قطعة من الكيك أو البيتزا، فهي تدرك أنّ لكلّ شيء ثمن، ولا بدّ من الحرمان للحصول على جسم وعقل سليمين، وللتمتّع بمظهر خارجيّ جذّاب وبمواصفات عصريّة، أمّا عن متابعتها لحصص رياضيّة فتقول: «أقضي يوميّاً وبانتظام ساعة ونصف الساعة في التّمارين الرّياضية، وقد أكسبتني طاقة إيجابية، وجعلتني أتسامح مع نفسي ومع الآخرين، وخلّصتني من الاكتئاب، ورفعت ثقتي بنفسي؛ لأنها ساعدتني على تحسين مظهري، وأشعرتني براحة نفسيّة ورضاء كبيرين».

تشرب أمل يوميّا ثلاثة لترات من الماء، تراها ضروريّة لتغذية البشرة، تعلّق: «كل هذا سيساهم في تأخير علامات الشّيخوخة على جسمي وسيحافظ على ذاكرتي».


ما يميّزني هو مبدأ التوازن

جورجيت ريشا

 

 

 

لا تجد جورجيت ريشا، 35 عاماً، اختصاصية العناية بالبشرة، ومدوّنة الجمال على مواقع التواصل الاجتماعي، صعوبة في اتباع نظام حياة معين، فهي لم تتأثر بأحد بمن حولها على الإطلاق، بل تفضل أن يكون لديها أسلوب حياة معيّن بالنسبة إلى نوع الطعام الذي تتناوله، والعادات التي تمارسها يومياً، تتابع قائلة: «قد أتناول أحياناً الوجبات السريعة، ولكن ضمن نطاق المعقول».

بصفتها مدوّنة على مواقع التواصل الاجتماعي، يتم دعوة جورجيت باستمرار للمشاركة بمناسبات اجتماعية لتناول العشاء، ومع ذلك لا تتناول سوى وجبة الغذاء الخفيفة جداً، وهي وعبارة عن طبق من السلطة الطازجة فقط لا غير، لكنها لا تعيش فترات من الحرمان، كما تقول، مع المحافظة على صحتها، تستدرك قائلة: «هذا الأمر برأيي لا يتطلّب أموالاً هائلة باستثناء إذا كان هناك بعض المشاكل الصحية التي قد يعاني منها الشخص. وأنا أمارس الرياضة منها الرقص أو المشي لمرتين أو 3 مرات أسبوعياً، ولست مهووسة بالأنظمة الغذائية؛ لأنني لا أحب أن أمنع نفسي عن ارتياد بعض المطاعم على سبيل المثال، سواء كنت متواجدة في لبنان أو مسافرة، ولكن ما يميّزني هو مبدأ التوازن».

وتؤكد جورجيت في حديثها قائلة : «إن الحياة الصحية ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالحياة النفسية، وقد عاشت فترة زمنية مليئة بالتوتر وأدمنت على الطعام الدسم، لكنها تراجعت تماماً وعادت إلى الحياة الصحية».

يمكنك الاطلاع على «الفيقرز».. هواية شبابية جديدة نابعةمن الثقافة اليابانية