الإخصاب وتقنيات الإنجاب
الإخصاب وتقنيات الإنجاب-الصورة من AdobeStock

تُعد تقنيات المساعدة على الإنجاب حلولاً للمشكلات المختلفة التي يعاني منها الأزواج أثناء محاولة القيام بعملية الإخصاب، وقد شهدت تطوراً ملحوظاً في السنوات العشر الأخيرة، وهي تهدف إلى استعادة الخصوبة: إما بالأدوية، أو تقنيات الإنجاب للمساعدة على حمل صحي وإنجاب آمن لصحة الطفل والأم، وفي لقائه مع سيدتي يحدثنا الدكتور عبد الله إدريس، دكتوراه في طب الأجنة والإخصاب الإكلينيكي بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث، عن معنى الإخصاب وتقنياته، وهل يقتصر فقط على عديمي الإنجاب؟

الدكتور عبد الله إدريس: تم تسجيل ولادة ثمانية ملايين طفل حول العالم بوساطة تقنيات المساعدة على الإنجاب

أكدّ الدكتور عبد الله إدريس أن موضوع عدم القدرة على الإنجاب بشكل طبيعي ليس جديداً، بل مذكور بالقرآن الكريم، يقول: عرّفت منظمة الصحة العالمية تأخر الإنجاب بأنه عدم حدوث حمل طبيعي بعد اثني عشر شهراً من الجماع المنتظم من دون استخدام موانع من الطرفين، كما سجلت معدلات خصوبة منخفضة بمعظم دول العالم، وأشارت في أحد التقارير الحديثة والمنشورة موقعها إلى أن 48.186 مليون شخص يواجهون مسألة التأخر في الإنجاب.

ما أسباب انخفاض معدلات الخصوبة؟

يقول إدريس: «تختلف الأسباب، فهناك أسباب عامة كنمط الحياة، والتلوث البيئي، وعدم ممارسة الرياضة، وسوء التغذية، والسمنة، والتدخين بأنواعه، وتقدم العمر، وزواج الأقارب. كذلك هناك أسباب بيولوجية، مثل: انسداد القنوات التناسلية، والالتهابات المزمنة، وخلل النظام الهرموني، وعوامل وراثية، والسرطانات، وانخفاض/انعدام أو قلة جودة البويضات أو الخلايا المنوية، وتليف الرحم، واضطرابات المبايض، ودوالي الخصيتين، والتكيسات، ومتلازمة المبيض المتعدد، وقد يكون السبب غير معروف».

ويضيف: «ينبغي أن نعرف أن عدم القدرة على الإنجاب يعد حالة طبية كأي حالة أخرى، وبالإمكان علاجها بإذن الله تعالى؛ حيث تتنوع طرق العلاج بحسب الحالة، ففي بعض الحالات قد يساعد تنظيم الهرمونات أو علاج الالتهابات على حدوث الحمل، وفي حالات أخرى يتم اللجوء إلى تقنيات الإخصاب المخبري».

قد يهمك الإطلاع على علاج تكيس المبايض للمتزوجة.. برأي طبيب أمراض نسائية

ما معنى الإخصاب وتقنياته؟

يجيب إدريس: «الإخصاب المجهري بحسب منظمة مايو كلينك الأميركية الطبية، هو سلسلة من الإجراءات المستخدمة للمساعدة على الإخصاب وحدوث الحمل وتجنب الأمراض الوراثية بالأجنة، وهناك ثلاث تقنيات مخبرية رئيسية لعلاج التأخر بالإنجاب بحسب هيئة الإخصاب البشري وعلم الأجنة البريطانية، وهي:

أولاً: تقنية التلقيح الاصطناعي

يتم اللجوء إليها في حالات عدم القدرة على الجماع بشكل طبيعي بسبب حالة جسدية مثلاً، ويشترط فيها جودة كل من البويضات والخلايا المنوية؛ حيث يتم جمع عينة السائل المنوي ومعالجتها مخبرياً، وذلك لاستبعاد الخلايا الميتة والمشوهة وضعيفة الحركة، ثم يتم وضع الخلايا السليمة داخل الرحم  باستخدام قسطرة خاصة للمساعدة على التلقيح داخلياً. وتعد هذه التقنية هي الأسهل والأقل تكلفة، ولكن مع نسب نجاح أقل من التقنيات الأخرى.

ثانياً: تقنية الإخصاب المخبري

يتم تطبيق هذه التقنية في حالات قلة جودة البويضات وارتفاع جودة الخلايا المنوية؛ حيث يتم تنشيط المبايض باستخدام إبر هرمونية في يوم معين خلال الدورة الشهرية ولمدة معينة، ثم يتم جمع البويضات الناتجة من كلا المبيضين باستخدام قسطرة معينة ووضعها في طبق إخصاب مخبري يحتوي على مواد حيوية تساعد على التلقيح ونمو الأجنة، ثم تُضاف الخلايا المنوية المعالجة مسبقاً، ويوضع الطبق في حضانات خاصة لها خصائص الرحم نفسها تقريباً من درجة الحرارة ونسبة الغازات، وذلك للسماح للخلايا المنوية بتلقيح البويضات ذاتياً، ثم يتم إرجاع عدد معين من الأجنة الناضجة للرحم بعد أيام باستخدام قسطرة خاصة.

وتعد هذه التقنية متوسطة التكلفة مقارنة بالتقنيات الأخرى، مع نسب نجاح أعلى نسبياً من تقنية التلقيح الاصطناعي.

ثالثاً: تقنية الحقن المجهري

يتم استخدام هذه التقنية في حالات قلة جودة البويضات والخلايا المنوية؛ حيث يتم تطبيق جميع خطوات الإخصاب المخبري السابقة، ثم يتم حقن كل بويضة بخلية منوية سليمة باستخدام مجهر دقيق بدلاً من الاعتماد على التلقيح الذاتي.
وتتميز هذه التقنية عن سابقاتها بأنه يتم التأكد مخبرياً من حقن كل بويضة بخلية منوية واحدة، ونظراً إلى ذلك فإن نسب التلقيح فيها أعلى، وتعد هذه التقنية هي الأعلى كلفة؛ نظراً إلى ما تتضمنه من أدوات ومعدات مكلفة تُستخدم من قبل أخصائيين ذوي مهارة عالية».

ما رأيك في التعرف على تقنية البلازما PRP علاج فعال في حالات تأخر الإنجاب

هل الإخصاب أو تقنيات الحمل مقتصرة فقط على عديمي الإنجاب؟

«لا، لا تقتصر تقنيات المساعدة على الإنجاب على الأشخاص الذين يواجهون مسألة التأخر في الإنجاب فقط، ولكن لها استخدامات متعددة، فقد يتم جمع النطاف (بويضات أو خلايا منوية) أو أخذ خزعة (نسيج) من المبيض أو الخصية وتجميدها قبل التعرض للعلاج الكيميائي أو الإشعاعي في الحالات السرطانية ليتم استخدامها بعد الشفاء. وكذلك تستخدم لفحص الأمراض الوراثية للأجنة، وتحديد نوع الجنين في حالات طبية معينة، وفي حالات الإجهاض المتكرر، أو في حالة رغبة الأبوين في إنجاب التوائم، ومؤخراً أصبحت تستخدم هذه التقنيات في تجميد البويضات بسن مبكرة للحفاظ على جودتها ليتم استخدامها لاحقاً».

ما مخاطر الإخصاب المجهري؟

تتضمن مخاطر الإخصاب المخبري ما يلي: الضغط النفسي، وعدم نجاح العملية، ومتلازمة فرط تحفيز المبايض، والنزيف، والولادات المتعدِّدة، والولادة المبكرة، وانخفاض وزن الطفل عند الولادة، ويجدر بنا الذكر هنا بأنه تم تسجيل ولادة أكثر من ثمانية ملايين طفل حول العالم بوساطة تقنيات المساعدة على الإنجاب، بحسب إحصاءات الجمعية الأوروبية لطب التكاثر البشري وعلم الأجنة».

ربما تودين الإطلاع على سن الأربعين: صحة المرأة وإمكانية الإنجاب وفق طبيبة

ملاحظة من "سيدتي.نت": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج استشارة طبيب مختص.