حقيقة خطورة الحمل بعد سن الأربعين .. وتجربتي معه

حقيقة خطورة الحمل بعد سن الأربعين
حقيقة خطورة الحمل بعد سن الأربعين

لم يكن الحمل والولادة وإنجاب طفل دائماً على رأس أولوياتي، ورغم أنني طبيبة أطفال ناجحة؛ فإنني كنت سعيدة بالاعتناء بأطفال الآخرين، حتى إنني نسيت فكرة الزواج أصلاً، لكن هذه المعتقدات الثابتة في دماغي وشخصيتي، تغيرت عندما قابلت شريكي، الذي أصبح محور حياتي، بعد عامين من الزواج، فاجأني برغبته بطفل، وبما إنني تجاوزت الأربعين بعام، ولخبرتي في الطب؛ لم أفكر بالحمل على أنه حالة سهلة وتلائمني أبداً.

بداية هذه القصة بالنسبة لي

لم أكن أبداً من النساء اللواتي يتزوجن لأجل إنجاب طفل
لم أكن أبداً من النساء اللواتي يتزوجن لأجل إنجاب طفل

كانت تجربة لمياء مليئة بالمفاجآت، وهي تشاركنا قصتها مع الحمل، وتقول: «لم أكن أبداً من النساء اللواتي يتزوجن لأجل إنجاب طفل، أو يجب أن أكون أماً. كنت سعيدة جداً بالطريقة التي كانت بها حياتي. وعندما قابلت زوجي كنت في الـ41 من عمري، وقد بدأنا للتو في الحديث عن ذلك. لقد كان يحب الأطفال كثيراً، ما زال ينتابه شعور الوحدة؛ كونه تربى وحيداً، وعندما اقتنعت بالفكرة، بسبب تساؤلات والدته التي لا تنتهي بالطبع، قررت إجراء اختبار جيني قبل الولادة بسبب عمري، كنا متفقين أنا وزوجي أننا إذا لم نحصل على ابن أو ابنة، فستظل لدينا حياة رائعة».

مشكلات لمياء مع الحمل

كانت لمياء تتوقع تماماً أنها لن تستطيع الحمل بسهولة؛ فقد سبق أن تم تجميد البويضات عندما كان عمرها 35 عاماً، وكما تقول، إنها فعلت ذلك فقط لأنها لم تكن تعرف الاتجاه الذي ستتخذه حياتها، وكانت هذه خطة الزوجين الاحتياطية. بعد أن قررا المحاولة لـ6 أسابيع قبل اللجوء إلى البويضات المجمدة، لكن المفاجأة الكبرى تعلنها قائلة: «لكننا كنا محظوظين جداً، وحملت من المحاولة الأولى. اكتشفنا ذلك خلال عطلة نهاية الأسبوع بينما كنت قد قاربت الـ42 من العمر، أذكر أن زوجي لم يظهر أي حماس، وأنا كذلك، كنا خائفين من الإجهاض، وفي حالة صدمة مطلقة».

ما مخاوفك بشأن الحمل فوق سن الأربعين؟

أجرينا اختباراً جينياً لتشوهات الكروموسومات
أجرينا اختباراً جينياً لتشوهات الكروموسومات

لمياء: «كنا قلقين بالتأكيد بشأن احتمال وجود عيوب وراثية. كنا نعلم أن خطر إنجاب طفل مصاب بعيب خلقي يزداد كلما تقدمت في العمر، لكن في وقت مبكر، أجرينا اختباراً جينياً لتشوهات الكروموسومات - بدءاً من فحص لوحة الدم في الأسبوع 12 من الحمل.
في حين أن هذا الاختبار لم يكشف عن أي شيء يثير القلق، فقد قررت، نظراً لعمري، إجراء بزل السلى عند 16 أسبوعاً. كان هذا قراراً كبيراً، وتحدثت بشكل مكثف مع المستشار الجيني للتفكير في الأمر. في النهاية، فعلت ذلك من أجل راحة البال، وتبين أن كل شيء على ما يُرام، والحمد لله. كنت ممتنة لزوجي؛ لأننا كنا واضحين في الخيارات التي يُحتمل أن تكون صعبة بوصفها جزء من رعاية ما قبل الولادة، وفي كل الأحوال فقد بذلت قصارى جهدي للاعتناء بنفسي. تناولت فيتامينات ما قبل الولادة وتمسكت بنظامي الغذائي الصحي المعتاد. لقد خططت لممارسة الرياضة بانتظام أيضاً، ولكن بصراحة، كان الإرهاق عادة ما يعوق الطريق، خصوصاً أنني لم أنقطع عن عملي تماماً، لكنني كنت كثيرة الحركة، وأتجنب الوقوف لساعات طويلة».

الأمراض الشائعة في أثناء الحمل

كان عمر لمياء هو عامل الخطورة الوحيد. فهي لم تعانِ من ارتفاع ضغط الدم، ولا تسمم الحمل، ولا سكري الحمل، لكن كان لديها الكثير من المواعيد والخضوع لفحوصات الموجات فوق الصوتية، بالإضافة إلى الاختبارات الجينية، تعلق قائلة: «لا بد لي من الاعتراف، لم أحب أن أكون حاملاً. عانيت من غثيان الصباح في الثلث الأول من الحمل، ثم استمريت بذلك حتى النهاية. شعرت بأنني كبيرة ومنتفخة. كل مكان في جسدي كان يؤلمني».

مضاعفات في أثناء الولادة

أنجبت لمياء طفلاً سليماً قبل أسبوعين من موعد ولادتها
أنجبت لمياء طفلاً سليماً قبل أسبوعين من موعد ولادتها

أنجبت لمياء طفلاً سليماً قبل أسبوعين من موعد ولادتها، لم يكن لديها أي تقلصات أو علامات مبكرة أخرى، ثم في صباح أحد أيام السبت انكسرت المياه في تدفق هائل، تستدرك قائلة: «يقولون لك أن الأمر لن يكون مثل الأفلام، لكن الأمر كان كذلك بالضبط!
وبمجرد وصولنا إلى المستشفى، تناولت الأوكسيتوسين للحث على المخاض، وفي النهاية حصلت على حقنة فوق الجافية، توسع الرحم إلى 10 سم، وبدأت في الدفع. كان الأطباء يرون تاج رأس طفلي، ولكن بغض النظر كل جهودهم التي بذلوها، وطبعاً إلى جانب جهدي، لم يكن الطفل يخرج، حتى إنهم حاولوا الشفط، ولكن دون جدوى».

عملية قيصرية

في حوالي الساعة 11 مساءً، أوصت طبيبة التوليد عند الطلب بإجراء عملية ولادة قيصرية. شعرت بالضيق الشديد، كما كشفت لمياء حيال ذلك بعد أن جربت كل الخيارات شعرت «أنا نفسي شعرت بالفشل، لكن في نهاية المطاف وُلد طفلي بصحة جيدة. والحاجة إلى ولادة قيصرية لم تكن لها علاقة لها بعمري. ويمكن أن يحدث ذلك لأي امرأة على وشك الولادة».

ماذا تعلمت من هذه التجربة؟

لا تجد لمياء كالعديد من النساء أن الحمل في مثل عمرها أمر سهل؛ لذلك لا تريد أن تجعل تجربتها، التي تعتبرها سهلة، تنطبق على الجميع، تستدرك قائلة: «لم أكن أعرف ما الذي كان جسدي قادراً على فعله حتى حاولت. يمكن للنساء في العشرينات من العمر أن يعانين من مشكلات في الخصوبة، ثم ها أنا أحمل في المحاولة الأولى في سن 42. لم أتخيل أبداً أنني سأكون هذه العائلة الصغيرة».


ملاحظة من «سيدتي نت»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج؛ عليكِ باستشارة طبيب متخصص.