اليوم الوطني العماني 52.. المرأة العمانية مسيرة حافلة مكللة بالنجاحات

اليوم الوطني العماني 52.. المرأة العمانية مسيرة حافلة مكللة بالنجاحات
اليوم الوطني العماني 52.. المرأة العمانية مسيرة حافلة مكللة بالنجاحات

تحتفل سلطنة عمان في الثامن عشر من نوفمبر الجاري باليوم الوطني 52، وهو حدث يحيي ذكرى ميلاد السلطان الراحل قابوس بن سعيد، ويوم لاستحضار الماضي التليد، والحاضر المجيد، واستشراف المستقبل نحو مزيد من التطورات والإنجازات في ظل رؤية 2040 الواعدة.
«سيدتي» وبهذه المناسبة الوطنية الغالية، تسلط الضوء على ملامح من إنجازات المرأة العمانية التي اقتحمت بنجاحٍ كافة المجالات كافة، وتبوَّأت أعلى المناصب، ومثَّلت السلطنة في أهم المحافل العربية والدولية، من خلال لقاءات مع عدد من الرائدات الملهمات في مجالات مختلفة، سلطن فيها الضوء على تلك المسيرة المتميزة للمرأة العمانية على مرّ السنوات الماضية.

 

تصفحوا النسخة الرقمية العدد 2175 من مجلة سيدتي

 

 

 

 

عضوة مجلس أمناء الأكاديمية السلطانية للإدارة خولة الحارثي: اللجنة الوطنية للشباب محطةٌ مهمةٌ في حياتي

 

 

عضوة مجلس أمناء الأكاديمية السلطانية للإدارة خولة الحارثي



تتبوأ رائدة الأعمال خولة الحارثي، العديد من المناصب في بلدها عُمان، فهي عضوة مجلس أمناء الأكاديمية السلطانية للإدارة، التي اعتمد مجلس الوزراء تشكيلها لمدة ثلاثة أعوام برئاسة وزير ديوان البلاط السلطاني، تنفيذاً للمرسوم السلطاني الخاص بإنشاء الأكاديمية وتحديد اختصاصاتها، كما أنها الرئيسة التنفيذية لـمؤسسة «إنجاز عُمان» منذ عام 2016، وعضوة في اللجنة الوطنية للشباب، لذلك تستهدف في عملها فئة الشباب بشكلٍ خاصٍّ، حيث تحرص على توفير كل ما يُمكِّنهم من تحقيق أهدافهم، والنهوض بوطنهم عُمان.
خولة الحارثي حلَّت ضيفةً على «سيدتي»، فتحدَّثت عن بداياتها في ريادة الأعمال، والمهام التي قامت بها خلال مسيرتها، وكذلك عن الطموحات والآفاق المستقبلية للشباب.


تنسيق | عتاب نور Etab Nour
حوار | زكية البلوشي Zakiah Albalushi
تصوير | خالد البوسعيدي khalid Albusaidi
أزياء | بثينة الزدجالي Buthina Alzdjly



 

اعتمد مجلس الوزراء تشكيل مجلس أمناء الأكاديمية السلطانية للإدارة لمدة ثلاثة أعوام برئاسة وزير ديوان البلاط السلطاني، وكنتِ أحد أعضائه، حدِّثينا عن شعوركِ بهذا الاختيار؟
أشعر بالفخر والاعتزاز بهذه الثقة الغالية من مجلس الوزراء الموقَّر، وأعدُّه تكليفاً بقدر ما هو تشريف، وأتطلَّع إلى توظيف ما اكتسبته من خبراتٍ خلال السنوات الماضية لخدمة أهداف الأكاديمية، وأطلب من الله التوفيق والعون على حمل هذه الأمانة، وأن أكون دائماً عند حُسن الظن، وأطمح إلى أن تصبح الأكاديمية مرجعاً للتعلم التنفيذي وتأهيل وتطوير القيادات والكفاءات الوطنية، وإعداد القيادات الواعدة في القطاعين العام والخاص، بما يتناسب مع احتياجات المستقبل في ظل الاقتصاد الجديد من أجل بناء جهاز إداري مبتكر وصانع للمستقبل.


مؤسسة إنجاز عُمان
أنتِ رائدة أعمالٍ، والرئيسة التنفيذية لمؤسسة إنجاز عُمان منذ عام 2016، حدِّثينا عن مهام المؤسسة؟

«إنجاز عُمان» هي جزء من مؤسَّسةٌ عالمية معنيةٌ بتمكين الشباب وإعدادهم بأفضل طريقةٍ من أجل دخول سوق العمل بثقةٍ أكبر.نقوم في المؤسَّسة بتقديم حزمةٍ من البرامج التفاعلية، نستهدف بها جهاتٍ عدة، خاصةً طلبة المدارس والكليات والجامعات، إلى جانب تخصيص برامج للباحثين عن العمل، مع العلم أن برامجنا تندرج تحت ثلاثة مجالاتٍ رئيسة، هي ريادة الأعمال، والثقافة المالية، والجاهزية لدخول سوق العمل، وأثبتنا وجودها في 120 دولةً حول العالم، ويستفيد من خدماتها أكثر من عشرة ملايين شابٍّ وشابة سنوياً، وتمَّ تصنيفها مؤسَّسةً رائدةً تعليمياً من قِبل جامعة هارفارد.
تتعاملين من خلال «إنجاز عُمان» مع فئة الشباب، كيف وجدتِ طموحاتهم وأفكارهم؟
أفتخر بالشباب العُماني، فهم، كما ظهر لي من خلال تعاملي معهم، يمتلكون طموحاً كبيراً، ويبدعون في مجالاتهم، ويتميزون بالقدرة على التعلم والإنتاج، لكنهم يحتاجون فقط إلى مَن يوجِّههم، ويمكِّنهم من الوصول إلى أهدافهم، وتدريبهم ليسهموا في بناء وطنهم. وأذكر هنا ما قاله السلطان هيثم بن طارق، حفظة الله، إن المرحلة المقبلة مرحلةُ الفكر الشبابي. لذا علينا العمل على تمكين الشباب، وتعزيز مواهبهم، ومساعدتهم في الانخراط بسوق العمل.

تابعي المزيد:الطبيبة والسبّاحة السعودية مريم بن لادن: أحاول ربط إنجازاتي بأعمالٍ إنسانية

 


 

اللجنة الوطنية للشباب
انضمامكِ إلى اللجنة الوطنية للشباب ماذا أضاف لكِ؟

اللجنة الوطنية للشباب البوابة الحقيقية التي استطعتُ من خلالها الوصول إلى شباب عُمان، والتعرُّف إليهم عن قرب، خاصةً قدراتهم وإبداعاتهم، كما مكَّنتني من زيارة محافظات عدة في بلدي، والوقوف على احتياجات الشباب وطلباتهم في تلك الفترة، والتحديات التي تواجههم، وبناءً على ما تقدم أطلقنا برامج عدة، ساعدتهم في تخطي التحديات، لذا أستطيع أن أقول: إن اللجنة الوطنية للشباب محطةٌ مهمةٌ في حياتي.
هل تعتقدين أن اكتساب مهارةٍ معيَّنة أهم من الحصول على الشهادات؟
الشهادات العلمية مهمة، لكنَّ المهارات أصبحت اليوم أهم بكثير، خاصةً مع ما يشهده العالم من تغيُّرٍ كبير على الصعيد التكنولوجي، واختلافٍ في متطلبات سوق العمل. الشهادة ليست دليلاً على قدرة الشخص على العمل في مجالٍ ما، لكنها تساعده في بداياته في الحصول على الوظيفة، وفي رأيي إذا ما أراد الشخص أن يميِّز نفسه عن الآخرين، ويحصل على الترقيات، ويتقدم في وظيفته، فمن الضروري عليه أن يكتسب مهاراتٍ مختلفة، مثل مهارات التفكير الإبداعي، والتواصل والقيادة، وأنصح الشباب بأن يطوروا من مهاراتهم بشكل مستمر حتى يحظوا بمستقبل أفضل.
تجارب وخبرات
عُيِّنتِ عضوة في جهات مهمة، ماذا استفدت من هذه التجربة؟

تعلَّمت الكثير من هذه التجربة، مثلاً عرفتُ قدراتي خلال العمل في مجالس تلك الإدارات، ونقاط القوة لدي، التي وظَّفتها لأداء مهامي في المناصب التي أسندت إلي على أكمل وجهٍ، كما بنيت علاقاتٍ رائعة ومثمرة مع كثيرٍ من الأشخاص الذين تعرَّفت إليهم خلال عملي، واطَّلعت على تجاربهم، واستفدت من خبراتهم.
ما طبيعة مهامكِ خلال عضويتكِ في فريق الشراكة بين القطاعين الحكومي والخاص؟
عضويتي في فريق الشراكة بين القطاعين الحكومي والخاص من المحطات المهمة في مسيرتي العملية. سعيت خلال تلك الفترة إلى دعم القطاع الخاص، وتعزيز دوره في الخطط التنموية، ووضع مبادراتٍ مناسبة لتطوير بيئة الأعمال في عُمان، وخرجت مع فريق العمل بمبادراتٍ عدة، أسهمت في التنويع الاقتصادي، وخلق فرص عملٍ للعُمانيين، وتنمية المحافظات، وبناء القدرات، ولعل من أهم مخرجاتنا البرنامجُ الوطني للرؤساء التنفيذيين، الذي هدفَ إلى تمكين القطاع الخاص عبر رفده بالقيادات الوطنية الشابة المتسلحة بالعلم والمعرفة والخبرة في مجالاتها.
ما الصعوبات التي واجهتكِ في مستهل مسيرتكِ، وكيف تخطيتِها؟
من الطبيعي أن نواجه صعوباتٍ وتحدياتٍ كثيرة في الحياة والعمل، كما أنَّ الفشل لا يعد فشلاً إذا كانت هنالك دروس مستفادة، بل هو سمةٌ من سمات مشوارنا في الحياة، لكن ما يهم، أن نتعلَّم من أي فشلٍ يواجهنا، وأرى أن الفشل لا يوصف بذلك إذا ما تعلَّمنا منه، وحققنا نجاحاً كبيراً بعد ذلك. أيضاً علينا الاستفادة من كل الدروس التي نمرُّ بها، وأن نذكِّر أنفسنا دائماً لماذا بدأنا هذا المشوار، وما أهدافنا فيه، مع ضرورة أن نتسلَّح بالعزيمة والإصرار على تحقيق أحلامنا، وقبل كل ذلك التوكُّل على الله سبحانه وتعالى.
اليوم الوطني
ما رسالتك للوطن في اليوم الوطني العُماني؟

أقول كل عام وعُمان الغالية بعزةٍ ورفعةٍ ونماءٍ وازدهار، وكل عام وجلالة السلطان هيثم بن طارق قائد هذه المسيرة والشعب العُماني بصحةٍ وعافية، ويواصلون مسيرة العمل والعطاء لإعلاء صروح الإنجازات الوطنية بإذن الله.
كيف تحتفلين بهذا المناسبة عادةً؟
في كل عام نحتفل بهذه المناسبة العزيزة على قلوبنا بطرقٍ مختلفة، منها تزيين منازلنا بالأعلام والإضاءات بألوان العلم العُماني، كما أشارك أبنائي في مدارسهم الاحتفال باليوم الوطني، وزملائي في العمل، وهذا نوعٌ من أنواع التعبير عمَّا نكنُّه لوطننا وسلطانه من حبٍّ وتقدير.
أكملتِ دراستكِ الجامعية في الأردن، ماذا تعلَّمتِ من تلك المرحلة؟
كانت تجربةٌ مهمةٌ في حياتي، وتركت أثراً كبيراً فيها، فقد صقلت شخصيتي، وجعلتني أكثر قوَّة. هناك تعلَّمتُ من جامعة الحياة، لا سيما فنون التفاوض، كما تعرَّفتُ إلى أشخاصٍ من ثقافاتٍ مختلفة، وصرتُ أكثر قدرةً على التعايش مع الناس باختلاف آرائهم وأطباعهم، لذا أستطيع التأكيد أن الأردن أضاف لي الكثير خلال مشواري التعليمي فيه.
هل اخترتِ بنفسكِ دراسة تخصُّص إدارة الأعمال أم بتوجيهٍ من أسرتكِ؟
لطالما رغبت في دراسة القانون، وأحببت هذا المجال كثيراً، فحلم طفولتي أن أصبح محاميةً يوماً ما، خاصةً أنَّ والدي، رحمه الله، درس القانون، وعمل في بداية مسيرته بمجال المحاماة، وتدرَّج فيه إلى أن أصبح وزيراً للعدل والأوقاف والشؤون الإسلامية في عُمان. أتذكَّر أنني حينما كنت طالبةً في المدرسة، كنت أسارع عندما تحدثُ أي مشكلةٍ بين الطالبات إلى مراجعة إدارة المدرسة، والدفاع عن فريقي، وكأنني محاميةٌ عنهن، لكن بعد تخرُّجي في الثانوية، اخترت بمحض المصادفة دراسة إدارة الأعمال، مع العلم أنَّ والدي، رحمه الله، نصحني بدراسة «التجارة»، وأخبرني بأن هذا المجال هو الأفضل حالياً، وسيكون مطلوباً في المستقبل القريب.
الأب القدوة
أنتِ ابنة رجل الدولة الراحل حمود الحارثي، ماذا تعلَّمتِ من أبيكِ؟

والدي، رحمه الله، كان ولا يزال قدوتي ومثلي الأعلى في الحياة. كنت قريبةً جداً منه، وكان من أكثر الداعمين والمشجعين لي، وأثَّر كثيراً في شخصيتي، وعزَّز من ثقتي بنفسي. والدي كان إنساناً عصامياً، بدأ مسيرته العملية من الصفر، وكوَّن نفسه بنفسه إلى أن أصبح من رجالات الدولة الذين بنوا عُمان بدءاً من السبعينيات الميلادية مع صاحب الجلالة السلطان قابوس، رحمه الله، وناضل واجتهد حتى توفَّاه الله عام 2004. خلال مسيرته تقلَّد مناصب وزارية عدة، وعلَّمنا أن قيمة الإنسان لا تكمن في المنصب، بل في الإضافة التي سيقدمها من خلال هذا المنصب. علَّمنا أيضاً كيف يمكن للشخص إحداث تغييرٍ ملموسٍ في مجتمعه، ودائماً ما كان يقول لنا: إن «الناس لن تتذكَّر منصبك بقدر تذكُّرها التغيير الذي خلقته والأثر الذي تركته».

تابعي المزيد:في اليوم العالمي للمرأة الريفية..نساء الزراعة حكاية حب للأرض والطبيعة

 

 

سأعمل على تعزيز التطور الذي تشهده عُمان والارتقاء بشبابها للأفضل

 



وفاة والدكِ، رحمه الله، كيف أثَّر ذلك فيكِ؟
وفاة والدي شكَّل صدمةً كبيرةً بالنسبة لي، وأثَّر جذرياً في حياتي. مع وفاته فقدت الحماسة، التي كانت تميِّزني طوال عمري، فقدت المحفِّز الأول لي على النجاح. والدي كان بالنسبة لي الأب، والأخ، والصديق، والمعلم. أعدُّ تلك الفترة من أصعب الفترات في حياتي. كم تمنَّيت أن يشهد والدي نجاحاتي، ويفتخر بي، لكن الحمد لله على كل حال، وهذه سنَّة الحياة.
هل وجدتِ دعماً من أسرتكِ في بداياتكِ؟
أسرتي كانت ولا تزال الداعم الأول لي،في بداياتي، تلقيت التشجيع الأكبر من الوالد، رحمه الله، وخلال فترة عملي كان لوالدتي دورٌ كبيرٌ جداً في دعمي من خلال تشجيعي، ومساعدتي في تربية أبنائي، والبقاء معهم خلال فترات غيابي عنهم، والاعتناء بهم، ولولا ذلك ما كنت لأستطيع تحقيق الإنجازات التي أكرمني الله بها، فالحمد لله على هذه النعمة.
ما هواياتكِ بعيداً عن العمل؟
لدي هواياتٌ كثيرة، في مقدمتها متابعة الفنون، بل إنني أعدُّ نفسي من عشاق الفن بمختلف أنواعه، كما أحبُّ السفر إلى دولٍ مختلفة في كل مرة من أجل التعرُّف إلى ثقافات العالم، وتجذبني خلال رحلاتي زيارةُ المتاحف، ومعارض الفنون. كذلك أتابع كل ما يخصُّ التصميم الداخلي، وأحياناً أعمل على مشاريع صغيرة خاصة بأسرتي والمقرَّبين مني فقط، إذ أتعامل مع التصميم على أنه هوايةٌ خاصة نوعاً ما، وأستمتع كثيراً بالعمل فيه، وأعدُّه وسيلةً لإظهار الجانب المبدع في شخصيتي. أيضاً أحرص على الاطلاع على كل ما يهمُّ الشباب، وأتابع قضاياهم لارتباط عملي بتطوير مهاراتهم وقدراتهم، وسعيدةٌ بخدمة هذه الفئة المليئة بالحيوية والحماسة.
الأسرة والأبناء
كيف توفِّقين بين عملكِ وتربية أبنائكِ والاهتمام بأسرتكِ؟
على الإنسان أن يحدِّد أولوياته، ويقسِّم حياته ويومه بناءً على هذه الأولويات. بالنسبه لي أعدُّ أبنائي الثلاثة أولويةً في حياتي، وهم الرقم واحد عندي، لذا دائماً ما أحاول أن أعطيهم أغلب وقتي، وأحرص كثيراً على أن أفهمهم، وأعرِّفهم إلى طبيعة عملي، وأنني أجتهد لتأمين مستقبل أفضل لهم، ودائماً ما أذكر أمامهم أن الإنسان يجب أن يمتلك الطموح، وأن يعمل بجدٍّ حتى يصبح جزءاً فاعلاً في مجتمعه، ويضيف له، ويُحدِث فرقاً فيه. في النهاية، التوفيق بين العمل والأسرة بنسبة 100% أمرٌ صعبٌ جداً، فهناك أوقات أمنح فيها عملي جزءاً أكبر من يومي، وفي أخرى أعطي أسرتي معظم وقتي.
ما مشروعاتكِ المقبلة؟
سأعمل على تحقيق كل ما من شأنه تعزيز التطور الذي تشهده عُمان، والارتقاء بشبابها للأفضل. هذا هو مشرعي المقبل الذي أسعى إلى تنفيذه.


 

 

نائبة رئيس مجلس الدولة العماني الدكتورة بدرية الشحي:حظينا بمجتمع متعلم يدرك أهمية المرأة

 

 

نائبة رئيس مجلس الدولة العماني الدكتورة بدرية الشحي


تعدُّ من جيلٍ، خاض كثيراً من التحديات، وواجه صعوباتٍ عدة، حالت دون تحقيقه جزءاً كبيراً من أحلامه، لكنَّ طموحاتها كانت أقوى من ذلك الواقع، وازدادت عزيمةً وإصراراً على النجاح بنشوئها في أسرةٍ حكيمةٍ ومع والدٍ نافذ البصيرة.
تخصَّصت في الهندسة الكيميائية، على الرغم من أنها كانت ترغب في دراسة الصحافة والإعلام، كما نشطت في عالم الرواية والأدب، وكانت من أوائل الروائيات في سلطنة عُمان. تعمل بجدٍّ عبر منصبها العالي في الدولة إلى أن تنال النساء في وطنها حقوقهن كاملةً في المجتمع، إضافةً إلى المساواة في فرص العمل بين الجنسين.
الدكتورة بدرية الشحي، نائبة رئيس مجلس الدولة العماني، استضافتها «سيدتي» في حوارٍ بمناسبة اليوم الوطني الـ 51 للسلطنة، فتحدثت عن أبرز محطاتها في الأدب والسياسة والأسرة والمجتمع.

 


«سيدتي» | عبير بو حمدان Abeer Bu Hamdan
تصوير | أيمن الريامي Ayman Al Riyami


 

 

تتولين منصب نائبة رئيس مجلس الدولة منذ عام 2019، كيف تستثمرين ذلك في منح مزيدٍ من الفرص للمرأة العمانية؟
هذا المنصب جاء بعد فوزي بغالبية الأصوات من الأعضاء المكرَّمين في المجلس، ويدلُّ على ثقتهم الكبيرة في المرأة العمانية، ووعيهم بأهمية إدماجها في مسيرة التنمية الواسعة، والعمل الاستشاري التشريعي في المجلس. أهم مسؤوليةٍ عندي حالياً، أن أصنع الأمل لدى زميلاتي وبناتي العمانيات في الوصول إلى مثل هذا التكليف، والعمل بجدٍّ واجتهادٍ لنيل ثقةٍ مماثلةٍ في مختلف المجالات.
يهمني تمكين بنات جنسي في وطني العزيز، الذي وضع التشريعات للمساواة في الفرص بين الجنسين، وحقوقٍ أخرى كثيرة، وأعمل مع زملائي وزميلاتي على تشريعاتٍ جديدة، ستسهم في تعزيز هذا التمكين. اليوم نحظى بمجتمعٍ متعلم، يدرك أهمية إشراك المرأة في المسؤوليات، وأشكر الثقة السامية من السلطان هيثم، وقبله السلطان قابوس، طيَّب الله ثراه، والسيدة الجليلة التي تعطينا زخماً فياضاً في التمكين والتعزيز.
سلبيات الجهل بالسياسة
لا يزال هناك ترددٌ لدى النساء للانخراط في المجال السياسي، ما سببه في رأيكِ؟

الجهل بالسياسة عدو المرأة الأول. عندما تجهل المرأة بمسؤوليات الانخراط في العمل السياسي، تتردَّد في اقتحامه، خاصةً أن هناك «تابلوهات» تتردَّد في المجتمع عن صعوبة هذا العمل ومتطلباته! وهنا أنصح المرأة بزيادة الوعي والمعرفة بحيثيات العمل السياسي، الذي لا يختلف عن الأعمال الأخرى، ثم الجلوس مع الأسرة ومحاولة الإقناع بهذه الحيثيات متى ما وجدت الرغبة في المشاركة فيه.
أنتِ مع «الكوتا النسائية»، ألا تعتقدين أنها تظلم المرأة وتحدُّ من اندفاعها؟
أنا مع «الكوتا» في بداية الطريق، بمعنى أن يتم إشراك المرأة بالقانون، وكسر الهيمنة الذكورية لمدةٍ من الزمن، وبعد أن يتقبَّل المجتمع وجود المرأة في هذه الوظائف، وتثبت نفسها وجدارتها، يمكن العودة وقتها إلى التنافس الحر. لا شيء مثل القانون يقنع الناس بإسهامات المرأة وإعطائها الأصوات حسب الاستحقاق.
تؤكدين أن النظام الأساسي للدولة العُمانية حفظ للمرأة حقوقها، هل استثمرت المرأة العُمانية هذا الأمر بشكلٍ كافٍ؟
واحدةٌ من إشكاليات الحقوق في كل مكانٍ عدمُ معرفة الشخص ما هو متاحٌ له من الحقوق، ولعل من أبرز التحديات أمام المرأة عدمُ إحاطتها بشكلٍ كامل بالقانون، ومعرفة حقوقها وواجباتها، لذا تغفل الكثيرات عن ذلك، ولا يستثمرن الأمر بالشكل الأمثل. في المقابل، نرى اليوم نسبةً لا بأس بها ممن يتمتعن بحماية القانون المستنبط من النظام الأساسي للدولة، ويستثمرن ذلك في دعم أنفسهن ومجتمعهن، ومسايرة التنمية، والاندماج في القوى العاملة.
فرص استثنائية للمرأة
ما توقعاتكِ لـ «رؤية 2040»، وما نصيب المرأة منها؟

هناك عديدٌ من الفرص الاستثنائية للمرأة، لكننا نمرُّ بتحدياتٍ اقتصاديةٍ عالمية، تؤدي إلى الركود، وتعطِّل بعض أهداف الرؤية مؤقتاً، ومع ذلك أنا على يقينٍ بأن هذه التحديات سيتم تجاوزها برؤية القيادة الحكيمة، وستتمكَّن المرأة، التي تشكِّل اليوم نحو 50% من نسبة العاملين في المؤسسات الحكومية والثلث تقريباً في المؤسسات الخاصة، من زيادة فرصها التطويرية داخل هذه المؤسسات بسب إقبالها على العمل، واجتهادها، وتعزيز دورها في المجتمع.
في أي حوارٍ لك أو مادةٍ إعلاميةٍ يبدأ النص دائماً بتعريف «أول كاتبةٍ عمانيةٍ تنشر رواية»، كم يُشعركِ هذا بالاعتزاز؟
أشعر بالاعتزاز والفخر لكوني كنت فاتحة خيرٍ للرواية العمانية النسائية، وقد أثبتت زميلاتي أيضاً جدارتهن في العمل الروائي، ونتطلَّع للمزيد في المجال. لم تكن الانطلاقة صعبةً، لكنها تأخرت بعض الشيء، فقد أنهيت روايتي الأولى عام 1994، ونشرتها في 1999، والسبب أن تلك الفترة كانت من الفترات المزدحمة في حياتي، حيث بدأت العمل، وتزوَّجت، وأنجبت، وسافرت لتحصيل الشهادات العليا في وقتٍ واحد. لقد قرأت الروايات قبل أي نوعٍ أدبي آخر، ولم يكن في رأسي شيءٌ سوى أن أكتب روايةً مثل كل الروايات التي قرأتها، لكن بنكهة عمانية بحتة.

تابعي المزيد: اليوم العالمي للوالدين كيْفَ نَرُدُّ الجَميْل؟


 

مرئيات من واقع الحياة
وصفتِ روايتكِ الأولى بـ «صرخة احتجاجٍ ضد تجاهل المرأة في المجتمع» على الرغم من أنكِ كتبتها حين كنتِ في المرحلة الثانوية، ما الذي عايشته في صباكِ وكوَّن لديك هذه الرغبة في التعبير كتابياً؟

لم تكن تلك معايشةً بقدر كونها مرئياتٍ من واقع الحياة من حولي، إذ كنت أرى في قريتي ووسط أقاربي نماذج عن سوء معاملة المرأة، خاصةً في مسألة الزواج، وروايتي هذه كانت نوعاً ما تطرح تلك المشاهدات، ورغبتي في صناعة الأمل، وإن كان صعباً وربما واهياً.
هل تغيَّر الحال اليوم بعد مرور 23 عاماً على كتابة الرواية؟
الحال تغيَّر بالطبع، حيث زاد الوعي في بلدي كثيراً بأهمية التعاون والتشارك في العمل والبيت والتربية، وتحسَّن حال المرأة أكثر بعد صدور عديدٍ من التشريعات.
تقولين دائماً إن المرأة العربية في المجتمعات القديمة كانت أكثر حضوراً وقوة، اشرحي لنا هذا المسار؟
عندما نقرأ التاريخ، نجد أن النساء العربيات كن يسهمن بقوةٍ في أمورٍ كثيرة، وكن يقفن جنباً إلى جنب مع الرجل، لكن جاءت فترة الستينيات الميلادية وما بعدها لتغيِّر النظرة إلى دور المرأة، وتضغط عليها وتحجِّم دورها بسبب التغيُّرات السياسية والاقتصادية في تلك الفترة، ولولا دور القيادات والحكومات المتنورة لظلت المرأة بعيدةً عن مشهد التعليم العالي والتنمية. نحن اليوم نستعيد حقوقنا بقوة القانون، وزيادة التعليم والوعي، على الرغم من وجود فئةٍ قليلةٍ لا تزال تطالب بالعودة للوراء.
تأثَّرت بالكتابات الخارجية التي تتعمَّد إظهار المجتمعات بعيوبها، كيف يساعد ذلك في تصحيح مسار أي مجتمع؟
في الكتابة الروائية لا يمكن لك أن تكون واعظاً مباشراً، بل يجب أن تصلح الخلل عبر إثارة سلسلةٍ من الصدمات. عندما تكون مسارات الرواية جاذبةً، فإن القصة والعظة تدركان في تلك المسارات، وفي النهاية كذلك، ومع الأسف يوجد في مجتمعاتنا مَن لا يؤمن بأن لدينا عيوباً، أو مَن لا تعجبه الحقيقة، وطريقة الطرح الكاشفة، وهؤلاء يعيشون في فقاعةٍ، لا يودون الخروج منها، وربما من الأسلم ألا يقرؤوا هذا النوع من الروايات.
نقد للتحسين وآخر للتحطيم
هل يزعجكِ النقد السلبي لرواياتكِ؟

هناك نوعان من النقد في نظري، وهما نقد للتحسين، ونقد آخر للتحطيم، والأخير يتضح في كثرة العبارات المحبطة، واللغة العدائية التي لا تترك مجالاً لفهم الإشكالية، وعليه فأنا لا أمانع النقد عموماً، لكن تزعجني السلبية التي تهدف إلى تحطيم المعنويات وخلق الإحباط.
تشددين دائماً على قراءة الآخر، ماذا يعني ذلك؟
أعني قراءة المختلف عنا، وفهم خلفياته قبل الحكم عليه.لا يمكننا اليوم أن نقفل أبوابنا، ونعتقد أننا نحمي أنفسنا وأولادنا من الفكر المغاير الهادم للقيم، فقد صارت الأفكار تدخل لنا عبر الإنترنت بكل وسيلة متاحة، ونحن اليوم لا نعيش دون إنترنت، لذا يجب أن نقرأ هذا الفكر ونفهمه، ثم نطرح سلبياته بكل شفافيةٍ لأولادنا ولأنفسنا.
في مكتبة والدكِ العامرة، ما أهم الكتب التي قرأتها وصقلتكِ فكرياً وروحياً؟
على الرغم من تنوُّع المكتبة إلا أنني انجذبت من البداية للروايات والقصص. قرأت لنجيب محفوظ، وألف ليلة وليلة، وروايات أجاثا كريستي، وبعض الروايات المترجمة، وأيضاً منحني أبي المال لأشتري مزيداً من الكتب من المكتبات القليلة التي كانت موجودةً وقتها.
في الثمانينيات الميلادية كانت معظم الكاتبات يكتبن بأسماء مستعارة، ممَّن أخذتِ القوة والجرأة لكتابة اسمكِ بالكامل؟
كان والدي، رحمه الله، يفتخر بي، ويرسل قصصي إلى كتَّابٍ كبارٍ وصحفٍ ومجلاتٍ معروفة حتى ينشروها مرفقاً معها صورتي. لم يخف أبي من «تابلوهات» المجتمع، لذا نشأت معه قويةً، وأسهم هو كثيراً في ثباتي، وكان رجلاً حكيماً ونافذ البصيرة، وعلى الرغم من محدودية تعليمه إلا أنه قرأ عديداً من الكتب، وسافر لسنوات طويلة وتعلَّم، ووفر لنا كل ما يمكن لنتعلم ونستقل ويقوى عودنا، وافتخر بنا بعدها. وتبع والدي في ذلك زوجي يونس، وأسهم كثيراً في إتمامي دراستي العليا، وساعدني في عملي وفي تربية أولادنا.
مسيرة الزواج
زوجكِ الدكتور يونس الأخزمي هو الذي شجعكِ على نشر روايتكِ، حدِّثينا عن تعارفكما واهتماماتكما المشتركة؟

تعرَّفت إلى يونس في أحد منتديات الأدب الخليجي، وكنت وقتها في الـ 16 من عمري، حيث قرأت إحدى قصصي، وكان هو في أولى سنواته الجامعية، ويقرأ قصته. كنت أتابعه قبل ذلك، وأحببت كتاباته، ولما رأيته عرفت بأنه الشخص الذي أريده إلى جانبي لنكمل المسيرة معاً. طبعاً تزوجنا بعد انتهائي من دراستي الجامعية، وأكملنا دراستنا العليا معاً، وشجعنا بعضنا على إكمال المسيرة العملية والأدبية. دائماً ما أقول اختر مَن يشاركك اهتماماتك وأفكارك فذاك ما سيبقى وكل شيء آخر سيزول.
ماذا عن بدرية الزوجة والأم، وهل يؤثر نشاطكِ على حياتكِ الأسرية؟
لدي ابنتان وثلاثة أولاد، وبالتأكيد وسط انشغالاتي الكثيرة أقصِّر عليهم في وجودي معهم، واهتمامي بهم على الرغم من أنني حاولت تضييق دائرتي الاجتماعية قدر الإمكان كي أوفر لهم الاهتمام والتربية. في أوقات عودتي من العمل أحاول أن أقنع نفسي بأن نجاحهم الدراسي والحياتي يدلُّ على أنني ويونس عملنا المستطاع نحوهم على الرغم من انشغالنا. نحن أسرةٌ متقاربةٌ كثيراً، نتكلم ونتحاور حتى حول الموضوعات الحسَّاسة والمحرجة، ونهدف من ذلك إلى كسر أي تأثيرٍ خارجي لا نعرفه، ونتقبَّل من بعضنا الاختلاف في التفكير، وإن كنا نظهر عدم موافقتنا لبعض الأمور. على الرغم من هذه الأريحية إلا أننا نتبع قوانين صارمة داخل البيت، ويجب على الجميع اتباعها واحترامها، وبالنسبة إلى بدرية الزوجة فأنا أيضا أحاول أن تظل علاقتي بيونس دائمة التجدد، لذا نصرُّ على السفر معاً من حين لآخر كي نعيد شحن أنفسنا، ونعود بالحماسة والصفاء نفسه، أيضاً أشاركه في لحظات الكتابة والنقد الحر، وأهتم بأن تكون علاقتي بعائلته صافيةً وطيبة، فذلك عامل استقرارٍ تتجاهله بعض النساء.
الاحتفال الأجمل
ماذا يعني لك اليوم الوطني العماني؟

العيد الوطني بالنسبة لي هو الاحتفال الأجمل بشمول النهضة أرجاء السلطنة وميلاد صانعها الممجد السلطان قابوس بن سعيد، طيب الله ثراه، ووفاء راعيها البار السلطان هيثم بن طارق، والذي حمل المسؤولية وتابع الجهود لإنارة الطريق وكسر التحديات ورفع اسم عمان عاليا. كأمرأة عمانية أنا فخورة بما تحقق وما يتحقق على أرضنا العظيمة. المرأة اليوم في عصر النهضة وصلت لأسمى مراتبها وتم تكريمها والإشادة بها وستظل دائما شقيقة الرجل العماني في البناء والتطوير ورعاية الأسرة والحفاظ على منجزات التاريخ وتأصيل الإنتماء بروح العصر الحديث.
تخصَّصتِ في الهندسة الكيميائية، ولكِ اهتمامٌ بالأدب والفن والرياضة، ألا يتعبكِ تعدُّد الاهتمامات؟
في نظري، تعدُّد الاهتمامات قد يكون عائقاً ومشتِّتاً للشخص، لأن العمل يكون بعيداً عن الهواية. فكَّرت في السابق في الاتجاه لدراسة الإعلام والصحافة، لكنني انجررت مثل غيري لدراسة العلوم والهندسة بسبب الخوف من مهنة الصحافة ومتاعبها، وعلى الرغم من هذا الشتات إلا أن الدراسة العلمية أضافت لي القدرة التحليلية في الكتابة الأدبية، ونوعية الطرح، واختيار الموضوعات. وجود خلفيةٍ غير أدبية، تسهم في اتساع الرؤية، لكنها تحدُّ في الوقت نفسه من التفرُّغ للأدب، لذا قرَّرت التقاعد مبكراً من عملي الجامعي حتى أتفرَّغ للكتابة الأدبية، وأتمنى أن أجد الإلهام الكافي لكتابةٍ متوسِّعةٍ ورصينةٍ وبنفسٍ عالٍ، علماً أنني ما زلت على رأس عملي في مجلس الدولة، وما زلت أعطي هناك أيضاً، ولعل تقاعدي الأكاديمي يعطيني مجالاً أرحب للتركيز على العمل البرلماني أيضاً.
هل بقي لديكِ حلمٌ لم يتحقَّق بعد؟
أحلامي اليوم محصورةٌ في الكتابة، ولست راضيةً بعد عمَّا كتبت. أريد أن أكتب شيئاً مختلفاً، أريد الكتابة دائماً من دون أن أتعب، أو أكرِّر نفسي، أو أحبط.
كلمة أخيرة لـ «سيدتي»؟
أتمنى لكم تحقيق كل أحلامكم، فلكل مجتهدٍ نصيبٌ، وأزيد عليها و«لكل مرن تغليب».

تابعي المزيد: فعاليات وحوارات تسهم في التقارب الإنساني..التنوع الثَقافي قوة محرِّكة للتنمية



 

 

 

عضوة مجلس الدولة العماني لجينة درويش:أعمل على دخول أهم المنظمات على مستوى العالم

 

 

عضوة مجلس الدولة العماني لجينة درويش

 

ترأست نادي سداب الرياضي في مسقط، لتصبح أول امرأةٍ عمانيةٍ تترأس نادياً رياضياً في بلادها. وشغلت أيضاً عضوية مجلس الشورى، وعضوية مجلس الدولة في مرسومٍ سلطاني، واختيرت رئيسةً لمجلس إدارة البنية التحتية والتكنولوجيا والحلول الصناعية والاستهلاكية «ITICS» في شركة والدها، ورئيسةً فخريةً لجمعية الصداقة العمانية الصينية والتركية والهندية، وعُيِّنت عضوةً في مجلس إدارة الاتحاد العماني لكرة القدم، ورئيسةً للجنة الرياضة النسائية، ولجنة الشركاء الفاعلين، وعضوةً في اللجنة الأولمبية العمانية، وأخيراً في مجلس إدارة المنتدى العربي الدولي للمرأة.لجينة محسن حيدر درويش الزعابية، حلَّت ضيفةً على «سيدتي» فأفردت أوراق إنجازاتها، والمناصب التي تقلَّدتها.

 



الرياض | زكية البلوشي Zakiah Albalushi
تصوير | عماد حسن Emad Hasan

 

أنتِ عضوةٌ أيضاً في مجلس الدولة بعُمان، ما المهام التي أسندت إليكِ؟
عام 2015 صدر مرسومٌ سلطاني بتعييني عضوةً في مجلس الدولة، وأتشرَّف بذلك، خاصةً أن اختياري تمَّ من قِبل المقام السامي السلطان قابوس بن سعيد، طيَّب الله ثراه، وكما هو معلومٌ، يعدُّ مجلس الدولة أحد أركان مجلس عُمان، إلى جانب مجلس الشورى، وهذه المجالس هي مجالس تشريعية ورقابية.
حدِّثينا عن عضويتكِ في اللجنة التنفيذية بالمجلس الاستشاري العُماني؟
مشاركة المرأة العمانية شقيقَها الرجل في صنع القرار، ومناقشة الجوانب التشريعية والرقابية، سيترك بلا شك أثراً كبيراً في مجتمعنا، وأعدُّ اختياري لهذا المنصب أمانةً وشرفاً عظيماً، إذ جاء من المقام السامي السلطان قابوس بن سعيد، طيَّب الله ثراه، الذي سمح للمرأة العمانية بالمشاركة في تحمُّل هذه المسؤولية الوطنية.
نقل مطالب الناس
ما التأثير الذي تركه عليكِ انضمامكِ إلى مجلس الشورى العُماني ومجلس الدولة؟

كل خطوةٍ يخطوها الإنسان، تترك أثراً عليه، فما بالكم بعضوية مجلس الشورى، ومجلس الدولة. هذه التجربة أكسبتني كثيراً من الخبرة، وقرَّبتني من صنَّاع القرار، وعرَّفتني إلى أحوال الناس، وسمحت لي بنقل مطالبهم، وأعدُّها خطوةً مهمةً في مسيرتي، إذ جاءت بعد نيلي ثقة أبناء ولايتي مسقط عبر اختياري فترتين متتاليتين لعضوية مجلس الشورى، وشرفاً عظيماً بتعييني بمرسومٍ سلطاني في مجلس الدولة.
انتُخِبتِ لشغل مقعد المرأة الإلزامي في مجلس إدارة الاتحاد العُماني لكرة القدم 2021 -2025 ، كيف تصفين الخطوة؟
بحمد الله وتوفيقه، نلت برقمٍ قياسي ثقة أعضاء اللجنة العمومية في الاتحاد العُماني لكرة القدم، وأتشرَّف بأن أكون أول عُمانيةٍ تشغل عضوية الاتحاد، وأتقدَّم بجزيل الشكر لجلالة السلطان هيثم بن طارق، وذي يزن بن هيثم آل سعيد، وزير الثقافة والرياضة والشباب، على إصدار الأمر السامي الكريم بتخصيص مقعدٍ إلزامي للمرأة العُمانية في جميع الاتحادات الرياضية، وهذا بلا شك دعمٌ سخي منهما، حفظهما الله، وتمكينٌ آخر للمرأة العُمانية.
دعم المرأة
كيف تصفين تمكين عمل المرأة ومشاركتها في شتى المجالات؟

منذ انطلاق النهضة المباركة، حظينا بدعمٍ مباشرٍ من السلطان قابوس، رحمه الله، واستمرَّ ذلك في عهد السلطان هيثم بن طارق، وسيدتنا الجليلة عهد، فالمرأة العُمانية تنعم بالتمكين، كما أن المجتمع العُماني بطبيعته مجتمعٌ منفتحٌ على الحضارات منذ القِدم، ويدعم المرأة ويساعدها على العمل في أي مجالٍ بما لا يخالف قيمه الأصيلة.
كيف أسهمتِ في دعم المرأة بمجتمعكِ من خلال المناصب التي شغلتها؟
في كل منصبٍ تشرَّفت به، حرصت على دعم المرأة، مثلاً حينما كنت عضوةً في مجلس الشورى دعمت نساء ولايتي مسقط خاصةً، والولايات القريبة بشكلٍ عام، واليوم أعمل على مساندة وتمكين نساء وطني من خلال المناصب التي أوجد فيها، من ذلك دعمهن رياضياً عبر عملي في اللجنة النسائية بالاتحاد العماني لكرة القدم، واللجنة الأولمبية العُمانية، إذ أسعى مع المختصين إلى إنشاء فريقٍ رياضي نسائي، يستطيع المنافسة في كافة البطولات. هدفي الأسمى دعم وتمكين المرأة العُمانية في ظل القيادة الحكيمة لجلالة السلطان هيثم، وسيدتنا الجليلة عهد، حفظهما الله ورعاهما.
تمَّ اختيارك عضوةً في منتدى المرأة العربية الدولي، ماذا تخططين لتقديمه في الحدث؟
صحيح، تمَّ اختياري قبل أيامٍ قليلة، لذا من السابق لأوانه تحديد ما سأقدمه في المنتدى مستقبلاً، لكنني بإذن الله سأسعى مع أعضاء مجلس الإدارة إلى تقديم كل ما من شأنه خدمة المرأة العربية والرقي بها.
كرة القدم
ما سر حبكِ وتعلُّقكِ برياضة كرة القدم؟

كرة القدم شغفٌ عالمي، وساحرة القلوب، وأنا من عشاق هذه الرياضة منذ فترةٍ طويلة، وأفتخر بأن أكون أول عُمانيةٍ وخليجيةٍ تترأس نادياً رياضياً، هو نادي سداب الرياضي في مسقط، وقد جعلني منصبي هذا قريبةً جداً من صنَّاع القرار في كرة القدم خاصةً، والرياضة العُمانية بشكلٍ عام، ولا يزال عشقي لهذه الرياضة مستمراً.
بعد هذه التجربة الفريدة، هل تشجِّعين المرأة العُمانية على تعزيز مشاركتها في المجال الرياضي؟
أشجِّعها وأدعوها لخوض هذه التجربة الرائعة، وأنصح أي عُمانيةٍ وخليجيةٍ بممارسة الرياضة، والعمل فيها أيضاً حتى نبرهن للجميع أن المرأة قادرةً على خوض أي مجالٍ والنجاح فيه.
ماذا أضافت لكِ رئاسة اللجنة العُمانية لرياضة كرة القدم النسائية؟
أضافت لي الكثير، حيث قمتُ مع المختصين في اللجنة النسائية والاتحاد العُماني لكرة القدم بتشكيل فريقٍ نسائي قادرٍ على المنافسة محلياً ودولياً، وهذا كما يعلم الجميع، يحتاج إلى جهدٍ هائلٍ، ووقتٍ طويل، كما أن الفرق الأخرى تسبقنا بأشواطٍ، وبتكاتفنا سنصل إلى أهدافنا إن شاء الله.
تمكين المرأة
اليوم، كيف تصفين وضع المرأة في عُمان؟

لها دورٌ كبير، يصعب استعراضه كاملاً، لكنني أختصره بأن «المرأة هي الجناح الآخر للرجل العُماني». وهي في أفضل منزلةٍ، ولله الحمد، ويعود ذلك إلى تمكينها من قِبل الحكومة الرشيدة منذ انطلاق عهد النهضة وإلى يومنا هذا. اليوم تجد المرأة العمانية وزيرةً، ووكيلةً، وطبيبةً، ومهندسةً، ورائدةَ أعمالٍ، وهذا دليل على أنها تحظى بما تجده المرأة في الدول العظمى من تقديرٍ واهتمامٍ، بل وأكثر.
كيف تقيمين مشاركة المرأة العُمانية في سوق العمل على وجه الخصوص؟
المرأة العمانية جزءٌ لا يتجزأ من سوق العمل، فلا تخلو مؤسسةٌ حكومية أو خاصة من وجودها، لذا مشاركتها مهمةٌ جداً في بناء الوطن،لا سيما في سوق العمل. والحمد لله أثبتت المرأة العُمانية وجودها، ولعبت دوراً محورياً في سوقٍ خصبٍ ومتجدد، وأنصح الفتيات من الجيل الجديد باقتحام سوق العمل لما يقدمه من فرصٍ كثيرة ومهمة.
تمَّ تخصيص يومٍ للمرأة العُمانية، ماذا تعني لك هذه المناسبة؟
يوم المرأة العمانية وسام شرفٍ، منحته حكومتنا الرشيدة للمرأة، وتتويجٌ لإسهاماتها في نهضة بلادها، ودورها الريادي في مؤسسات السلطنة، إضافةً إلى أعمالها الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والرياضية.
اليوم الوطني
في اليوم الوطني العُماني ماذا تقول لجينة للوطن؟

بهذه المناسبة العزيزة على قلب أي مواطن ومواطنة عُمانية، أرفع أسمى آيات التهاني والتبريكات إلى المقام السامي مولانا جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظَّم، حفظه الله، وأقول في هذا اليوم الخالد، كل عام وعُماننا الحبيبة وشعبها الأبي من تقدمٍ إلى تقدم ومن رفعة إلى سمو. وعادةً ما نحتفل بالوطن في هذا اليوم الغالي عبر حضور مناسباتٍ رسمية، أُعدَّت بشكلٍ خاص لهذه الذكرى المجيدة، كما نقيم احتفالاتٍ في مؤسساتنا، نجتمع فيها ونحتفل بعُمان، امتناناً واعترافاً بفضل الوطن الغالي علينا.

تابعي المزيد: اليوم العالمي للتنوع الثقافي من أجل الحوار والتنمية

 


 

إنجازات وجوائز
صُنِّفتِ ضمن قائمة فوربس لأقوى 100 سيدة أعمالٍ عربية، كيف انعكس ذلك عليكِ؟

هذا الأمر حمَّلني مسؤوليةً كبيرة، ومنحني في الوقت نفسه دافعاً لتحقيق مزيدٍ من النجاحات.
نشطتِ أيضاً في مجال الأعمال المجتمعية، لماذا اتَّجهتِ إليها؟
التزاماً بما يأمرنا به ديننا الإسلامي الحنيف بتعزيز التكاتف والتعاون بين أبناء المجتمع الواحد. هذه المسؤولية نمت لدي بعد دخولي مجلس الشورى، واطلاعي على أحوال المجتمع، وأعدُّ ذلك واجباً دينياً ووطنياً.
تحملين مسؤولة عديدٍ من وكالات السيارات، ماذا يعني لكِ ذلك؟
والدي، رحمه الله، أورثنا وكالات سياراتٍ عالمية مرموقة، منها رنج روفر، وجاكوار، وهذا محل فخرٍ واعتزازٍ بالنسبة لي.
استطعتِ عبر شركة عائلتكِ تأمين فرص عملٍ للعُمانيات، ما طبيعة هذه الفرض؟
وفَّرنا فرص عملٍ وتدريبٍ من أجل تمكين المنتسبات عبر معهد محسن حيدر درويش، وجهاتٍ أخرى، واستهدفنا تطوير المهارات الوظيفية للمرأة العُمانية.
ماذا علَّمكِ العمل مع والدكِ في شركته؟ وما دوره في تأسيسكِ لتصبحي رائدة أعمالٍ؟
تعلَّمت الكثير من هذه التجربة، ولعدم وجود أخٍ، يقف مع والدي، حرصت على أن أكون له السند في إدارة أعماله، وتولي زمام الأمور فيها. والدي، رحمه الله، بالنسبة لي القدوة والملهم والمعلم، وقد تعلَّمت منه ريادة الأعمال، وأطلعني على أمورٍ كثيرة، تكفل لمَن يلتزم بها النجاح في هذا المجال.
لماذا قرَّرتِ الانتقال من مجال التجارة إلى السياسة؟
جاء ذلك رغبةً مني في خدمة أبناء مجتمعي، وهذا ما أفعله منذ انتقالي إلى مجلس الشورى وإلى اليوم، كما أن العمل السياسي طموحي منذ الصغر، وأعمل على تقديم كل جهدي في هذا المجال من أجل رد جزءٍ من جميل وطني العزيز عُمان علي.
أم البنات
رزقكِ الله ثلاث بناتٍ، هل تتمنين أن يخضن مسيرتكِ نفسها؟
نحن نسعى إلى تهيئتهن وتربيتهن التربية الصحيحة، ونهتمُّ بهن كثيراً، ونتمنى أن يحققن النجاح في مسيرتهن العملية مستقبلاً.
كثرة انشغالاتكِ، هل تؤثر في بناتكِ؟
أجتهد للموازنة بين حياتي الأسرية ومهامي الوظيفية، وأقضي كثيراً من الوقت مع بناتي، خاصةً أنني أدير جزءاً كبيراً من أعمالي من المنزل.
بعيداً عن مهامكِ العملية، ما الهوايات التي تمارسينها؟
الرياضة بشتى أنواعها، خاصةً المشي والهايكنج، كما أهوى السفر والقراءة.
شخصيةٌ تتمنين مقابلتها، وماذا ستقولين لها؟
سيدة عُمان الأولى السيدة الجليلة عهد البوسعيدية، فهي قدوتنا نحن نساء عُمان، وسأقول لها: «عسى ربي يحفظك ويرعاك ذخراً وعوناً لنا».
ما مشروعاتكِ المقبلة؟
أعمل على دخول أهم المنظمات على مستوى العالم، وبإذن الله سأحقق هدفي في المستقبل القريب.
 

 

الأستاذ المساعد في جامعة السلطان قابوس الدكتورة مروة الهنائي: التعليم يجب ألا يتوقف عند الشهادات

 

الأستاذ المساعد في جامعة السلطان قابوس الدكتورة مروة الهنائي

تعدُّ الدكتورة مروة بنت علي الهنائي، الأستاذ المساعد في التسويق بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية في جامعة السلطان قابوس نموذجاً مشرِّفاً للنساء العُمانيات اللاتي لا يرضين بالقليل، ولا يعترفن بحدودٍ للأحلام والطموحات .كُرِّمت أخيراً بجائزة الأكاديمي المتميز لعام 2022 نظير أدائها المشرِّف، وإسهاماتها الاجتماعية ذات الأثر الكبير. «سيدتي» استضافت الدكتورة مروة، حيث خصَّتنا بحوارٍ، تحدَّثت فيه عن مراحل البدايات، وخطوات الحاضر، ومشروعات المستقبل.

 



الرياض | عبير بو حمدان Abeer Bu Hamdan
تصوير | فاطمة العجمي Fatma Alajmi

 


من مصر إلى الولايات المتحدة الأمريكية ثم بريطانيا فسلطنة عمان، اختلاف هذه الثقافات كيف أسهم في بناء شخصيتكِ؟
قضيت أول عشر سنواتٍ من حياتي خارج السلطنة، إذ كان والدي يدرس الطب في مصر، قبل أن يتوجَّه إلى أمريكا لنيل شهادة الدكتوراه. أعتقد أنني كنت محظوظةً جداً، حيث كنا نسافر كثيراً في تلك المرحلة، وتحديداً في الثمانينيات الميلادية ففي ذلك الوقت لم تكن هناك شبكة الإنترنت، ولا مواقع التواصل الاجتماعي، لذا كان السفر أفضل وأمتع وسيلةٍ للاطلاع على هذه الحضارات، والاختلاط بشعوبها، والتعرُّف إلى مجتمعاتها وأنظمتها، إلى جانب القراءة طبعاً. بعد ذلك كانت لي رحلةٌ طويلةٌ من الدراسة والجهد والعمل، ساعدتني في الاطلاع على الحضارات والثقافات المتنوعة، وفي الوقت نفسه تمثيل وطني والفتاة العربية المسلمة في تلك المجتمعات.
حدِّثينا عن بعض السلوكيات الإيجابية التي لاحظتِها خلال إقامتك في الخارج؟
هناك سلوكياتٌ كثيرة ترد إلى ذهني الآن، لكن سأذكر واقعةً، حدثت معي خلال دراستي الماجستير في أمريكا، فحين وُلِدَ طفلي الأول «علي» هناك، لاحظت اهتمام المجتمع بسلوكياتٍ متعلقةٍ بسلامة الأم والطفل، وبعد عودتي إلى السلطنة وولادة ابني الثاني فيها، افتقدت هذا الاهتمام، وبدأت أتساءل عن الأسباب والعوائق وراء ذلك، وكيف يمكن تشجيع المجتمع على تبني تلك السلوكيات الإيجابية، ووصلت إلى ضالتي عبر التسويق الاجتماعي، لتحقيق أهدافٍ مجتمعية غير تجارية، حيث تابعت ما يقام في مجتمعاتٍ أخرى من حملاتٍ وبرامج، ووجَّهت دراستي في هذا الاتجاه.
التسويق الاجتماعي
كيف تعرِّفين التسويق الاجتماعي، وما الدور الذي يؤديه؟

التسويق الاجتماعي يدمج بين العلوم السلوكية وعلم النفس وغيرها من أجل تنفيذ حملاتٍ وبرامج، تهدف إلى تغيير سلوك الأفراد والمجتمعات للأفضل، والهدف منه غير ربحي وغير تجاري، بل تقديم فائدةٍ إيجابية للمجتمع عن طريق التأثير في سلوكياتنا. نقطة البداية لأي حملة تسويق اجتماعية، تكون بفهم الشريحة المستهدفة عن طريق الدراسات والبحوث، والتعمُّق أكثر في واقعهم، وفهم العوائق التي قد تمنعهم من تبني السلوكيات المرغوب فيها، لتصميم حملاتٍ، تلامس واقعهم، من ثم العمل على إزالة تلك العوائق، وقد أثبتت هذه الحملات فاعليتها في مجالاتٍ عدة، من أبرزها مجال الصحة، والبيئة، والسلامة المرورية.
كيف يعمل التسويق الاجتماعي على إزالة العوائق، والتمهيد للتغيير؟
مع الأسف، في مجتمعاتنا هناك عديدٌ من السلوكيات السلبية، في المقابل ليس هناك كثيرٌ من الحملات للتأثير في هذه السلوكيات، أو أن معظم الحملات تركز فقط على توفير المعلومات التوعوية من دون التأكد من أن الشريحة المستهدفة تفهم هذه المعلومات وتتقبَّلها، ومن دون تحديد العوائق والعمل على إزالتها. لنأخذ مثلاً موضوع هدر الطعام، 30% من الإنتاج العالمي من الأطعمة يهدر سنوياً، ونحن بوصفنا مجتمعاتٍ عربية لنا دورٌ كبيرٌ في ذلك، خاصةً خلال شهر رمضان، لذا تشكِّل هذه التقاليد والأعراف الاجتماعية عوائق أمامنا، إضافةً إلى حب الظهور ومحاكاة الآخرين!
هناك جهودٌ كبيرةٌ تبذل في السلطنة لتغيير هذه السلوكيات من خلال حملاتٍ، يتعاون فيها الجميع من الجهات الرسمية والجمعيات وبنك الطعام.
التواصل الاجتماعي
كيف تلعب وسائل التواصل الاجتماعي دوراً في عملية التسويق الاجتماعي؟

منصَّات التواصل الإلكتروني عنصرٌ رئيسٌ في استراتيجية التسويق، وتعتمد عليه الحملات التسويقية كثيراً، ومثل أي وسيلةٍ أخرى، لها إيجابياتها وسلبياتها، فهي تتيح للجهات أن تقيم حواراً مباشراً وتفاعلياً مع الفئة المستهدفة، ويساعد هذا الجمهور في نشر المحتوى، بما يمثِّل دعايةً مجانية، وتعدُّ أقل تكلفةً من الوسائل التقليدية، كما أنها تزوِّد الشركات بتغذيةٍ راجعةٍ ومباشرةٍ من الجمهور المستهدف، ومع ذلك يجب ألا نعتمد كلياً على وسائل التواصل الاجتماعي في عملية تقييم الحملات، وعلينا أن نأخذ في عين الاعتبار العناصر الأخرى.
هل تختلف حملات التسويق الاجتماعي من مجتمعٍ لآخر، وما أكثر حملةٍ أثَّرت فيكِ؟
حملات التسويق الاجتماعي لها أهدافٌ سلوكية، وبالطبع تختلف من مجتمعٍ لآخر، لأن عناصر عدة تؤثر فيها، مثل خصوصية المجتمع، والفئة المستهدفة، والبيئة المحيطة، لذا نقوم بدراسة الفئة المستهدفة في أي مجتمعٍ، ونستمدُّ منها الاستراتيجيات التي نستخدمها في هذه الحملات، ليكون تأثيرها أقوى.
حدثينا عن مسابقة «بادر بالتغيير»؟
ومن هذا المنطلق أقمنا مسابقةً بعنوان «بادر بالتغيير» من تنفيذ نادي التسويق في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، وهو نادٍ طلابي، يقدم أنشطةً مختلفةً للمجتمع، وأُشرِف عليه بنفسي، وقد أجرينا أول مسابقةٍ عام 2020، شملت جميع طلاب الجامعة من مختلف التخصُّصات، والهدف منها، نشر التسويق الاجتماعي، وصقل المهارات لدى الشباب ليبادروا بأنفسهم بالتغيير، حيث يختارون قضايا مختلفة، ويكوِّنون فرقاً عدة، ويطلقون حملاتهم بعد أن نقوم بتمكينهم من خلال ورش عملٍ في التسويق والتواصل الاجتماعي، ليبدأ بعد ذلك التقييم على أساس الحملات التي قدَّموها، وفي العامين الماضيين شهدنا إقبالاً كبيراً على هذه المسابقة بما يفوق 700 مشارك من مختلف جامعات السلطنة.
ما الدور الذي تلعبه السلطات والجهات الرسمية في توجيه حملات التسويق الاجتماعي؟
التأثير في السلوك يتطلَّب وقتاً طويلاً وجهداً كبيراً لذا لا بدَّ أن يكون هناك دعمٌ من الجهات المختصَّة للتأثير في السلوكيات الاجتماعية.
المرأة العُمانية
كيف تصفين المرأة العمانية اليوم؟

المرأة العُمانية لها دورٌ مهمٌّ ومحوري في نهضة المجتمع ودفع عجلة التنمية، ولها تأثيرٌ كبيرٌ سواءً في منزلها، أو سوق العمل، وهي شغوفةً بالعلم والمعرفة، وتريد إثبات نفسها في شتى المجالات، ووطننا بقيادة صاحب الجلالة السلطان هيثم، وباني نهضة عُمان السلطان قابوس، طيَّب الله ثراه، وفَّر للمرأة الظروف الداعمة، لذا نجد المرأة العُمانية اليوم تشارك في بناء بلادها في مختلف المجالات، وتتقلَّد أعلى المناصب القيادية، كما نشاهد نماذج نسائية مشرِّفة، تمثِّل السلطنة في المحافل العالمية والإقليمية.
مثَّلت سلطنة عمان في عديدٍ من المحافل العربية والدولية، ما الرسائل التي حرصتِ على نقلها للعالم؟
شعورٌ رائعٌ، وشرفٌ كبيرٌ لي تمثيل السلطنة في المؤتمرات والندوات والمسابقات العربية والعالمية.نحن العمانيين والعمانيات نبذل قصارى جهدنا لنحقق نجاحاتٍ للسلطنة، وأن نصبح أفضل سفراء لها في العالم، ولا نتوانى عن الاستفادة من أي فرصةٍ للوجود في تلك المحافل، ونقل أجمل صورةٍ عن بلدنا، وأن يرى العالم مبادرات ومشاركات المرأة العمانية المشرِّفة.
ما نصيحتكِ للشابات العربيات؟
نصيحتي للمرأة العربية بأن تستمر في العمل والمثابرة، وخدمة أسرتها ومجتمعها ووطنها، فلكل شخصٍ جانبٌ يتميَّز به، ومن المهم أن نعمل على تطويره، وصقل مهاراتنا فيه، والتعليم لا يجب أن يتوقف عند الشهادات، بل علينا أن نمتلك شغفاً دائماً لتطوير الذات، وأن نحرص على التخطيط الجيد، وتحديد الأهداف الواضحة، وألَّا نحبط عند أول تحدٍّ أو صعوبة تواجهنا، فكل تجربةٍ نتعلَّم منها، وعلينا أن نركز على النجاحات والدروس المستفادة، وليس على الإخفاقات.

تابعي المزيد: في يومها العالمي الأسرة..مركزٌ التفاعلات بين الأجيال

 

 

 

المرأة العُمانية اليوم تتقلَّد أعلى المناصب القيادية وتمثِّل السلطنة في المحافل العالمية والإقليمية ولها دور مهم ومحوري في نهضة المجتمع ودفع عجلة التنمية



الأكاديمي المجيد
كُرِّمتِ بشهادة الأكاديمي المجيد بوصفكِ أفضل عضو هيئة تدريسٍ بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية في جامعة السلطان قابوس للعام 2022، ماذا يعنيه لكِ ذلك؟

هناك مقولة تقول: «إذا عشقت ما تعمل، فلن تضطر إلى العمل بقية حياتك». بمعنى أن عملك لن يكون مجرد عملٍ، وإنما شغف وعشق، وهذا ضروري من وجهة نظري،بالنسبة للجائزة، جاء تقييمها بناءً على أدائي خلال السنوات الثلاث الماضية ومساهماتي الاجتماعية، وأيضاً تقييم الطلبة لي، وهو ما أعدُّه الأهم، فأنا أستمدُّ طاقتي من طلابي، فهم قادة المستقبل وشباب الوطن، كما أن فلسفتي في التدريس تنبع من فهمي للطلاب، والعمل على إظهار طاقاتهم الإبداعية وقدراتهم المميَّزة.
الطموحات والاهتمامات
طموحكِ المهني إلى أين يقودكِ؟

أطمح إلى أن أستمر في اكتساب مزيدٍ من العلم، وخدمة مجتمعي ووطني، وأن يكون لي أثرٌ إيجابي وطيب، فكما يقال: «يذهب الإنسان ويبقى الأثر».
ما اهتماماتكِ الشخصية بعيداً عن الطموح المهني والعمل المجتمعي؟
أعشق السفر ليس فقط للترفيه، وإنما أيضاً للتعلم والاطلاع على الثقافات الأخرى، وأهوى الطبخ، وتشدُّني القراءة، كما أحبُّ ممارسة الرياضة، خاصةً المشي في الطبيعة للتأمُّل والاسترخاء وإعادة شحن طاقتي، وركوب الدرَّاجة، ولحب عائلتي لعبةَ كرة القدم، أصبحت أتابع معهم المباريات المهمة.
لديكِ ولدان علي وعمر، هل يشبهانكِ في الطموح والأحلام؟
علي وعمر نقطة قوتي، ونقطة ضعفي. علي يميل كثيراً إلى التكنولوجيا، أما عمر فيحب الرياضة، خاصةً كرة القدم، ، ومن جهتي أحاول دائماً أن أغرس في ابنَيَّ حب العلم والعمل، وأسعى إلى أن أثير فضولهما نحو القضايا التي تدور حولهما، وأؤكد عليهما أهمية القيم الأخلاقية والدينية، وأن يحافظا على هويتهما، وأن يتمسَّكا بدينهما.
«الملهم» هكذا تصفين والدكِ الشيخ الدكتور علي، كيف تشرحين علاقتكِ به وتأثيره في حياتكِ؟
فخورةٌ جداً بوالدي وما حققه من إنجازاتٍ في المجال الطبي وأثناء توليه مهام وكيل وزارة الصحة. أنا أنظر دائماً لاجتهاده ومثابرته وطموحه ومسيرته، وكيف يذكره الجميع بالخير، وأحاول أن أسير على خطاه، وأن أكون عند حُسن ظنه، وأفضل ما في والدي أنه يناقشنا في أي موضوعٍ، ويحاول أن يقنعنا بالدلائل والحقائق وليس بفرض الرأي، ولأمي أيضاً دورٌ كبيرٌ في تحفيزنا ودعمنا وتأسيسنا في جميع المراحل.
كلمة أخيرة؟
مجلة «سيدتي» هي جزءٌ من ذاكرتي الجميلة، فقد كنت حريصةً دائماً مع والدتي على قراءتها أسبوعياً، وشرف لي أن أكون على صفحاتها، لاسيما وأنها تقاد من كوكبةٍ من النساء الناجحات والمثابرات.

تابعي المزيد: صانعة المحتوى العلميّ كوثر فارس: المختبرات الطبِيَّة بحر يروي الفضول المعرفي