ألمانية في الثمانين تتحول إلى فنانة غرافيتي مشهورة

فنانة غرافيتي
غرافيتي

الفن ليس له عمر للبداية، ولا زمن للإنطلاق، بل هو حالة كامنة من الشغف والذهول والإبداع تظهر في أي وقت وتتدفق بأي زمان ومكان وبلا حدود، وقد تظل كامنة سنوات طويلة لتتفجر في لحظة معينة بدون ترتيبات مسبقة، ولا تجهيزات معمقة، ولا سيطرة على التفاصيل... فقد تجد فنانًا يصلُ لأوج مجده في خريف العمر، وفي نفس الوقت قد تجد طفلًا مدهشًا يتخطى حدود المنطق في الإبداع والفن..

• موهبة كامنة منذ الطفولة تتفجر في الثمانين


الألمانية إنجي هيس Inge Hess أحد هؤلاء الذين تفجرت موهبتهم الإبداعية وتدفقت بكل مكان وملئت الحياة وهي في عمر الثمانين، فقد اكتشفت الجدة الثمانينة شغفها الفني، وطاقتها المتفردة على الإبداع في مجال الغرافيتي والذي يعد مجاًلا فنيًا قاصرًا على الشباب، ولم تمنعها سنوات عمرها الطويلة من أن تجد لنفسها موطئ قدم بين أشهر فناني الغرافيتي فى موطنها.. فقد تحولت لأشهر فنانة غرافيتي في مدينتها ليمن الالمانية في أشهر معدودة.
حسب موقع berliner--kurier-de الألماني، فالجدة والام إنجي هيس 80 عاماً، كانت تعشق الرسم منذ نعومة أظفارها، وكانت تتابع بشغف أعمال كبار الفنانين الألمان، وبعد أن فرغت من تربية أبنائها الثلاثة، لفت انتباهها تقنية ألوان الماء فحاولت استخدامها، وعلى الرغم من عدم دراستها للفنون إلا أنها علمت نفسها بنفسها وأصبحت محترفة في استخدام الألوان المائية ، ثم شغلتها الحياة من جديد، فتركت ممارستها الفنية فترة طويلة، إلا أن شغفها الكامن بعالم الفن التشكيلي لم يخمد، وولائها المستمر لعالم الإبداع لم يختفي أو يتداعى.

• لجائحة كورونا وجه إيجابي

خلال العامين المنصرمين أثناء تفشي جائحة كورونا، اضطرت الجدة الثمانينية إلى إغلاق مطعمها للسلاطات الطازجة، بسبب الإجراءات الاحترازية وقوانين الحظر والإغلاق، وقد كان هذا الحظر والإغلاق فرصة ذهبية لكي تستعيد هيس شغفها القديم بعالم الفن، وجاءتها فكرة أعمال فنية في الأماكن العامة، فصارت ترسم وتكتب على الجدران بكل مكان في مدينتها بادن فورتمبيرغ، على انها كانت قد استعارت أسلوبها الفني من مواقع الويب، وجمعت النصائح من فناني الجرافيتي الآخرين، وقد جعلها تكتسب مزيدًا من الإلهام، من فن الشارع الذي رأته خلال رحلتها إلى نيويورك.

تابعي المزيد: جرافيتي الحج.. فن فطري يوثق شعائر الحج على بيوت البسطاء

• كيف بدأت الحكاية ...؟


حسب موقع tellerreport.com، فقد بدأت حكاية انجي مع الغرافيتي عندما لاحظت صناديق الطاقة (الكهرباء) الضخمة بالشارع وألوانها الكئيبة، فهي عادة ما تكون مطلية باللون الرمادي، وغالبًا ما تكون مخدوشة أو تتراكم عليها الطحالب والأوساخ. لم يعجب هيس هذا المنظر المؤذي بصريًا وقررت تغييره فالصناديق يمكن أن تبدو أكثر فخامة وجمالًا بلمسة فنية، استخدمت أولاً إسفنجة ومعامل تنظيف كيميائي ثم علبة بخاخ. ثم عمدت الجدة الثمانينية الشابة لمحاربة المظهر المنفر للعديد من الصناديق الرمادية الأخرى بعلب الرش والالوان لتكوينات فنية من الكلمات والجمل البارعة.الصياغة والملهمة المعنى.
وعندما شرعت هيس فى تلوين الصناديق، اكتشفت أن الألوان الأخرى لا تلتصق بالمواد الليفية جزئيًا، ومن ثمّ قرأت عن استخدام الستينسلات لتطبيق الزخارف من قبل الرسام ومؤلف كتب الأطفال يانوش، وطريقة عمل فنان الشارع البريطاني بانكسي على الأسطح ، والتي تم تزويدها في البداية بلون خلفية فاتح، ثم اضطلعت كذلك على كثير من تجارب الفنانين الأخرى في فن الغرافيتي بالعالم ، حتى قامت بتجميل 20 صندوق في تقاطع في منطقتها.

• شهرة فى عمر الثمانين


لقاءها بأحد القنوات التلفزيونية الرسمية بألمانيا لتتحدث عن فنها المذهل..
على الرغم من مشاركة الجدة الثمانينية هوايتها بشكل أساسي مع الشباب ، إلا أن "Graffiti-Inge" اصبح بشكل غير متوقع من المشاهير في المدينة الواقعة في منطقة Rhein-Neckar.
بالكاد تصدق الجدة المدهشة الاهتمام الوطني والإعلامي الذي تلقته في الصحافة والتلفزيون، فقد حظت هيس بشهرة غير عادية في مدينتها ، فقد ربط عدد أكبر من الناس في المجتمع الذي يبلغ عدد سكانه 27000 نسمة الإبداع بهذه المواطنة المسنة والجدة المليئة بالحيوية الإيجابية والروح الشابة، بهواياتها غير المعتادة حيث أنه من المعروف أن معظم العاملين في مجال الغرافيتي من الفنانين الذكور.

• إشادة رسمية


تم الإشادة بهيس في دار بلدية منطقتها، يقول رئيس البلدية هانز راينوالد (CDU) لموقع berliner--kurier-de الألماني ، "الكتابة على الجدران التي يمكن للأسف العثور عليها في كل مكان ، تُظهر بعضها محتوى فاحشًا أو مهينًا أو حتى مناهضًا للدستور ، وهذا وصمة عار على صورة البلدية "، ويضيف: "لذلك فأي شيء يساعد على إخفاء هذا التلوث البصري الفكري في أسرع وقت ممكن ، أو حتى عدم ظهوره يكون بالتالي موضع ترحيب."
تتفهم المسنة الفنانة الطبيعة المتهورة وغير التقليدية التي قد تكون وحشية أحيانًا للصور التي يتم رشها على الجدارن من قِبل الشباب فـ "الشباب بحاجة إلى منفذ" ، على حد قولها، إلا انها تتجاوز كل ذلك بتكويناتها الفنية وخطوطها الإبداعية.
تستمتع هيس بالنجومية في مسقط رأسها بالقرب من هايدلبرغ ، وتقول إن الجيران أصبحوا سعداء عندما علموا بخططها الفنية المقبلة في تزيين باقى صناديق المدينة..

تابعي المزيد: طيور الأرجنتينية فيو سيلفا Fio Silva تنشر أجنحتها العملاقة على جداريات المباني..!