اكتشاف حيوانات بحرية منقرضة أعمارها 16 مليون عام في السعودية

الموساصورات من الزواحف البحرية التي عاشت في حقبة الحياة الوسطى
الموساصورات من الزواحف البحرية التي عاشت في حقبة الحياة الوسطى- الصورة من هيئة المساحة الجيولوجية السعودية
البليزيوصورات بتميزها وضآلة حجم جماجمها واستطالة أعناقها ونحالة أجسادها المسطحة
البليزيوصورات بتميزها وضآلة حجم جماجمها واستطالة أعناقها ونحالة أجسادها المسطحة
بقايا حيوانات بحرية منقرضة
بقايا حيوانات بحرية منقرضة تراوحت أعمارها ما بين 80 مليون و16 مليون عام- الصورة من هيئة المساحة الجيولوجية السعودية
نموذج من الأحافير المكتشفة
نموذج من الأحافير المكتشفة - الصورة من هيئة المساحة الجيولوجية السعودية
الموساصورات من الزواحف البحرية التي عاشت في حقبة الحياة الوسطى
البليزيوصورات بتميزها وضآلة حجم جماجمها واستطالة أعناقها ونحالة أجسادها المسطحة
بقايا حيوانات بحرية منقرضة
نموذج من الأحافير المكتشفة
4 صور


كشفت هيئة المساحة الجيولوجية السعودية عن بقايا حيوانات بحرية منقرضة تراوحت أعمارها ما بين 80 مليون و16 مليون عام، في متكون ازلم بمنطقة تبوك على طول ساحل البحر الأحمر بين محافظتي ضباء وأملج.
وأوضحت الهيئة أن هذه الاكتشافات تدل على وجود مواقع أحفوريه سيتم تطويرها مستقبلاً كمواقع جذب سياحي في نطاق مشاريع تطوير البحر الأحمر، كما تحتوي منطقتي مشروع البحر الاحمر وآمالا على أحافير لأنواع مختلفة من الفقاريات واللافقارية، وبقايا نباتات عاشت في بيئات بحرية ضحلة وشاطئية يعود عمرها لعصري الحياة الجيولوجية المتوسطة والحديثة (الطباشيري – ميوسين).

زواحف بحرية

وبعض من هذه الأحافير تعود إلى زواحف بحرية تم العثور عليها مدفونة في رواسب العصر الطباشيري المتأخر، وتم تعريفها بالموساصورات وبليزيوصورات. وتعد الموساصورات من الزواحف البحرية التي عاشت في حقبة الحياة الوسطى، وتميزت بجسم أسطواني ضخم مثل التماسيح، ولها أطراف أمامية وخلفية على شكل زعانف تستخدم للسباحة والتوازن في الماء، وتختلف عنها البليزيوصورات بتميزها وضآلة حجم جماجمها واستطالة أعناقها ونحالة أجسادها المسطحة.

كما تم استخراج عينات أحفوريه من رسوبيات الإيوسين يصل عمرها إلى (45 مليون سنة)، وعُرف منها فقرات صدرية لثدييات بحرية منقرضة تعود لحواري البحر أو ما يشبه الأطوم البحري الذي يتخذ المياه الضحلة الدافئة كبيئة للحياة فيها والتغذي على الأعشاب البحرية. بالإضافة إلى ذلك تم اكتشاف أجزاء من سلاحف وأطراف تماسيح عاشت في المناطق الساحلية عندما غطى بحر التيثيس معظم شبه الجزيرة العربية، وهي حقبه من التاريخ الجيولوجي تقدر بنحو 20 مليون سنة قبل انفتاح البحر الأحمر وانفصال الصفيحة العربية عن الافريقية.


وأشارت الهيئة إلى أن فريق البحث الاستكشافي للأحافير باشر العمل في متكون الرشراشية بمنطقة الجوف، وتم اكتشاف نوع نادر من حيتان الإيوسين العملاقة، التي كانت تتخذ المياه الدافئة لبحر التيثس بيئة مثالية للتكاثر. ويتراوح طول الحوت المُكتشف من مقدمة رأسه إلى آخر ذيله ما بين18 إلى 20 متر، وذلك اعتماداً على الهياكل المكتشفة في أماكن مختلفة من العالم. وخَلُصت المشاهدات الميدانية والقياسات الدقيقة لجزء من العمود الفقري إلى أن الفقرات التي تم العثور عليها قد بلغ عرض إحداها 48 سم، وهذا ما لفت الانتباه أثناء عملية التنقيب. وبالرجوع إلى قواعد البيانات والتصنيفات العلمية المتوفرة عالمياً، رُجِح أن يكون هذا النوع من حيتان Basilosaurus من الثدييات البحرية وهو أكبر حيتان الإيوسين.

موقع سور عسفان الأحفوري


وواصل المختصون أعمالهم البحثية في موقع سور عسفان الأحفوري، والذي يُعد من عصر الإيوسين المبكر، تم العثور على بقايا أسنان قرش وأسماك قيثارة، كما تم اكتشاف فقرات لتماسيح وأجزاء من هياكل سلاحف، وتعد هذه الأحافير محور الوصل والمضاهاة بين عدة مواقع أحفوريه من محافظة تربة الطائف مروراً بهدى الشام، ووصولاً الى عسفان والغولاء غرباً.
وتكون سور عسفان الاحفوري قبل حوالي 55 مليون سنة، من عصر الإيوسين الأسفل ويقع شمال غرب محافظة عسفان بالقرب من البحر الأحمر، ويمتد طوله لأكثر من واحد كيلو متر ‏ويبلغ سمكه من ستة إلى تسعة أمتار، كما يبلغ ارتفاعه11 متر تقريبا، كحد أقصى.

‏كما يتكون من رواسب جيرية تغلب عليها الصبغة الدولوماتية والجلوكونيتية الفوسفاتية. ويمتاز بتواجد كميات كبيرة من أحافير ثنائيات المصراع، من الجنس كارديتا. وكذلك أحافير فقارية من الاسماك الغضروفية والعظمية، وبقايا هياكل من السلاحف والتماسيح. في الأصل ترسبت طبقات هذا المقطع الجيولوجي في بيئة الحواجز التراكمية ذات المنشأ العضوي الجيري. وبعد عشرات الملايين من السنين، ومع انفتاح البحر الاحمر أثرت الحركات الارضية المرافقة لانفصال شبه الجزيرة العربية عن افريقيا، بإنتاج هذا التركيب الجيولوجي بعملية رفع مع دوران للطبقات الرسوبية بمقدار قريب من العمودي.

ويعمل حالياً فريق الاستكشاف الأحفوري بمركز المسح والتنقيب في الهيئة بمواصلة أعماله البحثية في مختلف مناطق المملكة، لاستكشاف المزيد من الأحافير المنقرضة منذ العصور القديمة ومعرفة بيئاتها التي عاشت بها.