المصمّم شارل كلبكيان: يلفتني التراث المعماري في منطقتي المتوسّط والقوقاز 

المصمّم الفرنسي شار كلبكيان
المصمّم شارل كلبكيان
من مجموعة الإضاءة الأخيرة الخاصّة بالمصمّم شارل كلبكيان
من مجموعة Soul للمصمّم كلبكيان (الصورة من تصوير: @sebastien.baert - تنسيق:  @sandrineplace) 
مجموعة المصمّم الأخيرة عرضت في النسخة الأخيرة من معرض «ميزون إيه أوبجيه»
مجموعة المصمّم الأخيرة عرضت في النسخة الأخيرة من معرض «ميزون إيه أوبجيه» Maison&Objet الباريسي (الصورة من تصوير: @sebastien.baert - تنسيق:  @sandrineplace) 
شارل كلبكيان: الضوء عبارة عن عنصر نحتي مجرد
شارل كلبكيان: الضوء عبارة عن عنصر نحتي مجرد.. وقد تعلّمت أن أفهمه مع مرور الوقت (الصورة من تصوير: Vincent THIBERT) 
المصمّم استلهم مجموعة الإضاءة الأخيرة من طفولته في مدينة بيروت، أثناء الحرب الأهليّة
المصمّم استلهم مجموعته الأخيرة من وحدات الإضاءة من بيروت الحرب الأهليّة  (الصورة من تصوير: @sebastien.baert - تنسيق:  @sandrineplace)
المصمّم شارل كلبكيان
المصمّم الفرنسي شارل كلبكيان
المصمّم الفرنسي شار كلبكيان
من مجموعة الإضاءة الأخيرة الخاصّة بالمصمّم شارل كلبكيان
مجموعة المصمّم الأخيرة عرضت في النسخة الأخيرة من معرض «ميزون إيه أوبجيه»
شارل كلبكيان: الضوء عبارة عن عنصر نحتي مجرد
المصمّم استلهم مجموعة الإضاءة الأخيرة من طفولته في مدينة بيروت، أثناء الحرب الأهليّة
المصمّم شارل كلبكيان
6 صور
كان المصمّم الفرنسي شارل كلبكيان (1982)، والمولود في بيروت، منهمكاً في عرض مجموعته Soul، في إطار معرض «ميزون إيه أوبجيه» Maison&Objet الباريسي، حينما تواصلت «سيدتي» معه؛ المجموعة عبارة عن وحدات من الإضاءة مصنوعة من الجبس كان استلهمها كلبكيان من أيّام طفولته، في مدينة بيروت المدمّرة إثر الحرب... أضف إلى المجموعة، يتحدّث المصمّم عن تأثيرات التاريخ عليه، كما منطقتي البحر الأبيض والمتوسط والقوقاز، وفنّ الغرافيتي.
_
المصمّم الفرنسي شارل كلبكيان
في سنّ مبكّرة، تعاونت مع مصمّمين فرنسيين ذائعي الصيت، هما: كريستوف بيليت وأورا إيتو؛ هل من دروس أو نصائح من هذه المرحلة المهنيّة لمّا تزل في البال؟
تعلّمت من كليهما أهمّية الهيئة النهائيّة التي سيتخذها المنتج، حتّى يندمج بالفضاء المعماري، بانسيابيّة، بالإضافة إلى أهمّية الرسومات والمثابرة.. من تصميم الساعات والدرّاجات والعطور ومستحضرات التجميل إلى الكراسي والأثاث والتصميم الداخلي والمنازل، كنت محظوظاً للغاية في العمل على نطاق واسع من المشاريع في وكالتي المصمّمين، اللذين مدّاني بخلاصة مفادها أن خمس دقائق كفيلة بتغيير شكل المنتج، بصورة جذريّة.
شارل كلبكيان: الضوء عبارة عن عنصر نحتي مجرد.. وقد تعلّمت أن أفهمه مع مرور الوقت
(الصورة من تصوير: Vincent THIBERT)

العلامات التجارية الكبرى «كسولة»

بخلاف الاتجاه الحالي في عالم الأثاث، والمتمثّل في القطع التي تتخذ أشكالاً منحنيةً، فإنّك مستمر في إنشاء تصميمات ذات خطوط مستقيمة. كيف تنظر إلى الأثاث المعاصر؟
لا أركز حقّاً على الاتجاهات، عندما أشرع في الاشتغال على أي مشروع؛ وذلك لأن كلّ مشروع مرتبط بلحظته وسياقه، كما بالعملاء وتوقّعاتهم. في خصوص الأثاث المعاصر، أعمل مع العلامات التجاريّة التي تسمح لي بالتعبير وتحدّي الذات لجعل القطع التي أصمّمها قابلة للجمع. صحيح أن الأثاث المنحني الشكل متوافر في السوق راهناً، لكن العلامات التجارية الكبرى «كسولة» بعض الشيء في أمر تحدي المصممين الشباب لصنع ما هو مغاير، بالمقابل هذا الأمر متاح مع القليل من المصمّمين المستقلّين والعلامات التجارية المستقلّة. لناحية المستهلكين، هناك منتجات في السوق أكثر من أي وقت مضى، لذا أعتقد أنّنا نمرّ في فترة إبداعيّة كبيرة.
أخبرنا المزيد عن الأساليب القديمة التي تستخدمها في تصميماتك؛ هل تستمتع بالتعامل مع مواد نبيلة، مثل: الخشب؟ ماذا عن المنسوجات؟
تعجبني عمليّة استخدام التقنيّات التقليديّة، خصوصاً عند الاشتغال في الخشب. في ورشة العمل الخاصّة بي؛ أقوم بالتجريب، وأعدّ نماذج أولية وأختبر التشطيبات الجديدة. ولناحية الأنسجة، لمس المواد هو جزء من عملي التصميمي؛ لديّ طاولات كبيرة في «الورشة» مملوءة بالأنسجة المدهشة التي تلهمني كلّ يوم. أمضي أيضاً بعض الوقت في زيارة ورش الإنتاج المختلفة لغرض فهم كيفيّة عمل كل حرفي؛ لأن أحداً لا يعمل حسب طريقة محدّدة على غرار زميله، لذا أحتاج أوّلاً إلى فهم الحرفي، قبل التعاون وإيّاه. خلف كل شيء يلمسه المرء بيده، يقف شخص ما يبدع.

تراث حيّ

من سمات إبداعاتك دمج التاريخ بالثقافة الحضرية؛ هل تمتلك شغفاً بفترة تاريخيّة معينة تعالى فيها البنيان؟
أحبّ المزج بين العناصر وبين الألوان والخطوط والمراجع والتقنيات المختلفة معاً؛ علماً أنّه يلفتني التراث الثقافي والمعماري في منطقتي البحر الأبيض المتوسّط والقوقاز إلى حدّ أنّه يمكنني العيش في كلّ الدول التابعة لهاتين المنطقتين، كما السفر إليها طوال الوقت من دون ملل... الهندسة المعمارية العتيقة قوية للغاية في الجغرافيا المذكورة آنفاً، لناحية الجماليّة التي تعبّر عنها أحجام الأبنية الضخمة، مع ملاحظة إيلاء البنّائين عناية بضوء الشمس الطبيعي؛ هذا التراث لا يزال حيّاً في الوقت الراهن.
وماذا عن فنّاني الغرافيتي الذين تروق لك أعمالهم؟
أحببت فنّ الشارع، بما يعنيه من مبارحة الأعمال والممارسات المبدعة إلى خارج جدران المتاحف وصالات العرض. يعيش فنّ الشارع حسب نبض المدينة، لذا هو قوي. لناحية الفنّانين، هناك أعمال لعديدين تلفتني، منهم: «جي آر» JR، و»إنفايدرز» Invaders، و«جنون» Jonone، و«الأطلس» L’Atlas، و«السيد أندريه» Mr André. التقنيات مختلفة في ممارسات كل فنّان.. ولكل عمل رسالة مختلفة.

صندوق لألعاب الأطفال

قمت بإنشاء صندوق لألعاب الأطفال سمّيته «سام»، بالتعاون مع «غاليري جوي مارديني»؛ صف لنا هذا التصميم؟
سام هو اسم ابني؛ والصندوق المصمّم لصالح «غاليري جوي مارديني» Joy Mardini Gallery صنع في لبنان، بأيدي حرفيين رائعين. في الجزء الخارجي من التصميم، اتخذت من لعبة «إيمز الفيل» ذات التصميم المعدّ من الخشب الرقائقي منطلقاً (في أوائل الأربعينيّات من القرن الماضي، أمضى تشارلز وراي إيمز سنوات عدة في تطوير وصقل تقنية لتشكيل الخشب الرقائقي إلى أشكال ثلاثية الأبعاد، وخلق سلسلة من قطع الأثاث والمنحوتات جرّاء هذه العمليّة. من بين تصميمات الثنائي الأولية، أثبت الفيل المكون من جزأين أنه الأكثر تحدياً تقنيّاً بسبب منحنياته المركبة الضيقة، فلم تدخل القطعة أبداً في الإنتاج التسلسلي). أضف إلى ذلك، يسترجع تصميمي الألوان والأشكال الحادّة من «مجموعة ممفيس للتصميم» (مجموعة تصميم وهندسة معمارية إيطالية أسسها إيتوري سوتزاس نشطت من 1980 إلى 1987، وصممت أثاث ما بعد الحداثة والإضاءة والأقمشة والسجاد والسيراميك والزجاج والأشياء المعدنية). كل لون في الصندوق هو عبارة عن عناصر منحوتة تتشابك مع بعضها البعض لخلق وحدة، مع الإشارة إلى أن «الصندوق» سهل الاستخدام والدمج بغرفة الطفل.
هل تستمتع بشكل خاصّ بتصميم عناصر الإضاءة؟
من مجموعة Soul للمصمّم كلبكيان (الصورة من تصوير: @sebastien.baert - تنسيق: @sandrineplace)
الضوء عبارة عن عنصر نحتي مجردّ؛ وقد تعلّمت أن أفهمه مع مرور السنوات، وهو وظيفي في المقام الأول، إذ نحتاج إليه طوال الوقت. في إطار تصميم وحدات الإضاءة، أعمل وفق تقنية الـ«كياروسكورو» (مصطلح فنّي يشير إلى الاستخدام الأمثل للضوء والظلال لتكوين الشخصية المطلوبة، بدقة عالية في الرسم)، مع النهل من التقنيات الأحدث لإعادة تفسير أنماط محدّدة في الشرق الأوسط (المقرنصات مثلاً، أي الهوابط وهي عناصر تنتمي إلى العمارة والزخرفة تتخذ في شكلها هيئة عقود متداخلة ببعضها البعض)، وكيفيّة سقوط الإضاءة عليها؟
مجموعة المصمّم الأخيرة عرضت في النسخة الأخيرة من معرض «ميزون إيه أوبجيه» Maison&Objet الباريسي (الصورة من تصوير: @sebastien.baert - تنسيق: @sandrineplace)

ما هي خططك للمستقبل، في مجال التصميم؟
أشتغل على تصميم المزيد من التركيبات النحتيّة الكبيرة.


ضوء البحر المتوسّط

المصمّم استلهم مجموعته الأخيرة من وحدات الإضاءة من بيروت الحرب الأهليّة (الصورة من تصوير: @sebastien.baert - تنسيق: @sandrineplace)

عن مجموعة Soul؛ يقول المصمّم شارل كالبكيان إنّه بدأ في الاشتغال على المشروع قبل جائحة «كورونا»، رغبة منه في إنشاء «عالم معماري» يطلق العنان للخيال. أفرز المشروع ستّ وحدات للإضاءة منحوتة بالجبس؛ استلهم المصمّم أشكالها من طفولته التي قضاها في مدينة بيروت الفارغة من أهلها إثر الحرب الأهليّة، حينما كانت المباني منزوعة النوافذ والأبواب، لكن ضوء البحر الأبيض المتوسّط كان يحوّل كلّ المشهد! يشرح كالبكيان لـ«سيدتي» أنّه كان من الصعب عليه بعض الشيء استرجاع هذه الذكريات أثناء العمل، لكنّه قام بعد ذلك بالاسترسال في التفكير و«اليوتوبيا»، سائلاً: كيف ستبدو بيروت لو لم تقع الحرب؟