في يوم المرأة الإماراتية الكاتبة أسماء المطوّع: أتصور أديبات المستقبل أكثر انفتاحاً

الكاتبة أسماء المطوّع
كبرت المجموعة وصارت تضم 24 عضوة من مختلف الجنسيات
الكاتبة أسماء المطوّع
الكاتبة أسماء المطوّع
الكاتبة أسماء المطوّع
كاتبات المستقبل هنّ الجيل الذي تتخذ الدولة الآن من أجله العديد من القرارات ليقرأ
الكاتبة أسماء المطوّع
بفضل التكنولوجيا صار يحضر معنا المؤلف والناقد
الكاتبة أسماء المطوّع
الكاتبة أسماء المطوّع
الكاتبة أسماء المطوّع
الكاتبة أسماء المطوّع
4 صور

سيدةٌ إماراتيةٌ عربيةٌ تطمح لترك بصمة في واقع الثقافة من خلال طرح مبادرات تشجع على القراءة وتثري المنظومة الثقافية عموماً... لهذا أسست صالون الملتقى قبل ربع قرن.. أول ما كتبته كانت رسائل إلى والدها الذي شجعها على القراءة والكتابة بتزويدها بالكتب، فضلاً عن دوره في فتح الحوارات معها، التي أطلقت العنان لشغفها بما يحدث حولها، وكانت الشرارة لفكرة الصالون الأدبي. الكاتبة أسماء صدّيق المطوع، التي حدثتنا عن مسيرتها الأدبية، حول كيف وصلت المرأة الإماراتية إلى ما هي عليه اليوم.

لنبدأ بالدور الثقافي للمرأة الإماراتية الذي تطور عبر السنين الماضية؟

خلال الأعوام الخمسين الماضية، وبفضل ما تلقيناه من دعم استثنائي من الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، «أم الإمارات»، التي آمنت بقدرة المرأة ودورها؛ وصلت السيدة الإماراتية في زمن قياسي من المنافسة على الوجود في مؤسسات التعليم، فأينما ذهبت إلى فعالية ثقافية الآن في الدولة، تجد المرأة حاضرة وبقوة، وقد حققت الكاتبات والمبدعات تفوقاً ملحوظاً، ووصلن إلى جوائز عالمية، مثل: ريم الكمالي، وميسون القاسمي، ويكفي أن وزارة الثقافة في الإمارات تترأسها امرأة إماراتية.

منظمة اليونسكو

كبرت المجموعة وصارت تضم 24 عضوة من مختلف الجنسيات

تعرّفي إلى المزيد: الفنانة سناء هيشري: لوحاتي "نضال من ألوان"

«صالون الملتقى الأدبي»، هو الأول في العالم العربي، الذي يجمع صديقات شغوفات، متى بدأت قصته؟

تأسس صالون الملتقى الأدبي عام 1995، مع مجموعة محدودة من الصديقات نقرأ الروايات باللغة العربية، ثم كبرت المجموعة وصارت تضم 24 عضوة من مختلف الجنسيات والخلفيات والتخصصات، حصل الصالون على العضوية بوصفه أحد أندية منظمة اليونسكو، بسبب احترامه للآخر، ثم افتتحنا فروعاً في كل من مصر ولبنان وتونس على يد عضوات وصديقات الصالون.


هلاّ حدثتنا عن لقب الشخصية الثقافية الذي كرّمت به؟

كان مفاجأة سارة، شرفتني وأسعدتني؛ لأنه بمنزلة احتفاء بأكثر من ربع قرن، كنت أعمل فيه مع صديقاتي على تطوير أنفسنا، ثم تحولنا إلى مثقفين نتحرك خارج أسوار ذاتنا ونحاول نشر الأفكار والقيم الثقافية لمن حولنا. وقدمنا مبادرات عديدة ربما تفوق الثلاثين مبادرة، منها مبادرة إهداء أكثر من 40 مكتبة لمكتبات موزعة في مختلف أماكن الدولة. وتلقيت تكريماً على ذلك من الشيخ محمد بن راشد بإدراج اسمي ضمن الإماراتيين الأوائل.

تابعي المزيد: الاتحاد النسائي يطلق بوابة إلكترونية ليوم المرأة الإماراتية

90 جلسةً افتراضيةً

ما توجّه القراءة في صالون الملتقى؟

نقرأ الروايات لكل المبدعين، سواء من الشرق أو الغرب المكتوب بالعربية والمترجمة إليها، ونحرص على متابعة الجديد، وبعد ربع قرن من القراءة صرنا أكثر جرأة في مناقشة الكُتاب في كتاباتهم، مثل: الدكتور واسيني الأعرج، والدكتور إبراهيم الكوني، وجمال الغيطاني، والشيخة ميسون صقر القاسمي، والدكتورة نوال السعداوي... وكثيرين.

بفضل التكنولوجيا صار يحضر معنا المؤلف والناقد


كيف كانت الاستمرارية في سنوات «كورونا»؟

تأثير جائحة كورونا كان إيجابياً، فقبلها كان الصالون يعقد مرتين في الشهر، الآن يعقد كل أسبوع، وبفضل التكنولوجيا صار يحضر معنا المؤلف والناقد، وصارت عضوات الملتقى المتواجدات في تونس وأميركا وكندا يحضرن ويشاركن، ومنذ مارس 2020 وحتى الآن أنجزنا أكثر من 90 جلسة افتراضية.


لماذا قلّ اهتمام الشباب بالشعر والقراءة بشكل عام، هل هي مشكلة القراء شاعر أو كاتب اليوم؟

برأيي، الجيل الشاب في الإمارات يقرأ، لكن أسلوب وشكل القراءة اختلف، فهم يقرؤون من الأجهزة اللوحية، ويتفاعلون عل مواقع التواصل الاجتماعي بأسلوبهم، وبعضهم يستمع للكتب الصوتية. ومن أجلهم، أعددنا في صالون الملتقى العديد من الجلسات معهم، وتركناهم يتحدثون في قضاياهم من دون الوصاية الجيلية عليهم، فتكلمنا معهم حول موسيقى الجاز والكاليجرافي وكتابة العربية بحروف لاتينية... وبفضل نقاشنا مع الشباب، تحررنا من الشكل التقليدي للصالونات الأدبية، وربما صرنا أكثر جرأة فيما نناقشه من موضوعات بفضل حوارنا مع الشباب.

تابعي المزيد: إطلاق شعار يوم المرأة الإماراتية لعام 2022 ليكون "واقع ملهم.. مستقبل مستدام"

بفضل نقاشنا مع الشباب، تحررنا من الشكل التقليدي للصالونات الأدبية، وصرنا أكثر جرأة في طرح الموضوعات

القيم التراثية الإماراتية

 

الكاتبة أسماء المطوّع


تديرين البرنامج التربوي في «مركز الشيخ محمد بن خالد آل نهيان الثقافي»، ما الذي ينقص شباب وشابات اليوم، ليتمكنوا من بلورة حياتهم الثقافية؟

بتوجيه واعٍ من الشيخة د. شما بنت محمد بن خالد آل نهيان، نعمل على تقديم البرامج والمبادرات التي تعرّف الشباب بكيفية إدارة تلك المصادر المعرفية، وتوظيفها في تكوين الشخصية الثقافية، مع الربط الدائم مع حركة العالم المتسارعة والثقافات الأخرى، والحفاظ على القيم التراثية الإماراتية والاندماج مع العالم من حولنا، الشباب دائماً يحتاج إلى تعميق عقولهم الناقدة، وتعلمهم لآليات طرح الأسئلة التي تنتج المعرفة بالاستناد إلى العلم والموروث القيمي.


إذا أردت أن تنصفي المرأة.. ما الذي يمكن أن تؤلفي للحديث عنها؟

يقول أديب نوبل الكبير نجيب محفوظ: كلمة رجل.. جمعها رجال، وكلمة امرأة لا جمع لها. المرأة لها كبرياء حتى في اللغة العربية تأبى أن تجمعها بغيرها أو تقارن بها ويقول كونفوشيوس: المرأة أبهج شيء في الحياة. أنا دائماً مؤمنة بالمرأة وبقدرتها الكبيرة على الإنجاز والإبداع، فهي نصف المجتمع الذي يربي النصف الآخر، وقد اهتممنا في صالون الملتقى الأدبي بطرح النماذج الناجحة والمبدعة واحتفينا بهن، ولنا كتب عنهن، مثل كتابنا عن زها حديد، وأمي موزه، وحرصنا على عمل فعاليات خاصة بالمرأة، سواء في يوم المرأة أو غيره، وهذا العام أطلقنا مسابقة الأدب النسوي على منصات التواصل الاجتماعي.

تابعي المزيد: بمناسبة يوم المرأة الإماراتية.. "نسائية دبي" تنظم ملتقى "واقع ملهم.. مستقبل مستدام"


أثر الأدباء

كاتبات المستقبل هنّ الجيل الذي تتخذ الدولة الآن من أجله العديد من القرارات ليقرأ


كيف تستفيدين من السفر؟

قادنا مع صديقاتي في الصالون الولع بالثقافة والأدب الهندي لزيارة هذا البلد، الذي تجمعنا به ذاكرة التاريخ، وحدود الجغرافيا، وتقاليد مشرقية حميمة، تأخذ حرارتها من بهارات الهند وإبداعات أهلها وطيبتهم. وقد سافرنا نقتفي أثر الأديب العظيم جنكيز آيتماتوف في آسيا الوسطى، وهذا العام زرنا مصر وفي ضيافة الشيخة ميسون صقر القاسمي، التقيت أكثر من ثلاثين شخصية من الوسط الأدبي والثقافي، مثل: طارق إمام، وعبلة الرويني، ومحمد المنسي قنديل وغيرهم... وما زال أمامنا العديد من الخطط لزيارات قد تشمل أمريكا اللاتينية وأفريقيا؛ لأني أحب زيارة العواصم الكبرى، وأيضاً التعرف إلى بلاد مختلفة عني ثقافياً.


ما الملامح التي ترسمينها لأديبات المستقبل؟

أديبات المستقبل سيكنّ انعكاساً للمستقبل، لذا أتصورهن أكثر انفتاحاً على الأفكار وإلماماً بمختلف الثقافات مع الانفتاح الكبير الذي نعيشه، ومع حالة التسامح التي ننعم بها. كما أتصورهن قارئات مطلعات؛ لأنهن من الجيل الذي تتخذ الدولة الآن من أجله العديد من القرارات ليقرأ، كتخصيص شهر للقراءة وإطلاق تحدي القراءة.

تابعي المزيد: المديرة التنفيذية لمركز الشارقةلريادة الأعمال «شراع» نجلاء المدفع:وطننا العربي يزخر بقياديات متميزات