المهندسة فاطمة آل أسعد:تصاميمي في الميتافيرس تعكس السلام والهدوء

 المهندسة السعوديّة فاطمة آل أسعد، والمعروفة بـ"ستوم"
المهندسة السعوديّة فاطمة آل أسعد، والمعروفة بـ"ستوم" SATTOM (تصوير: Christina Marie Rivera)
ّمن مشروع قاعة العرض الافتراضيّة المستوحاة من الديكورات اليابانيّة
من مشروع قاعة العرض الافتراضيّة المستوحاة ديكوراتها من الأسلوب الياباني
 تصميم من "ستوم" لشركة تبيع السلع المنزليّة
من تصميم الشركة التي تبيع السلع المنزليّة
من تصميم المعرض الافتراضي الخاصّ بإبداعات نسائيّة في عالم الفنّ 
من تصميم المعرض الافتراضي الخاصّ بإبداعات فنّية نسائيّة 
 المهندسة السعوديّة فاطمة آل أسعد
المهندسة السعوديّة فاطمة آل أسعد، والمعروفة بـ"ستوم" (تصوير: Christina Marie Rivera)
 المهندسة السعوديّة فاطمة آل أسعد، والمعروفة بـ"ستوم"
ّمن مشروع قاعة العرض الافتراضيّة المستوحاة من الديكورات اليابانيّة
 تصميم من "ستوم" لشركة تبيع السلع المنزليّة
من تصميم المعرض الافتراضي الخاصّ بإبداعات نسائيّة في عالم الفنّ 
 المهندسة السعوديّة فاطمة آل أسعد
5 صور

ابتُعثت الشابة السعوديّة فاطمة آل أسعد، والمعروفة بـ"ستوم" SATTOM، لدراسة العمارة، في الولايات المتحدة الأميركيّة، فأنهت علومها الجامعيّة في عام 2017، محمّلة بإجازة في الهندسة، واستقرّت في لوس أنجلوس، حيث عملت، ولمّا تزل في إطار شركة هندسيّة تتولّى مشاريع خاصّة بمراكز الاستشفاء والبحوث. منذ أن ضرب الوباء العالم، تقوم "ستوم"، سليلة المنطقة الشرقيّة، إلى جانب عملها، بتولّي التصميم الداخلي لمشاريع تجاريّة وترفيهيّة وفنّية في العالم الافتراضي (الميتافيرس، وغيره من منصّات العالم الافتراضي)، حيث تسخّر معارفها في مضمار الهندسة، في إعداد مساحات تؤمّن للمستخدمين الراحة، أثناء اللعب أو التسوّق أو حتّى الاستجمام... عن الاختلافات بين التصميم لعالمنا، وللواقع الافتراضي، وعن أسلوبها، والكيفيّة التي قولبت العمارة طريقة تفكيرها، والمشاريع المستقبليّة، تتحدّث المهندسة "ستوم" إلى "سيدتي".
__

المهندسة السعوديّة فاطمة آل أسعد، والمعروفة بـ'ستوم' (تصوير: Christina Marie Rivera)

حدّثينا عن خطواتك الأولى في التصميم في العالم الافتراضي...
من خلال دراستي وعملي، في مجال هندسة العمارة، طوّرت اهتمامي بالتصميم الإلكتروني والعمارة الافتراضيّة؛ كان الأمر يقتصر في البداية على إعداد التصاميم ثلاثيّة الأبعاد، في إطار التعبير الفنّي عن ذاتي (ديجيتال آرت)، وعلى تصميم أشياء مختلفة من المساحات إلى قطع الأثاث بصوة افتراضيّة. لكن، بعد فترة من مشاركة أعمالي "أونلاين"، شرعت في التعاون مع فنّانين وشركات في مجالات مختلفة لخلق تجارب افتراضيّة للمستخدمين. كانت الوسائط التي تبدو فيها أعمالي التصميميّة في العالم الافتراضي عبارة عن إعلانات لمنتجات و"فيديوكليبات" غنائيّة قصيرة أو معارض إلكترونيّة للأعمال الفنّية وغيرها...

هل تقتصر عمليّة تصميم أي مشروع للعالم الافتراضي، على القيام بالرسوم ثلاثيّة الأبعاد له؟
لناحية كيفيّة العمل، سواء في الواقع أو في العالم الافتراضي، نقطة الانطلاق هي البحث عن فكرة لحلّ مشكلة معيّنة. ففي الواقع، مثلاً، قد يحتاج العميل إلى منزل ليسكنه، وفي العالم الافتراضي قد يطلب العميل تصميم مساحة لاستضافة مؤتمر رقمي... انطلاقاً من الفكرة، مهما كانت، أرسم المخطّطات التصميميّة أوّلاً، ثم أبني المجسّم ثلاثي الأبعاد في كلتا الحالتين؛ في البناء الحقيقي، عليّ التعاون مع مقاولين ومهندسين لنقل مخطّطاتي إلى أرض الواقع، لكن في العالم الافتراضي يمكن التعاون مع مبرمجين أو متخّصصين في البرامج ثلاثيّة الأبعاد 3D، بصورة معيّنة، تتفق مع منصّة الميتافرس التي ستستقبل المشروع.

إبداعات فنية نسائية

ما هي أنواع المشاريع التي قمتِ بتصميمها، في العالم الافتراضي؟

من مشروع قاعة العرض الافتراضيّة المستوحاة ديكوراتها من الأسلوب الياباني
  • قاعة عرض افتراضيّة، مستوحاة ديكوراتها من الأسلوب الياباني في التصميم؛ فقد وظّفت الخشب بوفر في المشروع المذكور، واستخدمت المادة في جزء من الأرضيات الواقعة خارج الأبواب، في محاكاة "للإنغاوا" في الغرف اليابانية التقليديّة... كان الهدف من المشروع هو خلق ساحة عرض لاكسسوارات منزليّة من شركات مختلفة، بهدف البيع "أونلاين". اشتملت القطع، على: مصباح من تصميم فنّان يسكن في فيلادلفيا ومرآة من شركة في نيويورك وجداريّة بتوقيع فنّانة من هولندا؛ فأوجدت مكاناً لوحدة الإضاءة المذكورة في غرفة المعيشة ضمن التصميم، كما وظّفت الاكسسوار من البلّور في غرفة النوم، بالإضافة إلى تثبيت العمل الفنّي على أحد الجدران...
  • شركة (حقيقيّة) تبيع السلع المنزليّة، لمناسبة إطلاق أول منتج لها في العالم الافتراضي؛ بعد نقاشات مع العميل، ارتأيت أن أستخدم اللون الأبيض في المشروع ذي التصميم البسيط، وخامات كالزجاج والكونكريت، مع تغييب الفواصل بين المساحات الداخليّة والخارجيّة عن طريق توظيف عناصر من الطبيعة، كالمياه والصخور والنباتات في الداخل، وذلك لإثارة شعور مريح في صفوف زائري المكان في العالم الافتراضي.
    من تصميم الشركة التي تبيع السلع المنزليّة
  • معرض افتراضي خاصّ بإبداعات فنّية نسائيّة؛ كانت فكرتي في التصميم ترتيب أعمال الفنّانات على سلسلة من المجسّمات المتماوجة، والمرتبة على هيئة زهرة وبحضور بركة ماء عاكسة، لغرض تسليط الضوء على إسهامات النساء في المجتمع عموماً، وفي المجتمع الفنّي خصوصاً، بصورة تجريديّة.
    من تصميم المعرض الافتراضي الخاصّ بإبداعات فنّية نسائيّة

يُمثّل ما تقدّم جزءاً من المساحات الافتراضيّة التي اشتغلت عليها، في العالم الافتراضي.

هل يولي التصميم في العالم الافتراضي عنايةً بنفسيّات المستخدمين، ويأخذ في الاعتبار تأثيرات الألوان عليهم، مثلاً؟
كان هدفي من تصميم المساحات الافتراضيّة هو نقل المشاهدين إلى أماكن تُثير مشاعر السلام والهدوء في دواخلهم، وذلك منذ التركيز في العمل في هذا المجال عام 2020، عندما كان القلق يساور سكّان العالم من الوضع الصحّي المتأزم جرّاء الوباء. لتحقيق الهدف، أقتضي غالباً بقواعد المدرسة "المينيماليّة"، وبخطوطها المستقيمة وأشكالها المنحنية "النظيفة"، وأبعد عن الزخرفة المبالغ بها، مع التقنين في استخدام المواد والألوان إلى حدود ثلاثة منها.


الجص والخرسانة

ما هي مواد التصميم وألوانه المفضّلة لديك؟
لناحية المواد، أنجذب إلى الجصّ والخرسانة (الخام)، كما أضيف الدفء إلى المكان عن طريق الخشب. ولناحية الألوان، أحبّ الاشتغال بالأبيض والرمادي والألوان الترابيّة والأحادية عموماً. بالطبع، لا بدّ من مراعاة ذوق العميل، وهويّة المشروع الذي أصمّمة وتراث العلامة التجاريّة. عامل آخر هامّ في سياق إعداد تصميم هادئ، هو إلغاء الهوامش بين المساحتين الداخليّة والخارجيّة وجعل الاتصال البصري بالطبيعة قويّاً، من خلال إطلالة الداخل على الخارج، وإضافة اللمسات الخضراء إلى الداخل.

هل تتبعين الاتجاهات السائدة في عالم التصميم (الواقعي)، لناحية الديكورات والأثاث والاكسسوارات، عند التصميم للعالم الافتراضي؟
ليس بالضرورة، فلكلّ مشروع فرادة، لناحية مصادر الإلهام التي تحرّكني، أثناء العمل، وبالتالي يرجع استخدام أي عنصر لملء الفراغ المعماري، كما الأثاث إن وجد، على القصّة التي أوّد أن أرويها عبر المكان. مثلاً، في قاعة العرض الافتراضيّة، المستوحاة ديكوراتها من الأسلوب الياباني، والمذكورة آنفاً، كانت الجلسات منخفضة، على غرار المقاعد السعودية التقليديّة، في منطقة المعيشة الرئيسيّة. وفي غرفة النوم، كان هناك سرير مزوّد بالأعمدة، يرتفع لبضع بوصات عن الأرض، ويمتدّ إلى الجدران، على هيئة ألواح خشبية تغطي الخرسانة العارية. أمّا في أحيان أخرى، قد يتبع التصميم الاتجاه السائد، ولو أن هذا العامل ليس رئيسيّاً في التصاميم.

التجربة الإنسانية

كيف ساعدتك دراستك في كليّة العمارة، في التصميم للعالم الافتراضي؟
طوّرت هندسة العمارة اهتمامي بالتصميم، وفهمي للعمارة الداخليّة وتأثيراتها على التجربة الإنسانيّة، علماً أن تجربة المستخدم تتخذ حيّزاً مهمّاً من التصميم، في العوالم الافتراضية أيضاً. أضف إلى ذلك، علّمتني هندسة العمارة البحث بدقّة في أي مشروع، ودرس السوابق، كما إجراء عدد غير قليل من تكرارات التصميم قبل الوصول إلى الحلّ النهائي. راهناً، أتبع هذا المسار في التصميم في العالم الافتراضي. كان عليّ أيضاً أن أتعلّم كيفيّة استخدام العديد من برامج الـ"ثري دي" في كل من الجامعة ومضمار العمل، مع الإشارة إلى أنّي أستعين بالعديد من هذه الأدوات راهناً في إنتاج عوالمي الافتراضية.


ما هي مشاريعك المستقبليّة، في العالمين الواقعي والافتراضي؟

لم أعلن عن هذا الأمر قبل هذه المقابلة مع "سيدتي"؛ أنا في صدد العمل على سلسلة من المشاريع الافتراضيّة الجديدة، والمتمثّلة في مساحات للتجمّع والشفاء، مستوحاة تصاميمها من الحمّامات التي تكثر قصص التاريخ عنها في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والأندلس. سيتم إصدار المرئيات بشكل دوري طوال فصل الصيف؛ والمرئيات ستكون متاحة للشراء على هيئة أصول رقميّة غير قابلة للاستبدال NFTs أو مطبوعات مادية. أمّا في شأن المشاريع في العالم الحقيقي، فأنا متحمّسة للغاية، منذ أن بدأ تشييد مركز العلوم والتكنولوجيا الجديد التابع لـ"معهد سولك Salk للدراسات البيولوجيّة" (مقرّه مدينة لاهويا، في ولاية كاليفورنيا الأميركيّة)، فقد شاركت في التصميم ضمن فريق صغير من مهندسي العمارة ضمن شركة HDR التي أعمل فيها. الجدير بالذكر أن بناء المعهد الرئيس، الذي يقع بالقرب من البناء الجديد قيد التعمير، مصمّم من مهندس العمارة الأميركي الشهير لويس كان في ستّينيات القرن الماضي، ويعدّ أحد المباني الأكثر شهرة في القرن العشرين. لقد تحوّل حلمي في أن أكون في عداد فريق التصميم لهذا المشروع التاريخي إلى حقيقة!
 

أتبع غالباً قواعد المدرسة "المينيماليّة" في تصاميم المساحات في عالم الميتافيرس