تكامل الأدوار بين الرجل والمرأة انعكاسات إيجابية على الأسرة والمجتمع

تكامل الأدوار بين الرجل والمرأة انعكاسات إيجابية على الأسرة والمجتمع
تكامل الأدوار بين الرجل والمرأة انعكاسات إيجابية على الأسرة والمجتمع
من الرياض مها عقيل
مها عقيل
من جدّة رنا عبد الله زمعي
رنا عبد الله زمعي
من دبي عائشة الطنيجي
عائشة الطنيجي
من بيروت جُمانة قهوجي
جومانة قهوجي
من المغرب سميرة موحيا
سميرة موحيا
من مصر زينة عصام
زينة عصام
تكامل الأدوار بين الرجل والمرأة انعكاسات إيجابية على الأسرة والمجتمع
من الرياض مها عقيل
من جدّة رنا عبد الله زمعي
من دبي عائشة الطنيجي
من بيروت جُمانة قهوجي
من المغرب سميرة موحيا
من مصر زينة عصام
7 صور

قد يظنّ الكثيرون أننا انتهينا من مسألة النقاش عن تكامل الأدوار بين الرجل والمرأة، لتحقيق التوازن في العمل والحياة، لكنها نقاشات، على ما يبدو، لا تنتهي لتأكيد أهميتها، والتأكد من مدى تحقيقها في كل زمن؛ لأنها ترتبط بطريقة تربية الشباب والشابات الذين يقع على عاتقهم تحقيق هذه الأدوار وتقاسمها، بشكل وديّ وسلمي، مبني على المنافسة الإيجابية البنّاءة.
فكيف تنظر النساء الفاعلات في المجتمع إلى تكامل الأدوار بين الرجل والمرأة، بدءاً من الأسرة الصغيرة، لبناء مجتمع قوي ومتماسك قادر على مواكبة المتغيرات على مختلف الأصعدة؟.. هذا ما تلقي «سيدتي» عليه الضوء في ملفها الآتي من خلال لقاء 6 شخصيّات نسائية عربية.


أعدت الملف | لينا الحوراني Lina Alhorani
الرياض | محمود الديب Mahmoud Aldeep
جدّة | أماني السرّاج Amani Alsarraj
المغرب | سميرة مغداد Samira Maghdad
بيروت | عفت شهاب الدين Ifate Shehabdine
القاهرة | أيمن خطّاب Ayman Khattab


من الرياض مها عقيل:المنافسة ليست إلغاء دور الآخر

مها عقيل

مها عقيل: لا يمكن لأي مجتمع أن يزدهر إذا كان أحد عناصره معطّلاً


لكلّ من المرأة والرجل دوره وأهميته في بناء المجتمع، والحفاظ على قوته وتماسكه أمام التحديات والتغيرات، هكذا تبلور مها عقيل، أكاديمية ومستشارة في الشؤون الاجتماعية والثقافية والإعلامية، فكرة تكامل الأدوار بين الرجل والمرأة. عندما يتم التطرق في الحديث إلى الحقوق والواجبات والعدالة والمساواة، فهذا لا يعني التحيّز لطرف على حساب الآخر، تتابع مها: «هو تكافؤ الفرص، والمعاملة بالمثل، بالاحترام والتقدير والمشاركة في المهمات والتعاون. فما بين الرجل والمرأة ليس منافسة أو إلغاء لدور طرف على حساب الطرف الثاني، وإنما تكامل في الأدوار داخل الأسرة وفي المجتمع وفي العمل كشركاء». أثبتت الدراسات والبحوث أهمية التنوع والشمولية في بيئة العمل والأنشطة والمبادرات، تستدرك مها: «ذلك لأنه يُثري وجهات النظر، وأسلوب العمل، والتعامل مع المتغيرات، ويُشعر كل شخص بالانتماء، كما أنه يحسّن من الإنتاجية في المؤسسات». تعيد مها استقرار الموظفين في أماكن عملهم، وزيادة الابتكار والإبداع، إلى وجود التكامل، تستطرد مها: «هذا يمنع التمييز لصالح فئة على حساب أخرى، لا يمكن لأي مجتمع أن ينمو ويزدهر إذا كان أحد عناصر مكوناته معطّلاً، أو مهمشاً، أو مضطهداً؛ لذلك لا بد من تكافؤ الفرص، والشفافية، والعدالة، وتأكيد التكامل». تدعو مها إلى المنافسة الإيجابية، التي يرتقي فيها مستوى العمل والإنتاجية، بدلاً من إقصاء الآخر؛ ذلك لخلق ثقافة التنوع، وفتح مجالات جديدة للتعاون، تعلّق مها: «هكذا نحقق رؤية 2030 ببناء مجتمع حيوي، واقتصاد مزدهر، ووطن طموح».

تابعي المزيد: في يوم المرأة العالمي قصص ملهمة وعثرات مهّدت نحو النجاح


من جدّة رنا عبد الله زمعي:الرجل بقوته والمرأة بحماستها

رنا عبد الله زمعي

رنا عبد الله زمعي: شمولية نظرة الرجل تكمّل دقة المرأة ونظرتها التحليلية


العلاقة التكاملية هي فطرية عند الطبيعة البشرية لخلق التوازن في المجتمع، كما تجد رنا عبد الله زمعي، المدير الأعلى للاتصال المؤسسي والمعرفة بهيئة المساحة الجيولوجية السعودية - وزارة الصناعة. تؤكد رنا أنّ التكامل بين الرجل والمرأة يُسهم في بناء مجتمعٍ حيويٍ واقتصاديٍ قويٍ ينعم أفراده بمختلف أجيالهم، ومستوياتهم العملية والعمرية بالرفاهية، تتابع قائلة: «نقاط القوة التي تميّز كلا الطرفين هي بذاتها التي تحقق التكامل مع الطرف الآخر، بل هي خُلقت ليكتمل بها مع الطرف الآخر. فعلى سبيل المثال، نجد بأن الرجل في معظم حالاته ينظر إلى الأمور نظرة شمولية وبطريقة تحقق الهدف، فلو أضفنا إليه دقة المرأة، ونظرتها التحليلية، واهتمامها بالتفاصيل؛ لوجدنا بأنهما اكتملا في صورة هي الأجمل والأنجح».


قوامة الرجل


«تمكين المرأة لا يُلغي قوامة الرجل»، هو رأي تصرّ عليه رنا التي تستدرك: «ودعم الرجل للمرأة لا يجعلها منافسة له، هما شريكان لا تستوي الحياة ولا تستقيم إلا بمساندة كلٍ منهما للآخر. فالحياة والأماكن من دون المرأة جافة، ولا تملأها الحياة، وتنقصها روح الود والحماسة، وكذلك هي من دون الرجل تخلو من القوة والمساندة، فهذا يرفع الأرقام الصحية للاقتصاد في معدل مشاركة الجنسين، إضافة إلى إزالة مشكلة عدم تكافؤ الفرص، التي ما زالت معظم المجتمعات، حتى الغربية منها، تناقشها وتبحث لها عن الحلول».

تابعي المزيد: الدكتورة ريم الفريان: من واجبنا أن نعكس قيمنا الوطنية أياً كانت أدوارنا في الحياة


من دبي عائشة الطنيجي:تحديد الأدوار تابع لقناعة الرجل والمرأة

عائشة الطنيجي

عائشة الطنيجي: لكل طرفٍ حقوقٌ تعكس الاحترام والتقدير لوجود الآخر


واجهت عائشة الطنيجي، محامية ولها مكتب للاستشارات القانونية، في بداية عملها، مشكلة عدم الثقة في لجوء الموكلين إلى المرأة؛ لأنهم يرون أنها لا تملك القدرة على حل قضاياهم، وأن المرأة بطبيعتها تستحي، فيما المحامون حازمون في حلّ المشكلات. كان هذا هو المفهوم من وجهة نظر الرجل، منذ سنوات.

بعد سنوات من العمل، نالت عائشة لقب المحامية المتميزة، ثم جائزة الشرق الأوسط لتميّز القيادات، بعد سعيها لتحقيق فكرة تكامل الأدوار بين الرجل والمرأة، تتابع عائشة عن هذه الفترة: «ينبع نجاح المرأة، ونضجها كونها فرداً فاعلاً في المجتمع، من إيمانها بأن دورها ودور الرجل غاية في الأهمية، سواء على النطاق الأسري أو المجتمعي، إلا أن تحديد طبيعة هذه الأدوار له أهمية نابعة من طبيعة كل منهما وقناعتهما، بأن لكل منهما حقوق وواجبات تعكس أهمية توافر الاحترام والتقدير لوجود الآخر، ولا ينتقص من ذلك أن تكون لهما المكانة نفسها».


التكامل في حاجتنا إلى بعضنا


تعزز دولة الإمارات هذا الدور التكاملي من خلال استراتيجيّتها في تحقيق التوازن بين الجنسين، من خلال إيمان القيادة بأهمية دور كل منهما، وزيادة إنتاجيتهما؛ ما يسهم في دفع عجلة التنمية والارتقاء بالمجتمعات، تستدرك عائشة: «حاجة الطرفين إلى بعضهما، هي عماد ذلك التكامل، فلكل طرف ما يميّزه، وخاصة أن كلاً منها يكمل الآخر، وليس نداً له. ويبرز هذا الدور من خلال الدعم المعنوي والمجتمعي الذي يقدمه الطرفان لبعضهما، ليحققا ما يطمحان إليه؛ ما ينعكس إيجاباً على نجاح المجتمع، وتطوره، وتماسكه، وجعله قادراً على مواجهة التحديات، ومواكبة تطورات العصر».

تابعي المزيد: نظرة على الواقِع البيئي العالمي ..ناشطات عربيات في مجال البيئة: يجب توعية الأجيال للحفاظ على مستقبل الأرض


من المغرب سميرة موحيا: الأعراف تطلب من المرأة أن تكون كل شيء لتنجح

سميرة موحيا

 


المطلب الأساسي أن نحقق هذه القيمة التي تجعل الرجال والنساء في نفس الكفة، ومن هنا يأتي التكامل من أجل تحقيق توازن الأسرة والمجتمع ككل، هذا ما تجده سميرة موحيا، رئيسة فيدرالية حقوق النساء. تربط سميرة بين عيش المرأة بكرامة، وبين تربية جيل الشابات على قيم المساواة، ليس للاستقواء على الرجال، بل لضمان عيش مشترك بين الزوجين بسلام يعي فيه كل طرف واجباته وحقوقه ويتحمل مسؤولياته. وتضيف قائلة: «أعتقد أننا سنصل إلى التكامل الحقيقي والسعادة حينما يعي الرجل تماماً أن من واجبه تحمل أعباء الأسرة من دون أن يطلب الامتنان من أحد».

 


حان الوقت!


القانون هو الكفيل بإقرار هذه القيم في مجتمع المغرب، حتى لا نكون خاضعين لمزاج الرجل، كما تكشف سميرة، التي تتابع: «عليه الإسهام في خلق السعادة والراحة داخل الأسرة، التي حتى الآن ما زال المجتمع يعتبرها من مهمات المرأة أولاً وأخيراً». تربي سميرة أبناءها على عدم وجود هذا الفرق، مع احترام تام للاختيارات التي تقوم بها المرأة في حياتها، تستدرك سميرة: «التكامل بالنسبة إلي رديف لقيم المساواة بين الرجل والمرأة، فالنساء شقائق الرجال كما نص ديننا الإسلامي، ويجب العمل بهذا المبدأ القائم على الإنصاف والعدل، لكن الأعراف، وبعض العادات المتراكمة أحياناً، أوقعت المرأة في شباك اجتماعي يقلل من قدراتها أحياناً، ويطلب منها أن تكون كل شيء لتنجح. حان الوقت ليفعّل القانون من أجل بناء عقليات جديدة شعارها المساواة من أجل التكامل والسعادة المنشودة داخل كل الأسر التي ستعي حتماً مالها وما عليها».

تابعي المزيد: استضافتها «سيدتي» مع ابنتيها نورة وهند الكاتبة والناشطة تغريد الطاسان:أدافع عن قضايا مجتمعي..وابنتاي تجنيان ثمار «رؤية 2030»


من بيروت جُمانة قهوجي: اختلاف الطبيعة الجسدية لا يلغي التكامل بينهما

جومانة قهوجي

جُمانة قهوجي: دور الرجل بدأ يتراجع تدريجياً في المنزل نتيجة الضغوطات المادية


تُشكّل المرأة نصف المجتمع، بل هي أكثر بقليل كما تجد جُمانة قهوجي، سيدة أعمال، ولكن هذا لا يلغي بالطبع دور الرجل الفعّال، وهو الشريك المكمّل لها في كافة الميادين والمجالات.

دور المرأة الأساسي في تكوين المجتمع، اجتماعياً واقتصادياً، ومن هنا تشير جُمانة إلى ضرورة توفّر عنصر التوازن في تقديم الطاقة بينها وبين الرجل، تتابع قائلة: «على سبيل المثال، هي تعطي طاقة كبيرة، سواء في العمل أو في المنزل، الأمر الذي يجب أن ينطبق أيضاً على الرجل، حتى تكون الحياة أقل وطأة عليها، مع العلم أنها تعيش ضغوطات أكبر منه، وتقدّم أكثر مما يقدّمه في تربية الأبناء والاهتمام بدراستهم... إلى جانب عملها أيضاً».


الحياة التي تبعث السلام


حال غياب أحد منهما، تفترض جُمانة، أن التفكّك سيسيطر على المكان، تتابع قائلة: «على الرغم من الدور الكبير الإيجابي الذي تقوم به المرأة في هذا العصر، وانفتاحها على المجتمع، ووضعها لخطط استراتيجية لنجاح أسرتها، ورسم خريطة طريق سعادتها، لكن دور الرجل بدأ يتراجع تدريجياً في المنزل؛ نتيجة الضغوطات المادية والمتطلّبات العائلية الكبيرة، مع العلم أنها تدعمه وتساعده مادياً إلى جانب مهماتها السابقة التي سبق ذكرها، والتي لا تعدّ ولا تحصى». ترى جُمانة وجوب أن تكون المرأة إلى جانب الرجل في قراراته المصيرية؛ لأنها تملك وجهة نظر مختلفة عنه في بعض القضايا، فهي الزوجة والحبيبة، والحياة التي تبعث السلام والراحة للجميع، الصغير والكبير يعتمد عليها في معظم الأمور، تستدرك قائلة: «اختلاف الطبيعة الجسدية لا يلغي التكامل بينهما، هي تشاركه أمومتها، وعاطفتها، وأنوثتها، وحسن تدبيرها، بينما هو يشاركها قدرته على تحمّل الأعباء والمصاعب؛ لذلك في حال وجود أي نقص لدى أي طرف يعوّضه الطرف الآخر».

تابعي المزيد: المرأة أكثر صبراً وقدرة على المشاركة.. " الخير أسلوب حياة" مبادرات نسائية إنسانية في رمضان


من مصر زينة عصام: لا غالب ولا مغلوب

زينة عصام

زينة عصام: تبادل الأدوار يمنع المناورات التي تستنفد القوة من الجميع


تجد زينة عصام، سفيرة التنمية المستدامة في بوزارة التخطيط المصرية، وصاحبة مبادرة حملة (شارع أليف) التي تهدف إلى وقف قتل الحيوان، أن أدوار الحياة تكاملية، فيجب أن تكون المرأة والرجل إلى جانب بعضهما البعض، فكل إنسان له دور في الحياة، حتى لو كانت هذه الأدوار متشابهة، فالحياة تتسع للجميع. المهم، برأي زينة، أن تتسع نظرة فئات المجتمع لما تحتاجه من أفرادها، تتابع زينة: «تكامل الأدوار بين الرجل والمرأة لبناء مجتمعٍ قويٍ ومتماسكٍ قادرٍ على مواكبة التغيّرات المستجدة على مختلف الأصعدة، حتميٌ في المجتمعات، لكن، في كل عصر يختلف تفاعل الناس في منهج تكامل الأدوار بين الرجل والمرأة. وحالياً، مع خروج المرأة إلى العمل العام أتاحت الدول لها أدواراً مشابهة لأدوار الرجل في قطاعات كثيرة، وهذا في حد ذاته مهم في التنمية».


قانونٌ ليس بمشيئتنا


ومن وجهة نظر زينة أن دور النساء في المجتمع لا يمكن أن يكون تنافسياً بالصورة السلبية للفظ، لكنها تنافسية للارتقاء والتنمية، وتماسك المجتمع وبنائه، وليس تفسخه، وتفردها بمباشرة الأعمال وتنحية الرجل، تعلّق قائلة: «هذا أمرٌ سلبيٌ يضر بالمرأة، ثم الأسرة، ومن ثم المجتمع». وعن أهمية التكامل، ترى زينة أنه لا مجال فيه لإلغاء الآخر، فالآخر موجود، تستدرك زينة: «يكفي أن أقول إنني كنت المرأة الوحيدة في حملة (شارع أليف)، ومبدأ تبادل الأدوار ضرورة حتمية بين البشر لأجل البقاء، وعدم استنزاف الموارد الطبيعية والبشرية في مناورات تستنفد القوة من الجميع، وإن فاز عنصر فالعنصر المغلوب سيقاوم، وسيستنزف بطريقته العنصر الغالب، فلا غالب هنا ولا مغلوب». العلاقة التكاملية، برأي زينة، تشبه الهواء الذي يحتوي على عنصري الأكسجين وثاني أكسيد الكربون، حتى لا يشتعل، فهذا يجعل الحياة مستحيلة، كما أن وجود النيتروجين وحده لن يكمل دورة الحياة. الإبقاء على الآخر وعلى وجوده لا يعني إلغاء ذات الأول، بل يعني التواصل التكاملي مع الآخر، والعطاء المتبادل، تعلّق زينة: «هذا هو القانون، والحياد عنه ليس مشيئتنا».

تابعي المزيد: مؤثرات في قطاع الترفيه ... مكانة بارزة ومعرفة واسعة بالتفاصيل