تشخيص خاطئ في الدماغ كاد أن يُدخل شابة مستشفى الأمراض النفسية

تراكم السوائل
تراكم السوائل حول الدماغ
تحدث العديد من الأخطاء الطبية التي قد تسبب الكثير من المشاكل والحوادث، لكن هذه الحالة تعتبر من أغرب الحالات التي قد نسمع عنها؛ لما لها من تفاصيل مأساوية، حيث عانت شابة أمريكية من تقلبات مزاجية لمدة ست سنوات، عندما تم تشخيص إصابتها باضطرابات في الدماغ، وكانت على وشك إدخالها إلى مستشفى للأمراض النفسية نتيجة لذلك. وبحسب موقع Daily Mail، بدأت قصة "كلوي كرال"، فتاة طبيعية تبلغ من العمر 23 عاماً، من كاليفورنيا، لأول مرة عندما قضت ستة أسابيع في الفراش وتجنبت الفصول الدراسية في أكتوبر 2016. على مدى السنوات القليلة التالية، بدأت "كلوي" تعاني من فقدان شديد في الذاكرة، حيث بدأت تكافح من أجل تذكر التعليمات البسيطة، وتحولت إلى مثل طفلة صغيرة، هذا بالإضافة إلى عدم قدرتها على المشي بشكل متوازن في خط مستقيم، إذ كانت تجر قدمها اليمنى خلفها أثناء المشي.

تشخيص خاطئ

وقال الأطباء في البداية إنها كانت تعاني من اكتئاب حاد ثم اضطراب ثنائي القطب، وتم إعطاؤها بعض العلاجات التي لم تنجح، لكن استمرت حالة "كلوي" في التدهور. وفي سبتمبر 2020، تم تسجيلها في منشأة للعلاج النفسي المكثف لمدة ستة أشهر، بتكلفة 180 ألف دولار من مدخرات الأسرة.

تعديل المسار لاكتشاف المرض الحقيقي



فقط عندما تم نقل "كرال" إلى غرفة الطوارئ في مستشفى سيدارز-ديناي مارينا ديل ري، كشف التصوير المقطعي أنها مصابة باستسقاء الرأس، والذي يحدث عندما يتجمع الكثير من السوائل حول الدماغ، مما يؤدي إلى ضغطه وإحداث مشاكل في التوازن والمزاج. يتم تشخيصه في حوالي اثنين من كل 1000 أمريكي بعد الولادة. بعد التشخيص، خضعت "كلوي" لعملية جراحية لإزالة السوائل الزائدة، وخرجت من المستشفى بعد خمسة أيام، وبدأت تتعافى ببطء. بعد العملية الجراحية، تحسنت حالة "كلوي" لدرجة أنها الآن تعيش حياتها بشكل طبيعي دون أي مشاكل كبيرة، حيث استعادت قدرتها على قيادة السيارة، وتحتفظ بوظيفة، وانضمت إلى كلية التصميم مرة أخرى في سان فرانسيسكو. قالت والدتها "أليسون": "لو لم يجرِ الأطباء هذا الفحص، لكانت "كلوي" قد ذهبت إلى مرفق الطب النفسي هذا، وستستمر في العلاج كمريضة نفسية". في حين قالت "كرال": "بالنسبة لي، فإن تشخيصهم لي يعني فرصة الحصول على الحياة التي لطالما أردتها، وأنني اعتقدت أنني لن أتمكن من الحصول عليها".

استسقاء الرأس

تراكم السوائل حول الدماغ
استسقاء الرأس -المعروف أيضاً باسم الماء على الدماغ- هو حالة نادرة يمكن أن تكون موجودة عند ولادة شخص ما أو تتطور خلال حياته. يحدث ذلك عندما يتم انسداد قنوات تصريف السائل الدماغي الشوكي -الذي يحيط بالدماغ ويعمل على تبطينه- مما يؤدي إلى تراكم السائل. في المقابل، يمكن أن يبدأ هذا في ضغط مناطق الدماغ، مما يؤدي إلى ظهور أعراض تشمل تقلب المزاج والصداع والغثيان والقيء. ويشمل العلاج قطع ثقب في الجمجمة واستخدام أداة بحجم قلم لإزالة الانسداد وإعادة فتح القنوات، مما يضمن تصريفاً طبيعياً. عندما تُترك دون علاج، يمكن أن تؤدي الحالة إلى تلف دائم في الدماغ. في حالة "كلوي"، كان تراكم السوائل حول دماغها يضغط على فصوصها الأمامية على الجزء الخلفي من جبهتها. وتشارك هذه المنطقة في الذاكرة، واتخاذ القرار والسيطرة على العواطف. قال الأطباء إن من المحتمل أنها كانت تعاني من الحالة منذ الولادة، وأن دماغها كان يعوضها لأطول فترة ممكنة. وكشفت مستشفى سيدارز-ديناي مارينا ديل ري في كاليفورنيا عن القصة كتحذير للعائلات الأخرى التي تكافح من أجل تشخيص حالة أطفالها.