تعد العلا موقعا تراثيا استثنائيا ليس في السعودية فحسب، بل في المنطقة والعالم، حيث تمتلك العديد من الوجهات والتفاصيل الضاربة في عمق التاريخ، كما تتمتع بخصائص طبيعية نادرة ومبهرة، قد لا تتوفر في موقع آخر في العالم.
وتمثل العلا وجهة ثقافية وتراثية جديدة وهامة، بتكويناتها الصخرية الحمراء، والنخيل الأخضر المزدهر،والتباين المذهل للسماء الزرقاء الساطعة والمناظر الطبيعية الصحراوية، والحرف اليدوية التقليدية، والفنون التقليدية، والمعارض الفنية، والجبال والتكوينات الصخرية، والوديان الخفية.
نأخذكم "سيدتي نت" في جولة لوجهة سعودية غنية بالتراث والثقافة والجمال الطبيعي.
الاستثمار الثقافي والسياحي
بدأت السعودية في الاستثمار السياحي والثقافي للمواقع الأثرية العريقة في العلا، وما تمتلكه من إرث ثقافي وحضاري متنوع، والعديد من المظاهر التي تعد عامل جذب للسياح، تدعوهم للتعرف على كنوزها في جولات سياحية، بمسارات وباقات مختلفة، حيث تم إدراج العلا ضمن 11 وجهة سياحيّة شملها برنامج (صيف السعوديّة) خلال هذا العام تحت شعار (صيفنا على جوك).
وجهة سياحية مفتوحة طوال العام
مع بداية هذا العام، تم إعلان العلا وجهة سياحية مفتوحة على مدار العام، وفتح المواقع التراثية، مع وجود فنادق جديدة، ومطاعم وتجارب مغامرة تتضمن مسارات للمشي والدراجات الهوائية والدراجات الصحراوية، وزيارة المواقع المهمة مثل موقع التراث العالمي لليونسكو الحِجر، ودادان وجبل عكمة، وبلدة العلا القديمة، وجبل الفيل، وقاعة مرايا، وواحة العلا الخصبة.
أشهر مواقع العلا التاريخية
تزخر العلا بمواقعها التاريخية، حيث يراها المختصون متحفاً نابضاً بالحياة منذ آلاف السنين، وتعود إلى 200 ألف عام، وتشكيلات الصخور الرملية والمساكن القديمة والمعالم الأثرية والطبيعيةومن أهمها؛ مدائن صالح "الحجر"وهو بمثابة الموقع الأكثر شهرة في محافظة العُلا، وأول مواقع السعودية المسجلة في قائمة التراث العالمي لليونسكو.
وهناك جبل الفيل أحد العجائب الجيولوجية، حيث تم صنع خرطوم وجسد هذا الجبل الرملي الأحمر بفعل قوى الطبيعة على مدار ملايين السنين من عوامل الحتّ والتعرية بالرياح والماء، مع وجود نتوءات صخرية ضخمة تتخّذ العديد منها أشكالًا مميزةً.
بالإضافة إلى جبل عكمة الذي يقع في وادٍ من الصخور ذات الألوان الطينية والنقوش المفصّلة، ويُعدُّ واحداً من أكبر المكتبات المفتوحة في السعودية التي تحتوي على كتابات ونقوش أثرية هي الأهم.
ويقع وادي العلا على مسافة 300 كيلومترٍ من المدينة المنوّرةويعتبر من الأماكن الاستثنائية الزاخرة بالتراث الطبيعي والإنساني، وتتضمن وادياً من الواحات الخضراء، وجبالاً شاهقة من الحجر الرملي، ومواقع ثقافية قديمة يعود تاريخها إلى آلاف السنين.
الطبيعة والخضرة
تحتضن العلا طبيعة فريدة، تتجلى في واحتها الخضراء ومزارعها الغناء.حيث يمكن للسائح التعرف على بساتين النخيل والفواكه وتجربة قطف الفواكه بيده وتذوقها طازجة من أشجارها.
وتشتهر محافظة العلا بنخلها الشامخ، ويبلغ عدد أشجار النخيل في محافظة العلا نحو 2 مليون نخلة.
وكما يستمتع السائح في العلا بالتنزه على طول طريق البخور المملوء بالفواكه و"الأكشاك" التي تبيع منتجات السوق، إضافة إلى رؤية الحِرَف اليدوية والفنون القديمة والتسوق واقتناء القطع الفنية والأزياء والهدايا التذكارية، والجلوس في أحد المطاعم المفتوحة أو المقاهي التقليدية العديدة الأخرى على طول الطريق، وكذلك القيام بجولة في الشوارع التي تقود إلى قصر طنطورة والساعة الشمسية،ومسجدي الزاوية وحمد بن يونس، وصعوداً إلى القلعة لإلقاء نظرة على البلدة من أعلى، وإلى البيوت المحفوظة في الجهة الجنوبية منها.
فعاليات فنية
خلال الفترة المقبلة وفصل الشتاء سيتم تنظيم"احتفل بالعلا" الذي يضم أربعة احتفالات فنية وثقافية،ومغامرات ومسارات جديدة، وتجارب استجمام وتأمل متنوعة،وحفلات موسيقية متنوعة وعالمية، وعروض مسرحية تراثية تحكي قصصاً من حضارات العلا، ضمن تجارب فريدة لتذوق أشهى الأطعمة وإبداعات الطهي.
