مخاوف من تكرار مأساة الانقراض الجماعي بـ "الحساء السام"

مخاوف من تكرار مأساة الانقراض الجماعي بـ "الحساء السام"
مخاوف من تكرار مأساة الانقراض الجماعي بـ الحساء السام

شهدت الأرض قبل نحو 252 مليون عام أسوأ انقراض جماعي في التاريخ، وقد تمَّ ربط هذا الحدث المأساوي بمزيجٍ من الانبعاثات البركانية الهائلة لغازات الاحتباس الحراري "انبعاثات الغازات الدفيئة"، بالترافق مع زيادة كبيرة في درجة الحرارة.

وأضافت دراسة جديدة سبباً آخر لذلك الانقراض الجماعي، الذي حدث في العصر البرمي، أو "الموت العظيم''، وقتل تسعة من كل عشرة أنواع على الكوكب، وهو تكاثر الميكروبات السامة، إذ إن الكائنات الدقيقة بدأت في التكاثر بشكل لا يمكن السيطرة عليه في مصادر المياه العذبة وحوَّلتها إلى "حساء سام" ينهي الحياة.

وقد حذَّر علماء من أن البشر اليوم "يتبعون الوصفة ذاتها"، أي "الحساء السام".

وفي نظام بيئي صحي، توفر الطحالب المجهرية والبكتيريا الزرقاء الأوكسجين للحيوانات المائية في عملية التمثيل الضوئي، لكن عندما تخرج أعدادها عن السيطرة بسبب التغيرات المناخية، تستنفد هذه الميكروبات الأوكسجين الحر، بل وتطلق أيضاً السموم في الماء.

ويقول الباحثون: إن هناك كثيراً من أوجه التشابه مع ما يحدث اليوم، مثل زيادة درجة الحرارة في نهاية العصر البرمي، بالتزامن مع الزيادات الهائلة في حرائق الغابات التي تحدث حالياً في كاليفورنيا.

تابعي المزيد: أعمار البشر ستتخطى الـ 100 عام مع نهاية القرن الحالي

وذكر تريسي فرانك، رئيس قسم علوم الأرض، في بيان: "نشهد المزيد من تكاثر الطحالب السامة في البحيرات، وفي البيئات البحرية الضحلة المرتبطة بارتفاع درجات الحرارة والتغيرات في المجتمعات النباتية التي تؤدي إلى زيادة في مساهمات المغذيات في بيئات المياه العذبة.

وأضاف "كانت البراكين مصدراً لثاني أكسيد الكربون في الماضي، لكننا نعلم أن معدل إدخال ثاني أكسيد الكربون الذي شوهد في ذلك الوقت كان مشابهاً لمعدل زيادات ثاني أكسيد الكربون التي نراها اليوم بسبب التأثيرات البشرية".

وتشير الدراسة، التي نُشرت في مجلة Nature Communications، إلى أنه عندما تسبَّبت الانفجارات البركانية في تسارع الغازات الدفيئة، وارتفاع كبير في درجات الحرارة، أدى ذلك إلى إزالة الغابات، ما تسبَّب في نزف التربة للمواد المغذية إلى المسطحات المائية وتغذية الميكروبات التي شكَّلت الإزهار السام العملاق.

وحدَّد الفريق ذلك من خلال دراسة الحفريات والرواسب والسجلات الكيميائية للصخور بالقرب من سيدني بأستراليا، وعندما قارن السجلات الأحفورية لانقراضات جماعية مختلفة مرتبطة بالاحترار، وجدوا سجلات أحفورية متشابهة للغاية.

ووفقاً لتقرير هذا العام الصادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ IPCC، فإن تأثير البشر على المناخ المتغير "لا لبس فيه"، ما يخلق ظروفاً مواتية لانتشار هذه الميكروبات المحبة للدفء. وإلى جانب تدفق المغذيات من تلوث المياه، ومعظمها من الزراعة وإزالة الغابات، أدى ذلك إلى زيادة حادة في الإزهار السام، بالتالي، فإن هذا يسبِّب نفوق أعداد كبيرة من الأسماك، وآثاراً خطيرة على صحة الإنسان والحيوان، وتكلفة سنوية تقدَّر بمليارات الدولارات.