هل يمنع الأسبرين فعلاً النوبات القلبية والسكتات الدماغية؟ طبيب يجيب

هل يمنع الأسبرين فعلاً النوبات القلبية والسكتات الدماغية؟ طبيب يجيب

تعتبر أمراض القلب والشرايين والأوعية الدموية من أكثر الأمراض شيوعاً بين الناس، ومن أهم الأسباب التي تؤدي إلى الوفاة، وبالتالي الوقاية منها ضروري.

 

"سيدتي نت" يسأل الأستاذ الدكتور أحمد فتحي صوابي، مدرس جراحة الأوعية الدموية بكلية الطب في القاهرة، زميل الكلية الملكية الإنجليزية، حول كيفية عمل الأسبرين للوقاية من النوبات القلبية أو السكتات الدماغية في الموضوع الآتي، حيث يقول بداية:

الدكتور أحمد فتحي الصوابي
الدكتور أحمد فتحي الصوابي

 

"تحدث النوبة القلبية والتي يُطلق عليها أيضاً احتِشاء عضلة القلب، عندما يكون تدفُّق الدم إلى القلب مسدوداً. ويكون الانسداد في الغالب نتيجة تراكم الدهون والكولسترول ومواد أخرى، مما يسبب نقصاً في وصول الأكسجين. وعندما تمنع جلطة دموية تدفق الدم في الشريان التاجي، يتعرقل تدفق الدم إلى القلب، الأمر الذي يؤدي إلى تلف جزء من عضلة القلب، أو حتى تدميرها، وبذلك تكون النوبة القلبية مميتة".

 

أعراض النوبة القلبية

يعدد الدكتور أحمد في الآتي أعراض النوبة القلبية؛ من أجل توخي الحذر والمبادرة سريعاً إلى طلب الرعاية في المستشفى:

- الشعور بالألم في منطقة الصدر (يسبب شعوراً بالوجع المحكم أو الضغط أو الامتلاء أو العصر في الصدر، ويستمر لأكثر من دقائق قليلة).

- الألم في الجزء العلوي من الجسم.

- ألم المعدة.

- ضيق النفس.

- القلق.

- الدوار (الدوخة).

- التعرّق.

- الغثيان والقيء.

وتأتي معظم الأعراض في الساعات الأولى من الصباح، وعلى المريض التوجه فوراً إلى المستشفى لإجراء الفحوص اللازمة، والتي قد تشمل القسطرة التداخلية وتذويب الجلطة.

 

الأسبرين للوقاية من أمراض الشرايين

يؤكد الدكتور أحمد أن الأسبرين يستخدم للمساعدة على منع النوبات القلبية، وكذلك السكتات الدماغية المرتبطة بالتجلّط المتكرر، ونوبات نقص التروية العابرة (المعروفة أيضاً باسم الجلطات الدماغية الصغيرة) لدى الأشخاص المعرّضين للخطر بنسب عالية. ويمنع الأسبرين تكوّن الجلطات الدموية في الشرايين، وينصح به للوقاية من أمراض الشرايين (بجرعة مخفضة) ٧٥مج - ١٥٠مج يومياً.

 

كيف يعمل الأسبرين للوقاية من النوبات القلبية أو السكتات الدماغية؟

الأسبرين يقي من النوبات القلبية
الأسبرين يقي من النوبات القلبية

يجيب الدكتور أحمد: "عندما تفقد الشرايين مرونة التوسع والتمدد، فتتراكم في جدرانها رواسب المواد الدهنية والكولسترول والكالسيوم، ومنتجات الفضلات الخلوية، وتؤدي زيادة حجم هذه التراكمات والترسبات إلى حدوث ضيق في مجرى الشرايين، ومن ثم يقل تدفق الدم بسبب نقص الأكسجين.

ومع النمو المتواصل لحجم هذه الترسبات والتراكمات يضيق مجرى الشريان، ويقل تدفق الدم من خلاله بدرجة كبيرة؛ هنا، يبدأ المصاب بالمعاناة من آلام الصدر، وفي تلك اللحظة يحدث ما يعرف بالذبحة الصدرية، والتي تتحول إلى جلطة قلبية، حيث تتكون كتلة من الدم المتجلط على السطح (الخثرة الدموية)، فيحدث انسداد تام في مجرى تدفق الدم، مما يؤدي إلى احتشاء عضلة القلبMyocardial Infarction . وبالتالي يكون دور الأسبرين هنا المساعدة على منع تكوّن جلطات الدم، وربما بالتالي منع الإصابة بالنوبة القلبية.

ويبطئ الأسبرين عمل تخثر الدم؛ عن طريق تقليل تكتل الصفائح الدموية، التي هي عبارة عن خلايا تتجمع معاً وتساعد على تكوين جلطات دموية. ويمنع الأسبرين الصفائح الدموية من التكتل معاً، مما يساعد على منع أو تقليل تجلط الدم.

 

أثناء النوبة القلبية، تتشكل جلطات الدم في الشريان الضيق بالفعل، وتمنع تدفق الدم الغني بالأكسجين إلى عضلة القلب (أو إلى جزء من الدماغ، في حالة السكتة الدماغية). عندما يؤخذ الأسبرين أثناء نوبة قلبية، يبطئ التجلط ويقلل من حجم الجلطة الدموية. 

 

هذا ويساعد تناول الأسبرين المضادّ للتجلط يومياً على منع حدوث نوبة قلبية أولى أو ثانية، كون حدوث جلطات الدم يمنع الدم من التدفق بحرية في الشرايين، ما يؤدي إلى حدوث ضرر في عضلة القلب أو الأنسجة الدماغية؛ بسبب نقص الأكسجين، ومن ثم يعمل الأسبرين على منع تكوين جلطات الخثرة الدموية داخل الشرايين، فيحدُّ من تراكم الصفائح الدموية".

 

 

من يجب أن يأخذ الأسبرين؟

يعدد الدكتور أحمد الحالات الآتية مجيباً عن سؤال: من يجب أن يأخذ الأسبرين؟

 

  • الأشخاص الذين أصيبوا بنوبة قلبية: يمكن أن يساعد الأسبرين على منع حدوث نوبة قلبية ثانية. 
  • الأشخاص الذين أصيبوا بسكتة دماغية: يمكن أن يساعد الأسبرين على منع حدوث سكتة دماغية ثانية أو نوبة إقفارية عابرة التي غالباً ما تكون علامة تحذيرية لحدوث سكتة دماغية.
  • الأشخاص الذين لم يصابوا بنوبة قلبية أو سكتة دماغية (بعد التحدث إلى الطبيب)، فالبدء في تناول الأسبرين كل يوم يقلل من خطر الإصابة بالنوبات القلبية.

 

من لا يجب أن يأخذ الأسبرين؟

  • من يعانون من مشاكل صحية كقرحة في المعدة.
  • من تعرض مؤخراً لسكتة دماغية ناجمة عن نزيف في المخ.
  • من لديه حساسية من الأسبرين.
  • مرضى الربو والنقرس قد تتعارض أدويتهم مع الأسبرين.
  • من يتناولون أدوية منع تجلط الدم الأخرى، لا بد من استشارة طبيبهم؛ لأنهم قد يصابون بنزيف.

 

هل هناك أعراض جانبية للأسبرين قد تؤثر على الصحة العامة؟

مضاعفات الأسبرين لا تتعدى الخمسة بالمئة من المرضى، وهذه المضاعفات تتلخص في السيولة والنزيف، خاصة في شبكية العين لدى مرضى السكري على وجه خاص.

 

 

هل من بدائل متاحة للأسبرين تقي من النوبات القلبية؟

البدائل غير الدوائية تكمن بشرب السوائل بكثرة مع الرياضة اليومية وتقليل الطعام المشبّع بالكولسترول.

أما البدائل الدوائية، فهي تعتمد على حالة المريض وكيفية معالجة المضاعفات المصاحبة.

 

نصيحة الدكتور أحمد فتحي صوابي: عدم التوقف فجأة عن تناول الأسبرين دون التحدث إلى الطبيب. كذلك ينبغي مراجعة الطبيب فوراً عند ملاحظة نزيف في مكان ما في الجسم، أو براز دموي أو أسود، أو سعال مع الدم، أو الدم في البول، أو القيء مع الدم أو نزيف لفترات طويلة من الجروح أو الخدوش.

 

تابعي المزيد: أنواع الحساسية التي تمنع تلقي لقاح فايزر