مع اقتراب المدارس علماء نفس يحددون طرقاً لإقناع طفلك بارتداء الكمامة

يواجه كثيرٌ من الأهالي مشكلة عند محاولتهم إقناع أطفالهم بارتداء الكمامة ليحموا أنفسهم من الإصابة بفيروس كورونا المستجد عند الخروج من المنزل.


ومع اقتراب المدارس من فتح أبوابها، زادت الأعباء على الوالدين، إذ يجب عليهما إيجاد وسائل مفيدة، تدفع طفلهما لارتداء الكمامة وعدم خلعها داخل المدرسة.


وفي هذا السياق، اقترح عددٌ من الأطباء وعلماء النفس على أولياء الأمور خطوات لحض أولادهم على ارتداء الكمامة باستمرار، خاصةً في المدرسة، بحسب "سي إن إن".


وأوضح المختصون، أن على الأهل في البداية معرفة طفلهم، إذ يختلف كل طفل عن الآخر، ما يعني أنه يجب على الآباء أن يأخذوا الوقت الكافي للتفكير في كيفية ارتباط كل طفلٍ بأغطية الوجه.


وبيَّنت جينيفر شيولا، كبيرة مديري خدمات الأطفال والأسرة في مستشفى "نيمور ألفريد آي دوبونت"، أن على الآباء تخصيص وقت ومساحة كافية في البداية للتعرف على أطفالهم جيداً.


واقترحت عليهم أن يسألوا أنفسهم سلسلة من الأسئلة قبل صياغة استراتيجية لجعل الأطفال يرتدون أغطية الوجه، منها: ما المهم لطفلي؟ كيف يفهم طفلي المعلومات؟ ما مدى وعي طفلي ومعرفته بالعالم الخارجي؟ إلى أي مدى قد يتسبَّب القناع، أو احتمالية وجود قناع في شعور طفلي بالقلق؟


وذكر المختصون أن الصغار قد لا يفهمون سبب ارتداء أقنعة الوجه، لذا يجب على الآباء شرح ذلك بالكلمات والمفاهيم التي يمكن للأطفال فهمها، وبالنسبة إلى الأطفال في سن ما قبل المدرسة، قد يعني هذا تقديم عبارات مثل: الفيروس رجل سيئ، ويجب علينا نحن البشر أن نفعل ما في وسعنا لحماية رئتينا وأجسادنا منه، أما الأطفال الأكبر سناً، فيكفي تقديم ملخص أكثر تفصيلاً وتطوراً للصحة العامة ومسؤوليتنا الفردية نحو حماية المجتمع.


ولفتوا إلى أن على الوالدين أن يُفهما طفلهما بأن ارتداء أقنعة الوجه لا يتعلق بهم فقط، وهو ما أكدته ليزا سواريز، الأستاذة المساعدة في الطب النفسي السريري بجامعة إلينوي.


وكشف المختصون عن أن هناك طريقةً أخرى لإثارة حماسة الأطفال بشأن أغطية الوجه، وهي جعلهم جزءاً من العملية، مثل السماح للأطفال باختيار أقنعتهم الخاصة، وحتى دعوتهم للجلوس على ماكينة الخياطة.
وأكدوا أنه بمجرد أن يُقنع الآباء أطفالهم بفكرة ارتداء أغطية الوجه، يجب عليهم تعليمهم كيفية ارتدائها بالطريقة الصحيحة، وجعلها جزءاً من الحياة اليومية.


وأشارت الدكتورة النفسية سواريز أن الآباء يمكنهم محاولة جعل أطفالهم يرتدون أقنعتهم في المنزل لفترات قصيرة ليشعروا بمزيد من الراحة.


كذلك يمكن السماح للأطفال بارتداء أقنعةٍ، والنظر إلى أنفسهم في المرآة للتعرف على الطرق المختلفة لـ "الابتسام" أو الابتسام بالعينين.


ويفضَّل أيضاً أن يقوم الوالدان بتحويل ارتداء القناع إلى لعبة، كما اقترحت جيل روبرتسون، اختصاصية علم نفس الأطفال في مستشفى "ميرسي" للأطفال.


وأكد المختصون أن التكرار يعدُّ مفتاحاً لضمان الامتثال للقواعد الجديدة، خاصةً مع الأطفال الأصغر سناً، وهذا يعني أنه قد تضطر للتحدث عن الموضوع أكثر من مرة حتى يأخذ أطفالك أغطية الوجه على محمل الجد، ويفهموا خطورة الموقف في خضم جائحة عالمية.