محطة قطارات تتحول إلى فندق أشباح في إسبانيا

الصورة من موقع .stuff.co.nz

إذا كان من الممكن وصف مبنى بأنه "سيئ الحظ" فإن محطة Canfranc الكبرى الدولية للسكك الحديدية، على الحدود بين إسبانيا وفرنسا، والتي تم تشييدها بالعام 1928 وغلقها بالعام 1970، تعد مثالاً ممتازاً على ذلك..


محطة قطار الأشباح الأوروبية التي ترفض الموت

من موقع theguardian- سنة 1945
سنة 1945-الصورة من موقع theguardian


واجهت محطة كانفرانك الدولية للسكك الحديدية، التي كانت تلقب بـ"تيتانيك الجبال"، كل مشقة يمكن تخيلها منذ البدايات الأولى لإنشائها في عام 1853.
حسب موقع atlasobscura، شهدت المحطة الدولية، والتي كانت توصف "بالوحش الساحر"، ويلات الحرب واشتعال النار بمبانيها ومطاردات عدم كفاءة المبنى، والذي جعلها في حالة سيئة خطيرة.
لكن هذا المبنى يرفض الموت، فبفضل استثمار جديد قيمته 27 مليون يورو (46 مليون دولار نيوزيلاندي)، من المقرر أن يعود Canfranc للحياة مرة أخرى كفندق من فئة الخمس نجوم ومركز مؤتمرات.
 

قصة تيتانيك الجبال

من موقع oveexploring
الصورة من موقع oveexploring



بدأت فكرة "تيتانيك أوف ذا ماونتنز" كنقطة عبور في جبال البرانس الإسبانية على الحدود مع فرنسا في منتصف القرن التاسع عشر، ولكن لم يكتمل البناء الفخم إلا في العام 1928.
كان للافتتاح شأن كبير، فقد كان الملك ألفونسو الثالث عشر ملك إسبانيا والرئيس الفرنسي غاستون دوميرغ، حاضريْن للاحتفال بتعاون جديد بين البلدين، وقد سُمع الملك ألفونسو وهو يعلق على المحطة قائلاً: "لم تعد جبال البيرينيه موجودة".
ربطت محطة قطار كانفرانك، باو الفرنسية بسرقسطة الإسبانية، وكان مشروعاً ضخماً على طريق يمر عبر أكثر من 80 جسراً والعديد من الأنفاق كان أطولها يبلغ 8 كيلومترات في ذلك الوقت.
 

مبنى عملاق يحتوي على 365 نافذة

من موقع atlasobscura 1
الصورة من موقع atlasobscura 



بدأ العمل في المحطة بالعام 1853، ليتم الانتهاء منه في عام 1928، ليظهر كمبنى عملاق يحتوي على 365 نافذة، واحدة لكل يوم من أيام السنة؛ مئات الأبواب ومنصات يزيد طولها على 200 متر، ولم يمضِ وقت طويل قبل أن تبدأ المشاكل، فيتحولCanfranc لمكان للنفايات لسنوات عديدة..


مشاكل بالجملة تحول "تيتانيك الجبال" لمبنى مسكون بالأشباح 


حسب موقع atlasobscura: كانت إحدى القضايا الحاسمة هي مقاييس السكك الحديدية المختلفة المستخدمة في فرنسا وإسبانيا. أصبح هذا كابوساً لوجستياً، حيث كان لا بد من نقل الركاب والبضائع من قطار إلى آخر.
ومن أهم المشاكل التي ضربتCanfranc كذلك الانهيار المالي العالمي عام 1929.
ثم حريق في عام 1931، والذي تعرض له المبنى ليدمر بشكل كبير.

من موقع theguardian- أثناء البناء فى 1920
 أثناء البناء فى 1920- الصورة  من موقع theguardian


ثم الحرب الأهلية الإسبانية في عام 1936 التي شهدت إغلاق فرانسيسكو فرانكو جميع الأنفاق المحيطة لوقف تهريب الأسلحة.
في الحرب العالمية الثانية، بالعام 1942 تحولت المحطة لطريق هروب لكثير من اليهود والجنود المتحالفين، حيث استخدم الناس القطار من باو إلى سرقسطة للفرار من النازيين. واستخدم النازيون المحطة لشحن الذهب إلى إسبانيا والبرتغال، حيث حصلوا مقابل ذلك على المواد الخام الأساسية للحرب، وعندما هُزمت ألمانيا في الحرب، فرّ عدد غير قليل من المسؤولين رفيعي المستوى في النظام النازي، عبر محطة قطار كانفرانك؛ هرباً من العقاب.
ظلت المحطة تكافح وتناضل حتى عام 1970، عندما أغلقت أخيراً، عندما خرج قطار شحن محمّل بـ320 طناً من الذرة عن القضبان في الجزء الفرنسي من الخط، واكتشف القائمون أن إعادة بناء الجسر سيكون مكلفاً للغاية، ومن ثمّ فمصير كانفرانك حُدد وبدأ تجاهلها.
حسب موقع stuff.co.nz، تم تركت الواجهة المذهلة لتتعفن، حيث سقطت المباني في الخراب، وتقلصت القرية المجاورة مع تلاشي السكان، وتحولت المحطة إلى مبنى منسي يرتبط به أساطير عن الأشباح.
 

Canfranc يثير انتباه السياح من جديد


منذ العام 2017، بدأ المكان يثير انتباه السياح من جديد، حيث بدأ السياح يتجولون حول المحطة المتداعية، مفتونين بجزء من التاريخ الصناعي. كما عادت خدمة قطار محدودة للغاية، لتعود المحطة للحياة من جديد.

تمت الموافقة على أن: يتحول مبنى المحطة لفندق 5 نجوم، من 104 غرف، صممه المهندسان المعماريان JoaquínMagrazó و Fernando Used، وفقاً لصحيفة جارديان، حيث ستبقى الواجهة بزخارفها الكلاسيكية الرائعة.

سيتم بناء محطة قطار جديدة خلفها.

سيتم إعادة فتح نفق Somport الذي يربط بين إسبانيا وفرنسا؛ بهدف إنشاء خط ومحطة Canfranc التشغيلية بحلول عام 2026.

وسيضم الموقع كذلك مركزاً للمؤتمرات يتسع لـ200 مقعد، ومتحفاً للسكك الحديدية ومتاجر.