العرض التاريخي المصري "أوبرا عايدة" قريباً في إيطاليا

أوبرا عايدة.. الصورة من موقع "بوابة العين" الإخبارية
2 صور

تحضيراً لعرض "أوبرا عايدة" التاريخي الذي يقام بمناسبة مرور 150 عاماً على تقديم الأوبرا للموسيقار الإيطالي العالمي فيردي في مصر، وصل الوفد الفني التابع لدار الأوبرا المصرية المؤلف من 34 فناناً إلى العاصمة الإيطالية روما، تزامناً مع بدء التجهيزات الفنية للعرض، وتجهيزات قاعة المعارض بالأكاديمية التي تحتضن معرضاً لصور فوتوغرافية يتضمن تصميمات وإكسسوارات وملابس أوبرا عايدة لأكثر من مائة صورة، وذلك حسب "بوابة العين" الإخبارية.

نجوم أوبرا عايدة في ايطاليا

ستكون "أوبرا عايدة"، التي تواكب ختام الموسم الفني والثقافي بالأكاديمية المصرية للفنون بروما، من إخراج هشام الطلي، وتضم فرقة أوبرا القاهرة، السوبرانو إيمان مصطفى في دور عايدة، الباريتون عماد عادل في دور أموناصرو، الميتزوسوبرانو جولي فيظي في دور أمنيرس، الباص رضا الوكيل في دور رامفيس، أسامة علي في دور الرسول، عزت غانم في دور الملك، داليا فاروق في دور كبيرة الكهنة، وقد صمم الإضاءة المهندس ياسر شعلان والديكور محمد عبد الرازق والصوت خالد درويش.

عن "أوبرا عايدة"

عرض لأوبرا عايدة في فرنسا عام 2017

قصتّها:


ثبت انتساب هذا العمل إلى أوغست مارييت "باشا"، عالم الآثار الفرنسي ومدير الآثار المصرية في ذلك الوقت، فحسب BBC، كتب السيناريو وصمم الملابس وديكورات العرض ووضع الخطوط العريضة لإخراج العمل الفني، بعدما قضى ستة أشهر في صعيد مصر ينسخ بمنتهى الدقة نقوشاً وتفاصيل فنية على صفوف أعمدة المعابد، كي يستفيد منها في إخراج عمل قريب بطبيعته للنص التاريخي، الذي يتناول انتصار المصريين على الأحباش، حيث يقع قائد الجيش الفرعوني راداميس في غرام الأميرة الحبشية عايدة بعد أسرها ومحاولة الفرار من حاكم البلاد الذي اكتشف خطتهما وأمر بدفن القائد راداميس حياً لاتهامه بالخيانة العظمى.
وقد اختار مارييت اسم "عايدة" عنوانا لعمله لما يحمله من دلالة مصرية.

بعدها، أرسل مارييت سيناريو أوبرا عايدة إلى كاميي دو لوكل، مدير "أوبرا كوميك" في باريس، لتجزئة النص إلى مشاهد وتحديد بنية العمل في أربعة فصول، ثم تُرجم النص إلى اللغة الإيطالية، وأُعطي للشاعر الإيطالي أنطونيو غيزلانزوني لنظمه شعراً، ثم أعيد ترجمة النص الشعري إلى لغته الفرنسية.

أما نص "أوبرا عايدة" الغنائي فكتبه الإيطالي جيسلا نزوني، مستلهماً قصة عالم الآثار الفرنسي أوجست مارييت.

أراد الخديوي إسماعيل أن يضع فيردي موسيقى أوبرا عايدة، وبالفعل وقّع مارييت العقد مع فيردي نيابة عن الخديوي في 29 يوليو/تموز عام 1870، بعد ثمانية أشهر من افتتاح قناة السويس.
 

عرض لأوبرا عايدة عام 1930.. الصورة من موقع BBC

العرض الأول: 

كان من المقرر تقديمها لأول مرة ضمن الاحتفالات بانتهاء حفر قناة السويس عام 1869 إلا أنها قُدمت بعدها بعامين، عام 1871م، على مسرح الأوبرا الخديوية ونالت نجاحاً كبيراً، وعرضت في الثاني من فبراير/شباط عام 1872 في لاسكالا في ميلانو، وبارمي في وسط إيطاليا.
بعدها قررت باريس عرضها على مسارحها مع استخدام ديكورات وملابس جديدة.

ومنذ إبصارها النور أول مرة حتى الآن، يتنافس المخرجون والقائمون على تنظيمها لتقديم كل ما هو جديد من الناحية الفنية، إلا أن أضخم إنتاج لهذا العمل كان في منطقة الأهرامات عام 1987، شارك فيه 1600 فنان على مسرح مساحته 4300 متر مربع ، وحضره 27 ألف متفرج واستمر تقديمه على مدار ثمانى أمسيات متتالية.

كما قدمت عروض أوبرا عايدة عام 1994 أمام معبد حتشبسوت في الدير البحري بالأقصر متخذة من عمارة المعبد خلفية لها.

أشهر مقطوعاتها الموسيقية:

نال أحد مقاطعها الموسيقية الذي يصور لحظة الانتصار (مارش النصر) شهرة واسعة، ولاقت نجاحاً كبيراً عند عرضها في مختلف دول العالم.

عرض لأوبرا عايدة في دار الأوبرا الملكية في مدريد بإسبانيا.. الصورة من موقع BBC عربي

أهميتها:

عدا عن كون موسيقى "أوبرا عايدة" مستوحاة من موسيقى الفراعنة، وكونها مادة فنية دسمة يتسابق المخرجون والفنانون لتقديمها بطريقة مبتكرة، فهي تتميز أيضاً بالديكورات الفخمة التي تعكس عظمة تاريخ مصر وتراثها الحضاري، وبالأعداد الضخمة للعارضين، وجميع هذه العناصر منحتها مكانة مهمة وعامل لجذب السياح وتعريف العالم على تاريخ مصر، حيث أشارت الدكتورة هبة يوسف مدير الأكاديمية المصرية للفنون بروما، إلى شغف الجمهور الإيطالي والجاليات المصرية والعربية لمشاهدة عرض أوبرالي مصري خالص يبدع فيه فنانو الأوبرا المصرية وكتب خصيصاً من أجل مصر، وهو ما يساهم في مد جسور التواصل بين الشعوب، خاصة أن أكاديمية الفنون بروما تعد بوابة ذهبية للثقافة والفنون المصرية إلى أوروبا.