التأتأة لدى الأطفال الأسباب وطرق العلاج

عرَّفت وزارة الصحة السعودية التأتأة بأنها اضطراب عند خروج الكلام والتحدث، حيث يجد المصاب صعوبةً في النطق، قد تكون أسوأ عندما يكون الشخص متحمساً أو متعباً أو تحت ضغط معين.

وأوضحت أن التأتأة تبدأ عادة في عمر السنتين والخمس سنوات، أما إذا كانت لفترة أطول، فتحتاج إلى تدخل، كاشفةً عن أن الأسباب الدقيقة لحدوثها لا تزال غير معروفة، لكن قد ترجع إلى عوامل عدة، أما طرق علاجها فمختلفة ومضمونة.



وحدَّدت وزارة الصحة أنواع التأتأة "التلعثم" وأسبابها، وهي:



- التأتأة المبكرة "أثناء نمو الطفل": تحدث بينما لا يزال الطفل يتعلم مهارات التحدث واللغة، وهي الأكثر شيوعاً، حيث ما زال السبب الدقيق لحدوثها غير واضح، على الرغم من الاعتقاد الكبير بأنها ناجمة عن وجود اختلاف في التوصيل عبر أجزاء الدماغ المسؤولة عن الكلام، لكن في الأطفال تكون التوصيلات الدماغية لا تزال في مرحلة النمو، ما يفسر سبب تخلص كثير من الأطفال من التأتأة في النهاية، وسبب سهولة ونجاح المعالجة لدى الأطفال كلما كانوا أصغر سناً، كما يُعتقد أن الجينات تمارس دوراً في حدوث كثيرٍ من حالات التأتأة، لأن نحو 66% من هذه الحالات تكون متوارثة في العائلة نفسها.

- التأتأة المتأخرة "المكتسبة": تحدث بسبب سكتة دماغية، أو رضوض في الرأس، أو أي نوعٍ آخر من إصابات الدماغ، حيث يواجه الدماغ صعوبة في التنسيق بين مناطقه المختلفة التي تنتج عنها مشكلات في إنتاج الكلام بشكل واضح وبطلاقة، كما يمكن أن تكون بسبب بعض الأدوية، أو الصدمة النفسية والعاطفية.



وأشارت "الصحة" إلى أن الأعراض تشتمل على ما يلي:



- صعوبة في البدء بنطق كلمة أو جملة "مثل: تتتتحت – اااافتح".

- تكرار الكلمات والعبارات بشكل مفرط "مثل: أريد أريد أريد ....".

- الإطالة في نطق الكلمات "مثل: أسسسسسسمعك".

- رمشة بالعين بشكل سريع، أو رعشة الشفاه أو الفك.

- التوتر عند التحدث وصعوبة الكلام.

- تغيُّر تعابير الوجه أو الجسم مع التأتأة.

- تجنب الطفل للمواقف التي تتطلب التحدث.

- قد تكون أسوأ عندما يكون الشخص متحمساً أو متعباً أو تحت ضغط مثل: التحدث أمام مجموعة، أو التحدث عبر الهاتف.

كذلك نوَّهت إلى عوامل الخطورة في هذه المشكلة، وتكون في العامل الوراثي، أو الجنس حيث يكون الذكور أكثر عرضة لها، إضافة إلى مشكلات أخرى في الكلام واللغة، أو تأخر في النمو، كذلك الأمر الضغوط النفسية.



وكشفت عن أن هناك حالات يجب فيها رؤية الطبيب، وهي:



- عند ملاحظة الأعراض والعلامات.

- عند بلوغ الطفل عمر خمس سنوات وما يزال يتلعثم.

- عند استمرارها عند الطفل لأكثر من ستة أشهر.

- تجنب التواصل مع الآخرين والقلق والتأخر الدراسي.

وذكرت الوزارة أن التشخيص عادة ما يتم من قِبَل اختصاصي النطق والتخاطب، حيث يأخذ في اعتباره مجموعة متنوعة من العوامل، بما في ذلك:

- التاريخ الطبي.

- التاريخ العائلي.

- تحليل السلوك.

- تقييم القدرات اللغوية.



وأبانت "الصحة" أنه غالباً ما تزيد المضاعفات النفسية من حدة المرض، حيث يواجه المصاب:



- فقدان الثقة بالنفس.

- مشكلات في التواصل مع الآخرين.

- عدم التحدث أو تجنب المواقف التي تتطلب التحدث.

- فقدان المشاركة الاجتماعية أو المدرسية أو العمل.

وأوضحت أنه على الرغم من عدم وجود أدوية تثبت فاعليتها في العلاج، إلا أن هناك مجموعة متنوعة من العلاجات والمهارات المتاحة والفاعلة التي يمكنها مساعدة المصاب، وتختلف طبيعتها استناداً إلى عمر الشخص، وأهداف التواصل، وعوامل أخرى، وتهدف إلى التحسين من طلاقة الكلام، والتواصل بنجاح، وتشمل:

- علاج النطق، باستخدام تمارين معينة للتحدث ببطء، وتصحيح النطق، والتحكم بالتنفس، وغيرها.

- استخدام أجهزة إلكترونية معينة تساعد على طلاقة الكلام.

- العلاج السلوكي المعرفي.

وأكدت أنه لا توجد وسيلة لمنع التأتأة، لكنَّ الوعي بالتغيرات الطبيعية والعلامات غير الطبيعية، هو العنصر الأكثر أهمية لمعالجة المشكلة في مراحلها المبكرة.

وقدمت الوزارة بعض الإرشادات للوالدين لمساعدتهم على دعم الطفل من خلال عدد من الخطوات، وهي:

- التحلي بالصبر معه قدر الإمكان، وتوفير جو هادئ في المنزل.

- تجنب الطلب منه التحدث بدقة، أو بشكل صحيح في جميع الأوقات.

- تجنب التصحيحات، الانتقادات أو التعليقات "مثل: تحدث ببطء، خذ وقتك، خذ نفساً عميقاً".

- تجنب جعله يتحدث أو يقرأ بصوت عالٍ عندما يكون غير مرتاح أو عندما تزداد التأتأة.

- عدم مقاطعته أو إجباره على التحدث من جديد، أو بالتفكير قبل التحدث.

- التحدث ببطء ووضوح عند مخاطبته أو مخاطبة الآخرين في حضوره.

- المحافظة على اتصال العين عند التحدث معه.

- اصرف انتباهه لشيء آخر عندما يبكي ولا تدعه يتحدث.

- تجنب مقارنته بالآخرين، خاصة عند الطلب منه القيام بأعمال معينة.

- التعاون مع المعالج بالحرص على التدريبات المنزلية بانتظام.