حملة أسترازينيكا "واقع جديد... لكن السرطان كما هو"

د. قدرة الله نورسته (استشاري الجراحة العامة في مستشفى ميدكير الصفا)
دينا بكري
3 صور

نحن نعلم أنه خلال جائحة كورونا، واجهت مرافق الرعاية الصحية انخفاضاً ملحوظاً في فحوصات الكشف عن السرطان وعلاجه مع إعطاء الأولوية للاحتياجات العاجلة وتركيز المرضى على مخاطر كوفيد 19.
أظهرت الدراسات أنه في عام 2020، انخفضت تشخيصات السرطان بنحو 40٪ في جميع أنحاء العالم، وكما نعلم جميعاً، إذا تم تشخيص حالة الأفراد في وقت متأخر، فإن علاج السرطان لديهم يصبح أصعب بكثير.
التوقف المؤقت لبرامج الفحص، تأخر التشخيص، الانقطاع والتأخير في العلاج سيكون له تأثير سلبي على نتائج المرضى، وارتفاع عدد الوفيات في نهاية المطاف، على نطاق عالمي.
الجائحة العالمية وضعت مرضى السرطان تحت الضغط، ما أدى الى تأجيلهم العلاج والفحص بسبب الخوف من الإصابة بفيروس كورونا ما يؤثر على نتائجهم وقد يعرض حياتهم ونجاح العلاج للخطر.
 لهذا السبب أطلقت أسترازينيكا حملة بعنوان: "واقع جديد... لكن السرطان كما هو" بالشراكة مع أصدقاء مرضى السرطان ،جمعية الإمارات للأورام ، مستشفيات ومراكز   Medcare  الطبية و مستشفيات ومراكز Aster الطبية.

أهمية الحملة والرسالة التي توجهها

الحملة لها رسالتان رئيسيتان:

  • يحتاج المرضى الذين انقطعت رعايتهم إلى إعادة التعامل مع نظام الرعاية الصحية.
  • يحتاج الأشخاص المصابون بعلامات وأعراض مشتبه بها، أو الذين فاتهم فحص السرطان، إلى مراجعة الطبيب بشكل عاجل.

تسلط حملة أسترازينيكا الضوء على أهمية العودة إلى المسار الصحيح من خلال إجراء فحوصات واختبارات السرطان المنتظمة، وتشجيع المرضى على العودة إلى العلاج في ظل الإجراءات التي يتم اتخاذها في المستشفيات. كذلك تسعى الحملة إلى تمكين المرضى من الحصول على المساعدة التي يحتاجونها والتوقف عن الانتظار حتى زوال الخطر المتصور لـ كوفيد 19، بحيث أن السرطان يشكل أيضاً تهديداً كبيراً لصحتهم. تدعو أسترازينيكا من خلال هذه الحملة قادة الرعاية الصحية من جميع أنحاء العالم لضمان توافر الإجراءات اللازمة لحماية المرضى من مخاطر جائحة كورونا وتشجيعهم على الفحص والرعاية، والتركيز على وجود قدرة تشخيصية وعلاجية كافية لتلبية الاحتياجات المتوقعة للمرضى.

كما وتعاونت أسترازينيكا مع الأطباء والشركاء في الإمارات بهدف تسهيل الفحص ومراحل العلاج.

في هذا الإطار قامت مجلة سيدتي بدعم هذه الحملة من خلال العمل مع أصدقاء مرضى السرطان، جمعية الإمارات للأورام، مستشفيات ومراكز Medcare الطبية ، ومستشفيات ومراكز Aster  الطبية لتبعث برسالة قوية حول الحاجة لاستئناف علاج السرطان وبناء منصة لتوصيل هذه الرسائل الهامة معًا.

وأجرت سيدتي مقابلة مع د. قدرة الله نوراسته، أخصائي الأورام الجراحي، حيث شرح أهمية الحملة بقوله: "هذه الحملة مهمة من حيث توعية الناس، لقد واجهنا صدمة في العالم ولكننا بحاجة إلى إعادة تقييم رعاية مرضى السرطان وإعادة ترتيب الأولويات".
وبالتحدث عن أهمية الفحص الذاتي قال: "لدينا أعراض عامة نناقشها مع المريض وهذه المعلومات متوافرة في أي مكان، لكننا نحتاج إلى تعليمهم المزيد حول كيفية فحص أنفسهم، إذا أخذتم سرطان الثدي كمثال، فإننا نعالجهم ونعطيهم الوعي حول متى وكيف يكتشفون ما إذا كان هناك أي شذوذ، هذا ما يسمى في الواقع الفحص الذاتي، حيث يمكنهم معرفة ما إذا كانت هناك أي تغييرات مثل تغيرات الجلد، درجة حرارة الجلد، الاحمرار، التكتل، حكة...".
وتابع: "من الطبيعي أن يشعر المرضى بالقلق، لكن يجب ألا ننسى أن هذه هي الطريقة الوحيدة للحفاظ على صحتنا، يجب أن ننظر إلى الفحص باعتباره عادة طبيعية نقوم بها، والحصول على استشارة من المختصين سيقلل من الخوف والقلق. يجب معرفة سبب إجراء الفحص، سواء كان سرطان الثدي، القولون، الرئة، البروستات... علينا البحث عن المراكز التي تقدم الفحوصات اللازمة، ثم يأخذ الأطباء الأمر إلى أبعد من ذلك بعد معرفة الاختبارات التي يجب إجراؤها. ما أود التأكيد عليه هو أن السلوك المهني أمر ضروري، لكننا أيضاً بشر، لذا يجب أن يكون لدينا نظام سهل الاستخدام ويجب أن يشعر المرضى بالراحة والأمان كما لو كانوا جزءاً من عائلة كبيرة."

تجربة محررة "سيدتي".. ورسالة الى المرضى

بعد لقاء د. نوراسته، قمت شخصياً باجراء عدد من الفحوصات في المستشفى وأستطيع القول إنه في البداية، اعتقدت أن الفحص سيكون أصعب إلا أنه كان سهلاً، سريعاً، والأهم من ذلك أنه آمن. أدعو المرضى من خلال حملة أسترازينيكا "واقع جديد...لكن السرطان كما هو"، للحصول على المساعدة التي يحتاجونها. نصيحتي للمرضى الذين انقطعت رعايتهم، أو أولئك الذين فاتهم فحص السرطان، هي أنه يجب الاستمرار في العلاج أو إذا كانت لديهم أي علامات أو أعراض للسرطان، فلا ينتظروا ويخضعوا للفحص فوراً. التوعية ضرورية وهذا ما أسهمت أسترازينيكا بفعله من خلال ايصال رسالة الحملة لجميع العالم والتأكيد أن صحتكم هي أولوية، وستعطي المستشفيات الأولوية لعلاجكم. من خلال تجربتي، أستطيع التأكيد أنه يتم اتخاذ الاحتياطات اللازمة، وتعقيم المعدات والأسطح لحمايتكم من الوباء، وأشجع المرضى كذلك على اتخاذ الاحتياطات اللازمة من ارتداء قناع وتعقيم اليدين باستمرار. كونوا على يقين أن الوباء لن ينتظركم، تحتاجون إلى الاهتمام بصحتكم، ومراجعة طبيبكم والخضوع للفحص!