كوكلا وميلا لابيدوسKoukla and Milla Lapidus:انتماؤنا لعائلة رائدة في الأزياء إرث كبير

كوكلا وميلا لابيدوس

كوكلا وميلا لابيدوس نجمتان ولدتا في فلك الموضة والفن. نشأتا وترعرعتا في عالم يعبق بالأناقة والترف، فتولّد لديهما حبّ وشغف لهذا العالم بكلّ تفاصيله، وانصهر في شخصيتهما مزيج من الحضارات الأوروبية والعربية. فالجدّ لناحية الأب، هو المصمّم العالمي الراحل تيد لابيدوس Ted Lapidus، والأب أوليفيه Olivier، والأم اللبنانية الأصل يارا واكيم. كوكلا الشقراء ذات الملامح الأوروبية، وشقيقتها ميلا بقسماتها العربية، تخوضان معاً وعلى طريقتهما، غمار بحار ألفتاها منذ نعومة أظافرهما. عن الموضة والفن والعائلة ومشاريعهما المستقبلية والحياة في ظل جائحة كورونا.. دخلت «سيدتي» بعدستها إلى عالمهما الذي يضجّ بالألوان والرسوم والأقمشة الفاخرة والموسيقى.

 

 بيروت | سلطانة كيروز  Sultana Keyrouz

تصوير | عمّار عبد ربه Ammar Abd Rabbo

تنسيق الإطلالات | Luxury Limited Edition

مساعدة تنسيق الإطلالات | إميلي ألفاريز Emily Alvarez

مكياج وشعر | يامينا ب.يامباريس Yamina B.Yamparis

الأزياء والأحذية من | مانغو Mango، ذا كوبلز The Kooples، جيفنشي Givenchy، باي فار By Far

شكر خاص لـ سينتيا سركيس بيرّوس Cynthia Sarkis Perros

 

  تصفحوا النسخة الرقمية العدد 2105  من مجلة سيدتي  

 

 

 

ولادتنا ونشأتنا في كنف عائلة مشهورة أثّرا بالطبع على حياتنا وعلى رغبتنا في العمل في عالم الموضة

 

 

 

 

The Lapidus Family    عائلة لابيدوس الرائدة في عالم الأزياء

تيد لابيدوس Ted Lapidus

 

جدّ كوكلا وميلا، مؤسس دار تيد لابيدوس Ted Lapidus، مصمّم أزياء فرنسي من أصل روسي، واسمه الأصلي إدموند لابيدوس Edmond Lapidus. ولد في باريس عام 1929 وتوفّي في عام 2008، بعد معاناة مع مرض اللوكيميا. بدأ دراسته الجامعية في كلّية الطب في باريس، إلا أّنه قرّر تغيير وجهته المهنيّة عام 1950، ليعمل في دار ديور Dior لفترة وجيزة جداً، قبل أن يصبح خيّاطاً في نادي باريس Club de Paris. في عام 1951، أسس تيد لابيدوس دار أزيائه للخياطة الراقية، تحت لواء ما يسمّى بـ «الأناقة الفرنسية» LElégance à la parisienne. يُنسب إليه ابتكار خطّ أزياء موحّد للرجال والنساء Unisex Fashion، كما أنه هو من أدخل صيحة الطبعات العسكرية وصيحة السافاري إلى الخياطة الراقية. سرعان ما اكتسب شهرة واسعة، وأصبح مطلوباً بشدة من قبل عدد كبير من المشاهير، مثل بريجيت باردو Brigitte Bardot، وآلان دولون Alain Delon، وجون لينون John Lennon وتويغي Twiggy. أنجب 3 أولاد، هم: أوليفييه Olivier، وتوماس Thomas، وإيلويز Eloise.

تابعي المزيد:يسرا اللوزي تفتح قلبها لـ"سيدتي": أنا من الجيل المظلوم!

 

أوليفييه لابيدوس Olivier Lapidus

 

مصمّم أزياء فرنسي، متزوّج منذ 1997 من اللبنانية يارا واكيم، وهما والدا كوكلا وميلا. درس تصميم الأزياء وتخرّج حاملاً شهادة تقدير من مدرسة الأزياء الباريسية Professional Syndicate School of Fashion في عام 1983. في عام 1989، عاد إلى باريس بعد مكوثه في اليابان لعدّة سنوات، ليصبح المدير الفني والمدير الإداري لدار تيد لابيدوس. في عام 2017، تمّ تعيينه في منصب مدير فنّي في شركة لانفان Lanvin، ليستقيل منه بعد عام، أي في 2018. يقول أوليفييه أنّ الموضة هي إرث حصل عليه، كونه ولد في كنف عائلة خيّاطين ومصمّمين. لم يتسنّ لـ أوليفييه أن يعمل إلى جانب والده الذي تقاعد في عام 1989، بعد أن باع الدار التي أسّسها. ولكنّ أوليفيه حرص على استعادة دار الأزياء في سعيٍ منه لتأسيس مجموعة عائلية، وبهدف عدم تبديد كلّ ما قام به لابيدوس الأب خلال مسيرته. أسلوب أوليفييه لابيدوس في التصميم، هو ابتكار موضة يمزج فيها الكلاسيكية والتقاليد، مع التطلّع نحو المستقبل.

 

يارا واكيم لابيدوس Yara Wakim Lapidus

مصمّمة أزياء ومنسّقة وملهمة سابقة. هي اليوم كاتبة، ومؤلفة موسيقية، ومؤدّية أغاني. لبنانية الأصل، ولدت في بيروت، من أب مهندس معماري، وأمّ فنانة رسم وعازفة غيتار. تابعت دراساتها التخصّصية بين بيروت، والقاهرة، ولندن، وبوسطن، وباريس، وهي خريجة معهد ESMOD الباريسي. بعد تخرّجها، دخلت دار بالمان Balmain، حيث كانت مساعدة المصمّم أوسكار دي لا رنتا Oscar de la Renta؛ وفي عمر 20 سنة، أطلقت خطّ فساتين من تصاميمها Y by Yara، تمّ بيعها في بوتيكات Victoires في باريس. هي أول من أطلق صيحة بنطلونات الجينز العالية المرتبة haut de gamme مع إدخال تطريزات آسيوية عليها، استوحتها من أثواب الكيمونو القديمة. عملت أيضاً مساعدة للمصمّم أوليفييه لابيدوس، قبل أن تصبح ملهمته، فزوجته. خضعت في عام 2010 لعملية جراحية أفقدتها الحركة في يدها اليسرى، ما أدّى إلى تخلّيها عن مهنة التصميم والتنسيق، وتوجّهها نحو الغناء والكتابة.

 

كوكلا لابيدوس Koukla Lapidus  أشعر بلبنانيتي في قلبي وعقلي، وأسلوبي باريسي

 

في المقابلة الآتي نصّها، تحكي كوكلا لابيدوس لـ «سيدتي» عن عائلتها وجذورها وثقافتها وعمّا تعني بالنسبة إليها الشهرة. لمعرفة مشاريعها وطموحها في هذه الحياة، تابعي أجوبتها.

 

والدتك لبنانية ووالدك فرنسي، ووالده فرنسي - روسي الأصل، واسمك كوكلا، ويعني باليونانية الدمية. هل تعتبرين نفسك فرنسية، أم أنك مواطنة عالمية؟

أرى نفسي في كليهما، فأنا نصف لبنانية ونصف فرنسية. لكن ذلك يعتمد على مزاجي، فأنا أحياناً أشعر بنفسي لبنانية، خاصة في عقليتي وفي قلبي. أما في أسلوبي فتطغى هويتي الباريسية!

تابعي المزيد: سيدة الأعمال السعودية ندى باعشن تروي لـ «سيدتي» مشوار نجاحها في العمل والحياة

 

أفضل مراحل طفولتي في بيروت

مع هذه الخلفية الثقافية الواسعة والمتنوّعة، هل تمكّنت من السفر واستكشاف جذورك؟ وكيف كانت التجربة بالنسبة لك؟

بالطبع أذهب إلى لبنان في كلّ صيف، فكل عائلتي هناك. بالنسبة لي، إنّها أكثر من مجرّد تجربة، إنّها كلّ ذكرياتي.. وأفضل مراحل طفولتي، هي عندما كنت في بيروت، أتناول المنقوشة مع جدتي.

لطالما كانت عائلتك محور اهتمام العامّة، وأفرادها تحت دائرة الضوء. هل ساعدك ذلك في التأقلم مع الشهرة، خصوصاً على وسائل التواصل الاجتماعي؟

لقد ولدت في عائلة تحت الأضواء صحيح، ومنذ طفولتي وأنا أرغب بالعمل في الموضة، حيث كنت أقول «يوماً ما سيأتي دوري!». أما اليوم فقد أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي جزءاً من حياتي.

         

من الصعب أن أكون موهوبة مثل أهلي

تنحدرين من مجموعة من الشخصيات البارزة والمؤثرة في عالم الموضة. هل تشعرين أن هناك مسؤولية تقع على عاتقك، لتكملة هذه المسيرة؟ كما فعل والدك عبرالحفاظ على إرث والده حياً؟

أعتقد أنّ الأمر الأصعب عندما نحمل اسماً كبيراً، هو أن نميّز نفسنا بلقب خاص يخصّنا لوحدنا. بالفعل، أشعر بالضغط والمسؤولية، لأنّ كلّ من في عائلتي هم بمثابة روّاد في هذا العالم، وأنا بحاجة إلى أن أكون على نفس قدر من المستوى، لذلك من الصعب أن أكون موهوبة مثلهم.

زرت العديد من الأماكن الرائعة، والتقيت بالعديد من الشخصيات الملهمة. من الذي ترك تأثيراً واضحاً لديك؟

الجزء الأكثر إثارة للاهتمام عندما أسافر للخضوع لجلسات التصوير، هو لقاء أشخاص جدد، مثل فنّاني المكياج والمصوّرين، فجميعهم لديهم أشياء كثيرة يعلمونني إياها. وكلّ تجربة جديدة تميّزني لأنّها ليست كغيرها.

 

 

كوكلا لابيدوس:أفضل مراحل طفولتي، هي عندما كنت في بيروت، أتناول المنقوشة مع جدتي

 

 

عمل اليوم في صناعة الأزياء

حبك للموسيقى ليس بأمر خفيّ. هل ترين نفسك تميلين إلى مسيرة مهنية موسيقية في المستقبل، متّبعةً خطى والدتك ربما؟

أعزف على الجيتار في غرفتي صحيح؛ ومع أنّني لا أحب أن أضع حدودًا لنفسي، لا نعرف أبدًا ما الذي يمكن يؤول إليه المستقبل؟! ولكن في الوقت الحالي، أنا أعمل في صناعة الأزياء.

كيف أثّر فيروس كورونا عليك وعلى أسرتك؟

الحمد لله أنّ فيروس كورونا لم يؤثر على عائلتنا، لأننا كنا حريصين حقاً، وأخذنا أمر وقاية نفسنا على محمل الجدّ.

كيف كان الحظر والإغلاق العام بالنسبة لك؟ وما كانت عواقب ذلك على حياتك المهنية، خلال فترة العام ونصف العام الماضية؟

كان الأمر صعبًا جدًا بالنسبة لي، لأنّني شخص يحبّ العمل والخروج لرؤية الأصدقاء.. لقد قمت بالعمل قليلاً عبر تطبيق «فيس تايم»، وبذلت قصارى جهدي للاستمرار في العمل، ولكن كان الأمر صعبًا.

هل هناك قضايا خيرية عزيزة على قلبك بشكل خاص؟

أحبّ أن أساعد بيروت.

هل لديك ملاذ سرّي خاص تلجئين إليه هرباً من صخب الحياة في المدينة؟

عندما أتعب من حياة المدينة، أحبّ الذهاب إلى الريف لأخذ قسط من الراحة.

كيف تصفين يوم العطلة المثالي؟

أختي وأنا، وشرب القهوة.

تابعي المزيد: أضوى فهد لـ"سيدتي": تغلبي على السرطان أهم نقلة في حياتي وفيلم "حد الطار" تحدٍّ حمّلني المسؤولية

 

ميلا لابيدوس Milla Lapidus أرى نفسي في صناعة الأزياء والسينما

 

بدورها تطلعنا ميلا لابيدوس عن تفاصيل حياتها وعلاقتها بأفراد عائلتها، وما الذي تعنيه لها الموضة، وعن الإرث الكبير الذي يقع على عاتقها... تابعي معنا نصّ المقابلة الخاصّة التي أجرته «سيدتي» معها.

 

كيف أثرت الشهرة على حياتك منذ نشأتك؟

ولادتي ونشأتي في كنف عائلة مشهورة أثّرا بالطبع على حياتي، لأنّ هذا هو سبب رغبتي في العمل في عالم الموضة. اعتاد والداي العمل في المنزل: مشيت خطواتي الأولى فوق الفساتين التي صمّمها أبي؛ وفي كلّ مرّة كنت أرى فيها عارضة أزياء، كنت أقول «يوماً ما سأعرض لأبي!».

كيف ترتبطين بجذورك اللبنانية والفرنسية والروسية؟ هل أثرت قيم هذه الثقافات المختلفة على حياتك اليوم؟

لدي جذور لبنانية وفرنسية وبولندية. أنا ممتنة جداً لذلك. فأنا أحب الأصول، وأعشق السفر، وأستهوي فكرة أن أكون مزيجاً من الثقافات. ولكن، مع كلّ هذا، تبقى أفضل ذكرياتي في لبنان.

 

ميلا لابيدوس:أحب الأصول وأعشق السفر، وأستهوي فكرة أن أكون مزيجاً من ثقافات متعدّدة الجنسيات

 

ما هي برأيك أهم نصيحة قدّمها لك والداك؟

فكرّي جيداً، اعتمدي على نفسك، اعملي بجد، واحصلي على ما تريدين.

هناك صفات يصعب تحديدها تنجم عن أسلوب العيش في باريس، حتّى أنّ الفرنسيين يصفونه بعبارة Un je ne sais quoi، والتي تعني حرفياً لا أعرف ما هو. كيف تعيشين أنت وفق هذا النمط؟

أعتقد أنّ هذه العبارة الفرنسية هي موقف وسلوك، أكثر من كونها أسلوب يتّبعه الشخص في حياته. هي أيضاً إحساس بأمور غير ملموسة. بالنسبة لي، أنا أتّخذ لنفسي سلوكاً في العيش Parisienne à la Cool أي أنا «باريسية وصاحبة نهج رائع».

تغير مجال صناعة وعرض الأزياء بشكل كبير مع مرور الوقت. كيف أثّر هذا التحوّل برأيك على العارضات والمصمّمين الصاعدين على حدّ سواء؟

بسبب كوفيد - 19 تغيّرت صناعة الأزياء. أعتقد أنّ هذا التغيير أمر جيد، وأحياناً يحدِث التغيير تقدّمًا إيجابياً. أصبحت عروض الأزياء عبارة عن أفلام مع ممثلات-عارضات؛ ربما هذه بداية لعصر جديد في الموضة؛ فقط الوقت سيقول ذلك.

من شكّل قدوة لك في مجال عرض الأزياء؟

أودّ أن أقول أن والديّ الإثنين هما قدوتي في الموضة: أمّي علّمتني كيف أعرض، وكيف أتصرّف خلال اختبارات الكاستينغ، وكيف آخذ المواعيد. أما أبي فعلّمني كيفية الرسم، وكيف أبتكر مجموعة أزياء، وكيف أبحث عن مصادر الإلهام.

كانت فترة العام والنصف الماضية مختلفة لدى الجميع. كيف كان تأثير وباء كوفيد 19 عليك وعلى أسرتك؟

علّمتني عائلتي دائمًا أن أعمل بجدّ، وأن أتكيّف مع كلّ موقف، وقبل كلّ شيء أن أحقّق أحلامي. لقد بذلت قصارى جهدي للعمل من المنزل مع المجلات والعلامات التجارية، وللحفاظ على نشاطي على الوسائل الاجتماعية.

كيف تأقلمت مع تعليمات الحظر الصحي الصارمة وقيود الإغلاق؟

بقيت في المنزل على أمل ألا يستمرّ إلى الأبد.

ما الشيء الذي يثير شغفك في الحياة؟ ما الذي يحرّكك؟

الموضة والسينما ووسائل التواصل الاجتماعي، هي ما أحبّه. لدي الكثير من الأحلام وأحاول كلّ يوم أن أجعلها تتحقّق.

أين ترين نفسك في المستقبل؟ أي أحلام تودّين تحقيقها بشدّة؟

أرى نفسي في صناعة الأزياء والسينما. وأحلامي هي أن أكون دائماً سعيدة وشغوفة بما أفعله، وأن أكون ناجحة كعارضة أزياء وممثّلة.