ما هي الأيام البيض وما حكم صيامها؟

يُعدُّ الصيام من العبادات المحببة لله عز وجل، فقال النبيّ صلّى الله عليه وسلّم عن الله عزَّ وجل: "كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ له، إلَّا الصِّيَامَ، فإنَّه لي وأَنَا أجْزِي به". لذلك يبادر أغلب المسلمين للإكثار من الصوم، تقرباً من الله وطمعاً بجزائه. وأقلُّ الصيام أن يصوم المسلم المتعبد من كل شهرٍ ثلاثة أيام، وأفضلها الأيام البِيض، إذ ورد عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أنّه قال: "صِيامُ ثلاثةٍ أيَّامٍ من كُلِّ شهرٍ صِيامُ الدَّهْرِ، وهِيَ أيامُ البِيضُ: صَبيحةُ ثلاثِ عَشْرَةَ، وأربعِ عَشْرَةَ، وخمسُ عَشْرَةَ".

كما ثبت عن رسول الله، عليه الصلاة والسلام، أنه كان يصوم الاثنين والخميس، وثبت عنه عليه الصلاة والسلام، أنه رغَّب في صيام يوم الاثنين والخميس، وقال: "إنهما يومان تعرض فيهما الأعمال على الله، وأحب أن يعرض عملي وأنا صائم". ورغَّب الناس في ذلك عليه الصلاة والسلام، وحثَّ عبدالله بن عمرو وأبا هريرة وأبا الدرداء وغيرهم على صيام ثلاثة أيام من كل شهر، فالسنة صيام ثلاثة أيام من كل شهر، وإذا كانت في الأيام البيض كان ذلك أفضل، وهي الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر، لأنها في وسط الشهر، وسُمِّيت بيضاً، لأن ليلها أبيض بالقمر، ونهارها أبيض بضوء الشمس، وإن صام الثلاثة في غير أيام البيض صامها في العشر الأول، أو في العشر الوسط، أو في العشر الأخيرة في غير أيام.

وحُكم الصيام في هذه الأيام مُستحَبٌّ، كما ورد عن أبي هريرة عن رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم: "أَوْصَانِي خَلِيلِي بثَلَاثٍ لا أدَعُهُنَّ حتَّى أمُوتَ: صَوْمِ ثَلَاثَةِ أيَّامٍ مِن كُلِّ شَهْرٍ، وصَلَاةِ الضُّحَى، ونَوْمٍ علَى وِتْرٍ"، باستثناء شهر ذي الحجّة، لأنّ اليوم الثالث عشر منه يُوافق يوماً من أيام التشريق، وأيّام التشريق مَنهيٌّ عن صيامها، ويقول الشافعيّة في ذلك: إنّ للمسلم أن يصوم اليوم السادس عشر من شهر ذي الحجّة. وقد استحبّ الشافعية والحنفية والحنابلة صيام الأيّام البِيض، وكره المالكيّة ذلك، مَخافة أن يعتقد الناس بوجوب صيام تلك الأيّام.

وقد شرع الله تعالى لعباده صيام الأيّام البِيض، لزيادة الخيريّة في الأمّة، وذلك بزيادة الأعمال الصالحة التي تزيد من الحَسَنات، كما أنّ الصيام أحد أشكال شُكر الله تعالى على ما أنعم به على عباده، ومن هذه النِّعَم أن جعلَ القمرَ مُكتمِلاً بنوره لينتفع الناس به، ويُحقّقوا مصالحهم في الليل.