لحظات الحقيقة

لمى بنت إبراهيم الشثري

 

هناك لحظات تغيرنا إلى الأبد، تجعلنا نواجه أنفسنا لنتعرف إلى حقيقتها. قد تكون لحظات انتصار، أو تحقيق حلم، أو مواجهة مرض، أو فقد عزيز. نتعرف من خلالها إلى جوانب في شخصياتنا لم ندرك وجودها من قبل. فنتخذ خطوات لم نظن في يوم ما أننا قادرون على فعلها، وغالباً ما يكون وقعها مؤثراً وعلى الأرجح يصل إلى أشخاص آخرين.

ألهمتنا الغواصة السعودية الشابة سلمى شاكر شخصية غلاف عددنا، التي حققت رقماً قياسياً بعمر التاسعة عشرة فحصدت لقب أول سعودية تصل إلى عمق 45 متراً تحت الماء، وهو الأعمق بين النساء في الخليج العربي. لحظة الحقيقة التي جعلت سلمى تتجه إلى الاحتراف في ممارسة رياضة الغوص الحر كانت خلال درس تدريبي استطاعت فيه أن تحبس أنفاسها لمدة ثلاث دقائق. نسعد بأن يكون غلاف "سيدتي" وصفحاتها امتداداً لأجيال من شخصيات عطاؤهم كبير وبصمتهم الناجحة بارزة. الدكتورة فاتنة شاكر – جدة سلمى – كانت أول رئيسة تحرير لمجلة "سيدتي" العريقة حيث شهدت انطلاقتها عام 1980م، وأول صوت نسائي تبثه الإذاعة السعودية.

لحظات الحقيقة تتجلى أيضاً في تأثير الكلمات والمشاهد، أفردنا لكم عبر صفحاتنا تحقيقاً عن كاتبات السيناريو اللاتي يعبرن عن هموم المجتمع فيطرحن قضايا مهمة ليصل أثر كلماتهن إلى صناع القرار لإيجاد الحلول. حدثتنا الكاتبة المصرية إنجي علاء خلال لقائنا معها: "هناك أعمال تتحدث عن مشاكل يواجهها المجتمع، فيسلط السيناريو الضوء عليها، من دون أن يكون مطالباً بوضع حل لها. وفي المرحلة التالية، تتوجه أجهزة الدولة المجتمعية لإيجاد الحل كقضية التنمر التي عانها منها الكثيرون من أصحاب الهمم فتحركت حينها مؤسسات الرعاية الاجتماعية لدعمهم ودمجهم مجتمعياً وتوفير سبل الراحة لهم".

 

علينا ألا نخشى مواجهة لحظات الحقيقة فقد قدرها الله في الوقت المناسب لنا.