من هي "بلاك سوان"

بلاك سوان، هي البجعة السوداء التي ملأت شخصيتها الروايات والمسرحيات والقصص العربية والأجنبية، وهي غالباً ما تكون حزينة في نهايتها، لكنها تحمل الحكم بين سطورها، وقد اختارته لك "سيدتي وطفلك"بحيث يمكنك أن ترويها لأطفالك، لتتعرفي على شخصياتهم، وقدرتهم على المناقشة الأدبية.        

 

كان يا مكان في قديم الزمان وفي سالف العصر والأوان .. عندما اقترب فصل الشتاء وحان وقت الرحيل. انطلقت أسراب طيور البجع البيضاء مهاجرة إلى مكان آخر تتلمس فيه الدفء والأمان.

وكان من بين أحد أسراب الطيور البيضاء "بلاك سوان"، أي بجعة سوداء لافته للنظر بشكلها الغريب، وكانت تطير مبتعدة عن رفيقاتها تحرس صغار البجع في مؤخرة السرب.

كانت تطير مبتعدة عن السرب

وصل الجميع إلـى بحيرة صغيرة أحاطت بها الأعشاب من كل جانب ونبتت بالقرب منها الأشجار العالية، التي جعلت من أغصانها أعشاشاً للطيور فاستقر البجع هناك.

اختارت تلك البجعة السوداء مكاناً منزوياً على حافة البحيرة تنشد الراحة بعيداً عن أعين الفضوليين.

أخذت تتأمل صغار البجع، وهي تتلاعب بأجنحتها في الماء فتراقص الموجات وتعكر صفاء الماء مسرورة.

عندما يحين وقت الظهيرة كانت تلتقط بمنقارها الطويل الأسماك من البحيرة، وتملأ جرابها لتطعم منه الصغار.

صغار البجع

وأحبت "بلاك سوان" البجعة السوداء، الصغار حباً عظيماً وكانت لاتبعد عنها كثيراً، وعند عودتها، كانت ترفرف بأجنحتها تعبيراً عن فرحتها بلقائها.

وألفت "بلاك سوان" نفسها في نشوة وسعادة حين أولت هذه الفراخ عناية خاصة.

وذات يوم من الأيام هبت عاصفة هوجاء شديدة اقتلعت الأشجار من جذورها. وحطمت كل شيء فهربت البجعات خائفة مذعورة إلى أوكارها ..كل منها يريد النجاة لنفسه من شر هذه العاصفة المشؤومة.

البجعات البيضاء

رأت "بلاك سوان" البجعة السوداء الفراخ، وهي لاتستطيع الهروب واللحاق بأمهاتهن فحلقت فوقهن بسرعة فاردة جناحيها.

وبكل الحب والخوف الذي ملأ قلبها احتضنتهن كما تحتضن الأم أولادها صامدة في وجه الريح العاتية متحاملة على آلامها تصارع الموت من أجل البقاء. وبعد حين هدأت العاصفة وســاد السكون المكان فخرجت الطيور من مخابئها لترى مولــداً لحياة جديدة.

كانت صغار البجع تخرج من تحت جناحي "بلاك سوان" البجعة السوداء محلقة في السمـاء ملتحقة بسربها ،وتنظر إلى"بلاك سوان" التي قدمت روحها فداء للفراخ .

هبوب العاصفة

وأضحى المكان يحكي عن تلك البجعة الملقاة على صفحة الــماء التي ضحت بحياتها من أجل أن تحمي غيرها فقد قدمت روحها فداءً لصغارها.