طلاب الإمارات لأول مرة يتدربون رقمياً مع شركات يابانية رائدة

تطلق الشركات اليابانية سنوياً عدداً من برامج التدريب الداخلي للطلاب الجامعيين، ولأول مرة، سوف يضم برنامج تدريب داخلي عبر الإنترنت تم إطلاقه مؤخراً من أربع من أكثر الشركات اليابانية المتقدمة تكنولوجياً ستة طلاب إماراتيين متدربين من جامعة خليفة وذلك بالتنسيق مع مركز اليابان للتعاون الدولي (جايس). وبدأت برامج التدريب التي تبلغ مدتها 8 أسابيع اعتبارًا من 31 مايو 2021، وستركز على التقنيات والتخصصات التي تشمل الزراعة المتقدمة والتعلم الآلي والذكاء الاصطناعي.

و تعقد برامج التدريب الداخلي منذ عام 2012 بهدف تعزيز التعاون الثنائي بين الشركات اليابانية والجامعات الإماراتية من خلال البحث المشترك، ويصادف عام 2021 الذكرى السنوية العاشرة للبرنامج. و في حين لم يكن من الممكن عقد التدريب في العام الماضي بسبب الجائحة، فإن البرامج هذا العام ستستمر عبر الإنترنت لأول مرة بسبب رغبة جامعة خليفة في استمرار البرامج ذات القيمة العالية على الرغم من التحديات المستمرة.

و على الرغم من كونه عبر الإنترنت، فلا يزال برنامج التدريب الداخلي الذي يرعاه مركز اليابان للتعاون الدولي يتمتع بشعبية كبيرة وتنافسية بين طلاب الإمارات، حيث شهد هذا العام 20 طالبًا موهوبًا يتنافسون على المراكز الستة المتوفرة. كما أن كل من الشركات الأربع التي تقبل المتدربين الإماراتيين هذا العام لديها اهتمام كبير بدولة الإمارات العربية المتحدة، وتعمل بنشاط لتوظيف المواهب الأجنبية.

إحدى هذه الشركات هي شركة IHI Corporation ، وهي شركة تصنيع رائدة مقرها اليابان ومتخصصة في مجالات النفط والغاز والطاقة والفضاء. من خلال البرنامج، سيكتسب المتدرب معرفة مختلفة في مجال التطوير التكنولوجي الخاص بالتقنيات الأساسية المتعلقة بالتعلم الآلي.

أما مركز أبحاث فرونتير بجامعة إيباراكي للعلوم الذرية التطبيقية (iFRC) فسيجري تدريبًا داخليًا ضمن أحد مشاريعه المشتركة المتخصصة في استخدام الحزم الكمية لإنشاء سلالات استثنائية من المنتجات الزراعية. و يتعاون موظفو الشركة المضيفة مع المزارعين، مما يسمح للطالب المتدرب بالمشاركة في عملية البحث بأكملها بما في ذلك التواصل المباشر عبر الأجهزة اللوحية مع المزارعين اليابانيين المشاركين في الدراسات.

وستقوم شركة بوش (Bosch) الرائدة في السوق الدولية في مجال الذكاء الاصطناعي بمشاركة برنامج برمجة الذكاء الاصطناعي الخاص بها مع اثنين من الطلاب المتدربين الذين سيقومون بتحليل البيانات المختلفة عبر الإنترنت.

وطورت شركة Mebiol Inc، وهي شركة متخصصة في التنمية الزراعية المتقدمة، مجموعة أدوات تقنية لزراعة الأراضي الجافة تسمح بزراعة الخضروات بدون تربة. سيتم شحن المجموعة من اليابان إلى الطالب المتدرب في الإمارات، حيث سيعمل الطالب على زراعة النبتة في بيته مع التوجيه والتدريب المناسبين عبر الإنترنت. سيقدم المتدرب تقريرًا عن ملاحظات الإنتاج، بما في ذلك المقارنات مع النباتات الأخرى، وإجراء المسوحات والبحوث، والبحث في إمكانية تطبيق التكنولوجيا في دولة الإمارات.

وعلق كيشي سايجويا من شركة بوش قائلاً: "ما يجعل التدريب الداخلي لدينا مميزًا للغاية هو أنه سيتم تزويد المتدربين بفرصة العمل ليس فقط إلى جانب الزملاء ولكن أيضًا مع مديري الأقسام والمديرين التنفيذيين، في بيئة متنوعة. سيحصل المتدربون أيضًا على فرصة للانخراط مع مجتمع المتدربين الكبير لدينا من خلال العديد من أحداث الشبكات الداخلية، حيث نستقبل أكثر من 100 متدرب كل عام. نشعر أن هذه فرصة مثالية لكل من الشركة والطالب من حيث التنوع، فالتنوع شيء نفخر به ونشعر أنه مهم للغاية في سياق الابتكار. وكجزء من شعار شركتنا، من خلال اختراع أفكار تكنولوجية جديدة فهدفنا هو المساهمة في تحسين المجتمعات حول العالم. ونأمل من خلال الخبرات المكتسبة من هذا التدريب أن يتمكن المتدربون من المساهمة في تحسين المجتمع في الإمارات العربية المتحدة."

وقالت فرح إبراهيم الحسيني، طالبة الهندسة الطبية الحيوية في جامعة خليفة والتي ستبدأ فترة تدريبها مع بوش: "بما أنني أقوم حاليًا بتطوير جهاز لمسي لإدارة التوتر والاكتئاب للمرضى الذين يعانون من ضعف البصر والسمع، فإن هذا البرنامج سيساعدني بشكل أكبر على توسيع قدرات بحثي وصقل المهارات التي يمكنني تطبيقها في مشاريعي المستقبلية. أود دمج التعلم الآلي والذكاء الاصطناعي في قطاع الارتجاع العصبي في الهندسة الطبية الحيوية. يعد التعلم الآلي والذكاء الاصطناعي مجالًا واعدًا سيساعد دولة الإمارات على التقدم من حيث التكنولوجيا وربما تحسين الكفاءة في مختلف القطاعات، وأرى هذه الفرصة كوسيلة لإلهام الناس والأجيال القادمة لمواجهة التحديات ".

وقال الدكتور تاكاميتسو كوزوما في iFRC قائلاً: "تستخدم iFRC حصريًا جهازين من أجهزة خطوط الأشعة ال23 في مجمع أبحاث مسرع البروتون الياباني (J-PARC)، وهو مرفق معروف عالمياً لمسرعات البروتون عالية الكثافة. يستخدم J-PARC أجهزة بروتونية عالية الكثافة لإنشاء حزم ثانوية من النيوترونات والهادرونات والنيوترينوات. في iFRC ، يمكننا تطبيق تقنية تحليل الحزمة الكمومية مع مرافق عالمية المستوى في مختلف المجالات بما في ذلك الزراعة وإنتاج الغذاء والرعاية الصحية ومستحضرات التجميل على سبيل المثال. إنه بحث فريد يتم إجراؤه في معهد تعليمي فريد من نوعه ".

و قال السيد حسن العطاس، طالب الهندسة الطبية الحيوية في جامعة خليفة: "تعمل دولة الإمارات العربية المتحدة على توسيع قطاع الرعاية الصحية ليشمل علاجًا شعاعيًا بالبروتونات لمرضى السرطان، وقد بدأ مؤخرًا تشغيل أول محطة للطاقة النووية لدينا. سيوفر لي التدريب في iFRC باستخدام مرافق J-PARC المعرفة التي من شأنها أن تساهم في تطوير بلادنا ".

و قالت حمدة علي الكعبي، طالبة الهندسة الكيميائية في جامعة خليفة: "من الطبيعي أن أفضل المشاركة في برنامج تدريبي على أرض الواقع في اليابان، إلا أنني أعتبر فرصة المشاركة عبر الانترنت رائعة أيضاً في غضون الأوضاع التي نمر بها بسبب الجائحة. العقلية اليابانية العامة التي سبق وتعايشت معها على أرض الواقع، تبشرني بأنني سأتوصل إلى نتائج إيجابية ومفيدة من خلال مشاركتي في البرنامج التدريبي ".
 

مركز التعاون الدولي الياباني

 

بدأ التدريب عبر الإنترنت في 31 مايو 2021، بدءًا من الدورات التدريبية التي يقدمها جايس لتعلم أسس الحوار اليابانية وآداب العمل، وستعقد لمدة ثمانية أسابيع من قبل الشركات اليابانية. سيقدم الطلاب المشاركون بعد ذلك دراساتهم وإنجازاتهم في جلسة استخلاص المعلومات النهائية في أوائل أغسطس.