في شهر رمضان المبارك يتفرغ المسلمون لعبادة الله _عز وجل_، فتارة يرتلون آيات القرآن الكريم، وتارة أخرى تلهج ألسنتهم بالدعاء، أما بعد صلاة العشاء فهو موعد إقامة المصلين لصلاة التراويح، والتي لا تقام إلا في هذا الشهر الفضيل.

 

أما كيفية إقامة صلاة التراويح فسنوردها كما وردت عن رسول الله _صلى الله عليه وسلم_.

 

كيفية صلاة التراويح

sl_t.jpg

 

 يرى جمهور الفقهاء أنّ صلاة التراويح تُؤدى ركعتَين ركعتَين، حيث روى ابن عمر _رضي الله عنه_ عن النبي _صلى الله عليه وسلم_ أنّه قال:( صلاة الليل مَثْنَى مَثْنَى).

وقد ثبت عن عائشة -رضي الله عنها- أنّ النبي صلى الله عليه وسلّم صلى التراويح إحدى عشرة ركعة مع الوتر، فقد سأل أبو سلمة عائشة: (كيف كانت صلاة رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في رمضانَ؟ فقالت _رضي الله عنها_: ما كان يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة، يصلي أربعًا، فلا تسل عن حسنهن وطولهن، ثم يصلي أربعًا، فلا تسل عن حسنهنَّ وطُولهنَّ، ثم يُصلي ثلاثًا)، لذا يقول ابن تيمية _رحمه الله_: "والتراويح إن صلاها كمذهب أبي حنيفة، والشافعي، وأحمد: عشرين ركعة، أو كمذهب مالك: ستًّا وثلاثين، أو ثلاث عشرة، أو إحدى عشرة؛ فقد أحسن.. لعدم التوقيف فيكون تكثير الركعات وتقليلها بحسب طول القيام وقصره".

 

صلاتها دون سلام بعد كل ركعتين

sl.jpg

 

 اختلف الأئمة في جواز صلاتها دون السلام بين كلّ ركعتَين؛ فذهب الحنفية إلى جواز صلاة التراويح كاملة بتسليمة واحدة، في حين رأى الشافعية بُطلان صلاة من صلّى أربع ركعات بتسليمة واحدة إن كان فعل ذلك متعمدًا، وأيضًا اعتبر الحنابلة أنّ من قام بعد الركعة الثانية عليه أن يرجع ليُسلّم، فإن لم يفعل بَطلت صلاته، أما المالكية فيرون أنّه يُندب للمصلّي السلام بعد كل ركعتين، ويُكرَه السلام بعد كُلّ أربع ركعات، ويُشرع جلوس الإمام للاستراحة بعد كُلّ أربعِ ركعات منها؛ ليعطي المجال للناس لِشُرب الماء، أو غيره، وتجوز لهم قراءة سورة الإخلاص ثلاث مرّات في كلّ استراحة.

 

كيف صلى النبي _صلى الله عليه وسلم_ وصحابته التراويح؟  

 

من واجب المسلم أن يقتدي بالنبي _عليه الصلاة والسلام_، والصحابة _رضي الله عنهم_، ومن جاء بعدهم من التابعين في كيفية صلاة التراويح، فيجب على المسلم أن يبدأ بالطهارة، وستر عورته، ثم يستقبل القبلة بوجهه، ويتوجه إلى الله عز وجل بقلبه مخلصًا عمله له، ثم يبدأ الصلاة بتكبيرة الإحرام؛ فيقولها بلسانه: "الله أكبر"، ثم يقرأ سورة الفاتحة، ويقرأ بعدها ما تيسّر له من القرآن الكريم، ثم يركع حتى يطمئنّ في ركوعه، ثم يرفع من الركوع حتى يطمئن وهو قائم، ثم يسجد على أعضائه السبعة، وهي: اليدين، والرجلين، والركبتين، والوجه، ثم يرفع من سجوده، ثم يسجد مرة أخرى، وبعد الانتهاء من السجدة الثانية يكون قد أنهى الركعة الأولى، ثم يقوم للركعة الثانية، ويفعل كما فعل في الركعة الأُولى، وفي آخر الصلاة يجلس للتشهد والصلاة على النبي -عليه الصلاة والسلام-، ثم يدعو بما شاء من الدعاء، ثم يسلم عن يمينه وشماله.