عاش الأمير فيليب حياة غير عادية: ولد على طاولة مطبخ وفرّ صغيراً مع عائلته من اليونان

عاش الأمير فيليب حياة غير عادية قبل ارتباطه بالأميرة إليزابيث التي استلمت العرش البريطاني عام 1952.

بحسب صحيفة "ديلي ميل" البريطانية التي نشرت تقريراً مطولاً عن حياة الأمير فيليب غير العادية منذ طفولته حتى أيامه الأخيرة في قلعة وندسور إلى جانب زوجته ملكة بريطانيا.

 

ولد على طاولة مطبخ في منزل العائلة في اليونان

 

ولد الأمير فيليب في منزل العائلة على طاولة المطبخ حسب زعم البعض في جزيرة كورفو اليونانية في 10 يونيو –حزيران 1921 .

وكان الأمير فيليب ،الطفل الخامس والطفل الذكر الوحيد لوالديه الأمير أندرو،أمير اليونان والدنمارك،والأميرة أليس باتنبرغ.

وكان أسلافه مزيجاً من دم ملكي ينتمي إلى اليونان والدنمارك وروسيا من جهة والده،وكانت جدته من جهة والدته ،الأميرة فيكتوريا ،حفيدة الملكة فيكتوريا ،مما جعله إبن عم الملكة إليزابيث الثانية.

كانت العائلة تعيش بسعادة في القصر الملكي لعم فيليب،الملك قسطنطين الأول،لكن السعادة لم تدم على عائلة الأمير فيليب الصغيرة فترة طويلة،بسبب حالة عدم الإستقرار السياسي ،فبعد عام ونصف العام ،أجبرت العائلة على الفرار بعد نفي الملك من بلاده أعقاب ثورة عسكرية.

 

الفرار

 

تم تهريب الأمير فيليب عندما كان طفلاً رضيعاً بعمر العام عبر تخبئته في سرير مصنوع من صندوق برتقال ،فقد كان أميراً صغيراً بالرغم من أنه ليس فيه دماً يونانياً،حيث أجبرت عائلته على الفرار من جزيرة "كورفو" في ديسمبر 1922 بعد اعتقال والد الأمير فيليب،الأمير أندرو وهو قائد فريق في الجيش اليوناني ،ووجهت إليه تهمة الخيانة العظمى في أعقاب الهزيمة الفادحة لليونانيين على أيدي الأتراك خلال الحرب اليونانية التركية من 1919 لغاية 1922  .

واتهم والد الأمير فيليب،الأمير أندرو بالخيانة العظمى بعد توجيه ادعاء ضده بعصيان الأوامر العسكرية والتخلي عن منصبه في فوج الفرسان في مواجهة هجوم خلال الحرب اليونانية التركية عام 1919-1922.

تمكنت عائلة الأمير فيليب من الفرار من جزيرة "كورفو" اليونانية على متن السفينة البحرية البريطانية "إتش إم إس كاليبسو" حيث نقل الأمير الرضيع فيليب إلى بر الأمان خارج اليونان في سرير أطفال مصنوع بشكل مميز من صندوق برتقال وفاكهة غير مستخدم.

 

عاش طفولته الأولى في فرنسا

 

تم نقل العائلة الفارة من اليونان إلى فرنسا،حيث استقرت في ضاحية مورقة في باريس ،وعاشت في منزل العمة الثرية،الأميرة جورج ،أميرة اليونان والدنمارك.

وعاش الأمير فيليب طفولة غير مستقرة في منزل ليس لهم،هو ملك شخص آخر سمح لهم بالإقامة فيه وليس منزلاً خاصاً دائماً له ولعائلته.

وقال الأمير فيليب لكاتب سيرة ذاتية مستقل عام 2001:" هذا ما حدث ببساطة ،انفصلت الأسرة،والدتي مريضة،وتزوجت شقيقاتي،وكان والدي في جنوب فرنسا،كان علي المضي قدماً بمفردي".

التحق الأمير فيليب بمدرسة  sent to Cheam في سن الثامنة من عمره،وأمضى فيها ثلاث سنوات،لكنه انتقل إلى ألمانيا حيث تزوجت فيها شقيقاته الأربع.

ولم تطول إقامته في ألمانيا حيث غادرها للإلتحاق بمدرسة داخلية في اسكتلندا تدعى "جوردونستون" التي أسسها الدكتور الألماني كورت هان عام 1934،حيث ترك وحيداً،وكان نادراً ما يرى والداه،لكنه كان سعيداً وحيوياً،وعازماً على المضي في حياته.

قاد الأمير فيليب فريقي الهوكي والكريكيت في منطقته،وبرز كولد موهوب ،وتعلم ميكانيك القوارب،كتأسيس لمهنة بحرية مستقبلية " الملكة إليزابيث الثانية كانت أول فرد بالعائلة المالكة تجيد الميكانيك أيضاً".

 

مآسي عائلية

 

كان عمه ديكي ،اللورد مونتباتن ،أحد أعظم بحارة بريطانيا،مهتماً بتقدم الأمير فيليب الرياضي والعام.

وشهد الأمير فيليب سلسلة مآسي عائلية في حياته ،ففقد بعمر ال16 شقيقته الحبيبة سيسيل وزوجها وطفلاهما في حادث تحطم طائرة،وبعد مرور بضعة أشهر فقط،توفيّ عمه وولي أمره جورج مونتباتن ،المركيز الثاني لميلفورد هافن،فجأة جراء مرض السرطان عن عمر 46 عاماً،وحزن الأمير فيليب حزن رجل على عمه .

 

أفضل طالب عسكري في البحرية الملكية

 

بعد ترك مدرسته ،انضم الأمير فيليب بحماس إلى البحرية الملكية،انطلق بداية بالإلتحاق بكلية بريطانيا البحرية الملكية "دارتموث" في مايو- أيار 1939 ،وتم اختياره أفضل طالب عسكري.

 

ضابط صف بارز

 

وكان شديد النشاط والحيوية،حتى برز بين أقرانه في البحرية الملكية،حيث خدم وعمل في عدة سفن للبحرية الملكية  خلال نشاطها ضد القوات الألمانية والإيطالية والألمانية آنذاك،وأصبح خلال عام فقط ضابط صف،وورد ذكره في الرسائل الإخبارية لدوره الرائع في معركة "ماتابان" ضد الأسطول الإيطالي.

ورقي في مارس-آذار 1941 إلى رتبة ضابط التحكم في بارجة بحرية ملكية،وقال قائده فيه: " بفضل يقظته،وحسن تقديره للوضع،تمكنا في خمسة دقائق من إغراق طرادين إيطاليين من عيار ثمانية بوصات ،وبعد ذلك بوقت قصير حصل الأمير فيليب عن جدارة على وسام صليب الشجاعة اليوناني.

 

أصغر ضابط وملازم بعمر 21 عاماً

 

استمر في التقدم المهني في البحرية الملكية حتى ارتقى في الرتب العسكرية إلى رتبة ملازم في المدمرة " إتش إم إس والاس" بعمر 21 عاماً،ليصبح أصغر ضابط في خدمة البحرية الملكية يشغل وظيفة تنفيذية في سفينة بحجم مدمرة "إتش إم إس والاس".

 

اللقاء الأول بين الأمير فيليب والأميرة إليزابيث الثانية

الأمير فيليب وزوجته الملكة إليزابيث في مكتبة قلعة بالمورال عام1979-الصورة من أنستغرام
الأمير فيليب وزوجته الملكة إليزابيث في مكتبة قلعة بالمورال عام1979-الصورة من أنستغرام

في عيد الميلاد عام 1943 ذهب الأمير فيليب مع إبن عمه ديفيد ميلفورد هافن للإقامة في قلعة وندسور،وكانت الأميرة إليزابيث الثانية تبلغ من العمر آنذاك ال17 عاماً ،وكانت فائقة الحركة بطريقة لم يرها أحد من قبل،كما وصفتها المربية ماريون كروفورد.

 

نقطة تحول

 

أثبتت عطلة الأسبوع تلك في قلعة وندسور التي استمتع فيها الأمير فيليب بالكثير من حفلات العشاء والأفلام والرقص على موسيقى آلة الجرامفون إنها كانت نقطة التحول في حياته.

وبعد زيارة لاحقة له إلى قلعة وندسور كتب الأمير فيليب إلى الأميرة إليزابيث الثانية التي لم تصبح ملكة بعد،معبراً عن امتنانه باستمتاعه البسيط مع الأسرة ،وشعوره بأنه مرحب به دائماً لمشاركتهم لهوهم ،وقال:" أخشى أنني لست قادراً على وضع الكلمات الصحيحة ،وبالتأكيد غير قادر على إظهار الإمتنان الذي أشعر به لك".

وفي أواخر صيف 1943،دعته الأميرة إليزابيث الثانية "الملكة بعد ذلك" إلى عطلة صيد في قصر بالمورال لمدة ثلاثة أسابيع.

وتوالت اللقاءات بعدهما حتى توطدت العلاقات وتطورت بينهما إلى حب حقيقي.

 

الحب الأول للأمير فيليب

 

أخيراً كتب الأمير فيليب إلى الأميرة إليزابيث الثانية معترفا لها بحبه: " بدا أن الحياة لها هدف،أنا نجوت من  الحرب ورأيت النصر،وأعطيت الفرصة للراحة وإعادة ضبط نفسي،وقعت في الحب من دون تحفظ ،تجعل مشاكل المرء الشخصية وحتى مشاكل العالم صغيرة وتافهة".

 

موافقة ملكية على زواج الأمير فيليب والأميرة إليزابيث الثانية

 

وافق الملك،والد الأميرة إليزابيث الثانية على زواج الأمير فيليب بابنته،لكنه أراد منهما الإنتظار حتى تبلغ إليزابيث عمر ال21 من العمر،والسبب وجود مخاوف لدى الملك والملكة من أن يكون فظاً أو غير مخلصاً لابنتهما ،وفقاً لما قال هارولد نيكولسون.

 

 الأمير فيليب يكسب قلب واحترام الملك جورج السادس

 

في هذه الفترة،تعرفت العائلة الملكية على الأمير فيليب عن قرب أكثر،وكان كلما تعرفوا عليه أكثر،أحبوه واحترموه أكثر،وخاصةً الملك جورج السادس،الذي قدر أسلوب الأمير فيليب الصريح،ومزاجه الفكاهي المرح،وحبه للهواء الطلق.

 

تزوج الأمير فيليب بعمر 26 عاماً

 

تزوج الأمير فيليب الأميرة إليزابيث الثانية بعمر ال26 عاماً،وهو سن النضج وصنع الهوية الخاصة وتجاوز مرحلة الطفولة الصعبة.

 

وفاة والده

 

توفي والده الأمير أندرو عام 1944 في مونت كارلو،بعد أن تراكمت عليه ديون القمار ،وفقد حقوقه بكل شيء حتى في منزله واسمه وجنسيته ،ولم يعد كما كان من قبل.

 

الأمير فيليب ينهي مسيرته بالبحرية الملكية لدعم زوجته الملكة

 

بعد نهاية الحرب العالمية الثانية،أنهى الأمير فيليب مسيرته النشطة في البحرية الملكية في يوليو- تموز 1951،وبدأ منذ ذلك الوقت يركز على عمله وعلى دعم زوجته الملكة إليزابيث الثانية بعد اعتلائها العرش البريطاني عام 1952.

 

جائزة دوق أدنبره للشباب

 

واشتهر بتأسيسه برنامج جائزة دوق أدنبره بعد أربع سنوات على تولي زوجته العرش البريطاني في عام 1956 ،وهي جائزة إنجازات الشباب التي تعمل الآن في أكثر من 140 دولة في العالم.

وتهدف" جائزة دوق أدنبره" التي أطلقها الأمير فيليب بالتعاون مع الخبير التربوي الألماني كورت هان ومتسلق جبال إيفرست اللورد هانت إلى مساعدة الشباب من سن 14 إلى 24 عاماً على تجربة المغامرة والتعلم خارج الإطار الأكاديمي التقليدي.

 

نشاط رسمي وخيري غير عادي

 

أمضى دوق أدنبره الأمير فيليب،زوج الملكة إليزابيث الثانية الجزء الأكبر من عمره وحياته في المشاركة في الجمعيات الخيرية والمنظمات العاملة في مجالات الحفاظ على البيئة والرياضة والجيش والهندسة مع اهتمام خاص من قبله بالبحث العلمي والتكنولوجي.

في عام 1959 ترأس لأول مرة لجنة التحكيم لجائزة الأمير فيليب للمصممين،وكان أبرز الفائزين آنذاك: السير جيمس دايسون،ولورد فوستر،ومخترع الدراجات القابلة للطي أندرو ريتشي.

 

حياته العسكرية

 

احتفظ بصلات قوية له مع القوات المسلحة،وفي عام 1952 تم تعيينه أميرالا في سلاح البحرية كاديت،والعقيد العام لقوة كاديت في الجيش،ورئيس العميد الجوي لسلاح التدريب الجوي.

وفي عام 1953 التالي،تمت ترقيته إلى رتبة أميرال الأسطول ،ورتبة المارشال في سلاح الجو الملكي،وكان دوق أدنبره الأمير فيليب أيضاً العقيد العام أو العقيد لمختلف الأفواج البريطانية والخارجية.

 

دوره مهم كداعم أول للملكة

 

كان بلا شك دور دوق أدنبره الأمير فيليب مهماً وحيوياً كداعم أول لزوجته الملكة إليزابيث الثانية منذ اعتلائها العرش البريطاني بعد والدها الملك جورج السادس.

فلعب دوراً بارزاً في كافة جوانب الحياة البريطانية من خلال صلته بالملكة،وكرفيق أساسي لها في معظم جولاتها في دول الكومنولث التابعة لبريطانيا،وكان ملازما لها في كافة رحلاتها الملكية في بريطانيا أيضاً.

وسافر معها وبمفرده رحلات كثيرة على حسابه الخاص ،وكان شديد الفخر بأبنائه الأربعة من الملكة.

 

الأربعة أبناء

 

ولد أمير ويلز الأمير تشارلز عام 1948،وولدت الأميرة آن بعده بعامين،وهي الإبنة الوحيدة بين ثلاثة ذكور للملكة إليزابيث الثانية والأمير فيليب.

بعد أن تولت زوجة الأمير فيليب، الملكة إليزابيث الثانية عرش بريطانيا،أنجب الزوجان طفلين آخرين،هما دوق يورك الأمير أندرو الأوسط الذي ولد عام 1960،والأمير إدوارد ،إيرل ويسيكس،الذي ولد عام 1964.

اعتزل واجباته الملكية وحياته العامة عام 2017

في مايو-أيار 2017 أعلن دوق أدنبره الأمير فيليب اعتزاله الحياة العامة والواجبات الملكية ،إلا أنه ظل راعياً ورئيساً وعضو في أكثر من 750 جمعية حتى وفاته.

 

لقطات من حياته

 

-تمتع الدوق الأمير فيليب بصحة جيدة حتى عامه ال99 واقترابه من عامه المئة رغم معاناته من أمراض كثيرة من بينها:خضوعه لعملية في البطن،واستبدال مفصل الورك،وانسداد الشريان التاجي،والتهابات في المثانة،وأخيرا عمليته الأخيرة في القلب التي جعلته يمكث في المستشفى لأكثر من 28 يوماً.

-في يناير من عام 2021 الجاري تلقى وزوجته الملكة إليزابيث الثانية لقاح كورونا من قبل طبيبهما المنزلي.

-بعد انتقاله لمستشفى الملك إدوارد السابع في لندن بتاريخ 16 فبراير إثر إصابته بعدوى،ومعاناته من مشكلة سابقة في القلب،مكث فيه أكثر 28 يوماً ،تم شمله مع زوجته الملكة في 16 مارس- آذار  بعد غيابه عن زوجته الملكة شهراً كاملاً حتى وفاته إلى جانبها في قلعة وندسور حيث كانا يمضيان فترات الحجر الصحي معاً.