الغبقة.. مائدة رمضانية تجمع أهالي المنطقة الشرقية

تتنوَّع العادات الاجتماعية في السعودية خلال شهر رمضان المبارك، وتتقدمها تقاليد الاجتماع على الفطور أو السحور، حيث تحرص العائلات على زيارة بعضها، وتناول الطعام في أجواءٍ جميلة وبسيطة. وفي المنطقة الشرقية بالسعودية يبرز عشاء «الغبقة» الذي تسبق السحور في رمضان والذي يهدف إلى نشر البهجة والسرور في نفوس جميع أبناء المجتمع خلال الشهر الفضيل.


ماهي الغبقة؟

الغبقة الرمضانيى


الغبقة كلمةٌ أصيلة من حياة البادية، وتعني العشاء الرمضاني المتأخر، وقد كان يُطلق «الغبوق» على حليب الناقة الذي يُشرب ليلاً، عكس «الصبوح»، وهو حليب الناقة الذي يُشرب صباحاً.
والغبقة مائدةٌ تسبق السحور في رمضان، وتكون بعد الانتهاء من صلاه التراويح، أي بعد منتصف الليل، أو قبله بقليلٍ في أي يومٍ من أيام رمضان، وقد تقام كل يومٍ، أو يومين لدى شخصٍ مختلف من الأقارب وأهل الحي، لكنها تقلُّ بعد انتصاف الشهر للانشغال بالتحضير للعشر الأواخر والقرقيعان والعيد.
وتشتهر هذه العادة الاجتماعية في المنطقة الشرقية أكثر من غيرها من المناطق السعودية لقربها من دول الخليج.


بروتوكولات الغبقة

الغبقة الرمضانية


يلتزم المدعو والداعي من الرجال والنساء، خلال الغبقة، باللباس التقليدي، والديكورات التراثية، كما تمارس أثناء الزيارة الألعاب الشعبية الترفيهية، مع تبادل الأحاديث حول موضوعات متنوعة، وتنتهي بتقديم الوجبة التي تتضمن عدداً من الأطعمة الرمضانية والحلوى.
ومن الوجبات التي تُقدَّم فيها «المحَمَر»، وتتكوَّن من الأرز المطبوخ بخلاصة التمر والسمك المقلي، أو اللحم، إلى جانب الثريد، والمعكرونة، والجريش، والقرصان، والهريس، والمشخول، والمرقوق، والكبسة، ومن الحلويات اللقيمات، والعصيدة، إضافة إلى التمر والقهوة والشاي.
الغبقة اليوم
حالياً، تطورت الغبقة وأصبحت تقام في الفنادق، والخيم الرمضانية، وأثناء الفعاليات الضخمة، وتمتد لعرض مسلسلات رمضان، وتشمل الحلويات الشرقية، والمشروبات الحديثة، وصارت الأسر تتكلَّف وتبالغ في تحضيرها، لا سيما مع تطور الـ «سوشال ميديا»، والتنافس الشديد على الأفضل تقديماً.