حياة سندي تفتتح مقهى التعلم بالايسسكو وتتحدث لسيدتي عن مفاتيح النجاح

افتتحت الدكتورة القيادية حياة سندي، كبيرة مستشاري رئيس مجموعة البنك الاسلامي للتنمية للعلوم والتكنولوجيا والابتكار، أولى جلسات مقهى التعلم بمقر منظمة الايسسكو بالرباط، بعنوان "تحديات ونجاحات" التعلم في مقر الايسسكو لاجل التواصل مع تجربتها العلمية والمهنية كإحدى السعوديات المميزات في العالم بفضل مثابرتها وعلمها وابتكاراتها، للدكتورة سندي مسار خاص مليء بالآمال والعمل الجاد حيث تعد اليوم من النساء القياديات والخبيرات الدوليات الرائدات في مجال الابتكار والقيادات النسائية. تعد من أقوى وأشجع 150 شخصية نسائية عالمية وأول سفيرة سعودية للنوايا الحسنة لدى اليونسكو.

عاطفة المرأة قوة ملهمة

حياة سندي مع الزميلة سميرة مغداد

تناولت خلال ساعة من الزمن، مجموعة من التحديات التي صادفتها في مسارها الحافل بالإنجازات، اولها أنها من أسرة تقليدية محافظة، لكنها آمنت بالعلم منذ أن كان سنها خمس سنوات، فضولها العلمي المبكر كان يدفعها باستمرار للتساؤل عن العلماء، وجدت في والدها ووالدتها الصدر الرحب والسند لاشباع معارفها وفضولها الطفولي وتحدثت عن مشوار النجاح الذي لم يخل من صعوبات كثيرة لكن الإصرار على التعلم والمعرفة بدد الى حد كبير كل العراقيل. قالت لسيدتي: "لابدّ من تحفيز العقل باستمرار وإلغاء الأفكار السلبية، يجب على المرأة أن تتحلى بفكر إيجابي، أن يكون عقلها مثل حديقة مزهرة بالورود لاتيأس أبداً ولا تمل من الابداع والابتكار".

المراة في تقدير سندي لها حضور قوي في العالم العربي والإسلامي، والقيادات الشابة موجودة تحتاج فقط لسياسات علوم الابتكار لتمكين المرأة من سلطة القرار. "المرأة لها لمستها الخاصة" تقول الدكتورة سندي، رغم أنها تأخرت قليلا عن الرجل بفعل الصور النمطية أحياناً، لكن قدراتها مميزة وعاطفتها بالعكس ليست ضعفاً بل مصدر الهام، هي تستطيع أن تكون لها نظرة شمولية اكثر، مثلاً الرجل اخترع الرصاصة لكن المرأة اخترعت الدرع الواقي منه، والرجل اخترع مخدة الأمان لحماية السائق لكن المرأة اخترعت مخدات وقاية لكل الراكبين معه، هي مكملة للرجل وليست عدوته ولها نفس قدراته بل أحيانا أكثر.

 

كورونا تحفز الابداع

حديث عن التحديات

تدين ستندي لوالدها ووالدتها واساتذتها الذين شجعوها على العلم ومتابعة حلمها للدراسة خارح المملكة. تقول: "كانت جملة من والدي يكررها لاتخيبي املي فيك، هي مفتاح الطريق نحو النجاح والتميز"، تحث العالمة السعودية دوما على التغيير وفتح الافاق امام الشباب لمزيد من الابتكار لضمان مساعدة الاخرين خاصة المحتاجين.

الالهام ضرورة لبعث الامل بالنسبة لسندي والقدوة مصدر طاقة إيجابية ومفتاح النجاح، تقول عشت حياة متوازنة وكان والداي وعائلتي قدوتي علمونا معنى الحياة والعمل والدتي أيضا كانت تحفز أبنائها وتبذل مافي جهدها لكي نتعلم ونرتقي بوجودنا. وتؤكد الدكتورة على أهمية التعليم للفتيات اللواتي تأثرن بسبب كورونا مادفعها من موقعها كمسؤولة في بنك التنمية الاجتماعية لدعم الابتكارات، حيث خصص البنك 500مليون دولار لدعم المبتكرين عبر العالم لدعم البحث العلمي خاصة في الدول الفقيرة لإيجاد حلول للازمات الاقتصادية التي مرت بها دول عديدة خاصة في العالم العربي والإسلامي ،حيث شارك حوالي 5000 مخترع من 137 دولة فاز منهم ثلاثين مخترعا بمقيمة مليون دولار لاجل دعم ابتكاراتهم والخروج من الازمة، حيث وصلتنا ابتكارات مميزة في مجال الصحة والتعليم والزراعة .

 

صورة جماعية مع الحاضرين في الايسسكو

وتمضي الدكتورة قائلة: "سعيدة وفخورة كوني امراة عربية مسلمة اشبه بنات بلدي ومن المملكة السعودية وماوصلت اليه بفضل رضى الله والوالدين استطعت أن ألهم فتيات من بلدي والعالم العربي، أحمد الله على هذا الأثر الإيجابي في شابات اخريات أرى أنهن مقبلات على المستقبل بطموح وجدية ولديهن رغبة للتغيير وخلق فرص عمل جديدة وهذا يبشر بالخير، وأرى أن كورونا جعلتنا نفكر أكثر في الحياة ومغزاها ونشعر بنعمتها وكانت بالنسبة لعدد كبير من المبتكرين فرصة للابداع لتعزيز القوة الاقتصادية لبلدانهم وتدارك الخصاص الذي تعرفه في مجالات حيوية كالصحة والتعليم.

الأمل دائماً أقوى

تتحدث الدكتورة أيضا لسيدتي عن فترات الإحباط التي صادفتها في مراحل مختلفة بسبب صعوبة دراسة ماتحب في البدايات، وتردد الاهل حول دراستها خارج المملكة، وعراقيل الاندماج في مجتمع مختلف وعدم تمكنها من اللغة الإنجليزية، تقول: "ثمة في أي مشوار صعوبات واحباطات لكن حبي للتغيير والابتكار اكبر من احتياجاتي، نزلت دموعي مراراً، دموعي لشعوري بالغربة والابتعاد عن أهلي في فترا ت عصيبة، كانت تنزل دموعي من الألم ككل الناس، ابكي لكن الشعور بأني اريد أن أخدم الناس هو النور الذي كان يضيء كل الظلمات ويمنحني الطاقة دائماً، كنت دوماً أريد أن أقدم شيئاً يخدم الناس مثلما كنت أحلم وانا اقرا مسار العلماء العرب مثل الرازي وابن سينا والخوارزمي، رغبتي وشغفي بالعلم يفوق بكثير احتياجاتي الشخصية".

وتعتبر العالمة السعودية في الأخير نفسها مواطنة عالمية تنتمي الى الإنسانية، لكن أفضل مكان يلهمها وترتاح فيه هو وطنها المملكة العربية السعودية والمدينة التي ولدت وعاشت فيها مع أسرتها مكة المكرمة.