في يوم الحكاية العالمي: كورونا تحوّل الفعاليات إلى رقميّة

لا يُملّ الإنسان، مهما بلغ عمره، من سماع القصص؛ وفي يوم الحكاية العالمي الذي يوافق في 20 مارس (آذار) من كلّ عام، تتعدّد الفعاليات المتعلّقة، والتي تنظّم في أماكن عدة، كالمكتبات والحدائق العامّة والمتاحف ونوادي القراءة... لكن، ترخي جائحة كورونا بظلالها على هذا اليوم راهناً، لناحية تحويل معظم نشاطات المناسبة إلى رقميّة.

 



يحمل يوم الحكاية العالمي هذا العام (2021) عنوان "البدايات الجديدة"، وممّا لا شك فيه أن العنوان المذكور مُتأثّر في جائحة "كورونا" التي تسبّبت بخسائر فادحة في العالم على كلّ الصعد، ولمّا تزل. علماً أنّ تاريخ الشعوب يعجّ بالحكايات عن بدايات جديدة في إثر الأزمات والحروب...

تابعوا المزيد: الثقافة السعودية تُنظّم ورش "منصّات" للخط العربي في 28 مارس


وبالطبع، ترخي الجائحة بظلالها على برنامج الاحتفالات في المناسبة، إذ تفرض الإجراءات الاحترازيّة من انتشار الفيروس، وعلى رأسها التباعد الاجتماعي، والحدّ من التجمّعات، على الرواة أن يرووا القصص خلف الشاشات. وفي هذا الإطار، تتعدّد الدعوات في قارّات العالم، التي تعلن عن نشاطات تشارك فيها مجموعة من رواة القصص الذين سيجتمع كل راو منهم، في المناسبة، خلف الشاشة، ليحكي قصّة من تأليفه أو يسترجع قصّة من التراث أو... مع روابط للمواعيد على "زووم" و"فيسبوك"...

في يوم الحكاية العالمي، يدعو مجتمع رواة القصص الأهل إلى أن يغتنموا المناسبة لحكاية الحكايات لأولادهم، مع جعل هذه العادة لا تنقطع


إلى ذلك، يدعو مجتمع رواة القصص الأهل إلى أن يغتنموا المناسبة لحكاية الحكايات لأولادهم، سواء قبل النوم، أو خلال النهار، مع جعل هذه العادة لا تنقطع، وذلك لدور الحكايات في غرس القيم، وإشباع الاحتياجات النفسية، والإسهام في توسيع مدارك الصغار وإثارة خيالاتهم، وإثراء لغتهم، كما تسليتهم. والحكايات هي وسيلة لتعريف الناس من كلّ الأعمار بالثقافات المختلفة والعادات والتقاليد الخاصّة بكل مجتمع.


تاريخ يوم الحكاية العالمي


يرجع تاريخ يوم الحكاية العالمي إلى سنة 1991، وتحديداً إلى مملكة السويد، فقد انطلق من هناك إلى دول أخرى في العالم، لغرض نسج الروابط بين رواة الحكايات الذين يعملون غالباً بعيداً عن بعضهم البعض، ولجذب انتباه الجمهور ووسائل الإعلام إلى فنّ سرد الحكايات. وفي هذا الإطار، يتزايد عدد الشابات والشبان العرب، الذين يهتمّون في هذا الفنّ، ويجتمعون في إطار أندية ولقاءات، وينظمون الفعاليات المتعلقة، متأثرين بعادة "الحكواتي" الشعبيّة التقليديّة. "الحكواتي" الذي كان يمتهن سرد القصص في المنازل والمحال والمقاهي والطرقات، ويحتشد حوله الناس قديماً، مع تجسيد دور الشخصيّة التي يحكي عنها بالحركة والصوت. اليوم، تفتقد الحكاية الرقميّة إلى بعض المؤثّرات، فلا تجعل المستمع إلى الحكاية يولي انتباهاً إلى تنهدّات الراوي وحركات وجهه... ولكن، تمثّل الحكاية الرقميّة بصوت الراوي صورة جديدة من تكييف فنّ قديم حسب تطوّرات الحياة، مع دخول التكنولوجيا إليها.

تابعوا المزيد: الكتب الصوتية وضرورتها في ظِل كورونا