في يومها العالمي.. المرأة المُلْهِمَة في حياة الكُتَّاب والشعراء السعوديين

تختلف المرأة المُلْهِمَة في حياة كل مبدع؛ فتارةً هي الأم، وتارةً أخرى الزوجة، وربما الأخت، وربما المُعَلِّمَة، وربما الحبيبة، وغيرها. وعلى الرغم من اختلاف المرأة المُلْهِمَة في المسمى، فإنها تتفق في كونها امرأة كانت مصدر إلهام وتفجير الطاقة الإبداعية داخل الرجل، فمن هي المرأة المُلْهِمَة وراء إبداع كبار الكُتاب والشعراء والروائيين السعوديين؟



ملاك من مشاعر


يقول الشاعر جاسم الصحيح: إن المرأة المُلْهِمَة بالنسبة لي هي امرأة من لحم ودم ومشاعر إنسانية؛ لأنني لا أؤمن بالقصيدة ما لم أشمَّ فيها رائحة الدم البشري، وأشعر بكلماتها مشدودة إلى العصب الإنساني. ولكن هذا لا يعني أنني أنقل المرأة كما هي من عالمها الواقعي إلى عالمها الموازي في القصيدة، وإنما هنا تبدأ لعبة الخيال؛ إذ إن الشعر يبحث عن المرأة المثالية التي لن تحدث إلا في القصيدة. لذلك، في (البيت) الشعري، أربِّي المرأة على مقاييس التخييل الجمالي المثالي الكامل الذي ينتمي إلى السماء، فتصبح ملاكاً من مشاعر وكلمات، تنتمي إلى قيمة الجمال القُصْوَى. والخلاصة أن الشعر في علاقته بالمرأة يبدأ معها من حقيقتها الواقعية، ويرفعها إلى حالة طوباويَّة جمالية عالية على أجنحة الخيال المُطْلَق، والطموح اللانهائي.

jsm_lshyh.png



شخصيات استثنائية


فيما تطرَّق الروائي محمد المزيني إلى أن كل النساء اللاتي مررنَ بحياته كُنَّ مادة ثرية لأعماله الأدبية؛ قائلاً: في كل عمل روائي كُنَّ أحد المحاور الأساسية لهذه الرواية أو تلك، فهُنَّ المُلْهِمَات الحقيقيات، وخاصة النساء اللاتي يقدِّمن أنفسهن في الحياة بطريقة دراماتيكية أو تراجيدية أحياناً مؤثِّرة، فنجد في رواية "عرق بلدي" شخصية "أم عزوز"، وهي شخصية حقيقية، كانت استثنائية استحقَّت أن تكون إحدى سيدات النص مع سيدة النص الأولى "أم صنات"، وشخصية "سعاد" في "إكليل الخلاص"، وشخصية "وسن" في "نكهة أنثى مُحَرَّمَة"، هؤلاء جميعاً محرضات تماماً لكتابتهن في نص سردي. وبشكل عام كل الشخصيات التي أنسجها في أعمالي تقترب من الحقيقة بشكل كبير، وجزء من هذه الشخصيات من تخيُّلي، وتتطلب الضرورة السردية أحياناً إسهاب الكاتب في الخيال. لذلك عندما أكتب عن هذه الشخصية النسائية أو تلك تجدني قريباً منها وكأنني أحضر الفعاليات النَّصِّيَّة الموجودة في الرواية لهذه الشخصية تحديداً، وأكثِّف منها وأعرف تفاصيلها تماماً.

mhmd_lmzyny.jpg



زوجتي هي ملهمتي


وأشار القاص والكاتب عبد الرحمن بن سلطان السلطان، إلى أن هناك ثلاث سيدات أَلْهَمْنَهُ وكُنَّ سبباً في شرارة الإبداع واستمرار المسيرة، وذكرهن قائلاً: الأولى جدتي سارة آل معمر، التي فتحت لي عوالم القص، وأثْرَتْ مخيلتي بقصصها المشوِّقة من أعماق نجد، ناهيك عن الليالي التي كنت أقضيها معها برفقة جهاز الراديو، وكانت نافذة لا تُنسى على عالم المسرحيات الإذاعية.
والثانية والدتي نورة السويلم، التربوية التي غرست بداخلي حب القراءة والعيش بين الكتب، وكانت قدوتي في القراءة ومواصلة الساعات بين الحروف والأفكار، بعيداً هناك بين شخصيات الروايات وأحداث القصص، وكانت الناقد الأول والموجِّه الأساسي لبداياتي الأدبية قبل أكثر من عِقْدَيْنِ من الزمن. أما الثالثة فهي زوجتي إيمان البهلال، التي لم تتوقف يوماً عن إلهامي وتسديد إبداعي، ودوماً تحرِّض على قَدْحِ زِنَادِ الإبداع، وتُواصِل تحريك مياه السؤال وممارسة الكتابة.

bdlrhmn_bn_sltn.jpg



أشجار الحنان والأمل


وأبحر بنا الشاعر سيف المرواني، في بحور الشعر قائلاً: إن تلك المرأة التي تَنْثُرُ الفرح في كل الفصول وتمدُّني بشلالات الربيع، وتزرع في المرافئ أشجار الحنان والأمل، وتغمرك بمشاعرها الآسرة، وتُحَلِّق بك في فضاءات مدهشة، تأسرك بلُطْفِ روحها، بها تزهر الاتجاهات كافةً، بها ينتشي العمر ويسعد، تكون وقت الحاجة بلسماً، وتكون عند التعب لغةَ أُلْفَةٍ باهرة تجدِّف بك إلى منارات البهاء.

syf_mrwny.png



الجانب المُشْرِق للمرأة


وذَكَرَ الكاتب عبد الرحمن القراش، أن والدته تمرة بنت ظافر علي الشهري هي المرأة المُلْهِمَة في حياته، وسأل الله أن يمدَّها بالصحة والعافية، فهي من كانت سنده ومُلْهِمَتَهُ لتأليف كتاب (المرأة.. جزيرة تحتاج من يكتشفها)، وكانت هي السبب في أن يكتب عن الجانب المُشْرِقِ في المرأة.



حب العطاء


وأشاد الكاتب الدكتور مساعد بن سعيد آل بخّات، بزوجته الأستاذة مرام بنت أحمد مناظر، التي ألهمته تجاربها في الحياة؛ من دراسة، وعمل.. إلخ، مشيراً إلى كِبَرِ طموحها نحو تحقيق أهدافها، قائلاً: كل الحب والتقدير لزوجتي، التي ضحَّت وتعبت وكافحت وربَّت فأحسنت تربية أولادها، وأملي في الله تعالى أن أراها من قيادات هذا الوطن الغالي، فهي كفء لذلك.

msd_bn_syd.png



حبيبتي تدفعني للكتابة


وذكر الدكتور سعد الناجم،أن حبيبته التي فاز بالاقتران بها كزوجة وأم لأولاده هي ملهمته؛ قائلاً: إن تجلِّياتها بصور شتى تفتق إحساسي ما دمت تحت دفء حنينها، وتدفعني للكتابة والإبداع وحب الآخرين.

sd_lnjm.png



امرأة عظيمة


يقول الروائي حسين علي حسين:ولدتُ في بيت فيه سبعة ذكور وبنت واحدة، وذلك جعل أمي تقوم لا إرادياً بدور الأم والأب معاً، كانت امرأة عملية، وتحتار في تصنيفها؛ هل هي هادئة أم حادّة الطباع؟ لا تتردَّد في اتخاذ أقسى القرارات، توجِّه الأوامر وتُصدرها.

hsyn_ly_hsyn.png