طرق التعبير عن مشاعر الحب ورأي المختصين

ميَّز الله الإنسان عن غيره من المخلوقات ب العقل والإحساس، لكنَّ طريقة التعبير عن هذه المشاعر تختلف من شخصٍ لآخر، ويستند هذا الأمر إلى عواملَ عدة، منها الجنس والفئة العمرية، وقد فتحت «سيدتي» هذا الموضوع للنقاش؛ حيث استضافت، عدداً من الاختصاصيين، وسألتهم عن أساليب وفروقات التعبير عن الحب بين مختلف الفئات العمرية، فكانت هذه الآراء.

طرق التعبيرعن الحب

محمد الخميلي..اختصاصي نفسي

بدايةً، بيّن محمد الخميلي، اختصاصي نفسي، أن «التعبير عن الحب يختلف بين الجنسين؛ مثلاً نجد أن النساء يفضلن الحديث عن الحب، وإخراج كل ما في داخلهن، في حين يتجنب الرجال هذه الطريقة، ويكتفون بإعطاء إيحاءات عن مشاعرهم، مثل: النظرة الطويلة، واللمسة، وهي حركاتٌ تفهمها المرأة جيداً، كما أنهم يرون أن الحب أفعالٌ لا أقوال؛ فالجميع يستطيع الحديث، لكن قلة يفعلون ما يقولونه، على أن الكلام مهمٌّ جداً للمرأة  كذلك تحتاج إلى الكلام العاطفي حينما تحزن؛ مما يعني أنها تنتظر الحب من شريك الحياة فعلاً، ثم كلماتٍ، أما الهدايا فتأتي في مرحلة تالية بالنسبة للكبار، عكس الأطفال الذين يحبونها ويفضلونها في المرتبة الأولى، بينما يكون الحب بين الأصحاب باختيارهم من بين الجميع للبقاء معنا».


اختلاف التعبير عن الحب تبعا للعمر

كريمة الداعور الاختصاصية النفسية

 

 

وبسؤالنا للكاتبة والأخصائية النفسية والمستشارة الأسرية كريمة الداعور عن الحب وطرق التعبير عنه قالت: إن تأثير الحب على الفرد يختلف بين أفراد الجنس الواحد باختلاف البيئة، والتنشئة الاجتماعية، والثقافة، والشخصية وحسب الفئة العمرية، على النحو التالي:
 مرحلة الطفولة: ما قبل فترة المراهقة، وتنقسم إلى مرحلتين، مرحلة التعلُّق والتقليد، وهي مرحلة بريئة، تتمحور حول الوالدين والأسرة، ومرحلة الاكتشاف للجنس والغريزة، وهي مجرد مرحلة اكتشافية.
 فترة المراهقة: هي فترة تتأجج فيها التغيرات الهرمونية والمشاعر، وتتسم بالانفجار الجنسي بسبب تطورات الدماغ والجسم، يتعلم فيها الشباب الأخذ والعطاء والألفة؛ إضافةً إلى فهم الذات، وتشكيل الهويّة في الحب، لكنهم يجدون صعوبة في التعامل مع المشاعر، وقد يتعرضون إلى اضطرابات نفسية جرّاء ذلك.


 المرحلة الجامعية

في المراهقة تبدأ القرارات بالنضج

بعد تخطي سن الرشد، تبدأ القرارات بالنضج، وتتبلور النظرة للحياة، ويخرج الشخص من مرحلة المراهقة التي يختبر فيها مشاعر الحب الأولى.
- سن النضج الثلاثيني: تقل في هذه المرحلة فرصة إيجاد الحب؛ لذا يبحث الإنسان عن الاستقرار النفسي والمعنوي والمادي مع شريك الحياة، وتتأجج لدى المرأة مشاعر الأمومة، والرجل مشاعر الأبوة، ويصبح الطفل والبيت الهدفين الأساسيين لإنتاج ثمار الحب؛ مما يجعله هادئاً وصادقاً.

 

مرحلة الأربعينات

في الأربعينات يتمتع الفرد بالنضج المعنوي


 وفيها تتضاءل في هذا السن فرص الارتباط العاطفي ونجاح الحب، ويحكم فيها الانسجام، والتقارب في العمر، والحالة الاجتماعية، والطباع، والمستوى الثقافي والعلمي، وتشير هذه الفترة إلى مدى النضج المعنوي الذي يتمتع به الفرد.

 


 مرحلة الخمسينات فما فوق

في الخمسينات فما فوق..قد يعيش الرجل مراهقة متأخرة

أما ما بعد الخمسين فالحب مثل الأمل، ينبوع أبدي، لا يعرف حدود السن ولا تواريخ لتقاعد ولاحتى أمراض، ويعتبر حبًّا حقيقيًّا، وكتعويض عن احتياج احتوائي، ويزداد الاندفاع عند البعيدين عن أبنائهم وأحفادهم لتطوق يملأ وحدتهم بحب جديد، ولحاجتهم إلى الرعاية والحب والاهتمام من شخص يبادلهم المشاعر الصادقة، وهي فئة حاضنة للمشاعر والرغبات العاطفية، والتي فيها يلجم البوح العاطفي عند المجتمع الشرقي بثقافة العيب.

 

والقليل من يستجيب علنًا لنبض قلبه؛ لتعرضه للنقد الاجتماعي اللاذع في مجتمعنا الشرقي، (وللأسف) فيعود لرغبات سرية وعلاقات غامضة يحملها الفشل سريعًا في المجتمع عامة. وكنفسيًّا فالحب ضرورة لاستمرار الحياة السوية والصحية، وكنوع من الإثبات الذاتي أنه ما زال شابًّا ولم تشخ الروح وإن شاخ العمر.