مسؤولية الهرمونات في الحمل وما بعد الولادة

أن تحدث اضطرابات في الهرمونات عند الأم بعد الولادة؛ هو أمر فسيوليوجي وطبيعي، لكن تختلف حدة هذه الاضطرابات من سيدة لأخرى تبعاً لمستويات الهرمونات التي يتم إفرازها، ومدى تأثير كل منها على الحالة المزاجية والنفسية للأم.

هذا ما أكدته الدكتورة لمى الحصري، اختصاصية أمراض النساء والولادة في مستشفى دانة الإمارات للنساء والأطفال.
 

د. لمى الحصري

تأثير الهرمونات

 إفراز هرمون البرولاكتين

إن زيادة إفرازات هرمون البروجسترون يزيد من الشعور بالتعب والإرهاق، وعادة ما يزيد إفراز هذا الهرمون في الأشهر الأولى من الحمل، ويقل إفرازه بعد الولادة إلى جانب هرمون الأستروجين الذي بدوره يساعد على ارتخاء عضلات الرحم، وبعد الولادة يزيد إفراز هرمون البرولاكتين من الغدة النخامية في منطقة الرأس، وهذا الهرمون مسؤول عن زيادة ضخ كميات الحليب، لذلك يعرف عن هذا الهرمون أنه هرمون الحليب، كما يزيد نسبة إفراز هرمون "أكسي توسين" بعد الولادة، وهذا الهرمون يساعد الأم على أن تكون أقرب للمولود، ويزيد من عاطفتها تجاه المولود الجديد.

توتر الأم

توتر الأم

إن زيادة إفراز العديد من الهرمونات في جسم المرأة بعد الولادة يهدف إلى إعداد الأم من الناحية الفسيولوجية والنفسية، لما بعد الولادة والعناية بالمولود والاهتمام به، ونجد أن بعض الأمهات يصعب عليهن التأقلم مع هذا الوضع بعد الولادة ما يفسر شعورهن بنوع من القلق والتوتر، إلى جانب قلة نوم الأم بالذات خلال ساعات الليل في الأسابيع الأولى من عمر المولود؛ لكثرة استيقاظه وحاجته إلى الرضاعة مرة كل ساعتين أو ثلاث، وبكاء الطفل المستمر يزيد من توتر الأم وشعورها بالإرهاق والتعب.

الرغبة بالبكاء

الرغبة بالبكاء

أظهرت الدراسات أن 70% من الأمهات يعانين بعد الولادة من  "حالة حزن بعد الولادة"، وهي ليست حالة مرضية، وإنما حالة شعورية حيث تشعر الأم بالرغبة الشديدة في البكاء، وكلما كانت الأم مطلعة لا تصاب بمثل هذه الحالة، كما وجد أن 10% من الأمهات اللاتي يعانين من ولادة صعبة يستمر الاكتئاب عندهن حتى 6 أشهر، ما تتطلب استشارة الطبيب المختص.

علاجات للبعد عن اكتئاب ما بعد الولادة

التوازن الهرموني

وأكدت الدكتورة لمى على أهمية تحسين الحالة النفسية للأم بعد الولادة، من خلال الآتي:

1 - الاهتمام بالغذاء الصحي والسليم.
2 - التحلي بالإرادة القوية، وطلب الدعم من الأفراد المقربين لديها للتخفيف من الضغط والجهد النفسي الذي تتعرض له بعض الأمهات، بالذات الأمهات الجدد في الولادة، حيث يكنّ معرضات بنسبة أكبر للإصابة بالاكتئاب والحزن بالذات في الأسبوع الأول بعد الولادة.
3 - النوم جيداً؛ فهو يجعل الأم، قوية، ويحافظ على مستويات شبه طبيعية لنسبة الكورتيزون في الجسم والذي يرتفع مع قلة النوم، والنوم يجعلها تأخذ الأمور حسب حجمها الطبيعي بعيداً عن المبالغات.
4 - عدم التوتر مع بدء الرضاعة الطبيعية للمولود، ويجب أن تعرف الأم أنه في الأيام الأولى لن يرضع المولود كميات كبيرة من الحليب فعليها أن لا تتوتر.
5 - مراجعة الأم الطبيب المختص بدلاً من الاستماع إلى نصائح المقربين والصديقات، والتي تعتمد على تجاربهم الشخصية، والتي تكون في معظم الأحيان ليست في محلها وانتقادية مما يمكن أن يزيد من معاناة الأم وتأزم حالتها النفسية تبعاً لدرجة تحمل الأم.