طرق تساعد في تقوية شخصية الطفل الضعيفة

صورة طفل يعاني
ضعف الشخصية عند الأطفال

إن تشكيل شخصية الأطفال بشكل صحيح، هو أمر يسعى كل والدين لتحقيقه، ولا تستغربي أنه عليك البدء منذ أن يبلغ طفلك سن الـ6 أشهر. ومع الصبر يمكنكما تطوير الكفاءة العاطفية والاجتماعية في مرحلة الطفولة. ليكتسب الطفل في عمر الـ 13 شخصية قوية ومصقولة.
الدكتور محمد بن جرش، كاتب وباحث إماراتي يقترح خطوات على الآباء تحقق حلمهم بتربية طفل واثق وحكيم وذكي يتقدم على الآخرين ويتعامل مع المواقف بشكل إيجابي.

 

د. محمد بن جرش
د. محمد بن جرش

صفات الطفل ضعيف الشخصية

 يشعر الطفل بالخجل من الآخرين
يشعر الطفل بالخجل من الآخرين

الطفل ذو الشخصية الضعيفة هو ذلك الطفل الخاضع للآخرين، والذي تذوب شخصيته تحت أوامرهم وتصرفاتهم، وعادة ما يتقبل عدوان الآخرين عليه بالسلبية ولا يسعى لأخذ حقه أو حتى الدفاع عن نفسه، فيكتفي بالبكاء فقط من دون الدفاع عن نفسه، وفيما يلي يمكن ع أهم صفات الطفل ذو الشخصية الضعيفة:

  • شعور الطفل بالخجل من الآخرين ويفتقر إلى السلوك الاجتماعي في التعامل.
  • يعاني من  التقليد الأعمى للآخرين وعدم تشغيل عقله في التفكير.
  • كثير التردد، ويجد وصعوبة اتخاذ القرار، ولا يستطيع القيام بأي شيء بمفرده دون رأي الآخرين.
  • حساس جداً، يصل إلى حد الحساسية المفرطة.
  • لا يستطيع التعبير عن نفسه أو الإجابة على الأسئلة أو التصرف في مواقف مختلفة.
  • يشعر بالذنب طوال الوقت ومن دون سبب.
  • إنه هادئ ولا يخلق المشاكل.
  • لا يستطيع الدفاع عن ممتلكاته الشخصية سواء في المدرسة أو في النادي.
  • يميل إلى الهروب والانسحاب والبكاء إذا حدث له موقف ما.
  • يشعر دائمًا بالسوء تجاه نفسه ومشاعره ويخجل منها.
  • لا يستطيع اتخاذ قرارات حياتية بسيطة مثل اختيار طعامه أو ملابسه.
  • يتجنب المبادرة والمشاركة في أي مهام أو تحديات جديدة بسبب خوفه من الفشل.
  • من الصعب عليه أن يقول "لا" ويعتذر عن فعل شيء ما.

هل تعلمين كيف تتكامل شخصية الطفل؟

أسباب ضعف شخصية الطفل

تدليل الطفل أكثر من اللازم
تدليل الطفل أكثر من اللازم

إن صفات الطفل ضعيف الشخصية، تدعونا للتعرف أولاً على الأسباب الكامنة وراءها، لمعرفة طرق العلاج، والتي يوردها د. محمد بن جرش كالآتي:  

  • تعريض الوالدين الطفل للعقاب والعنف الجسدي، أو أحد أشكال العنف اللفظي داخل الأسرة، والذي يتضمن التهديد أو اللوم أو الانتقاد أو التجاهل أو الصراخ في وجهه.
  • مشاكل العلاقات الأسرية والشجارات الدائمة بين أفراد العائلة.
  • مقارنة الطفل المستمرة بإخوته أو أصدقائه، سواء كان ذلك من أجل التوبيخ أو النصح والإرشاد.
  • حماية الوالدين الزائدة لطفلهم والتدخل في كافة شؤون حياته مهما كانت بسيطة.
  • تدليل الطفل أكثر من اللازم وعدم السماح له بتجربة الشعور بالمسؤولية.
  • خوف الطفل من والديه الذين يظلمانه دائماً ولا يمنحاه الفرصة للتعبير عن آرائه.
  • عدم اختلاط الطفل بغيره من الأطفال في مثل عمره.
  • التوقعات غير الواقعية لدى الوالدين تجاه أبنائهم وانعكاساتها، التي تشكل عبئاً كبيراً على الطفل وتعزز خوفه من الفشل وتدني ثقته بنفسه.
  • عدم قيام الوالدين بدعم الطفل وتشجيعه بالشكل الكافي لتنمية مواهبه ومهاراته أو تحسين سلوكه.
  • تأثير حديث الأهل المتكرر عن إخفاقاتهم الشخصية ومشاعرهم بالسلبية والإحباط

ابني ضعيف الشخصية ويتعرض للضرب بالمدرسة.. ما الحل؟

 

علاج الطفل ضعيف الشخصية

ساعده على معرفة الحقيقة
ساعده على معرفة الحقيقة

لا يعتبر ضعف الشخصية حالة متأصلة في الفرد، بل هي حالة نفسية يمكن علاجها ببعض الخطوات لزرع الجرأة في نفس الطفل وتعويده على مواجهة عالمه الاجتماعي، وقد تكون من خلال الطرق الآتية: 

لا تترك طفلك وحيداً 

اجعل الأبوة والأمومة من أولوياتك على الأقل في السنوات القليلة الأولى بعد ولادة طفلك. قد تواجه صعوبة في إدارة منزلك وعملك، ولكن تأكد من إعطائه الوقت الذي يتطلب فيه طفلك اهتمامك الكامل. بغض النظر عن مدى انشغالك.

ساعده على معرفة الحقيقة

يمكنك بالتأكيد مدح طفلك إذا كان جيدًا في الدراسة أو الرياضة، لكن لا داعي للصمت إذا وجدت تقصيراً، وذلك إذا كنت حريصًا على تطوير مهاراته المتعددة الأوجه، ساعده على معرفة الحقيقة. من الأفضل عدم تجاهل نقاط ضعف الطفل.

تجنب إطلاق الألقاب السيئة عليه

تجنب إطلاق التسمية السيئة على طفلك، مثل "غبي .. كسول ... عنيد"، ولا تقارنه إن كان فعلاً يعاني من إحدى هذه الصفات لا بإخوته ولا بأصدقائه، فمناداة الطفل بصفة يكرهها تزيد من فرص تصديقه على أنها الحقيقة. ويتصرف من خلالها، كأنه يمتلك العذر لنفسه.

كن قدوته 

الأطفال يشبهون إلى حد ما الإسفنج، فهم يميلون إلى استيعاب كل ما يقوله أو يفعله الوالدان. هم مخلوقات مقلِّدة. لذلك كن حذرًا جدًا أثناء التعبير عن مزاجك وسلوكك أمام الأطفال. لا يمكنك أن تبتسم دائمًا، ولا بأس أن تخبر طفلك أنك تعاني من نكسات نفسية أو مالية سيساعدك هذا على تمهيد طريقه للنجاح.

العب مع الطفل

هل تعلم أن اللعب معًا يوصل رسالة للطفل أنه ذو قيمة لديك؟ فاللعب يسهل نمو الطفل الاجتماعي والجسدي والنفسي. يوفر أيضًا واحدة من أفضل الفرص للآباء للتفاعل مع الأطفال. فخذ دورك وكن نشيطاً. واسمح لطفلك بتحديد محتوى اللعب بدلاً من أن تقرره بنفسك.

تقبل أوجه القصور لدى طفلك

تمامًا مثل البالغين، قد يعاني طفلك من بعض العيوب. هذا طبيعي تمامًا. تقبل هذه النواقص وساعد الطفل على تكوين صورة إيجابية عن ذاته. تأكد من أنك لا تجبره على تلبية رغباتك ولتكن توقعاتك واقعية، وتأكد من مساعدته على فهم أنه قد لا يتفوق في الرياضيات مثلاً إذا كان صديقه أقوى منه، فهناك أمور قد لا يجيدها تماماً، وهذا أمر عادي، فهذا الإدراك ضروري لتطوير صورة ذاتية إيجابية.

تعرّف على دائرة صداقاته

تعرّف على دائرة صداقاته
تعرّف على دائرة صداقاته

هل تعلم أن هناك العديد من التأثيرات الأخرى التي يمكن أن تؤثر على سلوك طفلك؟ قد يكون للمدارس تأثير على الصحة العاطفية للطفل. إذا كنت ترغب في تربية طفل واثق من نفسه بدرجة عالية من الثقة بالنفس، فأنت بحاجة إلى اختيار مدرسته بعناية. كن حذرًا أيضًا من الأصدقاء الذين يشعرون بالراحة في التعامل معهم، واعرف إن كانوا متنمرين، سواء عليه أو على غيره. تأكد أيضًا من أنك تعرف الأشياء التي يتعلمها بالإضافة إلى اهتماماته وأنشطته.

امنح طفلك المسؤوليات

في العائلات التي يقسم فيها الأفراد مسؤولياتهم، يميل الأطفال إلى التطور إلى كائنات مستقلة؛ لذا امنح طفلك وظائف معينة مثل غسيل الملابس، أو ترتيب الطاولة أو سقي النباتات، ولكن تأكد من أنها مناسبة لفئته العمرية. حيث يمكنك تكليفه بالمهام التي أبدى اهتمامًا بها بالفعل.
إن إعطاء مسؤوليات للأطفال يجعلهم منضبطين، ويبقون مخلصين وكذلك يمنحهم الفرصة ليكونوا واقعيين. في حالة عدم الوفاء بالمسؤوليات، يجب أن تكون هناك عواقب. غير جسدية، فهي تجعل الطفل يتصرف بعدوانية.

ضع قيودًا قليلة

يمكنك وضع بعض القواعد المتعلقة بالصحة والسلامة وطرق علاج الآخرين. تأكد من أن القائمة ليست كبيرة جدًا لمساعدة طفلك على تذكر القواعد بشكل أفضل. علاوة على ذلك، فإن حالات انتهاك القواعد ستكون أيضًا أقل بكثير مع تقدم الأطفال في السن.

اسمح لطفلك بأن يكون على طبيعته

يمكنك بالتأكيد معاقبة الطفل على الأفعال السيئة. لكن اسمح له بأن يكون هو نفسه الحقيقي. يمكنك مثلاً أن تكون منفتحًا بينما يكون طفلك خجولًا ومنطوياً. اسمح له بأن يكون بالطريقة التي يريدها. ولا تجبره على افتراض بعض السمات المميزة. هذا سوف يسهل نمو شخصية طفلك.
تستمر تنمية شخصية الطفل خلال مرحلة البلوغ، ويتأثر بمجموعة من العوامل التي تتراوح بين التأثيرات الاجتماعية والبيولوجية يمكنك بالتأكيد محاولة تطوير شخصية طفلك، ولكن لا تخطئ مطلقًا في التفكير في أن شخصيته يمكن أن تتغير أو تتطور بين عشية وضحاها. عليك أن تمنحه وقتًا كافيًا لتراه ناضجاً وواثقاً من نفسه.

 

ملاحظة من «سيدتي نت»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص

فيس بوك