قصّة الفتيات التونسيات اللاتي جرفتهنّ المياه

الرئيس التونسي زار المدرسة التي كانت تدرس فيها الطفلة ريم وهنا يقرأ رخامة تخلد اسمها
2 صور

تكرّرت في الفترة الأخيرة حوادث موت فتيات جرفتهنّ المياه أوْ وقعن في بالوعات الصرف الصحّي في الطّريق العام، وآخر الضّحايا هي مريم الذّهبي، وهي فتاة في الواحدة والعشرين من العُمر وقد جرفتها مياه الأمطار وهي في طريق عودتها من المصنع الذّي تعمل به إلى بيت أهلها في مدينة «النفيضة» «107 كلم جنوبي تُونس العاصمة»، وسقطت في منشأة مائيّة لتصريف مياه الامطار إثر انزلاقها، وتم العثور عليها على بعد 300 متر من مكان وقوع الحادث، وأثبت الطب الشرعي أنها تُوفيت بسبب توقف القلب والرئتين.

مريم الذهبي


ومريم يتيمة؛ فأمّها مُتوفاة، وهي تعيش مع زوجة والدها وإخوتها، وقد تحدّث والدها، وهو كفيف، بكلّ حسرة وحزن، وهو يذرف الدمع، عن لوعته بفقدان ابنته التّي كانت ترعاه وتخدمه.
وقد أصبحت القضية بعد أن أبرزها الإعلام قضية رأي عام، وأثارت استنكاراً شعبياً واسعاً؛ بسبب التقصير في التعهد وصيانة الطرقات وحماية المنشآت المائية بحواجز تحول دون سقوط المارة فيها، وقد أذنت النيابة العمومية بفتح تحقيق وبحث عدلي موضوعه «وفاة مسترابة».

 


فرح ليس لها من اسمها نصيب

الطفلة فرح ليس لها من اسمها نصيب

وقبل هذه الحادثة بأيام قليلة سقطت الطفلة «فرح»، وعمرها عشرة أعوام، في بالوعة للصرف الصحي في الطريق العام في منطقة «البحر الأزرق» بـ«المرسى» «إحدى الضواحي الشمالية لتونس العاصمة».

سيول جارفة


وأثارت هذه المأساة جدلاً واسعاً ولوماً على البلدية التي تركت البالوعة بلا غطاء، وعندما ينزل المطر وتغمر المياه الشوارع لا يتبين المارّ البالوعات غير المغطاة؛ فيسقط فيها مثلما حصل لهذه الطفلة.

يبحثون عن الطفلة


والملاحظ أن عدداً كبيراً من بالوعات الصّرف الصحّي هي بلا غطاء؛ بسبب سرقة الأغطية الأصليّة الحديديّة، وتبين أنّ اللّصوص يعمدون إلى بيعها لمن يقوم بتذويبها وإعادة تصنيعها. وتأكد أن هناك عصابات محترفة مختصة تقوم بنزع كاميرات المراقبة القريبة من المكان، إن وجدت، ثم يسرقون الأغطية.
وهناك في تونس، وفق الديوان الوطني للتطهير، 500 ألف بالوعة في كامل البلاد التونسية، وأن سرقة أغطية البالوعات تفاقمت في الأعوام الأخيرة.
وكانت تلميذة بمدرسة ابتدائية بمنطقة ريفية «هي عمادة البطاح» التابعة إدارياً لمدينة «فرنانة» «160 كلم شمال غرب تونس العاصمة»، جرفتها مياه السيول إثر تهاطل الأمطار بغزارة وارتفاع منسوب المياه بالوادي الذي تعودت الطفلة المرور عبره وهي في طريقها إلى مدرستها كل يوم.

الطفلة مها جرفتها السيول في الوادي


ومها، وهي طفلة جميلة ذات عينين تتقدان ذكاءً لها نتائج دراسية ممتازة رغم فقر عائلتها المدقع، وقد أثار موتها موجة من الغضب مقترناً بالحزن لدى كل التونسيين، وقد زار رئيس الدولة العائلة المنكوبة، وتم إطلاق اسم الطفلة على مدرستها.

إطلاق اسم الطفلة على مدرستها


ا