بعد تصدّره "جوجل" السعودية.. الخط العربي النشأة والأنواع

يُعدُّ الخط العربي من أعرق أنواع الفنون في المنطقة العربية، ويعتزُّ أبناؤها بتعلُّمه وإتقان أنواعه، وقد تصدَّرت أخيراً عبارة "الخط العربي" قائمة الأكثر بحثاً في موقع جوجل بالمملكة العربية السعودية بعد إعلان مكتبة الإسكندرية، ممثَّلةً في مركز دراسات الخطوط بقطاع البحث الأكاديمي، ومديرية التربية والتعليم في الإسكندرية، ممثَّلةً في الإدارة العامة للتعليم العام وتنمية الموارد المدرسية، تنظيم دوراتٍ تدريبية لتعليم الهيروغليفية ومبادئ الخط العربي، الخميس من كل أسبوع خلال شهر نوفمبر الجاري.


وعن نشأة الخط العربي، فقد ظهرت وجهات نظر عدة عن تاريخ الأبجدية العربية، تقول أغلبها إنَّ الكتابة العربية تمَّ اشتقاقها من الخط المسند.


ولتاريخ الكتابة أهميةٌ في معرفة تاريخ ظهور الخطوط العربية، فقد روى مكحول الهذلي، أنَّ "أول مَن وضع الخط والكتابة، هم الإخوة نفيس ونضر وتيماء ودومة، أولاد إسماعيل عليه السلام، فجعلوها متصلة الحروف، بما في ذلك الألف والراء، ثمَّ فرَّقها هميسع وقيدار، وهما أيضاً من أولاد إسماعيل".


فيما ذكر المؤرخ برهان الدين الحلبي في كتاب "السيرة الحلبية"، أنَّ "أول شخص قام بالكتابة باللغة العربية من نسل إسماعيل، كان نزار بن معد بن عدنان، وتقول الروايات أيضاً وهي متواترة، إنَّ الكتابة العربية تمَّ اشتقاقها من الخط الحميري، الذي يدعى المسند، حيث انتقل من اليمن إلى العراق في زمن المناذرة، وقد تعلمه أهل الحيرة وتلاهم أهل الأنبار، بعد ذلك انتقل إلى الحجاز بواسطة القوافل التجارية والمواسم الأدبية".


وقال تقي الدين المقريزيّ: إنَّ "القلم أو الخط المسند هو الخط الأول من خطوط دولة حمير وملوك قبيلة عاد". وقال ابن خلدون في مقدمته، وهي مرجع جيد حول تاريخ ظهور الخطوط العربية، في فصل بعنوان "الخط والكتابة من عداد الصنائع الإنسانية": إنه "من حمير أخذت مصر الكتابة بالعربية، لكن لم يكونوا متقنين لها كعادة الصناعات والعلم إذ كانت بيد البدو، فلم تكن متقنة القواعد ولا حتى قريبة من الإتقان، ولهذا كانت كتابة العرب مثل ذلك أو أفضل قليلاً، لأنهم أقرب نسبياً إلى الحضارة وبكثرة مخالطة الشعوب والدول المجاورة، وأمَّا قبيلة مضر فقد كانوا أقرب إلى البدو وأبعد عن الحضرية من شعب اليمن والعراق والشام ومصر، وهذا سبب أن الخط العربي كان في فترة أول الإسلام غير بالغ الإتقان والإحكام".


وبحسب "بوابة الوافد"، يُعرف الخط العربي بأنواعه العديدة، وهي:


خط النسخ: سُمِّي بالنسخ لكثرة تداوله في الكتابة، ويُعدُّ الوزير ابن مقلة واضع أسس هذا الخط، ومن خصائصه: وضوح الحروف وكبرها، ما يضمن القراءة الصحيحة.


خط الرقعة: وتُنسب التسمية للرقاع، أي جلد الغزال، ويُعدُّ الخطاط ممتاز بيك واضع قواعد هذا الخط، وهو خط يستخدم يومياً، وخصائصه أنه يكتب بطريقة أسرع وأسهل.


الخط الكوفي: من أشهر الخطوط وأقدمها، واسمه جاء نسبةً إلى مدينة الكوفة في العراق، يمتاز بالتنسيق ومماثلة الحروف، وممن اشتهر بهذا الخط العالم يوسف أحمد، حيث حظي هذا الخط باهتمامه الكبير.


الخط الفارسي: وهو من اسمه وُجِدَ في بلاد فارس، ومن خصائصه الحروف الدقيقة والممتدة، والبعد عن التعقيد، والسهولة والوضوح.


خط الثلث: من أعقد الخطوط كتابةً، وأروعها شكلاً، يختص بالمرونة، ذلك لأن لمعظم الحروف أشكالاً عدة في الكتابة، ونظراً لصعوبته واحتياجه لوقت طويل في الكتابة، فإن كتابته تقتصر على العناوين وبعض الآيات.


خط الطغرى: من خصائصه المميزة أنه يُكتب بخط الثلث، وكانت يعدُّ ختماً أساسياً للسلاطين والولاة.


الخط المغربي: ينتشر في بلدان شمال إفريقيا، ويعدُّ أساساً في بلاد المغرب ومن هنا جاءت تسميته، ومن خصائصه استدارة حروفه بشكل كبير.


خط الإجازة: وهو مجموع من خطي النسخ والثلث.


الخط الديواني: واضعه هو إبراهيم منيف، وسُمِّي بالديواني، لأنه يستخدم في كتابة الدواوين، ويختص بالطواعية والحيوية، وكتابته على سطر واحد.