تقسيط..!!

وهاج خالد
| سامحوني، سأكتب هذا المقال بالتقسيط.. ليست لدي الإمكانية التي تسمح لي بكتابة مقالٍ كامل، وسيكون هذا المقال أسوة باحتياجاتنا الأساسية والثانوية، التي لا نستطيع الحصول عليها إلا بالتقسيط. أكتب هذا المقال باستخدام جوَّالي، الذي اشتريته بالتقسيط، ليس طمعاً مني أو حباً في التقسيط؛ ولكن هناك ما هو أهم ولذلك كان علي أن آخذه بالتقسيط. أكتب هذا المقال وأنا واقف على يمين الطريق بسيارتي، التي أخذتها بالتقسيط، وﻻ أعلم هل يحق لي أن أُضيف ياء الملكية كما فعلت بكلمة «سيارتي» أم أنه إلى الآن ﻻ يحق لي ملكها؛ كوني لم أنته من أقساطها بعد. بالمناسبة أنا الآن ذاهب إلى منزلي «المستأجر»، ولعل هذا الشيء الوحيد في حياتي الذي لم أحصل عليه بنظام التقسيط، وزارة الإسكان بدأت بوضع حلول لإسكان المواطنين في منازل، ولكنها الآن تبحث عن مقر تستأجره لبدء العمل بهذه الحلول، وهذا شيء يشرفني؛ كون أن بيني وبين وزارة الإسكان تشابهاً، وهو أن كلينا يسكن «بالإيجار»، وأخشى أن من حلولها هو بيع المنازل على المواطنين بنظام «التقسيط»..!! في مقالي هذا، حتى أفكاري تأبى أن تأتي كاملة، وأبت «جنيّتي» أن تكتب إلا «بالتقسيط»، علّها تحافظ على علاقتي بها، وهذا الشيء جعلني أفكّر في نظام التقسيط المتعارف عليه في كل مكان في العالم... هل هو من مصلحة العميل أم يضره؟ حين نذهب لشراء شيء ما بالتقسيط نفرح بهذه الطريقة؛ فهي تساعدنا كثيراً في شراء حاجياتنا وما نرغب به، ولكن سرعان ما يتحول هذا الفرح إلى كره شديد، ككرهي لـ«زحمة» الصباح في «شوارعنا»... بالمناسبة، غالباً أنت الآن نسيت المقال، وفكرة المقال، وذكرتك كلمة «شوارعنا» بمشاركي برنامج مواهب العرب، وأنت الآن تردد «يعني إيه بيرق صوتي لما باجي أكلمك». وغالباً ما إن كنت شاباً حديث الزواج فستكون قد شاهدت البرنامج المذكور أعلاه في تليفزيون أكبر من مدى نظرك، والأهم أنه «بالتقسيط»..!! لعل مقالي هذا لم يكن يريد سوى أن «يُقلّب» المواجع التي نعانيها كل شهر بسبب سوء إدارتنا للمال، وشبه انعدام ثقافة إدارة المال لدينا، وأن يذكرنا بأن نظام التقسيط ليس سهلاً كما نستسهله في بداية رغبتنا بشيء ما، حتى يقع الفأس بالرأس، ونجد أنفسنا وسط كومة من الأقساط المتراكمة