سرطان الغدد اللمفاوية: كل ما تودين معرفته عنه

يعدّ الجهاز اللمفاوي جزءًا من الجهاز المناعي للإنسان؛ وقد تصيب الجهاز اللمفاوي أنواع عدّة من السرطانات، أكثرها شيوعًا هي اللمفوما اللاهودجكينية. ولا تزال مسبِّبات سرطان الغدد اللمفاوية مجهولة، لكن حدوث طفرات جينيّة في الخلايا اللمفاوية هو ما يؤدي إلى الإصابة، فالطفرات تؤدي إلى تكاثر الخلايا اللمفاوية بسرعة تفوق الخلايا السليمة. ومع تكاثر الخلايا المريضة، تظهر علامات وعوارض سرطان الغدد اللمفاوية.

استشاري الدم والأورام في "مستشفى الملك فيصل التخصّصي" بالرياض، الدكتور الفضل محمد الشيباني




يوضح استشاري الدم والأورام في "مستشفى الملك فيصل التخصّصي" بالرياض، الدكتور الفضل محمد الشيباني لقارئات "سيدتي. نت" أنّ "سرطان الغدد اللمفاوية (أو اللمفوما) هو عبارة عن ورم يصيب الجهاز اللمفاوي والخلايا اللمفاوية، وقد تؤدي الإصابة به إلى الوفاة في حال إهمال العلاج"، مضيفًا أن "الخلايا اللمفاوية هي إحدى أنواع خلايا الدم البيضاء، التي تُساعد في مكافحة الأمراض والالتهابات، إضافة الى التخلّص من الفضلات".


ويُفصّل الدكتور الفضل محمد الشيباني دورة حياة الخلايا اللمفاوية، قائلًا إنّ "الخلايا اللمفاوية تنتقل من عضو إلى آخر في جسم الإنسان عن طريق الجهاز اللمفاوي، والأخير عبارة عن شبكة تربط العقد اللمفاوية ببعضها البعض. وتمرّ الخلايا اللمفاوية في دورة حياة يمكن التنبؤ بها، إذ يتمّ استبدال بالخلايا الميّتة خلايا جديدة. لكن، ما يحدث في حالة الورم اللمفاوي هو طفرة جينيّة في الخليّة تؤدي الى إصابة الخليّة "بالجنون"، إذ هي تبدأ بالانقسام والتكاثر بشكل سريع للغاية، ليظهر هذا التكاثر على هيئة انتفاخات في العقد اللمفاوية". ويلفت الدكتور الشيباني إلى أنّ مع انتشار المرض، يبدأ بعض العوارض في الظهور، كالخمول وارتفاع درجة حرارة الجسم وانتفاخ العقد اللمفاوية، سواء تلك الموجودة في الرقبة أو تحت الإبط أو في أعلى الفخذ. ومع تقدّم المرض، هو قد ينتشر إلى الطحال واللوزتين ونخاع العظم.

تابعي المزيد: علاج حساسية الجلد والهرش


الأورام اللمفاوية في المرتبة الخامسة في المملكة السعودية


يتحدث الدكتور الشيباني عن المزيد حول الأورام اللمفاوية، فيقول إنّها "تحتلّ المرتبة الخامسة، لناحيتي الكثرة والانتشار في السعودية، إذ تصل نسبة الإصابة بها إلى ما يقرب من 8% من مجموع الأورام المشخّصة"، مستندًا إلى دراسة نُشرت في هذا الصدد قبل سنوات. ويشير العديد من الدراسات المتخصّصة بالإحصاء الوبائي إلى زيادة في الإصابة بالأورام اللمفاوية حول العالم بمعدّل يقرب من 4% سنويًّا، بدون أن يُعرف المسبّب لهذه الزيادة.


لناحية عوامل الخطورة، تزيد نسبة الإصابات بالورم اللمفاوي، في صفوف الأفراد ضعيفي المناعة (سواء كان الضعف ناتجًا عن مرض وراثي أو ضعف مكتسب، مثل: مرض نقص المناعة المكتسب أي الإيدز). ومن العوامل الأخرى التي تزيد من نسب الخطورة أيضًا، الإصابة بفيروسات معيّنة، كفيروس الكبد الوبائي (سي)، بالإضافة إلى التعرّض لبعض المواد الكيميائيّة والأدوية المثبطة للمناعة.


إشارة إلى أن لللمفوما نوعين رئيسين، هما:


- "اللمفوما هودجيكن"، النوع الذي يسمّى باسم مكتشف الورم تومس هودجيكن.
- "اللمفوما اللاهودجكينية" التي تمثّل 90% من حالات الأورام اللمفاوية.
يتمظهر المرض في حدوث تضخّم في الغدد اللمفاوية (بدون ألم فيها) والحمّى والتعرّق الشديد، بالإضافة إلى نقصان الوزن وفقدان الشهية. لذا، ينصح بالفحص ومراجعة الطبيب، في حال ملازمة العوارض المرء، طويلًا.


تشخيص اللمفوما 


حول تشخيص المرض، يقول الدكتور الشيباني أنه يتمّ عن طريق أخذ خزعة من العقد اللمفاوية المتضخّمة، وفحصها تحت المجهر. وبعد عمليّة التشخيص، يُجرى تصوير لكامل الجسم لمعرفة مرحلة المرض ومدى انتشاره، إمّا عن طريق استخدام الأشعة المقطعيّة أو المسح الاشعاعي للجسم أو ما يعرف بالأشعة البوزيترونية.
ويعتمد علاج الأورام اللمفاوية على مرحلة المرض ومدى انتشاره، وأيضًا على سرعة تكاثره. فعلى عكس المتوقّع، تعدّ الأورام اللمفاوية سريعة الانقسام هي الأكثر قابليّة للشفاء، مقارنةً بالأورام اللمفاوية بطيئة الانقسام. لكن، ثمّة صعوبة في تشخيص سرطان الغدد اللمفاوية، الذي تتشابه عوارضه وتلك المرتبطة بالأمراض الفيروسيّة التي تولّد التورّم في الغدد اللمفاوية أيضًا، وقد يحدث هذا التورم في الرقبة أو الإبطين أو البطن أو الفخذ، ما يؤدي بطبيعة الحال الى التأخّر في التشخيص. ولذا، ينصح بمراجعة الطبيب بغية أخذ خزعة من الغدد اللمفاوية المتورمة، طويلًا، لا سيّما إذا لم يصحب الألم التورّم.


خيارات العلاج

تعتمد خيارات علاج مرضى سرطان الغدد اللمفاوية، على عوامل عدة، منها العمر ونوع الورم ومدى انتشاره. عمومًا، تتمحور خيارات العلاج حول العلاج الكيميائي والعلاج الإشعاعي وذلك البيولوجي. إشارة إلى أن العلاج الكيميائي يعطى للمريض، سواء عن طريق الوريد أو الفم، وهو عبارة عن مادة كيميائيّة تقتل الخلايا السرطانيّة. أما في العلاج الإشعاعي، فإنّه يُسلّط خلاله نوع معيّن من الأشعة على الخلايا السرطانيّة، ما يسبب تلفها وموتها. ومع تقدّم العلم توفّر لنا الخيار المناعي، إذ يتم اعطاء المريض أدوية معينة تقوّي المناعة، ما يساعد جهاز المناعة ليقوم بدوره في مهاجمة الورم والتخلّص منه. وهذا العلاج يستخدم في الحالات المتقدّمة من أورام هودجيكن اللمفاوية. أما في حالة معاودة السرطان المريض، بعد الخضوع للعلاج الكيميائي، فغالبًا ما تخضع الحالة إلى عمليّة زرع لنخاع العظم، ما يساعد في القضاء على المرض.

تابعوا المزيد: علاج جديد لمرضى الإيدز