لمتنا سعودية.. حضارات إنسانية قديمة استوطنت السعودية

من المعروف أنّ المملكة العربية السعودية مهد الحضارات؛ فهي ليست طارئة أو مستجدة في التاريخ؛ بل هناك الكثير من الأقوام والممالك والحضارات الإنسانية الضاربة في القِدم، والتي مرّت على هذه الأرض؛ فبالإضافة إلى الممالك التي ذُكرت في القرآن الكريم «عاد وثمود ومملكة مدين»، هناك بعض الممالك والحضارات التي تمّ الكشف عنها من خلال المواقع الأثرية والتنقيب فيها؛ لذا نستعرض عبر السطور الآتية بعضاً منها:

مملكة الأنباط

مملكة الأنباط

بالرغم من أنّها اتخذت من «البتراء» عاصمة لها، إلا أنّ وجودها امتدّ من غزة شمالاً إلى مدائن صالح جنوباً، واكتسبت هذه المملكة أهميتها كونها تقع في موقع إستراتيجي يتمثل في طريق التجارة من الشمال ومن الجنوب؛ حيث سيطر الأنباط على الطرق التجارية آنذاك، وكانت قوافلهم المكونة من مئات الجمال، تحمل البخور والتوابل والعطور من شواطئ عُمان واليمن مروراً بمكة والمدينة والحِجر «مدائن صالح» إلى البتراء، ثم تتفرع إلى دمشق أو عبر النقَب وسيناء.
كان النبطيون يعبدون الشمس، وكانت تُعرف بـ«ذو الشرى»؛ ما يعني «الإله المنير»، وهناك نص في النقوش الموجودة في مدائن صالح أطلق عليه «فاصل الليل عن النهار»، يُشير إلى ذلك، كما لوحظ وجود معبد رئيسي للإله «ذو الشرى» في العديد من مقاطعات المملكة النبطية مثل: البتراء، مدائن صالح، أم الجمال، النقب، وذكر الباحثون أنّ النقوش والكتابات التي تمّ الكشف عنها، أشارت إلى أسماء بعض الآلهة فقط ولم تتطرق إلى العادات والتقاليد، إلا أنّه تمّ التعرف على المزيد من المعلومات عن الآلهة عبر تحليل النقوش النبطية وقراءتها، ومن خلال التنقيبات الأثرية كحفريات خربة التنور في وادي الحسا في الطفيلة.

مملكة لحيان «الدادان»

مملكة لحيان

وُجدت هذه المملكة في واحة العلا من القرن السادس إلى القرن الثالث قبل الميلاد، وهي مملكة عربية قديمة جسدت إرثاً حضارياً امتد نفوذه إلى معظم أنحاء شمال غرب الجزيرة العربية، رأى الكثير من الباحثين أنّ المملكة الدادانية أو اللحيانية سبقت وجود الحضارة النبطية والوجود الروماني، وترك ساكنو هذه المملكة وراءهم الكثير من النقوش والأعمال الفنية التي دلّت على براعتهم في الزراعة والتجارة.
وبحسب الباحثين، أعاد الدادانيون بناء القلعة الإسلامية الواقعة في منطقة العلا، وكشفت بعض التنقيبات عن المعبد الداداني الذي يسعى الباحثون من خلاله للحصول على تسلسل زمني صحيح ومعرفة طبقات البناء.

مملكة كِندة

قرية الفاو

«220-633 م»، كانت عاصمتها قرية الفاو، ووصل نفوذ هذه المملكة إلى شمال منطقة نجد، ولعلّها من أهم الاكتشافات الأثرية في الجزيرة العربية؛ كونها جسّدت نموذجاً للمدينة العربية في عصر ما قبل الإسلام، من حيث المساكن والطرق والآبار والمقابر والأسواق التجارية، وكانت أيضاً مركزاً ذا أهمية وملتقًى للقوافل التي تحمل المعادن والحبوب والنسيج، كما وكشفت التنقيبات عن وجود منحوتات برونزية نادرة تشير إليهم، وسلسلة متميزة من رسومات فريسكو، ومبنى ضخم تمّ نحته من معدن البرونز.

مملكة قيدار

مملكة قيدار


اختلف الباحثون حول وجود هذه المملكة؛ فهناك من رأى أنّها وُجدت في الفترة «745 قبل الميلاد- 727 ق.م»، وأنّها وُجدت في منطقة الجزء الشمالي والشمالي الغربي من شبه الجزيرة العربية، وأيضاً في جنوب شرق المملكة الأردنية الهاشمية، كما تساءل الشق الثالث من الباحثين حول اتساع هذه المملكة، أم أنها ببساطة كانت «دومة الجندل» فقط، وذلك بناءً على اللفظ أدوماتو وهو الاسم الآشوري لدومة الجندل.
ذكرت الكتب اليهودية أنّ قيدار هو ابن إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام، ومن هنا أُطلقت هذه التسمية على مجموعة من القبائل العربية التي انتشرت في الشام والعراق وشمال الجزيرة العربية، وفي سياق ذلك جادل بعض المؤرخين حول سُكّان هذه المملكة؛ إذ يرون أنّهم كانوا حلفاء مع النبط وتمّ ضمهم إلى مملكة الأنباط.

مملكة حِميَر الأولى والثانية

الأخدود في مملكة جميز

«110 ق. م- 527 م» وهي مملكة عربية كانت حدودها من أوسان جنوباً إلى نجران شمالاً وعمان شرقاً إلى عسير غرباً، وحادثة الأخدود التي ذكرها القرآن الكريم، هي واحدة من أشهر معالمها.

حضارة المقرّ

حضارة المقر


من أبرز الاكتشافات الحديثة التي تشير إلى رموز الثقافة العربية الأصيلة؛ حيث يعود عمر هذه الحضارة إلى أكثر من 9 آلاف سنة، وُجدت في منطقة متوسطة بين محافظة تثليث ومحافظة وادي الدواسر، وعُثر فيها على بعض الرموز التي تدل على الفروسية واستئناس الخيول واقتناء الكلاب والحيوانات الأخرى والتزين بالخناجر العربية؛ إضافةً إلى بعض الرسومات التي دلّت على امتلاك سُكّان هذه الحضارة تقنيات كانت تُستخدم في الصيد والزراعة.


حضارة الجرهاء

من حضارة الجرهاء


من أعظم حضارات العالم القديم، وبفضل موقعها المتميز في الجزء الشمالي من شبه الجزيرة العربية، تمكنت من الإشراف على طرق التجارة البرية والبحرية في الجزيرة العربية وبلاد الرافدين، وفي السنوات الأخيرة، تمّ اكتشاف عدد من النقوش في جزيرة ديلوس اليونانية لتاجر من جرهاء اسمه «تيم اللات» وهو اسم عربي.

للمشاركة في الحملة:

يمكن لكل من يرغب في المشاركة إرسال ما يريد التعبير عنه في فيديو أو صورة أو تسجيل صوتي أو رسالة مكتوبة إلى البريد الإلكتروني للحملة:

[email protected]

أو:

[email protected]

كما يمكن إضافة الاسم والمدينة ورقم الهاتف لمن يرغب بالتواصل معه مباشرة.

أو عن طريق الرابط التالي:

مسابقة لمتنا سعودية