تأثير الهاتف الذكي على الذاكرة البشرية

أصبحت هواتفنا جزءاً لا يتجزأ من حياتنا، لكن هل لهذا الاعتماد على الهواتف الذكية أي تأثير على أدمغتنا وذاكرتنا؟ يقترح الخبراء أن كل استخدام للهاتف يمكن أن يكون له تأثير على النمو الاجتماعي والعاطفي للأطفال، وأنه يمكن أن يضعف أنماط نومنا، وقد يحول بعض الناس إلى مفكرين كسالى. وبحسب صحيفة new straits times أجرت جامعة صنواي مؤخراً دراسة حول تأثير الهواتف المحمولة على التعلم والذاكرة بين الطلاب الجامعيين.

 

الهواتف المحمولة: تأثير وجودها على التعلم والذاكرة

الأشخاص الذين لا يملكون هواتف ذكية، يتمتعون بدقة استدعاء أعلى؛ مقارنةً بأولئك الذين لديهم هواتف ذكية


نُشرت الدراسة البحثية «الهواتف المحمولة: تأثير وجودها على التعلم والذاكرة» في مجلة Plos One، وقاد البحثَ الأستاذُ المساعد الدكتور يونغ مين هوي من قسم علم النفس، وطالبتُه الجامعية كلاريسا تانيل من كلية العلوم والتكنولوجيا في جامعة صنواي. ويقول يونغ، إن الهدف من البحث كان دراسة تأثير وجود الهاتف الذكي على التعلم والذاكرة بين الطلاب الجامعيين، ويضيف: «تُظهر نتائجنا أن الأشخاص الذين لا يملكون هواتف ذكية، يتمتعون بدقة استدعاء أعلى؛ مقارنةً بأولئك الذين لديهم هواتف ذكية».
علاوة على ذلك، هناك علاقة سلبية كبيرة بين التفكير الواعي للهاتف «كم مرة تفكر في هاتفك»، واسترجاع الذاكرة.


يقول يونغ، إنهم وجدوا أن وجود الهاتف الذكي والتفكير الواعي بالهاتف، يؤثران على تعلم الذاكرة واسترجاعها؛ مما يشير إلى الآثار السلبية لقرب الهاتف الذكي من التعلم والذاكرة.
وبما أن استخدام الهواتف الذكية مرتفع بين الطلاب، قد تكون له عواقب سلبية أوسع مما كان يُعتقد في الأصل. يحتاج الطلاب إلى تعلم الابتعاد عن هواتفهم والانخراط في أنشطة أخرى، مثل قراءة الكتب أو متابعة الأنشطة الخارجية.


أجريت الدراسة باستخدام برنامج علم النفس المعرفي المتاح في معمل علم النفس في حرم جامعة صنواي، ويحذر بعض الخبراء من أن هذا الاعتماد المفرط على جهازك المحمول في جميع الإجابات، قد يؤدي إلى كسل عقلي، في الواقع، وجدت دراسة حديثة أن هناك بالفعل صلةً بين الاعتماد على الهاتف الذكي والكسل العقلي.

 

مفكرين كسالى!

 

الأشخاص الذين يتصرفون بناءً على الغريزة والعواطف، يميلون إلى الاعتماد على هواتفهم بشكل متكرر.


لا تحول الهواتف الذكية بالضرورة الأشخاص من مفكرين عميقين إلى مفكرين كسالى، لكن البحث يشير إلى أن الأشخاص الذين يتمتعون بكونهم مفكرين بديهيين بطبيعتهم، أو أولئك الذين يتصرفون بناءً على الغريزة والعواطف، يميلون إلى الاعتماد على هواتفهم بشكل متكرر.

وأوضح جوردون بينيكوك، أحد المؤلفين المشاركين في الدراسة، أن «مشكلة الاعتماد كثيراً على الإنترنت، هي أنه لا يمكنك معرفة أن لديك الإجابة الصحيحة ما لم تفكر في الأمر بطريقة تحليلية أو منطقية»، وقال أيضاً: «يوفر بحثنا دعماً للارتباط بين الاستخدام المكثف للهواتف الذكية والذكاء المنخفض، ما إذا كانت الهواتف الذكية تقلل الذكاء بالفعل، لايزال سؤالاً مفتوحاً يتطلب بحثاً مستقبلياً».


ومع ذلك، حذر الباحثون من أن استخدام الأجهزة المحمولة، قد تجاوز بكثير البحث المتاح حول هذا الموضوع، لايزال الباحثون في المراحل الأولى من فهم الآثار المحتملة قصيرة المدى وطويلة المدى التي قد يحدثها استخدام الهاتف الذكي على الدماغ. ومن المؤكد أن الأجهزة المحمولة لها أضرارها، لكن الباحثين يشيرون أيضاً إلى أننا لم نفهم تماماً الطرق المحتملة التي قد تفيد الدماغ أيضاً.