الصعوبات التي تواجه الطالب الجامعي

الصعوبات التي تواجه الطالب الجامعي

المرحلة الجامعية من أهم المراحل في حياة الطالب أو الطالبة؛ بسبب ما تضيفه من فرص النمو الشخصي والتعلم الأكاديمي، غير أن هذه المرحلة كأي مرحلة يمر بها الإنسان؛ يواجه فيها الطالب بعض التحديات والصعوبات التي تجعله خارج نطاق الراحة وما اعتاده من روتين، وبحسب الدكتورة إبتهاج طلبة، الخبيرة التربوية، فإن الانتقال من مرحلة دراسية إلى أخرى يجعل حياة الطلبة في تغيير مستمر؛ وذلك بسبب ما يحدث من تجديد في الأفكار وتراكم الخبرة وزيادة المعرفة، ويعد دخول الطلبة للمرحلة الجامعية نقلة كبيرة في حياتهم؛ نظراً لما تحمل هذه المرحلة من أهمية في بناء شخصية المتعلم، والتطور في مستوى التفكير والثقافة، وعلى الرغم من أهمية المرحلة الجامعية في حياة الطلبة؛ فإنهم يواجهون فيها الكثير من الصعوبات.

مشكلات المرحلة الجامعية 

7025681-125329278.jpg


وتختلف المشكلات باختلاف مصادرها، فمنها الاقتصادية والاجتماعية والشخصية، التي تتعلق بالطالب أو الأستاذ، ومنها ما يتعلق بالمادة العلمية، وقد تكون تلك التحديات ناتجة عن فقدان التواصل مع الأصدقاء وزملاء الدراسة في المرحلة الثانوية، والتي اعتاد الطالب عليها فترة من الزمن، إضافة إلى ذلك فإن بيئة الجامعة تعطي الطلبة مجالاً أكبر للحرية، وفي نفس الوقت مسؤولية أكبر في اختيار التخصص، أو التصرف في أوقات الفراغ، أو حضور المحاضرات، أو الغياب بنسبة معينة … إلخ.

7025676-102826369.jpg


هنا نجد أن إدارة الوقت تصبح مشكلة يعاني منها الطلبة بشكل عام، والطلبة الجدد خاصة، حيث يواجهون فترات ضغط دراسي لا يترك لهم وقتاً كافياً لأداء الواجبات والالتزامات الدراسية الأخرى، وبين الفترات التي يقضونها خارج أوقات المحاضرات، حيث لا يوجد جدول زمني محدد مشابه لما اعتادوا عليه أثناء الدراسة الثانوية، وهذا يؤدي في معظم الأحيان إلى التسويف في أداء الواجبات، وعدم الالتزام بمواعيد المحاضرات، كما يواجه الطلبة الجدد بعض التحديات الأكاديمية؛ مثل صعوبة الدراسة باللغة الإنكليزية، أو صعوبة استخدام تكنولوجيا التعلم الحديثة المستخدمة في الجامعة، بالإضافة إلى تحديات استخدام التفكير الإبداعي والنقدي في الدراسة بدلاً من الحفظ. ومن جانب آخر، نجد أن أهم التحديات التي يواجهها الطلبة المغتربون (الذين يدرسون في بلدان بعيدة عن بلدهم الوطن) هي الحنين إلى الوطن والشعور بالعزلة، ويكون ذلك بسبب بعدهم عن أسرهم وأصدقائهم وصعوبات التكيف مع الواقع الجديد، فضلاً عن الصعوبة في التعرف على القيم والقوانين التي تسير بموجبها البيئة الجديدة، وقدرتهم على ملائمة أنفسهم لهذه البيئة والحضارة الجديدة، وتطوير أساليب للتعامل معها، والتوفيق بينها وبين بيئته وحضارته الأصلية، خاصة مع وجود المتضادات في بعض القيم بين الحضارتين. يمكن توقع صعوبة التأقلم الاجتماعي الحضاري استناداً على القدرة اللغوية (التمكن من اللغة)، الفترة التي مرت على وجود الفرد في البيئة الجديدة، ومدى البعد والاختلاف بين البيئة الجديدة وحضارته وبيئته الأصلية، ومستوى التعامل مع الثقافات الجديدة.