10 صور

على الرغم من أن التعلم عن بعد قد جلب العديد من التحديات للطلاب وللأهالي، لكن الكثير منهم نجحوا بالتعلم عن بعد في الظروف الجديدة. ويعتقد المختصون التربويون أن عدم وجود المشاغبات اليومية في المدرسة قد سمح حقًا للأطفال بالتركيز على الدراسة.

حسب رأي المتخصصين أن الأطفال الخجولين، والمفرطي النشاط، أصبحوا فجأة أفضل في التعلم عن بعد مما كانوا يفعلون في الفصل الدراسي اليومي. الدكتور محمد بن جرش، كاتب وباحث إماراتي، يوضح للأهالي أهم أسباب حب الأطفال للتعلم عن بعد.
 

هذه الاستراحة في البيوت، في الفصل الماضي، بسبب انتشار وباء كوفيد 19 كشفت عن الأسباب الخفية التي يعاني منها بعض الأطفال بينما ينجح الآخرون. منها مثلاً مواقف التنمر التي يتعرض لها الكثير من الأطفال، وفكرة الالتزام بتوقيت الجرس لبدء الدرس، والتي تعمل بشكل جيد مع جميع الأطفال. ولا يمكننا أن نستثني عدداً قليلاً من المعلمين أيضاً.
فأثناء الوباء، الفصل الماضي، أصبحت جداول المدارس فجأة أكثر مرونة، مما أتاح للطلاب مزيدًا من الخيارات بشأن وقت وكيفية قيامهم بواجباتهم المدرسية من البيت. حيث حصل الطلاب والمدرسون على حرية تحديد مواعيد الدراسة دون الخضوع للإدارة.


فوائد اكتسبها الطلاب في التعليم عن بعد

برأي د. محمد بن جرش أن الطلاب سيعودون، وقد تشبعوا ببعض العادات المفيدة، وهي:

1 – حرية تنظيم الوقت

أصبح إنجاز واجباتهم المدرسية بالسرعة التي تعودوا عليها أثناء إغلاق المدارس، وهذا جعلهم يحددون النشاطات التي يرغبون بها، في فترات راحة يختارونها بأنفسهم لإبعاد بالملل، فكرة البقاء في المنزل أعطتهم حرية العمل وفقًا لسرعتهم الخاصة، حتى أنهم كانوا يقررون كيف يبدأ يومهم، وينظمونه حسب كفاءتهم.

2 – تخلصوا من الأنشطة

خلال اليوم الدراسي، يضطرب الكثير من الطلاب من فكرة التحرك بين الصف والمطعم، لتناول الغداء والنادي بعد الدوام المدرسي، إضافة إلى أن الكثيرين يشاركون في الأنشطة اللامنهجية أو الرياضة، للحصول على علامات تؤهلهم لدخول الاختصاصات التي يرغبون بها، وعندما يعودون إلى البيت ينغمسون في أداء الواجبات المنزلية ليلاً.
بعد إلغاء هذه الأنشطة، التي لا يميل إليها الكثير من الأطفال، اكتشف المشرفون اختلافًا في أداء بعض الطلاب، حيث أصبح لديهم وقت أكثر من أي وقت مضى للعمل في المدرسة، حيث ثبت أن الجداول المدرسية المليئة بالضجيج تكون مربكة، خصوصاً للطلاب الملتزمين بشكل مفرط، فهم إذا أجبروا على ممارسة الأنشطة، سيصابون بقلق غير صحي.

3 – تخفيف القلق من الامتحانات

خف الضغط عليهم بسبب التساهل في الدرجات، وهذا ما حسّن أداءهم، حيث قلل المتخصصون عبء العمل الدراسي بشكل كبير، فنالوا درجاتهم من دون إرهاق كبير. حيث أكد المراهقون، تحديداً، بأنهم يعانون من ارتفاع درجات حرارتهم، لتحقيق مستوى معين أكاديميًا. كما أن المعلمين أنفسهم خضعوا أيضًا لاختبارات متزايدة في العقد الماضي؛ للتأكد من قدرتهم على مسايرة العصر، والضغط الذي تعرضوا له، نقلوه إلى طلابهم، الذين أجهدوا بشكل غير صحي. حيث شعر الكثير من الطلاب بعد أن انتهى ضغط الاختبارات بأنهم يستطيعون التعلم حقًا.

4 – زال قلقهم من التنمر

في التعليم عن بعد، كثرت التعليقات، من الطلاب والمعلمين على حد سواء، أنهم فقدوا العلاقات الاجتماعية والصداقات المدرسية، لكن بعض المدرسين أسروا بأن تخفيف هذه الصداقات، سيكون أكثر أماناً للكثير من الطلاب، يعلّق د. محمد بن جرش: "بعض الطلاب الذين وقعوا ضحايا للتنمر الجسدي أو اللفظي أثناء وجودهم في المدرسة شعروا بالارتياح للعودة إلى المنزل في مكان آمن.. حيث أثبت المركز الوطني لإحصاءات التعليم، أن الطلاب الأكثر تعرضًا للتنمر لديهم أداء أكاديمي أقل من أقرانهم الذين لم يتعرضوا للتنمر".
بالنسبة للطلاب الآخرين، قد لا تكون التنشئة الاجتماعية في المدرسة سلبية في حد ذاتها، لكن سيكون فيها الكثير من تضييع الوقت، يعلّق: ... الكثير من المراهقين يشعرون بالضغط من أجل "الظهور بمظهر جيد" في المدرسة، ما قد يؤثر على مشاركتهم وتركيزهم في الفصل. هؤلاء كانوا يجرون المحادثات عبر الإنترنت، من دون الشعور بالقلق الاجتماعي.

5 – وجدوا الوقت الكافي للنوم

الاختلاف الأخير الذي لوحظ في أداء بعض الطلاب قد يكون مرتبطًا ببساطة بالنوم. وهذا ينطبق على المعلمين والعاملين في جميع أنحاء البلاد، حيث لم يعد معظم الطلاب يستيقظون على المنبه مبكرًا جدًا. يقول: سمعت طالبًا يردد: "لدي وقت للنوم 10 ساعات كل ليلة .. كل ليلة"؛ حيث وجد الباحثون أنه مع زيادة نوم الطلاب تحسنت درجاتهم، هناك أطفال يجدون صعوبة في الوصول إلى الفصل في الساعة 8:30، لكنهم قد يقومون بعملهم جيدًا في الساعة 10:30 مساءً أو حتى 10:30 صباحًا. إنهم ببساطة يحتاجون إلى بضع ساعات إضافية".

بالأرقام

توصي الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال، بساعات نوم الأطفال كالآتي:
8-10 ساعات في الليلة للمراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و 18 .
12 ساعة للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 و 12 عامًا.