قصص للأطفال تغرز الحب في القلوب
عاليا وجدتها غاليا
مزرعة حيوان جدي
أشتاق لحضن جدتي
أحب حبها لتفاصيل حياتنا
العيد وزيارة جدتي
6 صور

حكايات قبل النوم عادة جميلة تواظب عليها غالبية الأمهات بحب واهتمام، وتسعد بها الابنة ..فرحة بقربها من والدتها، وحتى يكبر قلبها بالمعاني الجميلة، وقصة" العيد وزيارة جدتي" واحدة من القصص التي توضح قيمة دور الجدة في حياة الأحفاد، وتدفعهم لمزيد من الحب وتكوين الذكريات معها

جمعت رسوماتي وقصصي التي كتبتها، ولعبة الشطرنج الصغيرة- المغناطيسية- ووضعتها بحقيبتي الصغيرة التي أعلقها فوق ظهري، وفي الجانب الآخر أعددت ملابسي الجديدة استعداداً ليوم اللقاء العائلي ببيت جدتي في أول يوم العيد

الحمد لله.. انتهى الحجر المنزلي الذي عشناه، وحبسنا في بيوتنا لأشهر طويلة، فُتحت الأبواب ولم يعد هناك حاجز بيننا وبين الزيارات أو الذهاب للمتنزهات والتمتع بحرية الانتقال من هنا إلى هناك، وغداً سنذهب إلى جدتي الحبيبة

أنا "فاطمة" عمري 13 عاماً بالصف الأول الإعدادي، أعيش في القاهرة وسط عائلتي المكونة من والدي، وإخوتي الصغار، عودنا أبي وأمي منذ سنوات أن تكون أول زيارة في العيد إلى بيت جدتي؛ هي تسكن وحدها بعيدة عنا، تقوم برعاية نفسهاوترفض الإقامة بمنزل أحد أبنائها مادامت قادرة      

جدتي حريصة على أن ترى أبناءها وبناتها وأحفادها يوم الخميس من كل أسبوع، تعد لنا كل ما نحبه ونشتهيه من الأطعمة ولا تنسى أبداً فطيرة التفاح ، يومها تهمس في أذني: "اليوم أعددت لك - وحدك- كل ما تحبين من الأطعمة"، وفي الخميس التالي أراها تهمس بنفس الكلمات إلى حفيد ثانٍ.. وهكذا

عرفّتكم بنفسي، فهل احكي لكم المزيد عن جدتي؛ هي من تقرأ لنا - نحن الأحفاد- القصص والحكايات، من علمتني قواعد لعبة الملوك والعظماء - الشطرنج- وكثيراً ما كانت تغلبني، أحب جدتي، وأحب حبها لي ولإخوتي وبقية الأحفاد، أحب طيبتها ورعايتها لتفاصيل حياتنا، ومن يدها أعشق فطيرة التفاح

.وفي وسط مشاعر الحب والاستعداد فاجأتني أمي: لا.. لن نذهب لبيت جدتك هذا العيد ! وقبل أن أغضب وأحزن وأسأل أمي عن السبب قالت أمي بهدوء: نحن مازلنا في زمن الكورونا، نعم انتهى الحذر المنزلي ويمكننا الخروج من البيت، ولكن التباعد

الاجتماعي..الجسدي مطلوب، وكل مسئول عن نفسه، لن يراقبنا أحد ولن يحاسبنا، ولكن جدتك يا حبيبتي كبيرة في السن؛ ومناعتها ضد الأمراض ضعيفة، من الممكن أن تتأثر بأي حالة مرضية ظاهرة كانت أو خفية

طال الحديث، وشاركها أبي التوضيح، هنا سألت: وهل يعني هذا أننا لن نذهب لجدتي في العيد، لن أراها ولن أجلس بجانبها! لن أستمع لحكاياتها ولن أتذوق فطيرتها ...أشتاق يا أبي لحضن جدتي..أحن لحديثها الطيب،..وحتى لخسارتي أمامها في لعبة الشطرنج!

 

 هنا أوقفني أبي، خاصة بعدما شاهد دموع أمي تنسال على خديها وقال: لا تحزني، سوف ترتدين أنت وإخوتك ملابس العيد وستقابلين جدتك  ولكن...عبر شاشة اللاب توب - عمك معها ولقد علمتها كيفية الدخول - وسنتحدث معها كلنا ونحكي، وستستمع إلى ما كتبت وتشاهد ما رسمت

وعند صباح أول يوم في العيد كان موعد اللقاء الذي استمر لأكثر من ساعتين، وفي آخره دعتني جدتي لمباراة شطرنج في منتصف الأسبوع القادم، وقالت ضاحكة:" تركتك لتتمرن؛ وحتى لا تخسر مثل كل مرة "،ضحكنا جميعاً، واستمتعنا باللقاء رغم خلوه من السلام والأحضان..أحبك ياجدتي اليوم وغدا. 

0