الوقاية من أمراض القلب بأساليب جديدة

يبدو أن هناك توصيات جديدة في ما يخص حماية قلوب النساء، وخصوصاً أنهن يمتلكن عوامل خطر فريدة تزيد من احتمال إصابتهن بأمراض القلب. ويجب أخذ هذه العوامل بعين الاعتبار عند وضع استراتيجيات الوقاية والعلاج من قبل الأطباء، وذلك وفقًا للدكتورة ليزلي تشو، مديرة مركز أمراض القلب والأوعية الدموية عند النساء في كليفلاند كلينك في الولايات المتحدة الأمريكية، والتي ترأست فريقاً من الخبراء الذين قاموا بتحديث التوصيات المتعلقة بأمراض القلب والأوعية الدموية لدى النساء، لصالح "الكلية الأمريكية لأمراض القلب".

الدكتورة ليزلي تشو
الدكتورة ليزلي تشو


 


عوامل خطر مختلفة عن تلك الخاصة بالرجال


تقول الدكتورة تشو بداية "لقد اعتقدنا لسنوات عديدة أن عوامل الخطر التي تزيد احتمال الإصابة بأمراض القلب هي ذاتها تماماً عند الرجال والنساء، مثل ارتفاع ضغط الدم، فرط شحميات الدم، التدخين، السكري والتاريخ العائلي. لكن بالرغم من أنّ أمراض القلب هي الأكثر انتشاراً بين النساء وتعتبر السبب الرئيسي للوفاة لديهن، نجد أنّ عوامل الخطر التقليدية هذه تؤثر بشكل طفيف جداً على بعض النساء."



وأضافت الدكتورة تشو: "في المقابل، نجد أنّ بعض الحالات المرضية الخاصة بالنساء، مثل الانتباذ البطاني الرحمي، تزيد خطر الإصابة بأمراض الشريان التاجي، والتي تعدُّ السبب الرئيسي للنوبات القلبية، بنسبة 400% لدى النساء تحت سن الـ 40."

وقامت الدكتورة تشو وفريقها باستعراض التوصيات الجديدة وتحديد الأمراض الأكثر شيوعاً لدى النساء، والفروقات بين الجنسين في تأثير عوامل الخطورة التقليدية، وعوامل الخطر الفريدة عند النساء، مثل تلك المتعلقة بالحمل.

 


عوامل خطر الإصابة بأمراض القلب الخاصة بالنساء

انقطاع الطمث قد يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب
انقطاع الطمث قد يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب



لقد وجد الباحثون أن بعض الحالات المتعلقة بالحمل يمكنها أن تزيد احتمال الإصابة بأمراض القلب لدى المرأة، وتشمل هذه الحالات ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل، داء السكري الحملي، الولادة المبكرة والإجهاض. واعتبرت الدكتورة تشو أنّ كشف عوامل الخطر المتعلقة بالحمل مهم جداً، لأنه يساعد في تحديد النساء الأصغر سناً اللواتي لا يعانين عادة من عوامل الخطر التقليدية، مما يسمح بمراقبتهن بشكل مبكر ووضع خطة مناسبة للوقاية والعلاج.



كما تزيد بعض الحالات الهرمونية الخاصة بالنساء احتمال الإصابة بالأمراض القلبية، مثل انقطاع الطمث المبكر، أي توقف الدورة الشهرية قبل سن الـ 40.
وفسّرت الدكتورة تشو هذا الأمر "يوفر هرمون الإستروجين لدى النساء حماية من الأمراض القلبية الوعائية إلى حين انخفاض مستوياته بعد انقطاع الدورة الشهرية، ولهذا تصاب النساء بالنوبات القلبية بشكل متأخر في عمر وسطي 70 سنة، مقارنة بـ 66 سنة عند الرجال."


ومن عوامل الخطر الأخرى الخاصة بالنساء، نجد متلازمة المبيض متعدد الكيسات والتي تعاني منها واحدة من كل 10 نساء، حيث يرتبط هذا المرض بعوامل استقلابية قلبية ترفع بدورها خطر الإصابة بالأمراض القلبية. وتشمل هذه العوامل الاستقلابية القلبية كلاً من السمنة البطنية، ارتفاع سكر الدم وداء السكري، ارتفاع ضغط الدم وعسر شحميات الدم.

تابعي المزيد: أسباب الدوخة المستمرة قد تكون نوبة قلبية!



الفرق بين النساء والرجال في عوامل الخطر التقليدية



لقد لاحظ الباحثون من خلال دراسة عوامل الخطر التقليدية أنّ ارتفاع ضغط الدم وداء السكري يعدان من عوامل الخطر الرئيسية لدى النساء، مع العلم أن ارتفاع ضغط الدم أكثر شيوعًا لدى النساء فوق سن الخمسين مقارنة بالرجال.

كما أنَّ النساء أكثر عرضة من الرجال للإصابة بالاكتئاب والاضطرابات النفسية، مثل القلق والاضطرابات العاطفية المزمنة، والتي يمكن أن تؤثر على صحة عضلة القلب.
وحول هذا الموضوع قالت الدكتورة تشو: "لا يجب أن تتوقف مهمتنا عند تصحيح مستوى ضغط الدم أو مستوى الكولسترول، بل يجب أن نعالج المريض على نحو متكامل بما في ذلك صحته النفسية، لكي نحصل على نتيجة جيدة ونحافظ على صحة المريض."
مضيفة "أن الباحثين قد كشفوا وجود اختلافات بين الجنسين في الاستجابة للعلاجات المختلفة، ونصحوا الأطباء بأخذ ذلك في الاعتبار".




إجراءات وقائية



رغم وجود فروقات بين الرجال والنساء، أشارت الدكتورة تشو إلى أنه يمكن لكلا الجنسين تقليل خطر الإصابة بالأمراض القلبية من خلال القيام بتغييرات في أنماط الحياة التي يعيشونها. ومن أهم هذه التغييرات تجنّب التدخين، ممارسة التمارين الرياضية بانتظام كالمشي لمدة 30 دقيقة يومياً على الأقل، الحفاظ على وزن مثالي ومستويات طبيعية لضغط الدم وشحوم وسكر الدم.
ونصحت الجميع باتباع حمية غنية بالفواكه والخضروات والحبوب الكاملة والأسماك، مع التقليل من تناول المنتجات الحيوانية والسكريات والأطعمة المصنّعة.

تابعي المزيد:أعراض مرض القلب عند النساء