آسيا الوسطى مصدر أول أرز مزروع في العالم

آسيا الوسطى، مصدر أول أرز مزروع في العالم
آسيا الوسطى، مصدر أول أرز مزروع في العالم
آسيا الوسطى، مصدر أول أرز مزروع في العالم
آسيا الوسطى، مصدر أول أرز مزروع في العالم
5 صور

لطالما كان الأرز أهم غذاء في آسيا والعالم، يستخدم حوالي نصف سكان الأرض الأرز مصدر غذاء رئيسياً لهم، لكن لايزال منشأ الأرز المزروع وانتشاره وتطوره والتكيف الإيكولوجي للنبات، من أهم القضايا التي تشغل علماء الآثار والأحياء والزراعة حالياً. خصوصاً مع الأزمات الاقتصادية الأخيرة على العالم بسبب كورونا لكون الرز مصدر أساسي في الغذاء ومحاربة الجوع.


قبل 10000 عام

6791511-1297876450.jpg


في السنوات الأخيرة، أظهرت دراسات علم النبات والأحياء الجزيئية، أن الأرز المزروع أصلاً تم تدجينه في أرز الجابونيكا «Oryza sativa japonica» في منطقة اليانغتسي السفلى، الصين، قبل 10000 عام، ثم انتشر إلى اليابان وجنوب شرق آسيا، منذ حوالي 5000-4000 سنة، انتشر أرز الجابونيكا المزروع في جنوب آسيا، مهجناً مع الأرز البري الأصلي، وشكل تدريجياً أرز الإنديكا «Oryza sativa indica»، وأصبح المحصول الرئيس في جنوب آسيا اليوم.
ومع ذلك، في السنوات الأخيرة، تركزت الأبحاث حول أصل الأرز وانتشاره بشكل رئيس على شرق آسيا وجنوب شرق آسيا وجنوب آسيا في الوقت الحاضر، لانزال نعرف القليل جداً عن وقت وكيفية انتشار الأرز في غرب آسيا وأوروبا وأفريقيا، ولذلك فإن دراسة وقت ومكان ظهور الأرز في آسيا الوسطى، يمكن أن يساعدنا على اكتساب نظرة ثاقبة في عملية نشر زراعة الأرز، ويضيف عنصراً مهماً إلى أبحاث عولمة المحاصيل المبكرة.


جزء مهم من تاريخ الأرز


لكن مؤخراً أعلنت مجموعة لي شياو تشيانغ البحثية عن نتائج دراستها حول البقايا الزراعية في موقع خالشايان بأوزبكستان، والتي أماطت اللثام عن جزء مهم من تاريخ الأرز.
شارك في الدراسة فريق كبير من معهد علم الحفريات الفقارية وعلم الإنسان القديم، والأكاديمية الصينية للعلوم، كما شارك باحثون من كلية التراث الثقافي بجامعة نورثويست الصينية، ومعهد الآثار بأكاديمية أوزبكستان للعلوم، وقد نشرت نتائجها في دورية «ساينس شينا» لعلوم الأرض يوم 3 أبريل/نيسان الماضي.
ودرس الباحثون 11 موقعاً على الضفة الشمالية لنهر آمو داريا، وهو نهر آسيوي عرف قديماً باسم «أوكسوس»، ووجدوا أن الأرز المكربن لايزال في موقع مدينة خالشايان في جنوب شرق أوزبكستان.
واستخدم الباحثون طريقة التعويم للحصول على كمية كبيرة من المواد النباتية من طبقة في الجزء الجنوبي الغربي من الموقع.


طريق الحرير


وباستخدام علم الآثار، وطريقة التسلسل الزمني، وغيرها من السجلات الأثرية المحلية، قدم الباحثون دليلاً مادياً جديداً يظهر طريقة انتشار الأرز إلى غرب آسيا، وتبادل الحضارات الشرقية والغربية على طول طريق الحرير القديم.
وأظهرت نتائج التأريخ باستخدام مطياف الكتلة المعجل والكربون المشع، أن عمر الأرز المتبقي في الموقع هو 1714-1756 ق. ح، وهي فترة الإمبراطورية الكوشانية، وتعني «ق. ح»: قبل الحاضر، أو قبل سنة 1950 للميلاد، وهي سنة اعتماد تقنية التأريخ بنظير الكربون.


أرز كوشان

6791516-1751753728.jpg


وتظهر الدراسات أن بقايا الأرز المكربن تشبه أرز جابونيكا، وأنها تشبه البقايا الموجودة في بعض المواقع الأخرى في جنوب الصين وشمال غرب الهند خلال نفس الفترة.
وهذا يشير إلى أن الأرز انتشر في آسيا الوسطى من جنوب آسيا، وربما أدى التوسع الإمبراطوري إلى زيادة انتشار المحاصيل عبر آسيا الوسطى؛ لأنه عندما ظهر الأرز في آسيا الوسطى، أنشئت إمبراطورية كوشان بالفعل في شمال غرب الهند، وغزت معظم أجزاء آسيا الوسطى وجنوب آسيا.
وقد يشير ظهور الأرز أيضاً إلى بداية الاندماج التدريجي لثقافة النظام الغذائي القائم على الأرز مع النظام الغذائي المحلي القائم على القمح في آسيا الوسطى.