الطفل الغيور كثير الغضب والإنفعال
يضايق الآخرين وخاصة من يغار منه
لا يستريح لنجاح غيره ويركز على حاجاته وحده
يشعر بأنه مظلوم وسيء الحظ
يشعر أن العالم يدور حوله
6 صور

لغيرة من المشاعر الطبيعية الموجودة عند الإنسان كالحب والألم، ولكنه شعور مؤلم يشعل القلب ناراً ويسعى صاحبه دوماً إلى إخفائه، ويجب على الأسرة أن تتقبل هذا كحقيقة واقعة من دون أن تسمح بنموها؛ فالقليل من الغيرة يفيد الطفل ولكن الكثير منها يفسد الحياة ويصيب الطفل بضرر بالغ في خصيته، ولأن للغيرة عند الطفل آثاراً سلبية تترجم في صور كثيرة من مشاعر وانفعالات وتصرفات عدوانية كان سؤالنا للدكتورة إبتهاج طلبة الأستاذة بكلية الطفولة المبكرة للاستفسار والتعرف على أسباب الغيرة ومظاهرها وطرق علاجها.

مظاهر الغيرة على الطفل الغيور

كثرة الغضب والانفعال والثورة والصراخ، الأنانية وكثرة نقد الآخرين والتشهير بهم والانتقاص من قدرهم، يقوم الطفل بدور الممثل نحو أخيه المولود؛ حيث يقبله ويضمه وكأنه يحبه... وهو يود ضربه أو قرصه ليتألم.

العمل على مضايقة الآخرين وبخاصة من يغار منه، يقوم بالتخريب والعناد والعصيان أمام كل ما يعترضه، ويتصف بالسلبية وعدم المبالاة والانطواء والشعور بالخجل والحساسية الزائدة، إضافة لإحساسه بالعجز والفشل.

كثيراً ما يفقد الشهية للطعام وللعب وللكلام والزيارات، ومن عاداته مص الأصابع وقضم الأظافر، والعمل على لفت الانتباه بالتظاهر بالمرض، أو الارتداد إلى مرحلة سابقة لمرحلته العمرية.

يميل إلى الالتصاق بأمه ويبقى في حضنها، والتحدث بأسلوب طفولي وربما عاد إلى شرب الحليب من الزجاجة والنوم في سرير الطفل والتبول غير الإرادي.

 

مظاهر غيرة غير طبيعية

الأول: مع الشعور بالغيرة يصبح الطفل قلقاً، لا يستريح لنجاح غيره، قليل التعامل مع الناس ولا يسهل انسجامه معهم، ولا يميل إلى التعاون والأخذ والعطاء، أناني يهتم بنفسه وحقوقه أكثر مما يلتفت إلى واجباته.

الثاني: يشعر بأنه مظلوم وسيئ الحظ، والناس عادة يعملون ضده، فيبالغ في الحذر منهم والبعد عنهم، مع قلق وخوف وضعف الثقة بالنفس، فيصب غضبه على والديه أو على عروسه أو لعبه. وربما لجأ إلى الكذب وتجاهل الآخرين.

الثالث: والأشد قسوة حينما ينطوي على نفسه يجتر آلام غيرته أو يتصف بالطاعة الشديدة كنوع من المنافسة للطفل الذي يغار منه في هذا المجال.

الرابع: وأحياناً كثيرة يعاني الطفل الغيور من اضطراب في النوم والسلوك، ومرات يتكلم بصوت عال ليجذب اهتمام من حوله إليه.

 

أسباب الغيرة كثيرة

المعروف أن الإحساس بالغيرة لدى الطفل يسبب له بعض التصرّفات المزعجة.

يشعر كأن العالم يدور حوله ويتركز على حاجاته وحده، ولهذا من الصعب بالنسبة له أن يتفهّم حاجات الآخرين وأن يتشارك الاهتمام الذي يحصل عليه من والديه مع أحد.

تظهر مع مولد طفل جديد وجذبه لكل الاهتمامات، أو حين يشعر بأن والده أو والدته يمنحان المزيد من الحب والاهتمام لشخص آخر.

يمكن لنقص الثقة بالنفس أن يؤدي أيضاً إلى الشعور بالغيرة؛ فالطفل يمكن أن يقارن نفسه بالآخرين ويجد أنه أقل منهم شأناً، إضافة إلى مقارنة من حوله بالآخرين له والاهتمام المتزايد بهم أيضاً.

غيرة لأسباب أخرى

وقد تكون الغيرة بسبب الشعور بالنقص لفشل أو إخفاق أو لمرض أو نقص جمال أو عاهة أو لنقص في الحاجات الاقتصادية، ولتحميل الطفل الأكبر مسؤوليات أكثر.

ومرات تكون الغيرة من أبناء الأسر الأكثر غنى أو الأعلى مكانة، وتأتي الغيرة من عدم العدل بين الأبناء؛ الصغير على الكبير أو الذكر على الأنثى والمتفوق على الضعيف.

كما يشعر الطفل بالغيرة لحب سيطرته على الآخرين وعدم شغل أوقات فراغه في الأنشطة المفيدة فينشغل بما لا يفيد.

 

كيفية المعاملة والعلاج

الوسيلة الفضلى لتفادي وتخفيف الغيرة هي أن تظهري له محبتك.

ولابد من التعرف على أسباب الغيرة لعلاجها، هيا أشعري الابن بقيمته ومكانته بالأسرة معنوياً وعملياً نعم؛ فلا تتردّدي في إظهار حبك له والتعبير له عن هذا الأمر مراراً.

امنحيه الاهتمام وخصّصي وقتاً لممارسة نشاطات معاً، ليشعر بتهديد أقل وبالتالي غيرة أقل.

هنّئي طفلك وأسمعيه بعض التعليقات الإيجابية لمساعدته على كسب ثقته بنفسه، مما سيبعده عن مقارنة نفسه بالآخرين والشعور بالغيرة.

من أجل المولود الجديد

حضريه لولادة المولود الجديد أو حين الارتباط بشريك جديد مع إشعاره بالحب، يمكنك مثلاً أن تقولي له: «سيكون لديك أخت صغيرة، ولكن هذا الأمر لن يغيّر حبّي لك.

ساعدي طفلك على التعبير عن مشاعره وأخبريه بأنك تفهمينه، وعوديه على حياة الجماعة وأن الحياة تعاون وأخذ وعطاء وعليك احترام حقوق الآخرين.

أخبريه بأن لا مكان للأناني في قلوب الناس وتحدثي معه عن فضل الحب والأخوة والإيثار، وأن الحياة فشل وانتصار وتقدم وتأخر.

عودي طفلك على الحوار والمناقشة والمصارحة وذلك يتم بالمصادقة والحب والمزيد من إبداء الاهتمام والتقدير.

غيري أسلوب تربيتك

نعم، تجنبي أولاً عقاب الطفل أو السخرية منه وخاصة أمام أي أحد، ولا تكثري من مدح أحد أمامه إلا إذا كان لطفلك الغيور نصيب مساوٍ منه.

أشبعي حاجة طفلك النفسية من الحب والتقدير والأمان وبث الثقة في النفس، وسيادة جو الود والتعاون والتسامح في الأسرة.

لا تهملي الابن الغيور وادفعيه ليعبر عن انفعالاته بشكل متزن، وتحاوري معه حول غيرته بأسلوب غير مباشر.

اجعلي طفلك الغيور من المولود الجديد يساعدك في العناية بالمولود، ولا تنتقديه عندما يقلد أخاه الوليد في بكائه أو التبول غير الإرادي أو غيرها من السلوكيات الطفولية المرتدة.

وأخيراً ينبغي مهما كانت الفروق العرضية الدائمة بين الإخوة أو الزملاء استثارة الموازنات الفردية المؤدية إلى الغيرة، وهذا لا يمنع بالطبع من إجراء المباريات الترفيهية والتحفيز لبذل الجهد وخلق الفرص أحياناً لتعويد الإخوة والأخوات أو التلاميذ بعامة على تقبل الفشل المؤقت بصدر رحب