قصص وتجارب من داخل العزل الصحي

غرفة العزل
غرفة العزل
عبد الله الطاير
فحوصات كورونا
5 صور

في الوقت الذي انتشر فيه فيروس كورونا المستجد، والأعداد الهائلة من الإصابات والوفيات، إلا أن هناك تجارب وقصصاً وردت على ألسنة أصحابها، تبعث الأمل وتعطي القوة لمقاومة هذا الفيروس، وهي قصص قام أصحابها بنشرها كتغريدات على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»؛ بهدف التخفيف من القلق والخوف اللذيْن يشعر بهما البعض جراء انتشار الفيروس في الوقت الحالي. نتعرف على بعض منها في التالي:


المبتعثة أريج أحمد والهروب من القطيع!


تروي المبتعثة لرسالة الدكتوراه في بريطانيا، أريج أحمد، قصتها التي عنونتها بـ«الهروب من القطيع الإنجليزي».
تقول: «بدأت القصة في منتصف يناير، عندما بدأت وسائل الإعلام البريطانية أخيراً بتداول أخبار الفيروس الغامض، وما يحدث في ووهان الصينية، لكن ذلك لم يصاحبه أي خوف أو قلق شعبي، ولم يؤثر ذلك على الحياة في لندن، أو في ساوثهامبتون، ولا على الحياة الجامعية».


الخوف والقلق وفقد الثقة

fhs.jpg


ورغم أن أريج واصلت الذهاب إلى محاضراتها بالشكل المعتاد، وإرسال ابنتها إلى المدرسة، إلا أن العبارة التي قالها لها أستاذها أصابتها بالذعر والهواجس؛ إذ قال: «لقد وصل الفيروس إلينا، أعتقد أن الآف المصابين يتحركون الآن في البلد بلا فحص ولا عزل ولا أي تدخل حكومي».
منذ ذلك الحين، قررت أريج عزل نفسها وأسرتها كلياً في المنزل. إلا أن مدرسة ابنتها أخبروها بأنه في حال تغيب ابنتها، فسيتم تحويلهم للمحكمة؛ بتهمة حرمان طفل من التعليم.


العودة للبلاد!


بعد محاولات حثيثة في إيجاد طريق للعودة إلى الوطن، تمكنت أخيراً من الوصول إلى جدة، فانبهرت بداية بالإجراءات الاحترافية التي تنفذها الفرق الطبية في المطار. ثم انتقلت أريج إلى مكة، وتقول عن عزلتها: «أيامي هنا متشابهة، لا تخلو من كآبة، لكني أشعر بالسلام الداخلي. في العزلة تتعلم التربيت على كتف نفسك، وتصبح أقل قسوة معها. أشتاق لصغيرتي سديم، أراها وأكلمها عن بُعد، لكني أفتقد احتضانها».‎


عزل بعد العودة من الخارج

bd_llh_1.jpg


أنهى الكاتب عبدالله الطاير، كاتب زاوية التفكير المسموع في صحيفة الجزيرة، فترة العزل الصحي مؤخراً، بعد عودته من لندن منتصف شهر مارس.


استسلام للقرار


يقول الطاير إنه عند وصولهم للمطار، تم إخبارهم بأن عليهم التوجه إلى العزل الصحي. يقول: «لم يكن بالإمكان سوى الاستجابة للتعليمات والاستسلام للقرار»، وتوجهت الحافلة إلى مكة المكرمة؛ ليستقر ركابها القادمون من لندن في أحد الفنادق المخصصة لذلك، والبقاء في العزل لمدة 12 يوماً دون إجراء الفحص، وكانت الهواجس السيئة تراودهم. بعد الانتظار تم أخذ العينة. ورغم أن النتيجة استغرقت يومين إلى ثلاثة أيام، إلا أن الطاير وصفها بأنها «أطول فترة انتظار» يتخللها الكثير من التوهم بأعراض المرض. وعبّر الطاير عن شكره للطاقم الصحي المشرف عليهم.


نصيحة من داخل العزل

lzl_0.jpg


حاتم يروي حكايته من داخل غرفة الحجر الصحي بمكة المكرمة، يقول: «لم أكن أشعر بأية أعراض، سواء كانت حرارة أو سعالاً، كانت مجرد أعراض زكام موسمي عندما وصلت من السفر، وفي المطار قام موظفو وزارة الصحة بالإجراءات اللازمة، واستمروا في التواصل معي بشكل يومي. وبعد يومين طلبوا مني التوجه لأقرب مركز صحي؛ لإجراء تحليل فيروس كورونا، والآن أنا في العزل».
حاتم الذي لا يزال في العزل الصحي، يقدم للجميع نصيحة بضرورة الالتزام لمن يشعر بأي أعراض؛ وذلك بعزل نفسه حتى لا يضر أسرته، ويُعزل في المستشفى بعيداً عن أهله وأحبابه».
************


التغلب على عزلة كورونا

 

كيف يمكن للشخص الذي يعيش في حجر بغرفة لمدة 14 يوماً أن يتغلب على العزلة؟ يقول الدكتور حسين الشهراني، استشاري الطب النفسي العام والطب النفسي الجنائي، إنه بشأن الأفراد الباقين بالحجر الصحي، ولمدة 14 يوماً، ندرك تماماً أن هذه الفترة هي فترة زيادة القلق لديهم، وبالتالي يحتاجون إلى أن يدركوا أن نسبة الشفاء عالية جداً، وهذا شيء مطمئن ولله الحمد. الأمر الآخر؛ هم بحاجة إلى كثير من الدعم الأسري والتواصل الاجتماعي؛ من خلال قنوات التواصل الاجتماعية والمرئية، إضافة إلى إيجاد روتين يومي؛ من خلال ممارسة الأنشطة المتاحة والترفيهية والعمل عن بُعد، وذلك لتعزيز الجوانب الإيجابية والتخفيف من القلق».